12‏/6‏/2012

إني أرى الملك عاريا..!!!


تروي الأسطورة القديمة أن ملكا جبارا لا يجرؤ احد من مملكته على التعبير بأي شكل من الأشكال عن رأيه بخصوص تسيير الشأن العام الذي كان الملك يديره من خلال طقمة فاسدة همها الأول والأخير مصالحها الخاصة والانغماس في ملذات الدنيا والمتاجرة بالوطن وأمور المواطنين ، وكان هذا الملك مولعا بالثياب حد الجنون ، حتى شاع أمره بين الناس ، فقدما إليه محتالان زعما إنهما سيصنعان له ثوبا عجيبا بمناسبة عيد عرشه ؛ ثوب لا يراه إلا من هو على درجة عالية من الذكاء والفطنة والكياسة وأصحاب الجدارة والاستحقاق ، ويعمى عن رؤيته كل من هو بليد وساذج وأحمق ، فأعجب الملك بالفكرة وطلب إليهما الإسراع في حياكة الثوب قبل حلول عيد العرش ، فطلبا إليه توفير مستلزمات صناعته من ذهب وفضة وأنواع من الحرير الفاخر ، فأمر لهما بما طلبا وكانا المحتالات يخزنان ما يحصلان عليه من تلك المستلزمات في مخبئ لا يعلمه إلا إياهما ، وقضيا ليال وأيام منهمكان في حياكة الثوب الوهمي ، حتى أكملاه واتيا به الملك فأوهماه إنهما يلبسانه الثوب بحضور حاشيته ولا احد يجرؤ على البوح بأنه لا يرى شيئا خوفا من اتهامه بالبلادة والحماقة والغفلة بمن فيهم الملك نفسه حتى لا تتهمه الحاشية بأنه على ذلك الحال ، وبعد انتهاءهما سألا الحضور عن رأيهم في الثوب ؛ فأجمع الكل انه ثوب فريد من نوعه ولا يليق إلا بمقام " صاحب الجلالة " ، خلع المحتالان الثوب على الملك وجهزاه لليوم الموعود.
حل عيد العرش والكل يتملكه شغف كبير لرؤية ثوب الملك العجيب الذي انتشرت أخباره بين أرجاء المملكة ، واحتشدت الجماهير وطوابير الشرف انتظار قدوم الملك ، وما هي إلا ساعات حتى حل موكب صاحب " الجلالة " والملك المعظم يتقدمهم وشعبه العزيز يهتف ويصفق ويدعون له بطول العمر ، ولا احد يمكنه نعت الملك بالحالة التي هو عليها إلا طفلا صغيرا كان يقف إلى جانب أبويه ، صاح بصـوت عال: " إني أرى الملك عاريا " ، وكان الملك عاريا فعلا.
مرة أخرى تنكشف عورة الإصلاحات المزعومة التي يروج لها المخزن وأكاذيبه التضليلية حول الحريات العامة والتحولات الكبرى التي يشهدها المغرب في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي أصبحت لا تنطلي على احد ، فإذا أخذنا بمعايير عالمية محايدة ؛ كتقارير المنظمات والوكالات المتخصصة في تقييم الأداء السياسي والحقوقي والاجتماعي والاقتصادي للحكومات ، نجدها غالبا ما تصنف المغرب في مراتب متأخرة جدا تتناقض صراحة مع الهالة والبهرجة الإعلامية التي يحيط بها المخزن أي خطوة ليجعل منها قبة يسوقها للعالم هدفه الأول والأخير منها هو التغطية على الفساد الذي يعم أرجاء المملكة ، وتضليل الرأي العام الدولي والوطني وشغله عما يعانيه المواطن المغربي البسيط من معاناة يومية تمس حريته وكرامته وقوت يومه. ناهيك عن الاخطبوط الاقتصادي الذي من خلاله استحوذ الملك وحاشيته على كامل مفاصل الاقتصاد المغربي وحوله إلى مؤسسات خاصة تحتكر كافة أنواع الأنشطة الاقتصادية وتفرغ جيب المواطن المغربي المغلوب على أمره في جيب " صاحب الجلالة ".
فمتى يستفيق النظام المغربي من غفلته ويدرك أن زمن خداع الشعوب قد ولى إلى غير رجعة وان لحظة الانقضاض آتية لا ريب فيها فإن لم تكن اليوم فغدا ؟.
 أما آن للشعب المغربي المسكين أن يضع حدا لهذا الاستهتار والاستخفاف بمشاعره والتلاعب بمصيره وكبريائه ويصيح بأعلى صوته ، إني أرى الملك عاريا ؟.
 بقلم : سمير

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review