المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي اول مجلة صحراوية حرة ومستقلة تصدر بمخيمات اللاجئين الصحراويين

31‏/12‏/2012

مخاض عام من الانجازات والنضال مستمر

السالك امحمد المصطفى (tersal)
في مثل هذا الوقت يتوقف الكثيرون في مختلف أنحاء العالم يتأملون حصاد عام مضى قد أصبح في ذمة التاريخ, ويتلمسون ملامح عام جديد لا يزال جنينا في رحم الغيب. هذه الساعات الفاصلة بين عامين تخضع للكثير من المراجعات والكثير من التوقعات. وهي في كل الأحوال ساعات مفعمة بالأمل أن يأتي العام الجديد ليحتوي توقعات وطموحات تهب الجميع شعورا بالرضا والثقة في الغد المرتقب.
مضى عام كامل من أعمارنا بساعاته وأيامه وأشهره بما فيها من إنجازات وإخفاقات، وأفراح وأتراح، مضى بأحداثه الجسام العظيمة وبأحداثه التافهة التي لم تلفت انتباه أحد، مضى ولم يختلف كثيرا في عناوينه عن عناوين أعوام مضت محملة بآلام وعواصف وآمال لم تلامس وجداننا فحسب بل وأحدثت بداخلنا هزات ووخزات لم ولن نتخلص منها ولعلنا نتوقف في هذه الإطلالة القصيرة لنسلط  الضوء على  اهم و أبرزالمحطات، التي استطاع شعبنا بنضاله وصبره ان يحققها في هذا العام على جميع المستويات
دوليا:
حملت التطورات و المستجدات الحاصلة على أكثر من صعيد مزيدا من المكاسب و النجاح للقضية الوطنية بفعل الآلة الدبلوماسية الوطنية الفاعلة وعدالة القضية, فمصادقة البرلمان السويدي بالأغلبية على قرار يدعو الحكومة السويدية بضرورة الاعتراف الرسمي بالدولة الصحراوية خطوة تاريخية قد تعزز الاعتراف الرسمي بالدولة الصحراوية بأوروبا، و مصادقة اللجنة الرابعة المكلفة بتصفية الاستعمار على مشروع لائحة يدعم حق شعبنا في تقرير مصيره، و تقرير روس الذى قدمه لمجلس الأمن الدولي بعد زيارته الأخيرة التي قام بها للمناطق المحتلة و مخيمات اللاجيين و تقرير البرلمان الأوربي الذي أقر بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، مطالبا  المغرب باحترام حقوق الانسان في  الصحراء الغربية , و تجديد حركة عدم الانحياز لموقفها الداعم للشعب الصحراوي في اجتماعها الاخير بالعاصمة الايرانية طهران , وتاكيد الاممية الاشتراكية دعمها للشعب الصحراوي في موتمرها الاخير بكيب تاون بجنوب افريقبا ,كلها صفعات قوية في وجه دبلوماسية الرباط.
ففي ظل التعتيم الاعلامى الممنهج لدولة الاحتلال و الصعوبات التي يفرضها المغرب على وسائل الإعلام الأجنبية لمنعها من رصد ما يجرى من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من قمع للمظاهرات و اعتقالات عشوائية و محاكمات جائرة و تقييد لحرية الرأي و التعبير في المناطق المحتلة من وطننا..اللا ان  زيارة , المقرر الخاص بمناهضة التعذيب للامم المتحدة ووفد  مؤسسة روبيرت كيندي للعدالة وحقوق الإنسان و اربع منظمات دولية  مرافق لها و المؤسسة الدولية الأمريكية للمرأة و الإعلام اماط الثام عن جبروت الغاصب وتلاعب محاكمه.
كما كانت قضيتنا الوطنية حاضرة وبقوة في جل المحافل و المناسبات الدولية مثل قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي، تنصيب رؤساء دول في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وغيرها من المناسبات من خلال حضور رئيس الدولة وعدد من قيادة  الجبهة , فشكلت الاحداث التالية:
تخليد الذكرى المئوية  للحزب الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا الاولى , مراسيم تشييع الرئيس الغاني الراحل جون ايفانز انا ميلر  , القمة العالمية الأولى للمهجر الإفريقي التي شهدت مشاركة واسعة لرؤساء الدول و ممثلي الدول أعضاء الاتحاد الأفريقي, إضافة إلى حكومة تجمع دول منطقة الكاريبي وأمريكا الجنوبية واللاتينية إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية, حفل تدشين المقر الجديد للإتحاد الإفريقي على هامش القمة 18 للتحاد الافريقي , انعقاد القمة السابعة للنساء الافريقيات حول السلام , بالعاصمة النيجيرية أبوجا , الزيارة الرسمية الى تنزانيا الاتحادية بدعوة رسمية من نظيره التنزاني السيد جاكايا مريشو كيكويتي, مراسيم تشيع الوزير الاول الاثيوبي الراحل ميليس زيناوي في قلب العاصمةالاثيوبية اديس بابا والتي شهدة حضور اكثر من 20 رئيس دولة وحكومة  و27 وفدا برئاسة وزراء و اكثر من700 موفد من مختلف دول العالم , زيارة جمهورية ايرلاندا والاستقبال الرسمي من قبل الرئيس الإيرلندي السيد " ميكل دي هيغر " , وزيارة الدولة الى الجمهورية المكسيكية .
فرصة  سانحة لرئيس الجمهورية  لاجرى  العديد من اللقاءات مع رؤساء الدول والوفود المشاركة  لاطلاعهم على آخر تطورات مسلسل السلام في الصحراء الغربية  , داعيا  إياهم  إلى الانخراط الفعلي والفوري في تطبيق خطة التسوية الأممية الإفريقية، والتعجيل بتنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي. وبعدم غض الطرف عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف أجهزة القمع المغربية في الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية . وقد أظهرت اللقاءات تطابق وجهات النظر حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، مجددين مواقف بلدانهم المتشبثة بتطوير علاقات الصداقة والتعاون مع الجمهورية الصحراوية وحق الشعب الصحراوي الراسخ في تقرير المصير والاستقلال
محليا
شهدت السنة أحداث هامة أبرزها ترسيم ولاية جديدة (بوجدور) و إنطلاق الندوات السياسية الإنتخاب أعضاء المجلس الوطني  بمختلف الولايات والمؤسسات الوطنية وتم تنصيب المجلس رسميا يوم 27 فبراير تزامنا مع ذكرى إعلان الجمهورية.
كما احتضنت ولاية اوسرد النسخة الثانية من الندوة الوطنية حول سياسات الشباب، التي خصصت لدراسة المواضيع ذات الصلة بالشباب و استعراض تجاربه والبحث في آفاق تشغيله و توجيهه و مساهمة جيش التحرير الشعبي الصحراوي في استيعاب وتشغيل القوى الصحراوية الشابة ولاعداد القوة القتالية للمقاتل الصحراوي اعدادا سليما شهد منتصف هذا العام تخرج دفعة خاصة في الفنون القتالية من قاعدة الشهيد هداد واخرى من مدرسة الشهيد الولي العسكرية .
قصد الرفع من مستوى أداء الفئة العمالية الوطنية لمسايرة التطورات الحاصلة في عالم الشغل دوليا بما يمكن العامل الصحراوي من كسب و تطوير مهاراته عقد العمال الصحراويين مؤتمرهم السابع بولاية بوجدور وفي ختام اشغاله تم تجديد الثقة في الأمين العام السابق داعيا لتكاثف الجهود لربح المعركة المصيرية .
بولاية الداخلة  تم انعقاد ملتقى الأمناء و المحافظين الذي انعقد بالتزامن مع تخليد الذكرى الـ 36 ليوم الشهداء المصادفة ليوم الـ 9 يونيو من كل عام بمشاركة أعضاء في الأمانة الوطنية والحكومة و عدد كبير من الإطارات العسكرية و المدنية و قد خرج الملتقى ببيان ختامي و عدة رسائل و توصيات كما شهد إلقاء عدة محاضرات أكاديمية في مجالات مختلفة سياسية, اجتماعية ذات صلة بالقضية الوطنية والمجتمع الصحراوي و سياسات الجبهة
كما شكلت الزيارة التضامنية لبعض المتضامنين الاسبان ممثلو المنظمات الاسبانية الى مخيمات اللاجئين الصحراويين عقب قرار الحكومة الاسبانية ترحيلهم عن العمل في المخيمات حدثا بارزا و محطة جديدة في مسيرة التضامن و التآزر مع شعبنا و هي الخطوة التي استحقت تكريما رسميا لهؤلاء أصدقاء الشعب الصحراوي الأوفياء . فقد خص رئيس الجمهورية, الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، الأخ محمد عبد العزيز, وفد المتضامنين الاسبان, باستقبال رسمي
مضى عام 2012 وقد عاصرنا به الكثير والكثير من الأحداث السياسية محليا وعالميا، وقد اخترت في هذه السطور أهم الأحداث لنتذكّر معا كيف مرّ العام السابق ونحن نستقبل العام الجديد يكون شعبنا قد رسم باتقان استراتيجياته الكفيلة بتحقيق مانصبو اليه جميعا تحت  راية رائدة كيفاحنا الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب دولة صحراوية مستقلة عاصمتها العيون وكل عام ووالصحراويين بالف خير.

الوحدة الانسانية

 محمد المخطار البشير
نشط احد الحقوقيين الصحراويون امسية تحسيسية بواقع حقوق الانسان في المدن المحتلة من الصحراء الغربية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان و المنظم من طرف  جمعية اطفال  الباسكية، فبعد ان سرد الواقع المر و بتفاصيل  دقيقة مدعومة بالصور و اشرطة فيديو  اصيب الحضور بالذهول الى درجة ان البعض اطلق العنان للدموع  مع التضرع الى الله  ان يرفع الظلم عن المظلومين، كان المشهد يدمي القلوب، تدخلت فتاة اسبانية لتسأل و هي تحت الصدمة من هول ما  سمعت  عن دور المواطن المغربي كانسان  في استنكار  الممارسات الهمجية و البوليسية للمخزن  في حق الانسان الصحراوي، لكن للاسف لم يكن بين الحضور انسان  مغربى و لا انسان يمتلك  اجابة واضحة و مقنعة للرد على السؤال، فاتت الاجابات  علي شاكلة "الملك هو الآمر و الناهى" و "المغاربة مسيرون وليس مخيرون"  قبلت الفتاة  الاجابة  لكن بقي  في نفسها شئ من  لماذا؟ و كيف؟ واين؟ و حتى؟ .
لان جميع  اسباب الجهل بحيثيات وتاريخ الصراع  المغربي الصحراوي قد زالت بعد ان تحول العالم الي قرية و اصبحت المعلومة في متناول الجميع و من مصادر مختلفة و ولي زمن الوصفات الاخبارية المعلبة الالزامية الواحدة و الوحيدة.
و هبت رياح التغيير لتعري انظمة  و تقتلع اخري من جذورها وتحرر الانسان  من وصاية اعلام الدولة  و قد  بات لزاما   علي جميع الاشقاء  المغاربة الشرفاء ان  يبحثوا في  ماضى و حاضر الصراع  بكل موضوعية  و في هدوء و تركيز تام بعيدا عن  ضجيج معزوفات  المخزن  البالية مثل   "الوحدة الترابية " و "المسيرة الخضراء"  و "العيون عينية" و "الصحراء ديالنا" و ما شابه ذلك، والارتقاء من منزلة المفعول به الى مرتبة الفاعل الواعي والمتلقي الذكي، هذا وعلي كل مستوطن او مستثمر مغربي  منتفع  بشكل مباشر أو غير مباشر من خيرات و مقدرات الصحراء الغربية و الاكيد يراهن علي بقاء الوضع  كما هو عليه أن يتأمل و يراجع حساباته فهذا لا يمكن ان يستمر واهل الارض  يعانون من ثلاثية اللجوء ,الفقر و الاستبداد طال الزمن او قصر و التجارب التاريخية  الداعمة لذلك كثيرة و الغد لناظره قريب.
   فانتم مدعوون الى  وحدة  انسانية قبل الكلام عن وحدة ترابية، فكلنا بشر وقد نختلف فى الرَأي و لكن دون  الخروج من دائرة الانسانية فقد رأينا جمعيات اسرائلية  مناصرة لحق الفلسطينيين  و شاهدنا الامريكيين يخرجون في مظاهرات منددة  بالتدخل  العسكري الامريكي  هنا و هناك   .
خرجتم للتنديد بجرائم الاسرائليين في غزة جزاكم الله خيرا شئ  أثلج قلوبنا، لكن الاقربون اولي بالمعروف، نسجن و نعذب  و نقتل و تستباح اعراضنا و نحرم من ابسط حقوقنا أمام انظاركم و تحت اسماعكم  ولا تحركون ساكنا، قد  تكون لكم اسباب ومبررات نحن نتفهمها فعصى و سيوف و عيون  المخزن لا تبقي و لا تذر، لكن الزمن تغير و هامش تحرك  أعداء الانسانية تضائل في العالم والفرصة متاحة  اكثر من اي وقت مضى و الساكت عن الحق شيطان أخرس.

المقاومة الوطنية.."الإعلام نموذجا"


بقلم : عالي إبراهيم محمد الربيو
تبادر إلى ذهني أن أكتب هذه الأسطر في الوضع الحالي الذي نعيشه ألا وهو مرحلة اللاسلم واللاحرب, وضع ننسج فيه أرقى أساليب المقاومة الوطنية السلمية مما لاشك فيه، إنما يحز في نفسي هو عدم إستجابة وتفاعل الإعلام الدولي وبالخصوص الإعلام العربي مع مقاومتنا السلمية علما أن الإعلام الذي ساهم بشكل كبير بتأجيج الحراك العربي الأخير. ولعل تناولي لموضوع الإعلام كنموذج للمقاومة لم يكن اعتباطيا في هذه الظروف المحيطة بقضيتنا الوطنية والتي يبدوا أن الإعلام الدولي مازال يتمادى في خيانته لها, لذا توجب علينا صناعة إعلام وطني مقاوم يصنع ويتفاعل مع الأحداث داخل الميدان, ويعمل على تنوير الرأي العام وتوحيد الصفوف وتصحيح المسار من أجل إعادة القطار إلى السكة.
لذا يعد الإعلام المقاوم إحدى الأولويات الأسياسية بالنسبة لكل الحركات التحررية في كل بقاع العالم كافة, وعندما يتم تداول مصطلح صناعة الإعلام المقاوم, فإن أول ما يتبادر إلى الذهن أن الأمر يتعلق بنوع من التجهيز والإعداد كما تتم عمليات صناعة الذخيرة والعتاد أو تأهيل الأفراد. ولأهمية دارسة هذا الجانب خصوصا أن المواجهة مع قوى الإحتلال تزداد يوما بعد يوم في مناطق عديدة من العالم, فقد كان لابد من تسليط الضوء على موضوع الإعلام المقاوم بشقيه: النظري والتطبيقي ومدى نجاعة هذا النوع من الإعداد. وسبل تطويره ليتوافق مع مقتضيات كل مرحلة وحسب خصوصية ظروف المكان والزمان لكل مواجهة دفاعا عن قضية وحق وكرامة هذا الشعب.
تعريف الإعلام المقاوم:
يأتي تعريف الإعلام المقاوم الذي لا وجود لإختلاف جوهري في تعريفه وإن تباينت بعض التفاسير إلا أنها تصب في نهاية المطاف في بوتقة التعريف الشمولي للمعنى ويبقى هذا الإعلام هو الذي يحمل مشروع المقاومة وهويتها ويتبناها نهجا أسياسيا وقضية دائمة وليست موسمية أو أنية أي في وقت الأحداث فقط كما يتحمل النتائج المترتبة عن ذلك, ويدافع عن قضية الشعب والتمسك بالثوابت الوطنية دون دعم لأية مقترحات أو قرارات يتم خلالها التنازل عن هذه الحقوق وكذا تزويد الجماهير بحقائق المقاومة ومقاصدها وأثارها ونقل الأخبار والوقائع والمعلومات المتعلقة بها بصورة صحيحة منضبطة  موثقة داخل المجتمع وخارجه قصد الإقناع والتأثير من خلال الوسائل الإعلامية المتوفرة وكذلك الرد على كل الشبهات والافتراءات والشائعات التي تثار حول المقاومة الوطنية للطعن فيها وفي أهلها, وتحفيز المواطن لأدائها و دعمها بكل الإمكانيات المتاحة والتعبير عن المقاومة السلمية لهذا الشعب ضد المحتل من خلال إستراتجية إعلامية تعتمد على دعوة الرأي العام إلى لمساندتها ودعمها والتركيز على دورها, أهميتها, تضحياتها, إنجازاتها...
وتبقى أهمية وجود إعلام مقاوم شيء مفروض بحكم أنه يعد في الوقت الراهن أداة أساسية لتصدي ومواجهة الإحتلال. وتنبع أهميته من كونه وسيلة تعريف بمشروع المقاومة وأهدافها والدفاع عنها وكذا التعريف ببرامجها  كما هو مهم من ناحية كشف نقاط ضعف العدو وإبراز إنجازات المقاومة وتأثيراتها على الأعداء, ويبقى هذا الأعلام هو أحد أهم أدوات المعركة لذا يقول عليه الصلاة والسلام "جاهدوا المشركين بأموالكم و أنفسكم والسنتكم" - أخرجه أبو داود واحمد النسائي.
ومما سبق ذكره فإن الضرورة تقتضي تشكيل وعي جديد يدرك أهمية الإعلام المقاوم والنظر إليه بوصفه سلاحا أكثر فتكا وأنه أحد الأسلحة التي يستخدمها الأعداء وأعوانهم ضمن مخططاتهم وأسلحتهم التي يخوضون بها حروبهم ضدنا, بالاعتماد أيضا على الحملات الإعلامية التي تسبق دائما الحملات السياسية والعسكرية بل هي التي تشارك في صنعها كما في بعض الأحيان يكون الإعلام هو السلاح الوحيد المستخدم في المعركة, ووجوده أصبح من المهم نظرا لحالة الإنبطاح السياسي و الإعلامي الذي يشهده العالم العربي لأنه هو الكفيل بإنتشال المواطنين من حالة الإستسلام والخنوع لحشد الهمم والطاقات لتحقيق الإنتصارات وتعزيز الثقة في النفس وكذا مقاومة الغزو على جميع المستويات بما فيها الفكري, الثقافي, الإجتماعي (الإعتقالات, الإغتيالات, التفقير, التهجير, طمس الهوية الوطنية...).
 لعل أميز مواصفات الإعلام المقاوم هو الإنطلاق من خلال الأيمان الواضح والراسخ  بالنصر وبمبادئ الدولة والحفاظ على الثوابت الوطنية وعدم مجاراة كل فكر يحاول أن يستأصل شأفة الشعب, فالإعلام المقاوم هو إعلام ينبع من واقع الوطن ومن واقع الحفاظ على الهوية الوطنية. كما تكمن أهدافه المحورية في التعريف بحقيقة الرسالة وطبيعة الصراع وتقديم صورة حقيقية صادقة للوقائع والأحداث المتعلقة بعمل المقاومة ومحيطها كما أن له هدفا دفاعيا يسعى إلى رفع معنويات المناضلين وتعبئة مؤيديهم من خلال عرض إنجازاتها أي المقاومة وتصعيد الحرب النفسية ضد العدو والثأر من معنويات قواته من خلال بث روح الإحباط والتشكيك في قدرته على مواجهة المقاومة لإلحاق الهزيمة النفسية به قبل الهزيمة المادية و الدبلوماسية, كما أن هناك العديد من المعارك حقق فيها الإعلام نصرا قبل البندقية وكذلك هناك شعوب ودول استسلمت قبل المواجهة أو تم التأثير عليها, كل هذا يعود إلى قدرة الإعلام المقاوم في إحداث الهزيمة النفسية بالعدو, "والمهزوم نفسيا لايمكن له أن يقاوم"
تأثير الإعلام المقاوم على الرأي العام :
يسعى الإعلام بشكل حثيث من أجل ترسيخ مكانته الإعلامية بغية الوصول إلى تأثير منشود في اتجاهات الرأي العام العالمي, الشيء الذي يفرض عليه ممارسة فلسفة بث الصورة والذي يجمع كل أصحاب الإعلام والرأي على أن المزاج العام يتأثر بمشهد الحدث وصورته أكثر من تأثره بسماع تفاصيل الخبر, كما تبقى دائما الصورة مهمة جدا في التعبير والتأثير بالإضافة إلى أنها شاهد على الحدث وأداة للمصداقية ودليل يمكن البناء عليه في مسائل نقل الحقيقة أو التعبير عن موقف ما.
ولعل كل صورة يتم التقاطها من ميدان الحدث سواء كان بأيدي مصورين مهنيين محترفين  أو بأيدي متطوعين هي سند إثبات لحقيقة مهمة وورقة رابحة في مسيرة التقدم والإنتصار على أكاذيب العدو وإعلامه. ولا ننسى كم تجلت كذبة حقوق الإنسان وإدعاء الإنسانية عندما تبث صور لتدخلات ومداهمات سلطات الإحتلال بكل أشكالها ضد منازل المواطنين العزل والمناضلين المنتفضين سلميا للمطالبة بالإستقلال والحرية, وأخرى تسربت من داخل سجون الإحتلال الموحشة والمظلمة والتي بثت أيضا أبشع ظروف القهر والإهانة الحاطة من الكرامة الإنسانية التي يعيشها سجنائنا السياسيين هناك.
وبعد كل هذا تبقى صناعة الإعلام المقاوم تحديا حقيقيا في مشروع الدولة لبناء الكيان الحضاري بعيدا عن هيمنة القوى الإستعمارية, لهذا يجب تكوين مراكز أو مؤسسات إعلامية تدار من قبل مختصين إعلاميين وطنيين يواجهون الحرب الدعائية النفسية والتضليل الذي ما فتئ يمارسه في حقنا المحتل وأعوانه بحرب إعلامية مدروسة ومخطط لها على أسس علمية تعتمد على تشتيت وتفرقة الجماهير.
 وختاما هدفنا من هذه الرسالة إختيار الوسلية الأنسب من بين الوسائل المتاحة, لأن هذا ما يعبر عن رغبة الشريحة الكبرى من أبناء شعبنا الأبي الطامح في إعلام حر نزيه عنوانه "مقاومة الإحتلال" و يأخذ بناصيته خبراء وإعلاميين أكفاء, تمتلكهم الجرأة وتعشق نفوسهم التضحية من أجل وطن مستقل, لتتوفر عندئذ فرص الإعلام الحقيقي القادر على الوقوف في وجه المحتل و إستئصال جذوره من أرض طاهرة سقيت بدماء جرحانا الأوفياء وشهدائنا الأبرار.
وبهذه الأسطر ينتهي بي الكلام راجيا من الله تعالى أن ينفع بهذه الأسطر كل من ساعد في نشرها وتعميمها على كل من يهمهم أمر هذا الوطن الجريح.
والله ولي التوفيق..

27‏/12‏/2012

كل عام وكريستوفر روس بألف خير

لخليفة ادويهي
نودع سنة 2012 بحلـوهآ ومرهـآ . لكن هذا العام الذي نودعه كان الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لنِـزاع الصحراء الغربية، أكثر شخصية صنعت الحدث سنة 2012 بامتياز .الدبلوماسي الأمريكي روس صنع الحدث عندما قدم تقرير لمجلس الأمن شهر ابريل 2012 ، والذي طالب فيه بمراقبة قوات الامم المتحدة " المينورسو " لحقوق الإنسان بالصحراء الغربية ، فيما اتهم المبعوث الأممي المغرب بالتجسس على بعثة الأمم المتحدة بالمنطقة ، بهذا التقرير يحبس روس أنفاس المملكة المغربية، ويكون مادة دسمة للصحافة المحلية، التي تناولته من منطلق الوطنية العمياء المتأثرة بمخدر إسمه الوحدة االترابية المغربية، ضمير وعاطفة الصحافة المغربية مثل التماسيح حين تذرف دموعا وقحة، لتبدأ الصحافة عزفها بترديد الاغنية المشهورة، لعيون عينيا والساقية الحمراء ليا ولواد وادي يا سيدي .
باستثناء بعض المواقف الصحف والأقلام، الحرة بالمغرب التي عارضت سحب الثقة من كرستوفر روس من منطلق الروح المهنية.
وفي شهر مايو الماضي، تابعنا مسلسل سحب ثقة المملكة المغربية، من كريستوفر روس بسبب ما أسمته الرباط "تسجيل انزلاق على التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة"، اضافة الى "تآكل مسلسل المفاوضات الذي اضحى دون افق ولا تقدم".
اسطوانه مشروخه لا يمل تكرارها المسؤولين المغاربة، يستغبون المواطن ويظنون أنّهم هم من يملك الحكمة، وفصل الخطاب فيطلقون ما هب ودب من شعارات ودعايات لتخدير عقل المواطن، وتبدأ محاكمة كرستوفر روس في مخيلة المواطن المغربي، لتكون الدولة المغربية هي الضحية وكرستوفر روس هو المجرم، هذا ما ينسجه خيال المواطن المغربي، و قائمة الأدلة المعتمدة للاتهام كرتسوفر روس عند المواطن أساسها من الشحن الأعلامي والخطابات الحزبية المغربية .
انتهج المغرب سياسة لسحب الثقة من روس اعتمدها من المسلسل المكسيكي " انت او لا أحد "، واصبحت وزارة الخارجية المغربية، تقول انت او لا أحد سواك من تسبب في تآكل مسلسل المفاوضات الذي اضحى دون افق ولا تقدم. غريب وعجيب هذا النوع من الكلام ، مع العلم أن المبعوث الشخصي للأمين العام بالصحراء الغربية يشرف من بعيد على التقرير السنوي من خلال مجموعة من تقارير متكاملة يسهر بشكل مباشر على اعدادها المبعوث الخاص للأمين العام بالصحراء الغربية ومن الجانب الميداني يعدها وينجزها اعضاء البعثة الأممية المتواجد بالميدان وعدد افراد البعثة 230 مقسمين الى ضباط الشرطة و مراقبون عسكريون و موظفين مدنيين دوليين و متطوعين من الأمم المتحدة.
يوم الأربعاء 31 أكتوبر، يخلق روس الحدث هذه المرة من مدينة العيون كبرى المدن الصحراوية ويكون بذالك كريستوفر روس اول مبعوث شخصي للأمين العام يلتقي مع السكان الصحراويين ويشاهد ويسمع عن قرب ماذا يحدث بالمنطقة. تقرير روس الذي قدم امام مجلس الأمن يوم 29 نوفمبر الماضي ، قال فيه" إن حقوق الإنسان ليست جزءا من مهمتي " . وهذا كلام صحيح وصريح يريد من خلاله تمرير رسالة بطريقة غير مباشره وذكية . يذكر أعضاء مجلس الأمن أن مهمته لا تشمل مراقبة حقوق الانسان و كأنه يهمس بطلب بطريقة اخرى من اجل توسيع صلاحية البعثة او صلاحياته لتشمل مراقبة حقوق الانسان بالصحراء الغربية.
بهذه الاحداث كان كرستوفر روس هو اكثر شخصية صنعت الحدث 2012 ويبقى الدبلوماسي الأمريكي حاضر بقوة كوسيط أممي بقضية الصحراء الغربية رغم ما يحاك خلف الكواليس في بعض العواصم الكبرى ضده، لكن في الوقت الحالي كل شيء يصب في مصلحته حتى تعيين الجديد جون كيري لمنصب وزير الخارجية خلفاً لهيلاري كليتون ليعطي دعم اكبر من الأدارة الأمريكية لنجاح مهمة روس .
الصحراويين يعلقون آمال كبيرة على الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس ، من أجل تسريع بحل قضية استعصت على الحل . اتمنى ان لا يخيب آمالنا فيه لأنه اذا طال أمد حل الأزمة سيولد من رحم اليأس والعنف والترهيب والبطالة افكار متطرفة وراديكالية.
نودع عام ونستقبل عاماً اخر ونقول لكريستوفر روس كل عام وانت بخير
سنة سعيد وكل عام وانت بالف خير.

25‏/12‏/2012

المثقف الصحراوي والوفاء للشهداء

مصطفى عبد الدائم
(  كثيرون حول السلطة..قليلون حول الوطن )
                              غاندي
عندما يلتزم المثقف الصحراوي الصمت ، فهل يتعلق الامر بحياد ماكر يتحين الفرصة للانقضاض كتابات قوية تزخر قوة وعنفوانا ؟ أم أن رقاب المثقفين قد ناخت تحت هيمنة السياسي الذي  كنس الثقافي وسييد النعرات والمال والجهل واسترشد بهم ؟
طبعا هناك مسافة كبيرة بين ما اعتبره حيادا ماكرا يشبه بالضبط ذاك الهدوء الذي يسبق العاصفة ، وبين الخنوع الذي يجسده تراجع المثقف عن لعب دوره التاريخي وتواريه وراء محترفي السياسة وزمرة الكتبة وليس الكتاب ممن استغلوا الفرص وتبوؤوا عروش مواخير التكسب .
و لكن قد يكون من الأفضل أيضا الحديث عن ارتباك مؤقت للمثقف الصحراوي بين ارتباطه العضوي بحركة تحررية فرضت عليه الالتزام بالنضال الحركي والسياسي الصارم والذوبان في الة صناعة المواقف الايديولوجية ، ما جعله يبتعد عن أدواره الأساسية الأخرى والتي من أهمها اغناء الفكر والثقافة السياسية بالتحليل والاستشراف .
ولاشك أن المثقف الصحراوي واجه معيقا فكريا كبيرا يتمثل في كيفية قراءة هذا الفعل الذي يتناغم فيه الثوري والمؤسساتي وما يعتمل في داخل هذا الفعل من تناقض فالثورة ( تحمل في طياتها معنى الفوضى ) والمؤسسات ( والتي تعني النظام ) . ان هذا الانحياز الصامت لمناطق الظل وضع المثقف الصحراوي في موقف المتفرج والمتخلي عن مهامه التاريخية بل والمتلقي النبيه لدروس السياسي يجترها بأمان . فهل حان وقت تخلص المثقف الصحراوي من ارباكه الفكري وولوج المساحات الايديولوجية الواضحة وتسليط أضواء العقل على مناطق الابهامات الفكرية والسياسية .
في اعتقادي الشخصي و( والاعتقاد بمعنى الايمان وليس الظن ) أن تنمية الثقافة وقدراتنا التحليلية والمساهمة في الفعل التاريخي بالاصطفاف ايديولوجيا وسياسيا الى جانب شهداء القضية الوطنية .
فما معنى الوفاء للشهداء ؟
الوفاء للشهداء هو وقوف أمام كل  هذه الفؤوس والمعاول التي تنال من ذاكرتنا بالهدم ، والتي مهما كان الألم الذي تسببه لي  فانني بهذا الجهر وفاء للشهداء  ليس بمقدور أي كان أن يسرق مني الفرح .. الفرح في ترسيخ تحرري من كل تبعية لغير مبادئ ثورة العشرين ماي الخالدة .. والفرح أيضا في رفض شروط  من وضعت النتائج الأولية لتضحيات الشهداء والمناضلين الشرفاء تحت أيديهم سلطة ونفوذا بها  تتجرأ اليوم على وأد الفكرة وتحريف المسار .
الفكرة كانت الموت من أجل الحرية والكرامة وفق مسار تحرري ثوري يخدم مصالح جميع الصحراويين ودون استثناء على قاعدة الشرعية والاستحقاق والقدرة المتجددة على العطاء دما ومالا وفكرا .
ولأن الفكرة كانت من الخصوبة بحيث فضحت العقم الفكري الذي يعانيه من تتملكهم الرغبة في بلوغ السلطة وترسيم حدود الوصاية وتوزيع الغنائم على ذوي القربى والخدم والتبع ... فقد أصبح لزاما عليهم خيانة الفكرة وذلك بالاستيلاء على كل المنافذ والمداخل والمخارج ودون وجه حق من جهة ومن جهة أخرى تشجيع الخصومات والتنافر وبث روح العداء واذكاء النعرات واغناء البعض على حساب الأكثرية ضمانا للولاءات ... وهكذا تحولت الفكرة من فضاء للتاخي والتازر والتلاحم والتضامن ... الى  مكان مغلق للمكائد والدسائس والخديعة ...
هكذا وبدل الوفاء للشهداء .. وللفكرة النبيلة والعظيمة التي استشهدوا من أجلها .. فكرة أنه لابد وبعد كل هذه العقود الضائعة تحت أنواع من الأستعمار أن يتحرر هذا الشعب الصحراوي ويحقق حلمه التاريخي في بناء الدولة الصحراوية المستقلة .. ولن يتحقق هذا الحلم طبعا الا ببناء الذات التي يجب أن نعترف أنها تعاني الآن من ألم جماعي .. يجب أن نعترف أن مجتمعنا الصحراوي يعاني من سيادة حداثة معطوبة .. ويجب أن نعترف أننا نغض الطرف عن تجاوزات خطيرة وخطيرة جدا ومنها أن هذه الثورة فقيرة وفقيرة جدا جدا جدا  فمن أين لك هذا يا هذا ويا ذاك .
أقول بدل الوفاء للشهداء واحتضان الفكرة والربط بينها وبين مسارنا في الحياة والمقاومة ، اختار من لن أسميهم بأسمائهم ولكن بأفعالهم أليس الانسان نتيجة أفعاله ؟ والمقصود أولئك الذين يفرضون حصانة على حقيقة السياسي فيجعلونها فوق كل اعتبار ولا تقبل الاختلاف ويصرون على الولاء السياسي ضامنا   للحق في التقاسم .
أن الوفاء للشهداء هو كسر لطوق الانغلاق السياسي الذي يجتهد تحت مسميات مختلفة من أجل محو الذاكرة واغتيال رفيق الامس ، وهو وقوف ثابت وبصدر عار أمام كل رصاص الجهل والحقد والكراهية والفراغ والتي لا تطلقها رشاشات العدو فقط .
الوفاء للشهداء في زمن التدافع نحو الامتيازات مغامرة واعية ومفكر فيها من أجل منح الذات فرصة ابداع مصيرها .. ولكن الوفاء للشهداء مغامرة لأن من بين نتائجها المتوقعة في ظل تمجيد الأشخاص وسيادة الولاءات والتمكن ممن يحمي الظهر وينصر الأخ ظالما وظالما دائما ويعتبر نقد المسؤول تجاوزا للخطوط الحمراء ... ومن نتائج هذه المغامرة التي أقبل عليها دون ندم أو اسف استخدامها ذريعة لاعدامي مدنيا ودون محاكمة من طرف من يخافون التحرر من المغلق ومن الواحد ...
الوفاء للشهداء مقاومة علنية لمن يحاولون بشتى الوسائل كتابة تاريخ قاسي ومؤلم يلغي التاريخ الجماعي للشعب الصحراوي ويمحو ذاكرته النضالية .
الوفاء للشهداء تصدي لكل النكرات التي ترتب في الظلام لقاءات  توهم بها نفسها أنها على موعد مع التاريخ .. التاريخ الذي كتبه الشهداء والمناضلون الشرفاء في المعتقلات السرية  والسجون وفي كل المواقع . وسأستمر في الوفاء للشهداء وليس لمن يقول كان أبي ...
وٍسأتخذ في الوقت المناسب ما يجسد أكثر هذا الوفاء الصادق للشهداء ، وما يمكن من جعل هذا الرأي جماعيا لأن الحقيقة نصنعها جماعيا ولا نمتلكها بالمفرد  .

واخرجت الثقافة اثقالها

الكوري سيداتي
ان المتتبع للاحداث والتطورات الاخيرة على مستوى الساحة الوطنية وخاصة منها الانشطة الوزارية يلاحظ دون عناء استحواذ قطاع السيدة الاولى على جل الوقت او قل البرنامج الوطني في وقت تكاد تختفي فيه جهات اخرى عن الساحة بحجة عدم القدرة على تنظيم اي انشطة تهم عملها، وهنا يطرح السؤال لماذا هذا التفاضل بين الجهات ام انه يجوز للثقافة مالايجوز لغيرها في ظل تحكم وزيرتها في كل صغيرة وكبيرة في دولتنا التي نريد، أهي سياسة مقصودة تهدف لتقزيم باقي الوزراء واظهارهم على انهم اناس لايطبقون برامج وزارتهم السنوية وبالتالي ابراز وزيرة الثقافة لوحدها في الساحة في محاولة لايهام الراي الوطني انها الوحيدة التي تعمل بجد وتفاني من خلال حرصها على تنظيم اكثر من مهرجان ثقافي بين قوسين في عام واحد واكثر من يوم دراسي داخل المخيمات وخارجها.
  وعلى هذا الاساس نتسائل من اين مولت وزارة الثقافة كل هذه الانشطة الضخمة ؟ وهل صادق البرلمان على كل هذه الفعاليات في عام واحد وهو العارف انها مضرة بالميزانية العامة في عز الازمة الاقتصادية العالمية؟ ولماذا لايتم تقييم كل هذه الانشطة والوقوف على نتائجها؟.
لقد نظمت وزارة الثقافة لوحدها سنة 2012 مهرجان الثقافة والفنون الشعبية وتظاهرة آرتيفاريتي، ومهرجان السينما، واسبوع الجمهورية بتندوف واسبوع الجمهورية بوادي سوف الجزائريتين، كما نظمت اياما دراسية حول المسرح والشعر الشعبي وإقامة امسيات شعرية ومسابقات اخرى في حين عجزت وزارة الاعلام مثلا عن عقد ندوة تخصصية حول الاعلام  وهي المدرجة في برنامج الحكومة السنوي، وانقضت السنة الحالية دون ان يجتمع شمل الاعلاميين الصحراويين في ندوة تناقش هموم قطاع حساس بدأ يتهالك هو الاخر بسبب التلاعب وضعف التسيير وقلة الموارد المادية.
والى جانب الاعلام  يجد قطاع التعليم وبكل مايعني من اهمية لمستقبل الدولة والاجيال القادمة يجد نفسه معزولا بحيث لايتم تغطية الدخول الاجتماعي كما يجب، ولا حتى الندوات الخاصة بالتعليم والتربية والاشراف لا تحظى لا باهتمام رسمي كبير ولا بتغطية اعلامية كبيرة كما هو الشان عندما يتعلق الامر بالثقافة.
كما يجد الريف الوطني نفسه معزولا ومهمشا في ظل موجة جفاف خانقة تجتاح المنطقة منذ سنوات، في حين يتم تنظيم ملتقى جاليات الشمال بشكل يكاد يكون موسمي وترصد له ميزانية كبيرة بينما تعاني باقي قطاعات الجالية في الجنوب واروبا من قلة الاهتمام الرسمي وعدم ايجاد حلول لانشغالاتها وهمومها اليومية.                                      
  هذه امثلة طرحتها هنا واردت لفت الانتباه اليها واخيرا تبقى تساؤلات ملحة تجب الاجابة عنها :  ماذا حققت وزارة الثقافة من وراء كل هذه الانشطة ؟
وهل نجحت هذه المهرجانات في نشر الوعي لدى الرأي الوطني باهمية الثقافة وضرورة التمسك بها وحمايتها ، ام انها زادت الفهم القاصر عند الكثيرين على ان الثقافة لاتعني سوى سهرات فنية وشعر ورقص وغناء وفرق موسيقية ؟

23‏/12‏/2012

ســــؤال الحــال والمــآل ؟؟ بين قول الوزير... و مقال الكاتب السجين


بقلم : أندكٌـسعد ولد هنَّـــان* 

تابعنا في جدب صحرائنا الإعلامية الرسمية، بتركيز كبير ما ورد في لقاء شبكة أميزرات الوطنية مع وزير شؤون الأرض المحتلة .... و لم نجد صراحة ما يشفي ظمأئنا للمعلومة الوطنية و التحليل الوطني و الإستشرافية الوطنية و الإقناع و الإقناعية .... و ملامسة الوجع الوطني و تحديد مرتزكات أسباب التحكم في تغيير أسباب الإخفاقات و صنع عوامل الوثوب الثوري الواعي الواثق الواعد الحاسب للإكراهات الواعي بمخاطر التحديات المتربصة في مخاض عسير و خطير فيه المصير بين تقاطب 
فرض شروط الحل كما نريد ؟؟
و إكراهات التسويات التي يلوَّح بها .... و ما تعنيه من تنازلات: في ماذا ؟؟ و عن ماذا ؟؟
و علاقة كل ذلك بتصليب الموقف الوطني بتعزيز الوحدة الوطنية الحقيقية و ليست الشعاراتية !! على إعتبار أن أوحدية تمثيل الجبهة الشعبية ( البوليساريو ) هو صمام أمان العبور السياسي الآمن في كل المخاض !! و بالتالي هي اختيار استراتيجي ... بما يَستتبع ضرورة تقوية و صقل ضمان ضمانة أوحدية تمثيلها أي الوحدة الوطنية و بِتَـمَـثُّــلها للإختيارات لكل و بكل شعبنا الصحراوي الأبي المكافح دون أي إحساس بالإقصاء أو التهميش 
فتابعنا رحلة سباحة عبور أكثرهي إستعمال قِرَبَ ( جمع قربة ): << يَدَكَا أَوْكَتَـا و فـُوكَ نَـفَــخَ 
و ركوب أمواج متلاطمة تتقاذفها عناصر تحليل يهرب عن مكاشفة الذات و إستمزاج عناصر مناعتها و تصليبها بإعتبارها مرتكز الترجيح !!! بالإرتماء غير المتناسق  و لا المقنع في رحلة إستأناس بإعادة إنتخاب أوباما و تعيين جون كيري فاته أنه في أفق يؤطره الحوار الإستراتيجي الأمريكي - المغربي و الأمريكي - الجزائري المتزامن، على إيقاع أزمة الأمن في منطقة الساحل و الصحراء !!؟؟ و إستحداث كريستوفر روس للديبلوماسية المكوكية على أنقاض فشل المفاوضات و إيجاد رابط بين الأمن في الساحل و الصحراء و حل قضية الصحراء الغربية ... في أي إتجاه ؟؟؟ على قاعدة القول الشعبي القائل: <<  كٌـَــدْ كـَـلْـمـَاتَـكْ كٌـَــدْ أَجْـمـَـالَــكْ >> !! و زيارة هولاند للجزائر التي تدخل في سياق إستثمار تبعات إسقاط نظام القذافي و إفتعال أزمة مالي .....!!؟؟ و لائحة إعتراف البرلمان السويدي على أهميتها المعنوية رغم عدم إلزاميتها للحكومة السويدية في هامش " مرونة " الدول الديمقراطية في الموائمة بين متطلبات المباديء و إكراهات المصالح !!! طرد أولوف بالمي  لبوعبيد حامل حقيبة ملك المغرب 1976 لم يوقف زحف الإحتلال المغربي، مصادفة تاريخية شاخصة 
بما نخلص فيه لمحورية عامل تصليب و إستفزاز عناصر و مكامن القوة و القوى الذاتية الوطنية بتقوية و تفعيل و تمتين الوحدة الوطنية .... و هو ما ذهب فيه الوزير مذهب تعليق كل أخطائنا على مشجب المخابرات المغربية !! كأن البعض منا كان ينتظر منها ما غير الدسائس و السموم
و هو ما يحيلني الى
ما لم يقله الوزير أعكيك ..... في ســــؤال الحــال والمــآل ؟؟
هو أنه 
 لا تتسرب الأعاصير الى دولة إلا إذا عثرت على ثقوب حقيقية في بنيتها ونهج
حكومتها وخلل في التركيبة و السياسات
ليكون المقال الصرخة الوثيقة الوطنية الإستراتيجية ... مقال الوفاء للشهداء
للكاتب الوطني الكبير و المناضل فارس القلم و السجون مصطفى عبد الدائم 
قراءة مبدئية نقديــة وطنيــة في ســــؤال الحــال والمــآل ؟؟
من صلب إعتمالات الواقع 
منطلقات، آمال، تطلعات، إكراهات، إخفاقات، إنتصارات، تحديات، مخارج و بدائل
ردا أبلغ و أصدق و أعم  من أية رد
على ما ذهب فيه !! أكثر من إليه ألأخ وزير شؤون الأرض المحتلة 
ليعلـــق
ســــؤال الحــال والمــآل ؟؟ بين قول الوزير...  و مقال الكاتب السجين
في تضاريس مشهد وطني تقول القراءة المبدئية النقديــة الوطنيــة للكاتب الوطني مصطفى عبد الدائم
أن
-
 ان من وضع نفسه خارج مبادئ ثورة العشرين ماي وخالف مقررات مؤتمرات الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وتصرف ضد التوجه الاستراتيجي العام المؤسس على الوحدة الوطنية، يجب ان يوضع حيث يستحق ان يوضع لا اقل ولا اكثر
-
 ان الاستمرار في سياسة ذر الرماد في العيون وترويج ان ما يرتكب من أخطاء قد لا يؤثر على التوجه العام ، ولا على سؤال لماذا تأخرنا في بلوغ الحل النهائي؟
-
 كلها معتقدات واهية وذاكرتنا ليس بالضعف الذي ينسينا تجارب مريرة عشناها ولم نتجاوز تبعاتها لحد الآن
-
 ان الذهاب الى المستقبل لن يتحقق أبدا بالتخلي عن جزء منا ومن تاريخنا النضالي
-
 ما لم نتحلى بالقدرة والقوة للتطهر من كل الشوائب ومن (الكويفرة) تحديدا
-
 ما لم نتخلى عن تعليق كل أخطائنا على مشجب المخابرات المغربية
-
 ما لم نواجه كل هذا بصدق وصفاء فإننا حتما سنتأخر كثيرا وكثيرا جدا
-
 أهم سبل التحرر التخلص أولا من بعض أنواع اليقين التي اكتشفنا انها خارج سياقها او لم تعد في موضعها ومنها أن
+
 الإنصات للذاكرة لا يجب ان يكون اهتماما منصبا على الماضي بل يجب وبالضرورة ان يكون تفكر في المستقبل
+
 إشراك الجميع تحت طائلة الوحدة الوطنية التي تستوجب منا الآن والآن بالضبط تدقـــــــيقــا في: التعـــــــــــــــــريـــــــــــــــــــــف يقطع مع استغلالها اللفــظــــــي وتحوير غاياتها لصالح أهداف منتقاة ومصالح بعينها
الواجب اتجاه المستقبل يلزم بالقول انه
+
 لا وجود لثورة محافظة، كما أنه لا وجود لتجربة نضالية سليمة وطاهرة
+
 وجب التوجه بالنقد كأحد المبادئ الستة عشر لهذه التجربة وإلا فإنها ستـــــــحجب عنا الرؤية والتَّـــــــــمَـــثُّــــــلْ الجيد لمعطيات الواقع وتحولاته
+
 من المؤسف أن يختزل الفعل النضالي في شخص وأن يترك تدبير مرحلة بكاملها لإبداع فردي
+
 التعاطي مع الأخطاء القاتلة بمنطق تزييف الوقائع وتحريف الحقائق والدفع ببعض الأمور لتأخذ منحى تسلطي على حساب الطاقات الجادة والإمكانات القادرة على خدمة القضية الوطنية وعلى جميع المستويات
+
 برز ذلك بشكل جلي في تسويق من اساؤوا للقضية الوطنية إساءة استغلها العدو ورغم ذلك لم تتأثر أسهمهم ولم تتأثر مواقعهم المكفولة سلفا وعلى حساب من قدموا أرواحهم ودماءهم وأموالهم ووظائفهم فداء للوطن
لقد تعلمنا من التاريخ ان التخلي عن الروح النقدية يولد ثقافة التسويغ والتبرير، ويوظف المنتوج الثقافي الرمزي لخدمة مصالح ظرفية لا تصمد أمام امتحانات التاريخ.
تابعوا ما قاله مصطفى ولد عبد الدائــــــم في مقاله الرائع مقال
الوفاء للشهداء 


*مقاتل من جيش التحرير الشعبي الصحراوي
الناحية العسكرية الرابعة

 

22‏/12‏/2012

لقاء خاص مع السيد حمادة سلمى وزير الداخلية

تعتبر وزارة الداخلية إحدى وزارات السيادة بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
و منذ تاسيسها اسندت لها جملة من الاختصاصات الجليلة ذات العلاقة بالمواطن الصحراوي بمخيمات اللجوء والاراضي المحررة ، ومع مرور الزمن تشعبت تلك الاهتمامات وتنوعت بتعدد الانشغالات وتحديث السياسات مع كل مؤتمر شعبي عام ، وبالتالي كان من الضروري مسايرة هيكلة الوزارة للاهداف الآنية والمستقبلية لكل مرحلة لتضطلع بدورها المنوط بها وفق القوانين والنظم المعمول بها في كل مرحلة.
وبانصرام سنة كاملة على مصادقة المجلس الوطني الصحراوي على برنامج الحكومة لسنة 2012 ارتاينا في هذا العدد استضافة الاخ حمادة سلمى الداف، وزير الداخلية لمحاورته بشان ما تحقق من برنامج وزارة الداخلية والخوض معه في تفاصيله.
الأسئلة العامة
1. شرعتم حديثا في جولة إستطلاعية لإمتداداتكم في الولايات ، فما هي دواعي هذه الجولة ؟ وماهي أهم الإستنتاجات التي خرجتم بها ؟
الجولات التفقدية أحد أساليب التسيير التي تمكن الجهات المركزية من الوقوف ميدانيا على حقيقة الأشياء على مستوى امتداداتها، سواء عن طريق المعاينة أو عن طريق التفتيش وهي ليست أسلوبا جديدا على التسيير في ظل الدولة الصحراوية ،بل كان معتمدا منذ البداية إلى جانب المسابقات الوطنية التي تكون قاعدة التحكيم فيها البرامج الوطنية المطلوب من الجهات إنجازها، هذا الأسلوب يساعد الهياكل المحلية والجهوية على التحرك وإنجاز البرامج كما يشكل فرصة ثمينة لنقاش مشاكل التسيير مع الإمتدادات التحتية والإطلاع على الإنشغالات العامة للمواطن.
الجولة الاخيرة التي قمنا بها ليست الأولى خلال هذه السنة ، لكنها تتميز بكونها تأتي في نهاية السنة وبالتالي هي فرصة للتقييم والوقوف على ما أنجز وما لم ينجز من البرنامج السنوي للوزارة من اجل استشراف آفاق عمل السنة القادمة ، وبالتالي فقد تميزت هذه السنة فعلا بإنجاز أكثر فقرات البرنامج، وكل الولايات شهدت مبادرات إضافية سواء في ميدان البرمجة وتفصيلها أو في ميدان التكفل بالفئات الضعيفة من المجتمع أو ما يتعلق بنظافة الدوائر ومحيطها وغير ذلك.
الجولة مكنتنا كذلك من الوقوف على نتائج مهمة سنعتمد عليها في صياغة برنامج السنة القادمة أهمها:
- الإرتياح الكامل لتجربة الشرطة المحلية وما شكلته من إضافة في ظل الظروف الأمنية الجديدة ، والحاجة الماسة لمواكبة هذه التجربة وترقيتها حتى تكون في المستوى المطلوب.
- بروز البلدية كحلقة أساسية وهامة في التسيير بحكم الأعباء التي أصبحت تتحملها وبروز الدائرة كحلقة تنسيق وضبط ومتابعة وهو ما يطرح للنقاش البنية الهيكلية المناسبة لمعالجة النتائج المترتبة على هذه الوضعية.
- أهمية الإعتناء بالمديريات المركزية التي يقع عليها عبئ متابعة تسيير الوظائف المعنية بها على المستويات التحتية خاصة من حيث البناء الإداري والتكيف مع الحاجات المتنامية للمواطن والتوفيق ما بين العمل على مستوى الإدارة والمعاينة والمتابعة الميدانية وبالخصوص في ميدان الأمن والإحصاء والبرمجة والتخطيط وترقية الإدارة المحلية والجهوية والشؤون الإدارية والتنظيمية.
الجولة من ناحية أخرى شكلت مناسبة للوقوف على جملة من المشاكل والإنشغالات ذات الصلة بالمواطن والتسيير ستنظر الوزارة في كيفية معالجتها بالتنسيق مع مركزية الحكومة والوزارات الأخرى المعنية.
2. ماهي أهم الخطوات التي باشرتموها لترقية الإدارة المحلية والجهوية؟
فعلا الإدارة المحلية والجهوية حلقات هامة وأساسية، تحتاج إلى تركيز وجهد خاص ليس للبدإ من الصفر ولكن لإستكمال الجهد الذي كان قائما منذ بناء الإدارة الوطنية وترقيته في جوانبه الإدارية المرتبطة بالصيغ والأدلة الإدارية من ناحية وعصرنة الإدارة من ناحية أخرى على الرغم من أن الأولوية هذه السنة كانت للميدان الأمني وميدان الشرطة بالذات.
هناك إشكالات لابد من معالجتها مرتبطة بتهيئة المقرات العامة للدوائر وترميمها وتجهيزها من حيث الأدوات الإدارية والمكتبية ومن حيث مصادر الطاقة الكافية لتشغيل أجهزة الإعلام الآلي وأجهزة الطبع والتكثير مع التركيز على التكوين المستمر للأطقم الإدارية وإعداد البرامج الإدارية التي تساهم وتساعد في الضبط والبرمجة والمتابعة ، كل هذه القضايا أصبحت أساسية وهامة وأبرز ما ميز هذه السنة هو استحداث مديرية وطنية للبرمجة والتخطيط وظيفتها الأساسية تفصيل البرامج السنوية المطبقة على المستوى المحلي والجهوي في رزنامة وطنية تراعي مواعيد الإنجاز وتوزيع البرامج بشكل متعادل ما بين الولايات بالإضافة إلى التكفل بقضايا البرمجة الرقمية والسهر على مساعدة السلطات المحلية والجهوية في إنجاح برامج الإعلام الآلي وتوظيفها في الإدارة وحل مشاكل الأعطال الفنية والتقنية التي تعاني منها الأجهزة.
هذا الميدان لم ينل منا الجهد الكافي هذه السنة نظرا لأولوية الميدان الأمني والحاجة الماسة للإعتناء به لكننا حاولنا منذ البداية وضعه في دائرة الإهتمام والإنشغال العام حيث تم تنظيم دورة تكوين وتدريب لصالح رؤساء الدوائر والمدراء المركزيين للداخلية حول فن القيادة وأسلوب التسييير بالإضافة إلى تنظيم ورشات أخرى حول قضايا هامة في العملية التسييرية والتنظيمية منها التنظيم العمراني للسكن ، نظام الحالة المدنية والإحصاء ، قانون الوحدات الإدارية والإقليمية وقضايا أخرى على هذه الشاكلة تبرز أهميتها كلما تنامى المجتمع وتعددت إحتياجاته ولم تكن المركزية وحدها هي صاحبة الإهتمام بهذا الموضوع بل سجلت مبادرات أخرى على مستوى الولايات شملت الحلقات الأساسية والمحلية والسلك الإداري العامل فيهما ، الغاية من كل ذلك هو الرفع من مستوى التسيير على المستوى الجهوي ، المحلي والأساسي.
3. أين وصلت مسألة مراجعة وتفعيل جهاز الشرطة بمختلف مكوناته كضرورة ملحة لمواجهة التحديات والمخاطر الأمنية؟
الأمن هو الحياة وكل الوظائف الأساسية للمجتمع لايمكن أن تؤدى إلا في ظل ظروف وأوضاع أمنية مستقرة ومن هنا كان من الطبيعي أن تشكل الشرطة كجهاز أمني أولوية في برنامج الوزارة خاصة مع الحاجات المستجدة في بناء هذا الجهاز.
الأمن في الواقع العام للمجتمع كان دائما أمنا وقائيا ، لم يكن الشرطي في يوم من الأيام في حاجة لان يظهر بسلاحه ولا بوسائل الدفاع عن النفس الأخرى حتى يكون في المستوى الكافي من الإستعداد لمواجهة المخاطر الأمنية المحدقة بنا ، كان يكفي أن يظهر فقط بزيه ليحافظ على النظام العام في المواقع المكلف بتأمينها ، نحن الآن أمام واقع جديد وتحديات جديدة بحيث أصبحت الجبهة الأمنية هي الجبهة الأمامية التي يحاول العدو من خلالها إختراقنا وتفجير جبهتنا الداخلية معتمدا بالأساس على الجوسسة والحرب النفسية والدعاية المضادة وعلى عناصر الجريمة المنظمة موظفا الواقع والمخاطر الأمنية الأخرى التي تعاني منها منطقة الساحل المجاورة لنا، كوسائل لزعزعة استقرارنا والتشكيك في قدرتنا على المقاومة والصمود وبالتالي إنتاج عدو هلامي غير محدد يمارس الحرب ضدنا بالنيابة عنه، وبشكل آخر يحاول جرنا من حرب تحرير للوطن إلى حرب ضد تجار المخدرات والتطرف وعناصر الجريمة المنظمة الأخرى.
واقع كهذا بقدر ما يتطلب التجنيد الكامل للمواطنين فإنه يستدعي كذلك وجود أجهزة أمنية قوية منظمة وقادرة على مواجهة هذه التحديات وبكفاءات علمية وقتالية عالية ، وهو ما استلزم منا الإسراع بإدخال جميع المنتسبين للشرطة بداية السنة في فترة تكوين وتربص لمدة شهر ونصف مكنتنا من مراجعة القوة البشرية ووضعيتها الوظيفية وخلق حالة الإستنفار الضرورية التي تستلزمها متطلبات المرحلة الأمنية داخل عناصر الجهاز وتعميق مفهوم الأمن الوقائي كوسيلة ناجعة بصفة دائمة في مواجهة أية مخاطر أمنية مهما كان نوعها حيث أثمرت هذه الفترة عن إعادة الإنتشار على المستويين المحلي والجهوي بالتركيز على الشرطة المحلية كتجربة أظهرت الظروف أهميتها أكثر من أي وقت مضى، بالإضافة إلى تذليل أغلب العقبات التي كانت مسجلة على مستوى التسيير والتكفل بالعاملين في الجهاز.
هذا المجهود كلل بالعديد من الجولات الميدانية والتفصيل في الخطط والبرامج الأمنية وفي مختلف المستويات بحيث أصبحت كل الحلقات على بينة مما هي مكلفة به ضمن المنظومة الامنية العامة وهو ما انعكس بشكل جلي على الوضعية العامة التي شهدت استقرارا عاما وتراجعا ملحوظا لمستوى الجريمة.
هناك خطة وطنية شاملة لبناء جهاز الشرطة الوطنية بمختلف أسلاكه انطلاقا من عملية تقييم موضوعية لما هو قائم وما يجب أن يكون عليه الجهاز وأبرز ما تظهر الحاجة إليه هو دعمه بالكفاءات المختصة في ميدان الأمن العمومي والضبط القضائي والإستعلامات وهو ما استدعي منا توظيف وبشكل مستعجل أكثر من 150 جامعيا حاصلون على شهادة ليسانس يحتاجهم الجهاز ، إنه تحد ولكنه التحدي الذي ينبغي تحقيقه فلدينا الثقة الكاملة بأن كفاءاتنا الجامعية تحذوها الرغبة الكاملة في بناء الدولة بمختلف مؤسساتها والتي من بينها الشرطة ، ومن هذا المنبر نعلن لكل جامعيينا أن أبواب الشرطة الوطنية مفتوحة أمامهم ليؤدوا فيها واجبهم الوطني وسيجدون كل العون والدعم من الحكومة الصحراوية العازمة على بناء هذا الميدان وترقيته.
صحيح أن الشرطة هي مكون من مكونات وزارة الداخلية مثلها مثل البريد والإتصال والقضايا الإدارية الأخرى ، لكنها ستبقى ولمدار السنوات القادمة إحدى الأولويات التي تتطلب جهدا إضافيا انطلاقا من حجم التحديات الأمنية التي نواجهها.
4. ماهي الإشكالات التي تعيق تفعيل خدمة البريد الصحراوي ؟
البريد الصحراوي إحدى المؤسسات الوطنية الهامة ورمز من رموز السيادة كان بناؤه وإيجاده في ظل ظروف حرب التحرير الوطنية فكرة نيرة ومتقدمة تستدعي التنويه والإشادة لأنه ومهما تكن الأنقاص والعوائق التي تشهدها هذه التجربة فإن المجهود الذي تم القيام به شكل بحق نواة حقيقية لمؤسسة ستشمخ وتنمو مع الوقت.
لقد شكل توقف التمويل الذي كان يدعم هذا الجهاز عائقا كبيرا أمام تطوير هذا الميدان وتواصل عملية بنائه لكن أهميته كذلك دفعت الحكومة الصحراوية رغم المصاعب الكبرى التي خلقتها الأزمة الإقتصادية إلى تذليل كل الصعوبات والعراقيل التي يمكن أن تحول دون تأدية هذا المرفق لمهامه خاصة ما يتعلق بالآليات المطلوب منها ضمان الخدمة العامة والخاصة للبريد.
صحيح أن المجهود المبذول لازال قاصرا عن تغطية كل ماهو مطلوب فلا زال الخط الرابط مع ولاية الداخلة يشهد قلة انتظام في تأدية الخدمات لكن الموضوع في مجمله مرتبط بتوفر التمويل والإمكانيات لأن الطموح يصل إلى الرغبة في تغطية كل الخدمات البريدية بما فيها المطلوبة في التراب المحرر.
5. ما السبيل لتفعيل عملية محاسبة المسيرين كمطلب ملح تم التعبير عنه في المؤتمر الشعبي العام؟
هذا موضوع آخر ، الرقابة والمحاسبة شكلت على العموم مطلبا شعبيا ملحا وهو أمر ليس بالجديد فلقد كانت البدايات الأولى مؤسسة على المحاسبة والتطبيق الواعي لمبدأ النقد والنقد الذاتي البناء وكنا نقول حينها أنه صابون المناضل ، فلم يكن تصويب المناضل في هيئته بدءا من الخلية إلى أعلى هيئة مسألة تطرح إشكالا ، لكن ضرورات التسيير حتمت ترقية أساليب الرقابة والمحاسبة فتم إبداع الندوات والمؤتمرات الشعبية العامة والمؤتمرات الشعبية الأساسية كوسائل تتم من خلالها محاسبة المسيرين ومراقبتهم أمام الجماهير وقواعدهم الشعبية كل حسب حالته وموقع المهمة التي يشغلها ، الموضوع تطور حسب التجربة الذاتية للتنظيم الوطني لتضاف على الأساليب السابقة الذكر ملتقيات الأمناء والمحافظين ولجان الرقابة التابعة للأمانة الوطنية في مرحلة ثم رقابة المجلس الوطني الصحراوي منذ انعقاد المؤتمر التاسع للجبهة 1995 في مرحلة لاحقة ، وحين نتأمل كل ذلك سنجد أن حجر الزاوية في كل عملية رقابية هو المواطن لأنه الضامن الأساسي والوحيد للنتيجة الفعلية لأي عملية رقابية ، فالشعب هو من يختار المسير وهو من يحاسبه وهو من ينزع منه الثقة ومن يختار خلفه وبالتالي فالمسير الفاشل فاشل بحكم الشعب وليس بحكم مسؤول أو فرد ، إن رقابة الشعب هي الوسيلة الأمثل في ظل حرب التحرير، إذ بإمكانها أن تجنبنا استثمار أي عملية محاسبة يقوم بها المسؤول الأول لبقية الإطارات التابعة له ، لجعل منها وسيلة لتصفية حسابات ما بين الإطارات أنفسهم أو لتعميق الخلاف فيما بينهم ، أو لإذكاء أي صراع لايخدم القضية الوطنية في مجمله ، إن ذكاء الجبهة وتنظيمها الوطني فيما يتعلق بعملية الرقابة التي لدينا هو إعتمادها على "الشعب" فهو السيد وهو صاحب القرار والكل مسؤول أمامه ، ذلك هو أيضا ما حذى بالمؤتمر الثالث عشر للجبهة إلى إقرار العديد من المحطات التي تشكل مناسبة لتجديد الهياكل وانتخاب أدوات التسيير ومحاسبتها بمعدل مناسبتين كل سنة ، فإذا كانت السنة الحالية سنة لتجديد أمناء الفروع فستشكل السنة القادمة بحول الله سنة لتجديد رؤساء الدوائر ورئيسات البلديات ،و ستشكل الندوات السياسية حينها مناسبة لمحاسبة المسيرين على مستوى هذه الحلقات لتجديد الثقة فيهم أو لإنتخاب غيرهم ،فبغض النظر عن الرقابة الإدارية الداخلية التي يقوم بها الجهاز التنفيذي على مستواه ، فإن النصوص القانونية ــ فيما يتعلق بالرقابة وممارستها والنتائج التي ترتبها ــ واضحة وجلية وغنية بما يكفي لتعطي كل عملية رقابة نتائجها سواء مارسها المواطن مباشرة من خلال الندوات السياسية والتصويت فيها أو من خلال ممثلي الشعب على مستوى المجلس الوطني الصحراوي ممثلا في لجانه أو مكاتبه أو فيه كهيئة مجتمعة ، ومن هنا فالنتائج تبقى رهينة بمستوى الوعي والنضج الذي وصلت إليه القاعدة الشعبية في حد ذاتها وممثليها ومسيريها الذين تنتخبهم من حين لآخر.
6. كيف سيتم تفعيل عمل المديريات الجهوية والمحلية ؟
هذه السنة عمدنا إلى تفصيل البرنامج السنوي للحكومة إلى رزنامة مفصلة على كل المستويات الأساسية والمحلية والجهوية توضح كذلك المهام والصلاحيات المسندة لكل مسير وماهو مطلوب منه ، هذه الرزنامات تشكل قاعدة العمل الرقابي الذي يجب أن تقوم به مكاتب المجلس الوطني على مستوى كل ولاية لدى معاينتها للبلديات والدوائر والمديريات الجهوية ، لكنها من ناحية أخرى تشكل القاعدة التي يستطيع كل مسؤول حسب تدرجه أن يسائل المسيرين التابعين له على أساسها ومن هنا فكل مديرية جهوية ومحلية ملزمة بإنجاز ماهو مطلوب منها سنويا وسيظهر التقصير جليا مع مرور أشهر السنة وسنقف عليه مع نهاية كل سنة من جهتين مختلفتين ، الجهة الإدارية من خلال رقابتها الداخلية لنفسها ومكاتب المجلس الوطني كجهة رقابة خارجية ، فالرقابة هي الوسيلة الأمثل لتحريك أي جهاز إداري سواءا كان محليا أو جهويا أو مركزيا.
7. ورد في برنامج وزارتكم ما يلي " البحث عن الطريقة الأنجع لتوزيع الجوازات الصادرة على المستوى المحلي والجهوي وذلك في إطار تقريب الإدراة من المواطن هل توصلتم لصيغة تضمن ذلك؟
في هذا المقام بودي أولا أن أشكر الدولة الجزائرية حكومة وشعبا على الدعم والمساندة المتعددة الاوجه، والتي لم تستثن أي ميدان مهما كان شكله بما في ذلك الوثائق، خاصة وثائق السفر.
لقد كانت الدولة الجزائرية ولازالت على استعداد كامل لمنح جوازها لأي لاجئ صحراوي يحتاج للتنقل للخارج سواء لغرض العلاج أو الدراسة أو التكوين أو حين تستدعي مهامه وأعماله ذلك ، ولدى مديرية الجوازات ووثائق السفر الكثير من الجوازات التي تم إصدارها ولم يأت أصحابها لاستلامها بعد وهو مشكل كان لابد من التفكير في حله لذلك اعتمدنا هذه السنة مراسلة الجهات الوطنية التابع لها المعنيون والدوائر التي يقيمون بها لتتمكن من إشعارهم بوجود جوازاتهم لدى المركزية وليتمكنوا من التقرب من الإدارة المعنية لإستلامها.
موضوع الجوازات من المفيد جدا فهمه فلدى الدولة الصحراوية جواز سفرها الذي بإمكان كل مواطن الحصول عليه في حالة سفره للخارج خاصة نحو الدول المعترفة بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ومن هنا يجب إستثمار جواز السفر الجزائري للحالات الضرورية والخاصة لأن أغلب المواطنين يطالبون بالحصول على هذا الجواز وينتهي لديهم دون استعماله أو الخروج به ولو لمرة واحدة ، هذا أمر غير جدي وغير مقنع ويستدعي المراجعة .
8. ماهي الإجراءات المتخذة لتفادي تراكم ملفات جوازات السفر وضياع حقوق بعض المواطنين ومعاناتهم بهذا الخصوص؟
لقد تم تعيين هذه السنة وبمرسوم رئاسي أحد أقدر المدراء المركزيين لوزارة الداخلية مكلفا بملف الجوازات على مستوى السفارة الصحراوية بالجزائر كملحق إداري مكلف بالأعمال القنصلية هناك ، ولا شك أن هذا التعيين ستكون له إضافة على هذا الملف وسيكون الشغل الشاغل للمعني وللوزارة هو ضمان إعداد الجوازات في أسرع وقت ممكن خاصة بالنسبة للحالات المستعجلة وبالخصوص الصحية منها.
الأسئلة الساخنة
9. يمتعض بعض المواطنين من تراخي وزارة الداخلية في صيانة وثائقهم المتعلقة بجوازات السفر مما يؤدي إلى ضياعها فمن المسؤول عن ذلك؟
الأمر لا يتعلق بوزارة الداخلية بقدر ما يتعلق بإجراء قديم متخذ في حق كل الأجانب الذين يمنحون جواز السفر الجزائري والذي يحق للدولة الجزائرية استرجاعه في حالة دخول الأجنبي من جديد لترابها وبالتالي فهو إجراء لا يخص الصحراويين فقط ، ومهما يكن فالوزارة عازمة على إثارة هذا الموضوع في اقرب لقاء لها مع سلطة ذات قرار في الدولة الجزائرية للنظر في الكيفية التي تمكن مواطنينا خاصة الجالية الصحراوية في المهجر من بقاء جوازاتها معها حتى لاتكون المدة التي تأخذها الإجراءات الإدارية لاستعادة الجواز من جديد عائقا من شأنه أن يعطل المعني أو يعرقل عودته بشكل سلس إلى مقرعمله.
10. يهدف برنامجكم المتعلق بالإحصاء إلى تصفية حالات الغش والتحايل المسجلة في موضوع الإحصاء هل استحدثتم إجراءات ردعية لذلك؟
بالفعل شكلت هذه السنة مناسبة للتدقيق في التعداد العام للسكان وتعداد المستفيدين من المساعدات الإنسانية بالخصوص خاصة الأكثر تضررا وتمت تصفية كل المشاكل التي تم الوقوف عليها والمشكل ليس حقيقة الأمر في تعداد المحصيين بقدر ماهو في عجز التعداد المقدم من طرف المنظمات الداعمة والمتمثل في 250001 من تغطية كل مستحقي هذه الإستفادة إذ منذ شهر مارس 2010 لم نستطع توفير النصيب الفردي لكل حالات الإزدياد المسجلة منذ ذلك التاريخ وهو ما طرح عبئ شراء نصيبها على الدولة التي لم تعد قادرة على توفيره بسبب تداعيات الأزمة الإقتصادية العالمية ، والتي اثرت على مشاريع الدعم والتمويل التي كانت تغطي مثل هذا الإحتياج فكان لزاما علينا التدقيق في التعداد البشري المسجل لدينا خاصة بعض حالات الوفيات التي لم يتم التصريح بها في الآجال القانونية المقررة لها ، وإن كنا قد ضبطنا بعض الحالات القليلة إلا أنها غير كافية لحل المشكل القائم ، إن الحل الأمثل هو في رفع نصيب المستحقين للإستفادة ليصل على الأقل الرقم الذي كان مسجلا قبل الآن 165000 على الأقل.
11. أين وصلتم بشان تسوية وضعية الحرس البلدي ؟ ومالإشكالات التي ماتزال عالقة في الموضوع؟
المنتمون للحرس البلدي شريحة من كبار السن الذين أدوا في زمن كان فيه الأداء واجبا نضاليا محضا بدون مقابل واليوم هم آباء لعائلات كل منا ينظر فيهم إلى ذاته في المستقبل ويقرأ فيهم كيف تعامل الدولة رجالاتها الذين افنوا عمرهم في خدمتها وخدمة القضية الوطنية التي ضحوا من أجلها ، من هذا المنطلق وُجدت مؤسسة الحرس لضمان تأطير هؤلاء والتكفل بهم وبإحتياجاتهم الخاصة كشريحة إجتماعية تحتاج الرعاية سواء من خلال مديرية الحرس الوطني في حد ذاتها أو من خلال الجهات الوطنية المختصة كيفما كانت هذه الجهات.
هذا المفهوم هو ما يجب أن نتفق عليه أولا حتى نعرف حدود الموضوع والمسـألة إلى اين يمكن أن تصل؟ ومن ثمه نجتهد في إيجاد السياسات وتنفيذها ، هذه السنة عمدنا إلى صياغة مسودة النظام القانوني الذي يحكم هذه الشريحة ويحكم الإنتماء إليها وما هو مطلوب منها ، ولا ننفي أن هناك مشاكل جمة مسجلة بهذا الخصوص , مشاكل في غالبيتها مادية تحتاج للتمويل والتوفير للتغلب عليها بالإضافة إلى مشاكل خاصة بالفئة في حد ذاتها خاصة فيما يتعلق بتصنيفها من حيث العجز والقدرة على الأداء وعناصر التمييز التي تجعل من يؤدون لا يتساوون مع غيرهم وقضايا أخرى من هذا القبيل.
12. يعتقد البعض أن جهاز الشرطة أضعف مكون في الحلقة الأمنية ما تعليقكم؟
هذا هو التصنيف الذي ارفضه جملة وتفصيلا ، وهو تصنيف ينم عن جهل مركب بعطاء وأداء شريحة من المجتمع قدمت الكثير زمن الحرب ولازالت تقدمه إلى اليوم ، إنه الجهل كذلك بتجربة وطنية تراكمت عبر مراحل حرب التحرير المختلفة ، جهاز الشرطة اليوم هو الأقدر والأكثر كفاءة على التعامل مع المواطن والأجدر والأكثر كفاءة في مسك رأس الخيط لأي جريمة تقع داخل المجتمع ، وله جهاز استعلامات وطني مشهود له بالأسبقية في الوقاية من الجريمة وطرح الحقائق والمعلومات لبعض الوقائع والأحداث المحتملة حتى قبل حدوثها ، وأرشيف هذا الجهاز زاخر بالمكاسب والمآثر في هذا الشأن ، العيب لم يكن يوما في جهاز الشرطة ولا في رجالاته ، العيب كان دائما في الرؤية وبعد الأفق الذي كان من المفروض أن يكون لدى المسيرين القائمين على شأن هذا الجهاز وعلى الشأن العام ، فالأوضاع الأمنية التي كانت بسيطة زمن الحرب لم تواكبها عملية بناء لهذا الجهاز حين تعقدت الأوضاع وأصبحت أكبر منه ، بل لجأنا إلى إدخال الدرك الوطني في العملية الأمنية في وقت كان معنيا فيه فقط بأمن النواحي والمناطق المحررة ، وحين تعقدت الأوضاع الأمنية وزادت مخاطرها أضفنا للشرطة والدرك الناحية السادسة فهل كان ذلك يعني عجز الدرك الوطني كذلك وعدم قدرته ؟ أكيد لا ، وحين زاد حجم الوضعية الأمنية عن كل هذه المكونات استعنا بوحدات من النواحي العسكرية الأخرى ، إذا المسألة لم تكن في يوم من الأيام ضعفا من الشرطة ولا تقاعسا منها لكنها كانت في المحصلة تغييرات متعاقبة على الوضعية العامة الوطنية والإقليمية و حاجة هذا الجهاز إلى البناء والتحديث والتطوير والمتابعة حتى يكون في مستوى مواكبة الأوضاع المستجدة والتأقلم والتكيف معها ، ولعل ذلك ما تم التنبه إليه أخيرا حيث نتوفر الآن على رؤية ذات شمولية في بناء الجهاز والتي حين نستكملها ستصبح الشرطة قادرة على تأمين كل الولايات بمفردها، لتتفرغ بقية الأجهزة للعب دورها في تأمين المحيط وبقية المناطق.
الأسئلة الشخصية:
13. ماذا تعني لكم المصطلحات التالية : الإدارة ؟
الأدارة : فن التسيير بالإعتماد على : الضبط ، التخطيط ، التنظيم، التوجيه ،الإشراف ،التقييم ، الرقابة والمتابعة.
البيروقراطية : علم الإدراة من حيث المصطلح ، وبطؤها وتعقيداتها من حيث التداول.
التسيير : فن القيادة وحسن توظيف البشر والإمكانيات والنجاح فيه مرهون بالقدرة على التوفيق ما بين المهام السياسية التي
تعتمد على تقدير الواقع والممكن والمهام الإدارية التي تعتمد على تطبيق القانون بحذافيره.
الشرطة الوطنية : جهاز أمن وطني مسؤول عن حماية المواطن وضمان طمأنينته وسكينته من انتسب إليه بصدق وإخلاص هيأ
الله له مدخلا من مداخل الجنة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول " عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله "

الوفاء للشهداء

المصطفى عبدالدائم
يقال أن الاشياء لا تعرف الا بضدها ، ولا يستقيم الحال والعود اعوج .
لذلك أجد من الضروري والملح أن يتحلى الجميع بروح المسؤولية كل انطلاقا من موقعه ، وان كنت واثقا في الماضي النضالي لصناع القرار السياسي وتقديري الكبير لهم ، فان ذلك لا يمنعني – وعبر نفس الثقة والتقدير – من الجهر أن الامور قد بلغت درجة لم يعد السكوت عنها ممكنا . وأصبح الواجب الوطني يستدعي اعمال مساطير المساءلة والمحاسبة مادامت الخطوط الحمراء قد تم دوسها بالاقدام . وهذا يعني أن أسباب الفشل قد زرعت وأن نتائجه سنبدء في حصادها . تلك النتائج التي ناضل كل شهداء ثورة العشرين ماي وعلى رأسهم الشهيد الولي مصطفى السيد من أجل ليس فقط تجنب الوقوع فيها ولكن بتر كل اسبابها وتجريم مقترفيها والدعاة اليها .
لقد واتتني في السابق  فرصة من أسف وندم أخرجتني عن طوعي من أجل التنبيه بالصراخ والدموع أن الخطوط الحمراء قد تم دوسها ، وأن المنزلق الواحد يفرض علينا جميعا واجب ليس فقط  التحذير من النتائج ولكن العمل الفوري على اعادة الامور الى وضعها الطبيعي القادر وحده على تأكيد أن الوحدة ليست شعارا ولكنها اختيار استراتيجي ...
ان من وضع نفسه خارج مبادئ ثورة العشرين ماي وخالف مقررات مؤتمرات الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، وتصرف ضد التوجه الاستراتيجي العام المؤسس على الوحدة الوطنية، يجب ان يوضع حيث يستحق ان يوضع لا اقل ولا اكثر ...
ان الاستمرار في سياسة ذر الرماد في العيون و ترويج ان ما يرتكب من اخطاء قد لا يؤثر على التوجه العام ، ولا على سؤال لماذا تأخرنا في بلوغ الحل النهائي ؟ كلها معتقدات واهية وذاكرتنا ليس بالضعف الذي ينسينا تجارب مريرة عشناها ولم نتجاوز تبعاتها لحد الان .انا مؤمن ان الذهاب الى المستقبل لن يتحقق ابدا بالتخلي عن جزء منا ومن تاريخنا النضالي .. ومؤمن ايضا انه ما لم نتحلى بالقدرة والقوة  للتطهر من كل الشوائب ومن ( الكويفرة ) تحديدا ، ومن تعليق كل اخطائنا على مشجب المخابرات المغربية ، وما لم نواجه كل هذا بصدق وصفاء فاننا حتما سنتأخر كثيرا وكثيرا جدا .
لقد تبدى لمن ينأى بنفسه عن الوقوع ضحية الأمزجة الشخصية وأهوائها أولمن يمتنع عن قراءة التاريخ وفق منظور ابن خلدون المبني على العصبية القبلية أو الدينية ، أنه بامكاننا ونحن نبحث في جذورنا أن نستعيد كل الذين بفضلهم نسير اليوم بخطى واضحة لتحقيق ولأول مرة في تاريخ هذا الشعب الصحراوي فرصتنا التاريخية في الحرية والاستقلال واستنادا الى مشروع وطني تحرري تؤطره أسس نظرية قاعدتها أن الحقيقة نصنعها جماعيا ولا نمتلكها بالمفرد .
ان المزاوجة بين الرصيد التاريخي وبين الوعي بقدرات الذات على الاداء والعطاء والتجدد. و الايمان ان سيرورة العمل النضالي في اطاره السياسي والثقافي لابد له من معرفة كيف نتحرر ونحرر بمعنى ان نحرر الانسان والارض معا . ولعل اهم سبل التحرر التخلص اولا من بعض انواع اليقين التي اكتشفنا انها خارج سياقها او لم تعد في موضعها ومنها أن الانصات للذاكرة لا يجب ان يكون اهتماما منصبا على الماضي بل يجب وبالضرورة ان يكون تفكر في المستقبل واشراك للجميع تحت طائلة الوحدة الوطنية التي تستوجب منا الان والان بالضبط تدقيقا في  التعريف يقطع مع استغلالها اللفظي وتحوير غاياتها لصالح اهداف منتقاة ومصالح بعينها .
لا اريد ان اجازف ولكن واجبي اتجاه المستقبل يلزمني بالقول انه لا وجود لثورة محافظة ، كما أنه لا وجود لتجربة نضالية سليمة وطاهرة ، ولذا وجب التوجه بالنقد كاحد المبادئ الستة عشر لهذه التجربة والا فانها ستحجب عنا الرؤية والتمثل الجيد لمعطيات الواقع وتحولاته .
من المؤسف أن يختزل الفعل النضالي في شخص وأن يترك تدبير مرحلة بكاملها لابداع فردي . ويتم التعاطي مع الاخطاء القاتلة بمنطق تزييف الوقائع وتحريف الحقائق والدفع ببعض الامور لتاخذ منحى تسلطي على حساب الطاقات الجادة والامكانات القادرة على خدمة القضية الوطنية وعلى جميع المستويات وقد برز ذلك بشكل جلي في تسويق من اساؤوا للقضية الوطنية اساءة استغلها العدو ورغم ذلك لم تتأثر اسهمهم ولم تتأثر مواقعهم المكفولة سلفا وعلى حساب من قدموا أرواحهم ودماءهم وأموالهم ووظائفهم فداء للوطن ...
لقد تعلمنا من التاريخ ان التخلي عن الروح النقدية يولد ثقافة التسويغ والتبرير ، ويوظف المنتوج الثقافي الرمزي لخدمة مصالح ظرفية لا تصمد امام امتحانات التاريخ .

19‏/12‏/2012

فرنسا الجديدة والمطلوب خارجيا‎

 بقلم الصحفي  : مولاي احمد اليساعة
رغم الحكومات الفرنسية المتعاقبة والفشل في تعاطي ساكن الاليزي مع النزاع في الصحراء الغربية في محاولة لايجاد توازن في الموقف الفرنسي المنحاز بدافع العقدة للطرح المغربي.
هولاند الذي بدأ يتصالح مع التاريخ تجاه الموقف الديمقراطي باعتبار فرنسا قلعة الديمقراطية وحقوق الانسان التي بشرت لها الثورة الفرنسية ورفعتها شعارا وقيما خالدة .
الزيارة التي تحمل في طياتها عديد القضايا كونه اول رئيس فرنسي يولي وجهه شطر المستعمرة السابقة وجنة الارض لدى نخب الفرنسيين الذين طالما حلموا بجزائر فرنسية .
الوجهة الاولى لهولاند لدولة عربية تعطي الانطباع ان قادم الايام سيحمل جديدا على المستويين السياسي والاقتصادي رغم ثقل الملفات المطروحة والتي تنتظر فقط شجاعة الساكن الجديد لقصر الايليزي رغم التركة الضخمة لحكام فرنسا تجاه العلاقة مع الجزائر والتي تعتبر الذاكرة التاريخية المستباحة احد ابرز التحديات للتعاطي معها بايجابية وقد كان الاعتراف بمجازر 17 اكتوبر 1961 بادرت حسن نية تجاه الجزائر وخطوة منقوصة لاستكمال اعتراف فرنسا بجرائمها خلال الحقبة الاستعمارية رغم صعوبة ذلك فرنسيا نخبويا وسياسيا على تعدد صفات الود وحسن النية الذي عبر عنه هولاند مع اعتلائه سدة الحكم ، وحتى عندما كان رجل الحزب الاشتراكي العتيد قبل خوض مغامرة الانتخابات.
ملف النزاع في الصحراء الغربية وحدود التعاطي معه فرنسيا احد الملفات المطروحة على طاولة الحوار الجزائري الفرنسي كون فرنسا التاريخية كانت طرفا بارزا في النزاع منذ بدايته وظلت داعما اساسيا للاحتلال المغربي اللاشرعي للصحراء الغربية .
ورغم البرودة في العلاقة الفرنسية المغربية التي ظهرت اخيرا الا ان فرنسا الاقتصادية ومصالح لوبياتها المتحكمة ظلت سندا وفيا وداعما كبيرا لنظام الرباط  وكان الفيتو الفرنسي ظهرا للمغرب الذي يحميه من الادانة الدولية تجاه انتهاكات حقوق الانسان في الصحراء الغربية.
في مواقف الدول الاوربية تأتي خطوة اعتراف برلمان السويد بالجمهورية الصحراوية كمعطى جديد سيرسم خارطة التعاطي اوربيا وفرنسيا مع القضية الصحراوية في اتجاه الاعتراف بالواقع نحو تعزيز حضور القضية سياسا وحقوقيا.
زيارة فرنسوا هولاند الى الجزائر قد تحي الامل بعودة مثل الثورة الفرنسية وتغلبه على منطق المصالح رغم صعوبة ذلك، فالجزائر كانت ولا زالت وفي ظل الازمة المالية التي تعصف بفرنسا حبل نجاتها من الم المخاض واكراهات الواقع الاقتصادي الفرنسي وهي السياسة التي تلقى الانتقاد اللاذع من طرف اليمين الفرنسي تجاه العديد من القضايا الخارجية التي كانت فرنسا محل الحل والربط فيها وابرز هذه الملفات الملف الصحراوي الذي اعتبره الوزير الاول الفرنسي قضية تصفية استعمار يجب تسويته على قاعدة تقرير المصير رغم عدم اجماع التيارات الفرنسية على تصورات للحل .

استقالة وزير الداخلية

على اثر ضبط سيارة للشرطة محملة بالمخدرات قدم كل من وزير الداخلية، والمدير العام للشرطة ، استقالتهما تحملا للمسؤولية و وفاءا للقسم الذي قطعه كل واحد على نفسه أثناء تقلده لمنصبه، واحتراما لأنفسهم وللشعب الذي يمثلونه.
حتى لا تفرطوا في التفاؤل هذه مجرد امنية بأن يكون لنا مسؤولون يحترموننا ويحترمون انفسهم وقسمهم، اما الحقيقة المرة هي ان لا وزير الداخلية استقال ولا المدير الوطني للشرطة ولا حتى المدير الجهوي الكل يواصل عمله وكأنه يتشرف بما حصل .
والمؤسف اكثر ان الحادث ليس بالجديد فسجلنا ثري بالمهازل المشابهة فقد حدث هذا من قبل مع جهاز الدرك الوطني فلا وزير الدفاع استقال او اقيل ولا المدير الوطني للدرك ولا غيره، وكذلك الامر مع حادثة خطف المتعاونين الأوربيين لا احد في جهاز الامن الوطني تحمل المسؤولية .
لكن الغرابة ليست في ذلك، بل في من ينتظر من وزير الداخلية ان يقدم استقالته، فهذا الوزير لم يستقيل او يقال حين كان وزيرا للعدل وكانت وثائق وزارته تباع موقعة على بياض من طرف الجهة المعنية ، ولكم ان تتصوروا ان شهادة جنسية صحراوية موقعة على بياض من طرف عدة قضاة كل واحد منهم بختمه وتوقيعه تباع لمن يريد ان يكون صحراوي، او صحيفة السوابق العدلية موقعة على بياض بنفس الطريقة تباع لمن يريد ان يكون غير مسبوق قضائيا.
نعم حدث هذا وأكثر ولم يعاقب أي مسؤول بوزارة العدل بالإضافة الى هذا كله فقد فر مساجين من المؤسسة العقابية مرات عديدة وفي النهاية كوفئ الوزير بترؤس المؤتمر العام للجبهة الاخير  و تولي منصب وزير الداخلية، الامر ليس محصور على وزير الداخلية فهناك عدة وزراء اخرين تمت ترقيتهم او الاحتفاظ بهم بعدما عاثوا فسادا في البلاد والعباد.
ادى هذا التسيب الذي جعل المصلحة الخاصة فوق كل اعتبار، فالكل يحاول أن ينتج الأموال من القطاع الذي يشرف عليه، فمن يشرف على قطاع مدرار كالهلال مثلا الأمر هين أما الذي يشرف على قطاع كوزارة العدل عليه أن يغامر بمصداقية الوزارة كما فعل الوزير السالف الذكر او كما فعل بعض المنتمين للأجهزة الأمنية كالشرطي الأخير .
الحقيقة المرة الثانية أننا نعيش أزمة نظام نتيجة الفساد المتفشي والتمادي في التغاضي عنه،  والاحتفاظ بالفاسدين في اغلب الأحيان، وترقيتهم في أحايين أخرى بسبب الاعتماد على معايير ابعد ما تكون عن الكفاءة والنزاهة والمصلحة العامة.
حتى وصلنا الى ما نحن عليه اليوم في نظام تتآكل هيبته في الداخل كما تتآكل مصداقيته لدى الخارج ، ويتحول اغلب أركانه ورموزه إلى أشبه ما يكون بأمراء حرب أو أعضاء عصابة.
فرجاءا لا تتفاجؤا في قادم الايام بحوادث اكثر فداحة، لان هذه السياسة المنتهجة لن توصلنا للاحسن من هذه النتائج.

17‏/12‏/2012

التجاوزات الأمنية عندما يصبح الخصم هو الحكم

ميشان إبراهيم أعلاتي
ملاحظة : هذا الموضوع نشر في الطبعة الورقية لمجلة المستقبل الصحراوي سنة 2005، ونعيد نشره على هامش الحادثة الأخيرة "المخجلة " و التي كان أبطالها رجال يحسبون على مؤسسة وطنية مهمتها حفظ العباد و البلاد، الغريب ان كل حيثيات الموضوع تنطبق على الواقع اليوم بكل خذافيره دون نقصان او زياة، وهذا يعني ان مسار ودوامة الحياة بالدولة الصحراوية تعيد نفسها بإنتهاج نفس الأسباب لتنتج نفس النتائج المخيبة للأمال، و يبقى المسؤول الأول و الأخير هم من يتحكمون في زمام الأمور من خلال سوء التسير و قلة التدبير.
كثيرا ذلك الصخب والعويل الذي أثير بين جموع المواطنين لاسيما تلك المتحورة أساسا حول التصاعد المخيف للتجاوزات الامنية داخل المخيمات وفي مجملها عديدة ومتنوعة أبطالها رجال كان من المفروض أن يوفرون الامن والسلام للمواطنين لكن شيئا من ذلك لم يكن وقد يسأل سائل كيف ذلك؟ وقبل أن أجيب أقول أن الحديث عن هذا الموضوع فيه الكثير من المأخذ والتشعبات غير أنه أصبح من الضروري بما كان الخوض فيه لأنه وبكل بساطة أصبح الشغل الشاغل للكثيرين .
فمن منا لم يشهد او يسمع عن حادثة هنا أو أخرى هناك ؟ وفي الوقت الذي كنا ننتظر أن يتم تطويق التجاوزات وتطبيق القانون بكل حذافر تفاجئنا بتلك الحالة الأستثنائية التي تحول فيها الحكم إلى خصم , وتحول حاميها إلى كبير اللصوص , ويحدث ذلك عادتا عندما تقترن الحصانة القانونية بالمصالح الشخصية والدلائل بينة للواجهة ولا تحتاج إلى من يبرزها , لأن القصص الواقعية وحدها كفيلة بفضح مثل تلك التصرفات والممارسات الغير مسؤولة , والتي يتحمل عواقبها وتبعاتها من هم مسؤولين من قريب أو بعيد عن تلك الأجهزة لأنهم هم وحدهم من وظف هؤلاء الأشخاص الذين أساؤ بطريقة أو بأخرى لسمعة أجهزة ومؤسسات الدولة والشواهد على ما أقول كثيرة غير أني سأحتفظ بها وأكتفي بالأشارة لأن ذكر الأحداث كلها وبالتفصيل سيثقل كاهل القراء الكرام , بالإضافة إلى أن ذكرها يعد بمثابة السرد الممل لمشاهد ألفها القاصي والداني بشكل شبه يومي . فمن التجاوزات التي يمكن الاشارة إليها تلك الأحداث المأساوية التي شهدناها في العام الماضي وكانت مادة خصبة لوسائل إعلام العدو , فبالعودة إلى الأحداث المذكورة نجد أن السبب في حدوثها هو التجاوزات التي نتحدث عنها , حيث يعمد " رجالاتنا " إلى الدخول في مشادات ومناوشات مع المواطنين الذين يرفضون ومن باب المنطق الرضوخ لمطالب وإبتزازات يتعرضون لها من طرف هؤلاء , بحكم أنه لا القانون ولا العرف يقول بذلك , وعندما يطلب المواطن البسيط والمغلوب على أمره مبرر أو وثيقة من " رجالاتنا " فإن هؤلاء يعجزون عن تقديم ذلك , وهذا يولد الكثيرمن الظنون والشكوك لدى المواطنين , وهذه نقطة لم يتسلح بها المعنين بالأمر مما يحسب سلبا عليهم , وبالإضافة إلى ماسبق يمكن ذكر عامل الإنتقائية الذي يمارسه البعض عندما يعكفون على تنظيم الطابور( الصف ) في كثيرمن مراكز المراقبة( الكنترولات) , يحدث ذلك إسنثائيا أي في حالة ما إذا وجد من ينظم الطابور أصلا لأنه غالبا ما نسجل غياب شبه كلي للمسؤلين عند ابراج المراقبة( الكنترولات) مما يولد فوضى عارمة وعراك لدى المواطنين الذين يتنافسون في ما بينهم للإستحواذ على مقعد في أول سيارة , وهذا منطقي ومبرر في ظل غياب الأمن , ويقودنا الحديث عن غياب الأمن للإشارة إلى أن هذا العامل هو السبب الأساس في بروز مجموعة من الأفات الإجتماعية والمشاكل ومنها السطو المنظم على المؤسسات و على الممتلكاتالخاصة للمواطنين سوى المحلات التجارية أو المنازل , بالإضافة إلى أن غياب الأمن يعد سبب أساسي في بروز حالات مثل الإغتصاب والإختطاف , وفي ظل كل هذا هناك أخبار غريبة تدور في الكواليس وتتحدث عن التقسيم الغير منطقي للمناطق بحسب السيطرة والنفوذ وفق الشيفرة المرقمة المتعارف عليها لدى الأجهزة المختصة , وذلك بهدف الإسترزاق على حساب جيب المواطن , وهنا يتم الإستعانة بالغطاء القانوني الذي توفره الدولة - إذ يستخدم القانون بالطريقة الخطأ - وأتذكر هنا مقولة لمونتسكيو يقول فيها : " كل شرطي تجاوز حدود صلاحياته تحول إلى قاطع طريق " وبالبحث عن الأسباب والدوافع وراء إنتهاج هذه الطرق العوجاء وهذا السلوك المشين نجد أن ضعف الراتب المهني أو إنعدامه يعد أحدها غير أن اللجوء إلى مقايضة المواطنيين قد تجر صاحبها إلى الأنزلاق في متاهات تضر أكثر مما تنفع وإلى الجانب المادي هناك الجانب الثقافي إذ أن المستوى التعليمي لدى الكثير لايتجاوز في أحسن الأحوال المستوى الأبتدائي أو المتوسط , ومن المضحك المبكي في هذا الشأن هو إستعانة الأجهزة المختصة عندنا - في حالة إستثنائية أيضا - ببعض" المجرميين " للقبض على " مجرميين " أخرين أو للحيلولة دون وقوع جريمة أخرى . ولأن الجهل بالقانون يعد بحد ذاته جريمة , فإن ضعف المستوى التعليمي وعدم إدراك القوانين يعني ضمنيا التطبيق التعسفي والمغلوط للقانون وهنا يستحضرني ذلك الجدال الذي تحدث عنه سقراط إذ تسائل هل يجب أن يطاع القانون إن كان هذا القانون جائر ( غير عادل ) ؟ وكيف نتعامل مع التطبيق الجائر للقانون العادل , وهذا يقودإلى طرح تساؤل أخرهو : ماذا يجب أن يفعل المواطن في هاته الحالة , الطاعة العمياء أم العصيان ؟ سؤال وجيه يحتاج إلى الكثير من التفكير قبل الإجابة , غير أنه وفي كلتا الحالتين سيكون هناك إختلاف وجيه لوجهات النظرمن الجانبين مما قد يخلف عواقب وخيمة تماما كتلك التي حدثت عندنا في وقت سابق . وللتذكيرفقط فإن الطرق والقوانين المعمول بها في الدول الأخرى للتوظيف في سلك الدرك الوطني أو الامن تعتمد على الكثير من المقاييس المنعدمة عندنا ومنها على سبيل المثال لا الحصر: المستوى التعليمي( والذي يجب أن لايقل في أبسط الاحوال عن المستوى النهائي - البكالوريا-) , القدرات الفكرية والجسدية , الشخصية السوية , حسن السلوك وإمتلاك الحس المدني ( حسن المعاملة والتصرف ) وكلها ضروريات يجب أن تتوفر في أي فرد خولته نفسه تحمل المسؤولية وذلك - وللأسف الشديد - ما لايتوفر لدى الكثير من " رجالاتنا " بل أن معظمهم لايحسن معاملة المواطنيين وإنما يعوض ذلك بالتصرفات الفظة والمغرفة, وهنا يتحمل " رجالاتنا " جزء كبير ومسؤولية جسيمة في حدوث الكثير من التجاوزات الخطيرة التي في الغالب ينجر عنها وقوع ما لاتحمد عقباه , ومثال ذلك مواجهة مواطن بسيط أي عندما يحدث الاختلاف حول أمور بسيطة جدا ومع ذلك فإنهم لايعرفون كيفية إحتواء أو تفادي وقوع المواجهة وهذا ناتج عن عدم إلمامهم بعلم النفس الأجتماعي و نقص التدريبات الفنية والتمرينات السكولوجية التي بات من الضروري بما كان الإلمام بها .
وعموما فإن المسألة لازالت تحتاج إلى الكثير من الدراسة والتمحيص لأنها وببساطة مهمة جدا ولها تداعيات على عدة مستويات ومن ذلك إنعكاساها سلبا أو إيجابا على مستوى هيئات و مؤسسات الدولة أوعلى حياة المواطن وذلك على حسب أداء الأجهزة المختصة والذي سيخضع في الأول والأخير إلى ما تقدمه من خدمات إنسانية التي تحتكم إلى مدى قانونيتها أو بالأحرى مدى تطبيق القانون على أرض الواقع وهذا ما سيحدد في أخر المطاف إن كانت المؤسسات الامنية حكم أم خصم أو بالأحرى إن كان حاميها حراميها أم لا ؟

 
electronic cigarette review