17‏/2‏/2013

احكام للمقايضة لا اكثر ولا اقل

الأحكام المرقعة التي أصدرتها محاكم الاحتلال المغربي في حق ابطال كديم إزيك لم تصدر أية محكمة إسرائيلية مثيلا لها في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. فرغم أن بعض الفدائيين الفلسطينيين سبق ووقعوا في يد الاحتلال الإسرائيلي وبنادقهم وقنابلهم في ايديهم إلا إن إسرائيل لم تحكم قد على أي منهم أحكاما مثل التي أصدر الأستعمار المغربي الغاشم على ابطال كديم إزيك. فالذين تمت محاكمتهم من أبطال ملحمة كديم إزيك السلمية لم يتم القبض على أي منهم وهو يحمل سلاحا- رغم مشروعية ذلك- ولم يرتكب أي منهم اية جريمة قتل أو حتى محاولة ذلك حتى يتم الحكم عليه بالمؤبد والعشرين والثلاثين سنة. إذن القضية، بسبب عدم معقولية الأحكام، تجعلنا نفكر أن الاحتلال المغربي يريد منها ارباحا أخرى ومقايضة في مجال آخر ليست له علاقة بقضية الصحراء. فكل العالم الآن يعرف أن المؤبد والحكم بالإعدام في القرن الواحد والعشرين هو نوع من العته السياسي. فاي نظام يحكم بالمؤبد والإعدام هو نظام غير جدي ولا يساير العصر. فنظام هش مثل نظام المملكة المغربية، نظام يترنح غير قادر على الوقوف على رجليه، خائف من الربيع والخريف العربي، هل يتصور احد أنه يستطيع أن ينفذ الأحكام التي أصدرها ضد مناضلين لم يرتكبوا أي جنحة مثل مناضلي كديم إزيك. في تحليلي الشخصي إن المغرب سوف لن ينفذ أي حكم من الأحكام التي أصدر ضد مناضلينا المذكورين. فالمغرب الذي يتخفي ويناور مع الوقت والذي تزداد عليه حزمة الضغوطات من كل الجوانب هل تعتقدون انه سينفذ الأحكام التي أصدر.؟ الكثيرون يشكون في ذلك ويرون أن القضية هي من اجل الحصول على مكاسب سياسية واقتصادية فقط، وسيتم، باذن اللهن إطلاق سراح أبطالنا قريبا ليس لإن المغرب يريد لكن رغم أنفه الملطخ بالوحل. فالمغرب، خاصة في مجال حقوق الإنسان، محاط بالانتقادات ومر بوقت عسير من لي الذراع مع الأمريكيين ومع الأتحاد الأوروبي ومع المنظمات الإنساينة والحقوقية في العالم، فكيف إذن، يستطيع أن يرتكب حماقة مثل هذه في وقت مثل هذا؟ إذن، المغرب، لو تمعنا في الواقع، سوف لن ينفذ الأحكام التي أصدر وكل ما في الامر أنه سيستعملها أحكاما كي يضغط على الاتحاد الأوروبي وعلى الأمريكيين وعلى العالم كي يحصل على بعض الأمتيازات والمقايضة.
فهذه المحاكمة التي شهد الجميع أنها مسرحية والتي ما كان أحد يتصور نتيجتها، الهدف منها، بالإضافة إلى عصر البصل وذر الرماد في عيون المغاربة، هو من أجل المقايضة السياسية. إن الأحكام التي تتنافى مع القانون ومع العصر والتي لا يمكن تطبيقها لعدم معقوليتها هي من قبيل البيع والشراء مع العالم المتضامن مع القضية الصحراوية. إن أية احكاما قاسية مثل هكذا احكام يعرف المغرب مسبقا أنها ستفتح عليه أبواب جهنم والنار والبركان والجحيم، وبالتالي لو لم يكن يريد التفاوض مع العالم بشانها ما كان أصدرها. فامريكا، وحيد القرن في العالم، لا تريد المغرب أن يبقى يعبث بحقوق الإنسان هكذا، وجون كيري، وزير خارجية امريكا الجديد سبق له في مرات ماضية، قبل تعيينه، أن تحدث عن المغرب بلهجة غير المطمئن إلى تصرفات المملكة؛ الرئيس الفرنسي أيضا، كشخص وليس كفرنسا- نسطر تحتها-، لا يريد بسبب مصالحه مع الجزائر، أن يحذو حذو سركوزي. الأتحاد الأوروبي يطلق النار كل مرة على العنجهية المغربية، وبالتالي فالأحكام الهدف منها هو المقايضة الرخيصة وشراء ما يستطيع شراؤه في الخفاء؛ بمعنى إنه سيتم إطلاق سراح ابطال كديم إزيك لكن بمقابل؛ هذا ما عودنا عليه المغرب في تصرفاته الرخيصة فيما يخص قضية الصحراء الغربية.
السيد حمدي يحظيه
ولاية  أوسرد               

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review