قلمنا وتاريخهم
عندما كانت بلاد شنقيط منهكة من الحروب الداخلية ( غزي) اطلق عليها العلامة الشيخ محمد المامي اسم "بلاد السيبه" ، قام المستعمر الفرنسي كزافييه كبلاني الذي وضع مخططه الإجمالي لتنظيم قبائل البيظان ، وقدم تقريرا مفصلا ودقيقا عن مجتمع البيظان وعن الطرق الملائمة لدخول فرنسا إلى البلاد الشنقيطية ورفع إلى وزير المستعمرات الفرنسية الذي أعجب يومئذ بتقرير الشاب الكورسيكي؛ وقد قدمه في ديسمبر 1899 باسم "مشروع موريتانيا الغربية ، تم تكليف كبلاني بدخول موريتانيا وإخضاعها للاستعمار الفرنسي فحل بمدينة سان لويس السنغالية (تعرف حاليا باسم اندر) سنة 1902 وبدأ يعد الأهبة لتنفيذ المشروع بدءا من منطقة الترارزة الموريتانية المتاخمة للسنغال وذات الصلات التجارية القديمة مع الفرنسيين.
كبولاني درس المجتمع البيظان جيدا وعرف العادات والتقاليد وجالس كبار وشيوخ القبائل ويعرف كل صغيرة وكبيرة عن البيظان قبل احتلال موريتانيا و اول مهمة قام بها لتنزيل المخطط الاجمالي لتنظيم قبائل البيظان هي مقايضة السودان الفرنسية ( دولة مالي حاليا) بمنطقة "الأزواد" واسترجاع منطقة لبراكنة لتدخل ضمن مخططه الذي وضعه لتكون بذالك منطقة لبراكنة وامارة اترارزة اول منطقة احتلتها القوات الفرنسية بقيادة الحاكم كبولاني واطلق عليها اسم " موريتانيا المدني ".
الطريق لم تكن مفروشة بالورد والياسمين أمام الاحتلال الفرنسي لموريتانيا بل وجدت مقاومة شرسة في البداية، من طرف الشعب الموريتاني وكانت سنة 1905 ضرب قوية للمحتل الفرنسي حيث قُتل فيها قائد الحملة الاستعمارية على موريتانيا "كبلاني" على يد أحد أبطال المقاومة الموريتانية، الذي هو سيدي ولد مولاي الزين.
وخاضت المقاومة عدة معارك كثيرة ضد الاستعمار بقيادة ابطال مثل أحمدو ولد حرمة و بكار ولد اسويد أحمد و سيد أحمد ولد أحمد ولد عيده وغيرهم من الرموز التاريخية.
المقاومة لم تستطع وقف الزحف الفرنسي لتسيطر بذالك فرنسا على كامل التراب الموريتاني في سنة 1920م. لتصبح موريتانيا مستعمرة فرنسية ضمن مستعمراتها في افريقيا الغربية ولتبدأ فرنسا بتطبيق مخططاتها الاقتصادية الأ جتماعية ولاحقا السياسية.
وبعد ذلك أعلنت فرنسا بموجب دستور الجمهورية الفرنسية الرابعة بعض الاصلاحات السياسية في مستعمراتها ( فرنسا ماوراء البحار) ومنها موريتانيا ، أقيمت انتخابات يوم 01 نوفمبر 1946 لاختيار ممثل عن اقليم موريتانيا في الجمعية العمومية ( البرلمان ) الأتحاد الفرنسي وترشح لشغل هذا المنصب حرمة ولد بابانة وايفون رزاك فأنتصر حرمة ولد بابانة واصبح نائب عن موريتانيا في البرلمان الفرنسي.
حرمة ولد بابانة لم تستمر سعادته بالمنصب نائب في جمعية عمومية الفرنسية( البرلمان ) طويلا حيث في انتخابات1951م اسقط سيدي المختار ولد يحى انجاي منافصه حرمة من منصب نائب عن اقليم موريتانيا ولتشكل سنة 1956 صدمة لزعيم حزب " الوئام" حرمة ولد بابانة عندما حقق حزب الأتحاد التقدمي نصرا كاسح بالانتخابات بعدها مباشرة سيذهب حرمة الى المغرب قادما من العاصمة المصرية القاهرة وتلتحق به نخب من الشخصيات الموريتانية بالعاصمة المغربية الرباط من اجل تقديم البيعة للملك المغربي محمد الخامس من اشهر هذه شخصيات الامير فال ولد عمير ووصفت احزاب موريتانية بيعة شخصيات الموريتانية بالخيانة للوطن .
20 إلى 24 فبراير 1958 القوات الفرنسية تتقدم باتجاه منطقة واد الذهب وتتمركز في بئر انزران واوسرد وازميلة اغراشة وغيرها من المناطق. من اجل تنفيد عملية مشترك مع القوات الاسبانية من اجل القضاء على المقاومة التي كانت ينظر لها الزعيم الموريتاني المختار ولد دداه انها تريد فرض سيطرة المغرب على موريتانيا من خلال مشروع المغرب التوسعي ( المغرب الكبير من طنجة شمالا الى نهر اسنغال جنوبا ومن المحيط الاطلسي غربا الى تندوف شرقا )دعم الملك المغربي الزعيم المورتاني حرمة ولد بابانة من اجل اضعاف دولة موريتانية الناشئة وفشلت الخطة المغربية بعدما حصلت موريتانيا على الاعتراف الدولي بالجمهوية الأسلامية المورتانية .
28 نوفمبر 1960 هو يوم ستقلال موريتانيا عن الاحتلال الفرنسي ونقطة تحول في تاريخ الشعب المورتاني بظهور دولة تحمل اسم "الجمهورية الاسلامية الموريتانية " ليكون المحامي المختار ولد داداه اول رئيس لموريتانيا و بدأ تحديات اولها تحول المجتمع القبلي الى المدني تحت سلطة الدولة وليست القبيلة.
وفي أخير نتقدم للشعب المورتاني بأحر التهاني بعيد الاستقلال الوطني ونقول له
ياموريتان أعليك امبارك الاستقلال
0 التعليقات:
إرسال تعليق