20‏/6‏/2012

قصة قصيرة. كرونولوجيا حياة أخر اندروفير


السيد حمدي يحظيه
سنة 1975م
يقسم البوهالي، مغلظا، انه اشترى اندروفيره الزريقة :" جديدة، أخرجتها من القارب مباشرة في ميناء العيون، يخرج البخار من أنبوب الدخان إذا اشتعلت محركها، العداد صفر كلم..."
ويضيف منتشيا وفرِحا بالسيارة التي راكم سنوات مرهقة من عمره يجمع ثمنها، ويجمع شتات صورتها في مخيلته:" لا تسمع صوتها، أو لها صوت خفيف مثل صوت الهواء أو دبيب النمل. بمجرد أن تمس رجلك الدواسة تتحرك، وإذا فكرت إن توقفها تتوقف وحدها دون لمس الفرامل."
ولم يعرف في الأيام الأولى في اية متاهة سيدخلها: تجول بها في المدن، زار الأهل، ذهب إلى البادية، أوقفها أمام ديار كل الذين يعرفهم. وفي الأخير، بعد تكفير مرهق ولذيذ، قرر إن يبدأ التجارة بين العيون والزويرات. في شهر واحد تقريبا كان يقول للناس الذين يلتقي بهم أن الزريقة( سيارته)، " ردت ثمنها، وانه لم يبق أي شخص مدين له بشيء." وحين يركب الفخر رأسه يقول مزهوا:" أستطيع الآن أن أقف كاشحا عن رأسي وأقول من له دين على البوهالي فليأتي". 
لكن ذلك الفخر والإعجاب غير المحدود بها كان يكدره غبار كلام بعض أصحابه، مثل حمادي، حين يقولون أن " البوهالي لا يحسن السياقة، وإذا قضى شهرا آخرا يتاجر بين الزويرات والعيون سيحولها إلى كركارة." ويشطح الخيال ببعض جيرانه إلى القول لمن حوله أنه:" بدأ يسمع بعض التكركير في السيارة، وأنه رأى قطرات من الزيت تحتها في يوم ماضي."            
                                  *****
نهاية سنة 1975م  
هبت العاصفة، حدث الاحتلال وتفجر السكون. انقلب أعلى الوضع على أسفله. كل من كان يملأ رأسه بمشروع جمده، وبدأ يفكر في النجاة والهروب من أمام الغزاة. لم يسمح الوقت المجنون لاي شخص أن يتنفس أو يعود لذهنه. الذين لهم سيارات، مثل البوهالي، نجوا بجلودهم وبعض أهلهم على الأقل. ورغم أن الذين يعرفون البوهالي، مثل حمادي، قالوا أنهم لم يشاهدوا سيارته الزريقة تشارك في نقل الناس من أمام الغزاة إلا أنه هو يحلف أنه نقل أكثر من عشر عائلات بين الصحراء والرابوني. وحين يسمع أحدا ما يتحدث عن متاعب الانطلاقة يضرب رأسه بيده ويقول متنهدا بحسرة: "كنا نشحن السيارة حتى تستقيم بيسطاتها. مرة وجدت عائلة تكاد تهلك من العطش ونقلتها كلها حتى أوصلتها إلى الرابوني." وفي مرة أخرى يقول:" كنت أنقل عائلة هاربة من أمام الغزو فتبعتني طائرة مغربية، وبدأت تلقي القنابل علينا، ولولا قدرة الله وبراعة الحَسَّابْ في السياقة لحولتنا الطائرة إلى فحم." 
بداية سنة 1976م
تشكلت المخيمات، مسح الناس عرق الانطلاقة المالح من على جباههم السمراء. وبدأت الحياة الحائرة تدب في ذلك الربع الخالي من الأرض. لم يعرف البوهالي ماذا يفعل بسيارته الزريقة. لم تبق أية سيارة في المكان. كل الرجال- وحتى بعض النساء- ذهبوا إلى القتال. أكثر من ذلك تم منع تحرك السيارات في المخيم. كانت العريفات يوجهن إنذارا لكل من وجدوه، خاصة من الرجال، يقود سيارة بين الخيام. وتم توقيف البوهالي أكثر من مناسبة، وكان كل مرة يخرج " بالخيط الرقيق".. وزاد الأمر تعقيدا إن العريفات أقمن نقاط مراقبة عند مدخل كل مخيم، وأصبحن يحتجزن كل سيارة تدخل أو تخرج. وحتى تم صدور قرار من طرف التنظيم يُسمي السيارات غير التابعة للدولة بالسيارات الخاصة. ولم يمر وقت طويل حتى أصبح الأطفال يطاردون السيارات الشخصية ويطلبون من سائقيها الالتحاق بالجيش. وحتى تعظُمُ المصيبة بدأت المعارك الكبيرة تحتدم مع الغزاة، وتم طلب من كل الرجال الالتحاق بالجيش. الفكرة الوحيدة التي لمعت في ذهن البوهالي هي أن يذهب بسيارته إلى الجيش ويسلمها لناحيته. 
وشاهد سكان المخيم في احد الأيام البوهالي لابسا بذلة عسكرية ويطلي سيارته بالغبار والزيوت. في أقل من ساعة حدث تحول غريب في شكل السيارة: أصبحت دخناء ذات لون مائل إلى الاصفرار، تم طمس اللون الأزرق، نُزعت عُطفها وغطائها الأمامي وتحولت إلى دريميزة. بدأ الناس يتعجبون. البعض يقول:" نركب فيها ونحلف أنها ليست الزريقة." ويقول آخرون:" سبحان مغير الأحوال. هذه ليست الزريقة." ويرفع البعض من معنويات البوهالي بالقول:" أصبحت مثل اية دريميزة عادية. تحلف ولا تحنث أنها قادمة من المعركة الآن." 
البعض كان يدرك ماذا يغلي في ذهن البوهالي، والبعض الآخر ربما خمن شيئا آخرا. الزريقة ذات العطف والكبون أصبحت دريميزة، دخنة ومغبرة. 
في مساء نفس اليوم شاهد الناس سيارة البوهالي تخرج من المخيم تحيطها هالة من الغبار متوجهة إلى جبهات القتال. الإحساس بمشاركة السيارة في المعركة كان يسقى نفس البهالي ببعض مطر الأمل. كان حتى يتصور نفسه وهو يقوده سيارته في معركة تطارد المحتلين. وتصور انه ألقى القبض على بعض الجنود الغزاة وكتَّفهم ووضعهم في مؤخرة السيارة ووضع عليهم الشبكة.                          
 حين وصل البوهالي إلى المكان المحدد الذي يتم فيه تسليم السيارات من عند الخواص هاله منظر الذين يسلمون سياراتهم. كانت هناك غابة من السيارات، وكان الكل يتمنى أن يتم قبول سيارته. من سوء حظ البوهالي أن الرجل المشرف على تسلم السيارات لم يكن أحدا أخرا غير حمادي الذي يعرفه. حين جاء دوره عانقه حمادي كثيرا وضحك قائلا له بنوع من المزاح القاتل:" أتظن إن هذه الكركارة تصلح للقتال. هل تظن أنها تستطيع أن تحمل عشرة مقاتلين وتقطع بهم مسافة الف كلم في يوم ونصف. أنظر.. الآن السيارات التي غنمنا من العدو أصبحت أكثر من المقاتلين. لا نجد حتى سائقين كافيين لقيادتها" 
لم يقبل المقاتلون السيارة. تكسر شيء ما مثل الزجاج في داخل صدر البوهالي. من نفس الطريق التي خرجت منها سيارة البوهالي إلى جبهات القتال شاهدها الناس تعود إلى المخيم. الشيء الوحيد الجديد أنها هذه المرة تحمل شبكة فوقها. كان الرجل وهو يتوغل بين الخيام يحس إن نفسه جافة، أكثر عطشا، ربما، من كل الرمال الجاثمة بين أحياء المخيم.. في اليوم الموالي كان سكان المخيم يشاهدون البوهالي يفكك سيارته ويحولها إلى كومة من القطع الميتة بجانب خيمته. كان مهزوما تماما. الناس يتفرجون عليه ويرثون لحاله ولحال سيارته. لا يوجد ما هو أقسى من هذا إطلاقا. كان ينظر إلى سيارته بحزن، يتصورها قد انتهت تماما. كان كمن يدفنها وهي حية. ويُحدث ذاته:" حتى لو انتهت الحرب فمن الممكن أن لا تنهض هذه السيارة من قبرها هذا... إنه يوم محزن. الزريقة، الدخينة، التي حلمت بها زمنا طويلا لم تعيش سوى ثلاث سنوات أو اقل." ويبكي في داخله غاضبا.
نهاية سنة 1977م
ورغم إن البوهالي أصبح مقاتلا إلا أن نفسه لم تصفو تماما. كان دائما يفكر في سيارته، خاصة حين تصله بعض أخبارها. بعض المرات يقول له مقاتلون عائدون من رخصة في المخيم:" زوجتك تقول لك أنه عليك أن تغير مكان السيارة لإنها تمنع عليها دخول الهواء من الشرق." أخرون يقولون له:" إن سيارتك أصبحت مرتعا للعب الأطفال، وأصبحت الغنم تقيل تحتها وتترك هناك بعرها الذي أصبح يجلب رائحة كريهة للجيران.. " ويقضي البعض على ما تبقى من صبر البوهالي حين يقولون له:" أبواب سيارتك تم وضعها في الكُورْ لتظلل على الغنم." 
وحين يعود البوهالي في رخصة ينظف المكان، يغير موضع السيارة المتهالكة، يبحث عن أبوابها في الكور ويعيدها إلى مكانها.
وفي يوم صيفي ساخن، حين كان البوهالي ينظف قِطعْ غيار سيارته، سلمت عليه إحدى العريفات وقالت له طاعنة اخر ما تبقى له:" هناك أمر بإخراج السيارة من المخيم لإنها تشوه منظره."      
كان عليه أن يطلع وينزل، يلتقي مع المسئولين، يأتي برسالة من وزارة الداخلية، يتحدث للناس عن مكانته كمقاتل كي تبقى سيارته في مكانها. في الأخير، بعد أن عرقَ ونشف الف مرة سُمح له بترك سيارته في مكانها. 
                          ****** 
بداية 1991م
توقفت طاحونة الحرب. أصبح الناس، خاصة الرجال، " يكسرون أصابعهم"، يقضمون أظافرهم ولا يجدون ما يفعلونه. بدأ الناس يشاهدون سيارات شخصية تدخل المخيم. سيارات تجار، سيارات تبيع الماء البارد، سيارات لشخصيات مرموقة. انتهى الحديث عن الحرب ومخطط السلام وبدأ الناس يتحدثون عن السيارات والتجارة التي أصبحت تدخل المخيم مطلع يوم.   
نزلت فكرة على رأس البوهالي. لماذا لا يجرب هل لا زالت سيارته صالحة للاستعمال أم لا. الناس حوله اشتروا سيارات اندوروفير قديمة وبدؤوا يستعملونها في التجارة. آخرون بدؤوا يستعملون سيارتهم لنقل المسافرين. أسرَّ البوهالي لبعض أصدقائه أنه سيحاول إعادة الروح إلى سيارته. ورغم أن الكثيرين كانوا يشكون في قدرة كومة الصدأ تلك على النهوض إلا أنهم شجعوه. 
ومثلما شاهد الناس البوهالي يُقطع سيارته ويفككها في سنة 1976م، شاهدوه أيضا يجمع بقاياها وقِطعها في أواخر سنة 1991م. كان عليه أن يعيد تركيبها، قطعة قطعة، وهو يحلم أن ترنكي في يوم ما. كان يتصور أنه يستنهض عظامها من قبر الرمل الذي دفنها فيه. في الأخير، بعد عناء مرهق، وقفت السيارة على رجليها. قام البوهالي بتغيير طلائها من رمادي، رمز الحرب، إلى أزرق رمز السلم. أعاد عطفها إلى مكانها، أعاد أيضا الكبون، وحتى الباش الذي أتت عليه نار الحرارة أعاد ما تبقى منه. حين أتم شهرا متكئا تحتها متحملا الزيوت تتقاطر على وجهه، متحملا رائحة الدخان ظن أنه يستطيع أن يرنكيها. حاول في البداية لكنه لم يصل إلى نتيجة. حاول، حاول، وفي يوم من الأيام، حين كانت الناس نائمة وقت القيلولة، أطلقت السيارة زفرة عميقة مخيفة. استيقظ المخيم على صوت رهيب، مثل زعيق غول عملاق، يصدر من سيارة البوهالي. حين وقف الناس ينظرون إلى مصدر الصوت شاهدوا كتلة دخان سوداء عظيمة تخرج من مكان الصوت وتصعد إلى السماء. لمَّا أسرعوا إلى المكان هالهم أن كل ذلك الزعيق والدخان كان بسبب ترنكية اندروفير البوهالي المحسوبة في عداد الأموات. في المساء كان الجميع ينظر إلى سيارة البوهالي وهي تتجول آنة بين الخيام. الكل كان يتحدث عنها. فحتى الشيوخ وهم يشربون الشاي وقت العصر أو يلعبون ظامة كانوا يقولون:" لاندروفير أرواحها سبعة مثل القط. من يقول إن لاندروفير تموت يكذب. لو كانت لاندروفير تموت كانت اندروفير البهالي، التي كانت تلعب فوقها الغنم خمس عشر سنة ماتت." البعض الآخر يقول إن البوهالي استشعر عودة الحرب فرنكى سيارته.  معجزة والله. 
وحين يسأل الجيران البوهالي عن معجزة ترنكي سيارته يتحدث لهم عن الكثير من الأشياء من بينها زعمه أنها:" سيارة مباركة، شاركت في انتشاله من الفقر، وشاركت في نقل الناس من أمام الغزاة وحتى شاركت في عملية عسكرية."
سنة 2001م
ومثلما فكر البوهالي في ماذا يستعمل سيارته سنة 1975م، حين اشتراها جديدة، فكر هذه المرة أيضا، أكثر من عشرين سنة بعد ذلك، ماذا يفعل بها. ويقول:" سبحان الله. التاريخ يعيد نفسه." كان عليه أن يختار بين أمرين: التجارة أو بساجا( نقل المسافرين)."
أختار البوهالي أن يحول سيارته إلى سيارة نقل بين المخيمات. كان عليه أن يُلائمها ويكيفها مع العصر. جعلها كبوتابلي؛ غطاها وجعل لها كراسي للمسافرين ووضع زجاجا اسودا دون زجاجها. وحتى يلمعها ويجعلها جذابة الصق بداخلها بعض الصور مقطوعة من المجلات. 
حين يقودها بين المخيمات يوميا كان يتذكر كل ما حدث لها:" لا اصدق أنها الآن تقطع هذه المسافة بين المخيمات. الحمد لله أنني لم أرميها." 
بدأت النقود تدخل إلى جيب البوهالي؛ بنى بيوتا واسعة جديدة، أصبح يدعو أصحابه من حين لآخر، وفي بعض الأحيان يسافر إلى الزويرات يجلب بعض الأشياء. كان يوقف السيارة في بعض الأماكن التي كان يوقفها فيه سنة 1975م. 
سنة 2008م
في احد الأيام شاهد سائقو سيارات الاندروفير، باساجا، سيارة طاكسي عند المحطة. كان صاحبها يضع عليها علامة سيارة أجرة. وفي يوم آخر أصبحت الطاكسيات تتزايد مثل الجراد. أصبحت الطاكسيات موضة، وحتى المسافرين بدؤوا يعزفون عن ركوب سيارة لاندروفير، كابوتابلي ويهرعون إلى سيارات الطاكسي. 
كانت الطاكسيات القادمة من أسبانيا تغزو المكان يوما بعد يوم. أصبحت في فترة وجيزة أكثر من سيارات لاندروفير. وحتى أنه في بعض الأيام كان سائقوا سيارات النقل، لاندروفير، ومنهم البوهالي يعودون دون نقل ولا فواياج واحد.     
أخذت سيارات لاندروفير، باساجا، تنسحب مثل بغال فترانة تاركة المكان للطاكسيات. بعض أصحاب سيارات لاندروفير الأذكياء باعوا سياراتهم واشتروا طاكسيات ليدخلون السوق. والأطم أن البوهالي أكتشف في أحد الأيام أن بعض أصحابه، ممن كانوا يمتلكون سيارة اندروفير باساجا، أشترى طاكسي. 
في أحد الأيام وجد البوهالي أن سيارته هي الوحيدة التي تقف عند المحطة غارقة ف بحر من الطاكسيات. أخبرته تصوراته أنه هو الشخص الوحيد الذي لازال يمتلك سيارة اندروفير. اختفت السيارات الأخرى وحلت محلها طاكسيات. كان ينظر حوله ويتذكر كل ما مر به من محن رفقة سيارته. حتى كان يسمع غناءا قادما من قعر الماضي يقول: ادريميزات مغبرات والعدة والذخائر. كان يسمع أصوات غير مميزة لبعدها في الزمن. 
سنة 2012م
أوقف البوهالي سيارته أمام بيته وغطاها بقماش أخضر قوي. أصبحت تأكل وتستهلك أكثر مما تنتج. قاوم القماش الشمس طويلا- حوالي أربع سنوات-  ثم بدأ الاصفرار يغزوه. كان الناس أيضا لا يتركون البوهالي يستريح. كلما دخل صديق إلى خيمته يقول له: عليك تغيير موقع سيارتك هذه وإلا ستأكلها الشمس." كان هو يحس إن الشمس تأكله هو وتقضي على مقاومته. في الأخير قرر إن يحرك سيارته، لكن لم يكن يعرف إلى أين. البعض يقول له إلى البادية، فهذه الأخيرة لا تهزمها إلا لاندروفير كزوار"؛ البعض يقول له إلى لحفيرة، والبعض يقول له " كزدرها وبيع موتورها وكاختها." والبعض يحلف له أنها تباع في مالي بالملايين.  
رنكاها في يوم من الأيام، قادها وهي تئن من وقع الزمن العنيف. لم يكن يعرف إلى أين يذهب بالضبط. العمر لا يسمح له بالذهاب لا إلى مالي ولا إلا البادية ولا إلى لحفيرة. حين كان يفكر سقطت السيارة في حفرة من حُفَرِ لبريك( الأجور) الكثيرة المنتشرة بين الخيام وبقيت مكانها. حاول إن يستخرجها مثلما كن يفعل في الماضي حين كانت السيارة قوية، لكنه في محاولته تلك تكسرت ماكنتها وكاختها. بقيت السيارة في المكان جاثمة. تجمع الناس حوله ينظرون إليه ويسألون عن حال السيارة. كانوا، مع مرور الوقت، يتجمعون أكثر حتى أصبح المكان طافحا بالخلق. البعض، خاصة الميكانيكيين، ينظر إلى السيارة ويقول:" تكولات". البعض يرمقها ويرمق سائقها بنظرة حزن مشوب بالعطف.               
حل صمت ثقيل على المكان. في بعض الأحيان كان البعض من التجار يجرح ذلك الصمت ببعض الكلمات. بعضهم يقول: إذا حولتها إلى الْدُونْ قد تحصل على بعض المال. البعض يقول: لا يصلح منها الآن إلا أبوابها لتظلل على الغنم. 
حل الظلام، انسحب الناس في صمت إلى حياتهم. في الصباح عاد البوهالي إلى سيارته، لكنه لم يجد منها سوى تشاصيها: الأبواب في الكور، العجلات يلعب بها الأطفال، الصفائح الجانبية ذهب بها النحار( الجزار)، المرايا اختفت. 
sidhamdi@yahoo.es        

1 التعليقات:

hhhh ha4i ala mahi matba3da am3a 9iyadatna na7na

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review