19‏/2‏/2013

خواطر عن أبطال اكديم ايزيك


محمود خطري
نمت تلك الليلة وبنات أفكاري  تتراقص أمام عيني , راسمة صورة لكم  تحملون إشارة النصر ماذا سيصدر غدا ياالهي  وما مدة الحكم الذي ستقضونه خلف القضبان ، كنت أظن أن الاحتلال وبسبب مرافعتكم عن القضية أمامه وفي عقر داره ، سيخجل من نفسه أمام عظمتكم ويصدر أحكاما " عادية " لكن ... نمت وفي مخيلتي ألف تفسير وسيناريو
رن هاتفي صباحا في وقت مبكر يخبرني احد الأصدقاء أن سلطات الاحتلال أصدرت في حقكم ما لا يتوقع أحكاما تتراوح مابين العشرين والمؤبد ، نهضت من فراشي فزعا لأخبر الأهل بالخبر الكل تمرد .. غضب .. واضرب عن فطور الصباح ...
تصورتكم واقفون بشموخ تحاكمون قاضي الاحتلال كان دمية قزما امام طول هاماتكم المشرئبة نحو السماء ، كان خائفا وهو يصدر الأحكام ضدكم ترتجف يداه ورجلاه ، كنتم ترددون شعارات تؤمنون بها وهو ينعق ككلب عقور بأحكام مطبوخة وجاهزة سلفا  ، مرافعتكم كانت واحة في صحراء ، وأحكامه نبتة طفيلية لابد ان تقتلع من جذورها ، تذكرتكم وانتم تجاهرون بصوتكم غير مبالين بالأحكام مهما كانت ظالمة وقاسية ، غير آبهين بمن يصوركم بالمجرمين مادام الإجرام في نظره هو الدفاع عن الوطن وقداسة القضية ،
في تلك اللحظات تخيلت أحدكم يردد ما قاله أبو فراس الحمداني
وقال اصيحابي الفرار او الردى     فقلت هما أمران أحلاهما مر
ولكنني امضي لما لا يعيبني         وحسبك من أمرين خيرهما الأسر
فنحن أناس لا توسط بيننا           لنا الصدر دون العالمين أو القبر
كنتم ترددون خلفه ما أمكن من شعار او بيت او دليل ليغضب الاحتلال ، وكان قاضيه يلمم أوراقه بخجل وريب ، يشك فيما نسبه إليكم من أحكام ، فهو يتهمكم بتهم واهية وانتم ترافعون عن القضية بكل استماتة وصلابة ، فأصيب القاضي بالإحباط حين رآكم تزفون التهاني  لشعبكم ، ففهم أنكم مشاريع ورموز تنقش اسمها في ذاكرة شعب ، سيحمل أسماءكم لا اشك كل مولود وشارع ومناسبة ومدرسة وغيرها حتى تبقى أسماءكم  ناطقة في كل وقت وحين .
اختطفوكم من بلادكم فحاكمتموهم في بلادهم ، اقتحموا المخيم بوحشية وبربرية ، وأفحمتم قاضيهم بهجوم ، اخترق صدره هدير رصاص حججكم وقناعاتكم الراسخة ، فأصيب بضعف على ضعف ، في حين كنتم تزدادون عزة وشموخا .
كنت محبطا قليلا من قسوة الأحكام ، ولكنني لما رأيت النساء يزغردن والأطفال يرفعون إشارة النصر،  تأكدت أن ما صنعتموه من ملاحم طول فصول محاكمتكم ، كان وردة غرست بذورها في شعبكم ، وعلى الاحتلال أن يقضي على الشعب بكامله حتى تمحى من ذاكرته كل معاني التضحية  وحب الوطن السليب ، وهذا ما يعجز عنه الاحتلال المغربي ، لان القضاء على الشعب ليس بالأمر السهل ولا المهمة المتاحة فكما قال الشاعر
كل ليمونة ستنجب طفلا        ومحال أن ينتهي الليمون
أحكام سلطات الاحتلال ، الغرض منها التخويف والترهيب ، لثني الصحراويين عن عزمهم ورغبتهم الجارفة في التحرر و الانعتاق ، فيما كانت هذه الأحكام فرجا بالنسبة لنا ، تزيدنا وعيا وإدراكا  وعمقا ، وفهم حقيقة لا محيد عنها أن الصحراويين في خانة الاحتلال شيئا واحدا ، ونفسا واحدا وتفكيرا واحدا ولونا واحدا ولغة واحدة ....تزيد المصممين قدرة على الإبداع  وابتكار أساليب مواصلة النضال ، وتعطي درسا للمشككين والمترددين والخائنين، أننا  في لغة الاحتلال " دبوسنا وحدة ".
تصورتكم وانتم ذاهبون الى الزنزانة ، انكم متأكدون ان وراءكم شعب ، سيقض مضاجع الاحتلال حتى يذعن لإرادتكم ف " اللي اخوتو فالغزي مايبتط افلخيام " ، وبهذا تأكدت أن القاضي الذي اصدر الأحكام قد دفن رأسه في التراب ، فيما بقت رؤوسكم مرفوعة تعانق الجوزاء .
وللحرية الحمراء باب         بكل يد مضرجة يدق

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review