9‏/5‏/2012

لقاء خاص مع وزير الدولة السيد البشير مصطفى السيد


وزير الدولة الصحراوية يكشف لـ “الأحداث“ ملابسات اللحظة :
- الوفد المغربي حـاول إثارة بلبلة بانسحابـه من جنـازة الراحـل أحمد بن بلــة
-  “أحداث شمال مالي الأخير أضعفت آمالنا في استرجاع الرعايا الأوروبيين 
-  لا حديث عن منفعة صحراوية من اليسار الفرنسي ولا ضرر أكثر من يمينه 
-  الأزمة الاقتصادية العالمية قلصت المساعدات الإسبانية إلى أكثر من 50 بالمئة
شكل انسحاب الوفد المغربي من جنازة الرئيس الراحل مؤخرا احمد بن بلة بمقبرة العالية، محور لقائنا مع وزير الدولة الصحراوية بشير مصطفى السيد، بمخيم 27 فبراير، حيث كشف لنا عن تفاصيل اللحظة التي قال بأنها أثارت سخط واستغراب الحضور، خاصة وأن التوقيت المختار كان مثيرا للريب حسب المتحدث، الذي أشار الى أن رئيس الحكومة المغربي تلقى مكالمة هاتفية من القصر الملكي، تأمره والوفد المرافق له بالانسحاب الفوري من الجنازة. من جهة اخرى، تطرق وزير الدولة في الحوار الذي جمعه بالأحداث الى تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على وضع اللاجئين في المخيمات، مشيرا الى أن المساعدات الاسبانية وحدها تقلصت الى أكثر من 50 بالمئة.
بدا حماس وزير الدولة الصحراوية فاترا حينما خضنا في الحديث عن الانتخابات الرئاسية الفرنسية، مشيرا الى أنه لا حديث عن منفعة القضية منها، مؤكدا أن الحزب الاشتراكي سيكون أقل ضررا من اليمين الذي يتبناه ساركوزي.
نبدأ هذا اللقاء من الحدث.. ‘’المهرجان العالمي للسينما’’ الذي احتضنه مخيم الداخلة،والسؤال المطروح: ماهو مصير هذه التظاهرة في ظل تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، والوضع الأمني في المنطقة خاصة وأنه يعيش على الاعانات الخارجية؟
حقيقة لا أستطيع أن أجزم في الموضوع، لأننا لا نعرف الى متى ستدوم هذه الأزمة والى أين ستصل، ما أستطيع قوله هو أنني آمل أن نجد حلولا سريعة للموضوع، لأن الأمر لا يقتصر عند مهرجان السينما بل يتعداه الى أخطر من ذلك بكثير، خاصة وأن المخيمات تعيش على الاعانات الخارجية، أما بالنسبة للوضع الأمني فلا أرى بأنه عائقا بالنسبة للأجانب في المشاركة والحضور الى هنا، وحضورهم القوي في الطبعة التاسعة للمهرجان العالمي للسينما اكبر دليل على أن تضامنهم فعلي وليس مجرد شعارات، نحن نسيطر تماما على الوضع الأمني، ولن يمس متضامنينا سوءا بإذن الله، واصرارنا هذا نابع من احترامنا الكبير للمؤمنين بقضية الشعب الصحراوي الأولى.
رفعتم ‘’التضامن مع الرعايا الاوروبيين المختطفين’’ شعارا لمهرجان السينما، هل لكم ان تحدثوننا عن اخر مستجدات المفاوضات بينكم وبين منفذي العملية، ومتى تلقيتم اخر الاخبار عنهم، وهل أثرت أحداث شمال مالي الاخيرة على مجرى المفاوضات؟
يؤسفني أن أجيب بنعم على سؤالك الاخير، فما حصل في شمال مالي في الفترة الاخيرة أثّر على المفاوضات التي كانت جارية في طريقها الصحيح لاسترجاع المتضامنين الاوروبيين مع القضية والشعب الصحراوي، فلقد انقطع الاتصال معهم منذ ذلك الحين، وهذا لا يعني أننا استسلمنا بل بالعكس، زدنا عزما وقوة لمتابعة وضعهم الصحي والاطمئنان عليهم، واخر الاخبار التي وصلتنا أكدت بأنهم في صحة جيدة. ان مساندينا المختطفين حاضرون في انشغالاتنا الاولى، كما أننا لا نبخل بأي مجهود، رغم أن ما حصل في مالي مؤخرا أضعف آمالنا خاصة بعد العدوان المستفز على القنصلية الجزائرية هناك.
فاز اليوم المرشح الاشتراكي فرانسوا هولند في الانتخابات الفرنسية الرئاسية، هل تعتبر اليسارية  الفرنسية أملا جديدا في القضية، أم أن اليمين لا يختلف عن 
اليسار في فرنسا حسب نظركم؟
الاختلاف موجود ولكننا لا ننتظر منه الكثير، أو بتعبير آخر لن نقول بأنه سيكون هنالك تغيير رسمي فرنسي جذري تجاه القضية وانما نستطيع القول إن اليسار الفرنسي سيكون أقل ضررا من يمينه تجاه القضية الصحراوية، لذلك فحديثنا عن الانتخابات الرئاسية الفرنسية يقتصر على كمية الضرر وليس المنفعة، فلا ضرر على الشعب الصحراوي وقضيته أكثر من اليمين الفرنسي، ولا مساند لعدونا أكثر من ساركوزي، إن القضية الصحراوية تنتظر الحل السلمي في أقرب وقت، لذلك أطلب من الرأي العام العالمي التحرك السريع للتوصل الى الحقيقة والفصل في مسألة حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، فعلى فرنسا أن تنسجم مع شكلها السياسي الرامي الى حرية الشعوب في العيش في كرامة، فكما استطاع ساركوزي التدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول لتحريرها من حكوماتها الدكتاتورية مؤخرا، بإمكان هولاند التدخل السريع واستعمال الفيتو للضغط على الحكومة المغربية للإسراع في عملية الاستفتاء الشعبي.
نعود للحديث عن الأزمة الاقتصادية العالمية، هل لكم ان تطلعوننا عن حجم الأضرار التي تكابدها المخيمات الصحراوية منها، خاصة في ظل اعتماد  الشعب الصحراوي بالمخيمات بشكل كبير على الاعانات الخارجية؟
لقد تقلصت المساعدات الاسبانية الى 50 بالمئة حتى  يومنا هذا، في الوقت الذي لم تتحسن فيه المساعدات الدولية، ولكن هذا الحال ليس نهائيا بالنسبة للوضع الاقتصادي الصحراوي، فالمساعدات بعيدة كل البعد على ان تكون كافية، ناهيك عن تعطيل وتقلص تشغيل الشباب، فإن لم نستغلهم نحن سيتم استغلالهم بالطريقة الخاطئة، وهذا ما يثير ريبنا في الوقت الراهن.
 انسحب مؤخرا الوفد المغربي من جنازة الرئيس الراحل احمد بن بلة بمقبرة العالية، بعد اكتشافهم حضور الوفد الرسمي الصحراوي، ما تعليقكم وقراءتكم للموضوع، وهل من تفاصيل حول تلك اللحظة؟
صراحة كنت انتظر هذا السؤال، لقد اختار الوفد المغربي أسوء توقيت للانسحاب، حينما حاول لفت الانتباه الاعلامي وإثارة البلبلة في الجنازة وعلى حافة القبر وامام الفقيه، في اللحظة التي رفع فيها المعزون الأيادي للدعاء للفقيد في مثواه الأخير، هذا الزعيم أحمد بن بلة العربي المسلم والمغاربي. والملفت في الأمر أن الوفد المغربي يعلم جيدا بأن الوفود غير مدعوة، بل داعية لنفسها، وكان من الجدير بالوفد المغربي أن يتوقع حضور الوفد الصحراوي الرسمي، كيف لا والجزائر هي البلد الثاني لكل الاحرار في العالم، فهي الوطن الذي يحج اليه الصحراويون يوميا. لقد كان الاجدر بالوفد المغربي عدم المجيء من الأول، أو المجيء وعدم حشد المناسبة الانسانية بأي اعتبارات سياسية، وبالتالي الانعزال عن الجميع، لقد تفاجأت الجموع في الجنازة بالانسحاب في ذلك التوقيت بالذات، وفي تلك القاعة التي كان يجتمع فيها الجميع، ولا حديث وقتها بينهم سوى عن مناقب الفقيد ومزاياه، كان الجو مهيبا حينما تعمد الوفد المغربي الانسحاب. وما يثير السؤال هو: لماذا اختار الوفد المغربي الانسحاب في تلك اللحظة بالذات، وفي الجزائر؟ رغم أنه كان يجتمع وتحت الأضواء بالوفد الصحراوي وبإشراف من الأمم المتحدة في البرتغال، لندن، لشبونة، مانهاست وغيرها من الدول، ولكنه رفض اللقاء بها في الجزائر، بينما أولوية الحكومة المغربية في هذه المرحلة بالذات هو فتح الحدود الجزائرية المغربية. لقد تلقى رئيس الحكومة المغربي  أوامر باتصال هاتفي من القصر الملكي المغربي للانسحاب الفوري من الجنازة وهذا فعلا ما حصل وما استنكره الجميع. لم يأت حزب التنمية والعدالة المغربي بالجديد، لا شيء سوى المزايدة على القصر والتعنت والشوفينية والعدوان، ومن يفعل مثل هذا التصرف هل بإمكانه تحمّل مسؤولة اتفاقيات؟ وهل بإمكانه ضمان احترامها؟ السؤال سيبقى مطروحا الى حين.
 أبدى مؤخرا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي موقفا ايجابيا واضحا تجاه القضية الصحراوية، كيف استقبلتم ذلك، وما قراءتكم لخلفيات هذا التصريح في هذا التوقيت بالذات، خاصة وأنه أول امين عام للجامعة العربية يخوض بشكل مباشر في خيابا القضية؟
صحيح.. هو أول امين عام يقف بشجاعة وبنظرة ثاقبة، وبحس عربي مسلم مع القضية الصحراوية، وبدوري أثمن هذا الموقف المنطقي البناء والمسؤول وانها لمناسبة لنتمنى كل الخير لمصر ولشعبها لتكون الى جانب كل الدول العربية والسند القوي لنا.
 حاورته بمخيم 27 فبراير : فاطمة حمدي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review