17‏/5‏/2012

نظرة على الانتخابات الفرنسية


مولاي احمد اليساعة 
الانتخابات الفرنسية تاريخ من المفاجآت فمنذ ان تم تعديل الدستور ليسمح بالانتخاب عن طريق الاقتراع المباشر 1962  لم يستطيع أي من المرشحين أن يفوز بالخمسين بالمائة من الأصوات المحصلة عليها في مجريات الجولة الأولى اوالتي طالما شهدت تحولات سياسية بعد الولوج لدورة ثانية .
فسنة 1965 وقعت في بلد الموضة أول انتخابات رئاسية للاقتراع المباشر في الجمهورية الخامسة فوجئ الجميع عندما لم يحصل الجنرال ديغول على مايمكنه  من الأصوات بالفوز من الجولة الأولى على فرانسوا ميتران قبل أن يتفوق عليه بسهولة في المنازلة الثانية ، أما في سنة 1969 وبعد استقالة الجنرال الاشهر، يفوز رئيس الوزراء جورج بومبيدو على منافسه رئيس مجلس الشيوخ ألان بوير ولم يحصل المرشح ذو التوجه الاشتراكي جاستون دوفير إلا على 5 بالمائة  وحصل الشيوعي جاك دوكلو على نسبة 21بالمائة وفي ثمانينيات القرن العشرين يطل وجه اشتراكي جديد اسمه فرانسوا ميتران على شاشات الساحة السياسية الفرنسية رئيسا وهو الرجل الذي  شهدت مرحلة حكمه عقوبة الإعدام كما انتقد في خطابه الشهير (كانكون) الولايات المتحدة الأمريكية على حصارها لكوبا كما أنهى إبان حكمه التعاون النووي مع العراق.  
بينما تعيش فرنسا أوضاعا اقتصادية واجتماعية لاباس بها وانفتاحها على العالم الخارجي يأتي  شيراك فارضا نفسه عكس التوقعات و الذي كان عمدة باريس لأكثر من عشرين سنة. 
وبعد أن اتخذ الرجل شعار تفاديا للشرخ الاجتماعي وهو  الذي تفوق على  ادوارد بالادور  ، وفي سنة 2002 يحقق من جديد فوزا ساحقا على لوبان بعد ما اعتقد الكثيرون عدم استطاعته الفوز بولاية ثانية لتنتهي مغامرته بالحكم عليه بالسجن سنتين في 2011 بعد إدانته بالفساد وتبديد المال العام  . 
 وجاء ساركوزي اليميني القصة واللغز من بعيد يحمل هموم الفرنسيين ليسحق الاشتراكية سيغولين رويال وتتبخر وعود الإصلاح وأمال الاشتراكية في قيادة فرنسا راسما طريقا أكثر وضوحا لفرنسا  على مواجهة تحديات المديونية والبطالة والهجرة.
يفشل اول رئيس أعلن الحرب على الزعيم الليبي  الراحل معمر القذافي خلال الثورة الليبية  في مواصلة  رئاسة فرنسا في اخر انتخابات بكى فيها معترفا بهزيمته ساركوزي الذي قال يومها أن الخطر الذي يهدد المجتمع الفرنسي هو الإسلام والهجرة رغم محاولته استمالة المهاجرين في الانتخابات الأخيرة . شهدت مرحلة رئاسته تورطه في صراعات ومؤامرات كما عادت ملفات الهجرة والارهاب وقانون تمجيد الاستعمار وصفت مرحلته بالجمود بسبب المسار المتذبذب.ليصبح ساركوزي واحدا من أكثر رؤساء الجمهورية الفرنسية تطرفا وتشددا .
رحل ساركوزي إذن وجاء فرانسوا هولاند الاشتراكي وحسب رأي كثيرين فهو رجل لا يؤمن سواء بالنتائج والذي حمل خلال حملته الانتخابية وعود الانفتاح على إفريقيا مؤكدا خلال تسلمه السلطة في الاليزيه انه من دعاة عالم تسوده الديمقراطية ومثل الاحترام و المساواة والحرية صحيح أن خطاب هولاند  يتضمن عددا من الايجابيات  المطلوبة اليوم لكنه يبقى  محدودا في نظري ، لأن السقف محدد أصلا  في اسس السياسة الفرنسية .
الرئيس الفرنسي الجديد لايرى فيه الصحراويون خيرا لان الموقف الفرنسي تجاه قضيتهم يظل إلى حد بعيد يشبه ثقافة العنف في سيكولوجية السياسة الصهيونية  المبنية على صور تزيف الحقائق وإشكالات الممارسات المزيفة  في مجلس الامن وهي بهذه الصورة الخبيثة تعاكس وقار ثورتها التي ارادت تحرير البشر، حري بنا كصحراويين ألا نعول أو تذهب بنا أحلامنا بعيدا أو نستبشر بفرانسوا هولاند فالأحزاب الاسبانية قبله زايدت ا على بعضها بالقضية الصحراوية وجعلتها في أولويات أجندتها وتغنت بشعارات تقرير المصير ،لكن عندما تعتلي البساط الأحمر تتنكر لوعودها وللحق وللقانون الدولي . 
كم يحتاج العالم من معانات وألم الصحراويين لتصبح قضيتهم في أولويات أجندته التي تحاول فرنسا دائما عرقلتها بكل قوتها ونفوذها هذا العالم الذي كان حاضرافي تسوية قضية  تيمور الشرقية وسعى بإلحاح في جنوب السودان وساهم بإصرار غير مسبوق على إنهاء الأزمة الكردية واعطى اهتماما اكبر للثورات العربية ثم نراه يتجاهل الجهود الأممية لمساندة شرعية وعدالة قضية  الشعب الصحراوي .
الأكيد أن الأيام والأشهر القادمة ستعطي الكثير من الإجابات على التساؤلات المطروحة وتفك مابقي من الغاز السياسة الفرنسية صوب أفق التسوية  .

1 التعليقات:

chakran baraka alahu fik ya mulai ahmad uald alyasa3a tahanina bi hada almagal alkaber wa almofid

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review