17‏/5‏/2012

فصل المقال في ما كتبته السالك نضال "


ميشان ابراهيم اعلاتي 
طالعت مقال للأخت نضال السالك بعنوان :
البطن لا تلد عدوا ... تعبر فيه ببراءة و براعة عن استغرابها للشكل المتزايد للمقالات التي وصفتها بالغاضبة ضد الحكومة، وتختم الأخت العزيزة بالسؤال : هل هذا هو الوقت المناسب حقا ¿¡
كنت سأكتب مقال مطول للرد والإجابة عن السؤال لكوني أحد المعنيين من قريب أو بعيد بالموضوع ..
ولكن بعد تفكير عميق اكتفيت بهذا التوضيح الذي يأتي في شبه مقال قصير، وذلك بعد أن وجدت اني سأكرر ما قلته وكتبته مرارا وتكرارا وفي أكثر من مناسبة منذ بداية الألفية مع ظهور مثل هذه  المقالات التي تنتقد الحكومة ليس لمجرد أنها "حكومة" و إنما لأن من كتب هذه المقالات ممتعض من تصرفات بعض العناصر الفاسدة التي تشغل مناصب قيادية في تلك " الحكومة " مما يعني أن لها تأثيرها السلبي المباشر وغير المباشر على سير القضية الوطنية ... إضافة إلى كونه يقوم بواجبه الوطني وحقه في نفس الوقت من خلال التبليغ وإبداء حرية التعبير ...
لذا فإن مسعى الاعلام المستقل و المقالات الحرة هو محاولة محاربة الفساد وإحقاق الحق من خلال الكشف عن الفساد و المتسببين فيه وليس التستر عليهم، لأن التمادي في الصمت المطبق  و المضي في هذا النهج المخجل هو الذي جعل " الغضب " كما تسميه يتزايد يوم بعد يوم و هذا ما سيقودنا حتما إلى ما لا تحمد عقباه ... لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس .. يضاف إلى ذلك أن هذا النهج الذي يتخذه هؤلاء القادة لن يوصلنا إلى الاستقلال حتما .. فمنذ متى كان الظل مستقيم و العود أعوج ؟ و السؤال هنا هو لماذا يفعل بعض قيادتنا ما تنتقده عليه الصحافة ؟
والحقيقة أن المشكلة والخطر الذي يحدق بالقضية الوطنية لا يكمن في عملنا نحن كإعلام مستقل يسعى لأن يؤدي دوره المنوط  منه على أكمل وجه - في ظل واقع متعفن ومر - من خلال كشف التجاوزات وفضح مرتكبيها والدعوة إلى إصلاح المجتمع من خلال ترسيخ ثقافة العقاب والمتابعة و المساءلة و المحاسبة ووضع حد للفوضى , بقدر ما يكمن الخلل والخطر الحقيقي في المسؤول ـ القيادي ـ الذي كان السبب الرئيسي في تخريب المجتمع والنظام ككل وتشويه القضية الوطنية عن طريق إرتكابه لأفظع التجاوزات وخرق القانون ليقدم لنا مادة إعلامية جاهزة , بالإضافة إلى المسؤوليين الذين يقدمون معلومات وإحصائيات دقيقة في تقارير شبه يومية للعدو لاتضاهي قيمتها ما نكتبه نحن المبتدئين من" خربشات " هذا بغض النظر عن ما قد يكون قدمه المسؤولين الكبار الذين فضلوا الخيانة وبيع الوطن والقضية، والحكم هنا للتاريخ والوطن وللقارئ الكريم ... (( مقتطفات من مقال كنت قد كتبت في ما مضى موضوع بعنوان " الإعلام الحر و الواقع المر ... يمكن قراءته عبر موقع مجلة المستقبل الصحراوي )) ...
ولعلمك اختي العزيزة ان من ينتقدون الواقع المزري المفروض و المرفوض لم يبخلوا يوما في توجيه أقلامهم المتواضعة لمحاربة العدو وكشف جرائمه و إنتهاكاته اليومية لحقوق الإنسان بالمناطق المحتلة ولم يبخلوا في مسعاهم الدائم لنشر القضية الوطنية و التعريف بها على أبعد مستوى .. ولم تغب عنهم القضية الوطنية التي عاشوها وعايشوها منذ نعومة أظافرهم ورافقتهم طيلة حياتهم وطيلة مشوارهم الدراسي من خلال إقامة معارض و منتديات و ندوات للتعريف بالقضية الوطنية .. وربما هذا ما جعلهم يعيشون إزدواجية في محاربة جبهتين بسلاح واحد متواضع لا يسمن ولا يغني من جوع .. فهم مضطرين لرد الصاع صاعين للعدو المغربي و في نفس الوقت مجبرين على محاربة الفساد الأخلاقي و الإجتماعي  والسياسي لبعض القيادة داخل المخيمات و خارجها .. وقد كان من المفترض أن لا تجبرهم قيادتنا على ذلك.. لأن المتسبب في هذا الوضع و كما قلتي ـ بيضة الدجاجة التي لم تكن في محلها ـ  هم هؤلاء الفاسدين الذين باتوا يحتكرون المؤسسات و المسؤوليات و ينشرون الفساد و يتسترون على المفسدين و المجرمين .. وذلك بدل أن يوحدوا جهودهم لمحاربة العدو وترك مثل هذه الأفعال المشينة إلى ما بعد الإستقلال إنشاء الله ..
فلماذا ـ يا سيدتي ـ يحدث عندنا فقط بقدرة قادر تنقلب موازين الأمور رأسا على عقب ؟ و يفقد كل شيء قدسيته في لمح البصر، ليتحول التحرير إلى "تقرير" والأمانة إلى"خيانة" والثورة إلى "ثروة" والقائد إلى "عائد" والبطل إلى "طبل" والحامي إلى "حرامي" و العسكر إلى "هشكر" والمانح إلى "فاضح" و الرابوني إلى "هٓرْبُونِي" .. وهلم جرا ...
و السؤال الذي أتمنى أن تجيب عليه الأخت الكريمة هو :
هل هذا هو الوقت المناسب لتفشي الفساد و غض الطرف عن المفسدين؟
ومتى يحين الوقت المناسب للكلام عن ذلك ؟
أترك الإجابة للأخت العزيزة و للرفاق الكرام ...
في الختام أود أن أوجه لك جزيل الشكر و العرفان لكونك من المدونين الصحراويين القلائل الذين واكبوا وواظبوا على نشر كل ما يخدم القضية الوطنية و من المثقفات اللتين لم يرتضين العيش بعيدا عن تفاعلات تكنولوجيات الاعلام في العصر الحديث ...  
يقول الصحفي الأمريكي والتر ليبمان " الصحافة الحرة ليست خطر بل امتياز و ضرورة عضوية في كل مجتمع عظيم "
رابط مدونة الأخت نضال السالك 
http://kitabatnidal.blogspot.com.es/

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review