9‏/5‏/2012

لقاء خاص مع الوزير الاول السيد عبد القادر الطالب عمار


الوزير الأول الصحراوي : فرنسا عارضت بشدة تفعيل "المينورسو" لتراقب حقوق الإنسان بالصحراء.
أجرى الوزير الأول الصحراوي السيد عبد القادر الطالب عمر، مقابلة مع صحيفة "البيان الصحفي" تناولت حيثيات تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الأخير حول بعثة "المينورسو."
كما تحدث الوزير الأول الصحراوي عن واقع الحياة الصعبة التي يعاني منها الصحراويين في المناطق المحتلة، مؤكدا أن الجبهة تناضل من أجل فك الحصار عن المنطقة و فتحها لزيارة المراقبين والمنظمات الحقوقية حتى تكون شاهدا على ما يجري هناك، و حتى تطلع على زيف إدعاءات النظام المغربي و الذي يدعي أن السكان راضون و أن هناك إعمار.
"البيان الصحفي": ما رأيكم في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الأخير و الذي كان شديد اللهجة في ما يخص العرقلة المغربية لبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية " المينورسو " ؟
الوزير الأول الصحراوي: التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة يعتبر ايجابيا لأنه لأول مرة أبرز أن "المينورسو" لا تشتغل طبقا للمعايير الدولية لبعثات حفظ السلام عبر العالم، و أنها لا تتمتع بحرية الحركة و الاتصال بكل الأطراف لمعرفة ما يجري بالصحراء الغربية، و طالب من المجلس أن يمد له الدعم حتى تعطى له الصلاحيات و القوة الكافية، و أشار إلى العراقيل المغربية، كالتنصت على المكالمات و إحاطة المبنى بالإعلام المغربية، و حمل السيارات الأممية للوحات ترقيم المغربية، و أن هذا لا يساعدها على أن تكون حيادية و موضوعية في مواقفها.
أرى أن أهم ما جاء به مجلس الأمن عقب تقرير الأمين العام للأمم المتحدة هو المطالبة بتعزيز صلاحيات المينورسو حتى تتمكن من التحرك بكل حرية و الاتصال بكل الفاعلين، في النزاع من أجل أن تكونه لديها الإحاطة التامة بالتطورات التي تجري في المنطقة .
"البيان الصحفي":  رغم الضغوط الدولية، و رغم تقرير الأمين العام و رغم تقارير المنظمات الدولية الوازنة فيما يتعلق بموضوع حقوق الإنسان، كمنظمة هيومن رايت واتش الأمريكية و مؤسسة روبيرت كندي لحقوق الإنسان، و العفو الدولية و الخط الأمامي لم يتم توسيع صلاجيات المينورسيو لتشمل مراقبة و حماية حقوق الإنسان... بعد القرار 20/44 الأخير للمجلس، ما قراءة البوليساريو للأسباب من وراء هذا التجريد لحق بعثة حفظ السلام، على غرار بعثات حفظ السلام المنتشرة في العالم ؟
الوزير الأول الصحراوي: صحيح أن هذه البعثة هي الوحيدة من بعثات الأمم المتحدة التي لا تتمتع بصلاحيات مراقبة حقوق الإنسان و قد تم الإشارة إلى هذا كما تفضلتم من طرف العديد من المنظمات الدولية الوازنة و المعرقل الأساسي في الموضوع هو موقف فرنسا التي تتمتع بحق الفيتو، و التي عارضت في أكثر من مرة معارضة شديدة بشكل صريح هذا البند الخاص بإيجاد آلية لمراقبة حقوق الإنسان ضمن آليات بعثة المينورسو و هنا قد أشرنا مرارا إلى أن فرنسا بهذا المكانة تقوم بازدواجية المعايير، من ناحية تقدم نفسها و تزعم أنها مدافعة عن الحقوق المدنية و حقوق الإنسان في العالم العربي، على غرار موقفها في ليبيا و الآن في سوريا و غيرها من المواقع و لكن في الصحراء الغربية تتنكر لمجرد وضع آلية دون الوصول إلى تدخل عسكري، أو حتى عقوبات اقتصادية كما تفعل في أماكن أخرى، أملنا أن بعد الانتخابات التي ستجرى في فرنسا، أن يقوم  زعيم الحزب الاشتراكي بتغيير حقيقي و جاد و منسجم مع المواقف التاريخية للدولة الفرنسية من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية و الامتناع عن العرقلة التي دأبت الحكومات الفرنسية السابقة عليها.
"البيان الصحفي":: البرلمان الأوروبي أصدر قرارا يدعم فيه حق الشعب الصحراوي و يطالب بحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية و توسيع صلاحيات المينورسو من أجل ذلك، ألا ترون أن هذا التقدم في موقف الاتحاد الأوروبي يعد إرادة حقيقية نحو إيجاد الحل طبقا للشرعية الدولية و قرارات الأمم المتحدة ؟
الوزير الأول الصحراوي: قرار البرلمان الأوروبي مهم جدا رغم أنه في اللائحة الأخيرة لمجلس الأمن لم ينص على أن تكون لبعثة المينورسو الصلاحيات التامة لمراقبة حقوق الإنسان إلا أنها طالبت الجميع باحترام حقوق الإنسان و البحث عن آليات ذات مصداقية و محايدة للعمل في هذا الموضوع. و موقفنا من البرلمان الأوروبي، برلمان يجمع العديد من الدول الوازنة في هذا العالم ، لا شك أن له قيمته فيما يخص الدفاع عن حقوق الانسان و كذلك موقفه السابق الذي جمد توقيع تجديد اتفاقية الصيد مع المغرب لأنها تضم مياه إقليمية صحراوية لا يستفيد منها سكان المنطقة. كل هذه المواقف تعتبر إيجابية و مؤشرا جديدا على التقدم في الموقف، نتمنى من أن كل الحكومات تتبع في مواقفها الخاصة هذا الموقف العام الذي عبر عنه الاتحاد الأوروبي .
"البيان الصحفي":: ماهي الإجراءات العملية التي تقوم بها جبهة البوليساريو من أجل حماية الصحراويين في المناطق المحتلة من قمع السلطات المغربية و التي آخرها تدخل عنيف يوم 28 أبريل، و أمام ما يسمى بمجلس حقوق الإنسان المغربي و التي تروج فرنسا أنه خطوة مغربية نحو حماية حقوق الإنسان ؟
الوزير الأول الصحراوي: بالطبع هذه أحد المهام الأساسية اليوم التي تناضل جبهة البوليساريو من أجلها وبالخصوص فك الحصار عن المنطقة و فتحها لزيارة المراقبين و فتحها للمنظمات الحقوقية حتى تكون شاهدا على ما يجري هناك و حتى تطلع على زيف إدعاءات النظام المغربي و الذي يدعي أن السكان راضون و أن هناك إعمار و نحن نتحداهم في هذا المجال بفتح المنطقة للمهتمين و الصحافيين للاطلاع عن كثب على ما يجري هناك لأنه كما تفضلتم المدن الصحراوية تتعرض لقمع يومي و للتنكيل و أصبحت الأحياء كلها مليئة ليس فقط بالشرطة و الدرك بل حتى بالجيش المغربي الذي أصبح يحاصر ليس المدن فقط بل حتى الأحياء بالإضافة إلى تجنيد مستوطنين مغاربة، إذن هي حالة من الرعب و نوع من التخويف و التوتر السائدة هناك التي لا بد أن يكتشفها العالم و يطلع عليها و مجهوداتنا تتركز على العمل لفتح المنطقة، لهذا النظام المغربي يعرقل تواجد آلية تابعة للمينورسو لمراقبة حقوق الإنسان، لأنه يعرف بأن الصحراويين يرفضون تواجده و النظام مستمر في هذا الإتجاه و لا شك أننا سنصل يوما ما إنشاء الله لأن تكون هناك آلية للأمم المتحدة خاصة بحقوق الإنسان في المنطقة إضافة إلى فتحها أمام الرأي العام الدولي و نرى أنه من الضروري الآن التقدم في مجال حقوق الإنسان بخلق أجواء ملائمة لإجراء مفاوضات من أجل التوصل لحل سلمي يضمن تقرير المصير .
"البيان الصحفي": هل من كلمة تخصون بها البيان الصحفي ؟
الوزير الأول الصحراوي: و الله نحن نشكر هذا المنبر الذي دأب على نشر الحقائق بشكل موضوعي و من خلاله نتوجه كذلك بالشكر و التحية للرأي العام الموريتاني الذي نتقاسم معه الكثير من العلاقات و أواصر القرابة و نحييه على مواقفه و أنه سيظل وفيا لأخيه الشعب الصحراوي في  كفاحه إلى غاية التحرير و استكمال السيادة.
أجرى المقابلة: مولاي إبراهيم ولد مولاي أمحمد

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review