17‏/7‏/2012

المهور و الأفراح في الصحراء الغربية

بقلم : أحمد سالم طالب صحراوي
ثمة ما لا يقال ليس مما يدخل في باب الخجل و لا مما يعد أسراراً خاصة بك أو بغيرك ثمة ما لا يقال فحسب ، ربما حذراً من إلتباس فهم أو ضناً بمشاعر لا تحيط بها العبارة ، يواجه الشباب فى الصحراء الغربية الكثير من المشاكل و العقبات التى تقف حائلا فى تكملة مسيرة مستقبلهم واحد هذه المشاكل هي مشكلة الزواج التى نتجت عن إرتفاع المهور و تكلفة الأفراح ، و هذا مايدفع بالكثير من الشباب للإلتجاء إلى طرق المعاصي التى تلحق بهم الضرر حيث من المفترض أن تعمل العائلات الصحراوية المحافظة على تجنيبهم إياها للمحافظة عليهم لأنهم المستقبل الواعد لهذا الوطن ، و بالتعاون مع الشيوخ و الأئمة للقيام بدورهم الفعال و المؤثر للتخفيف من حدة هذه المشكلة ، بدلاً من تركيزهم على كثير من الأمور التى لا تعمل على وحدة و ترابط المجتمع البيظاني و حفظ شبابنا من الضياع و الإنزلاق نحو الهاوية.
إن مهر المرأة من الحقوق التي شرعها الإسلام لقوله عز وجل : " أوتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوا هنيئا مريئا " لكن عندما شرع الإسلام المهر كحق للزوجة ، أكد إلى عدم المغالاة فيه لقول الرسول عليه الصلاة و السلام : " أيسرهن مهرا أكثرهن بركة " و ذلك لتزويج المسلمين الذين لا يملكون المال الكثير و لا يستطيعون دفع المهر الكبير لكن ما يحصل في الصحراء الغربية هو عكس ذلك رغم البطالة و الإحتلال الغاشم الذي يعانى منه الشعب الصحراوي فاليوم يعانى الشباب فى الصحراء الغربية من مشكلة غلاء مهور الزواج ، و هى ليست مشكلة الشباب لوحدهم بل أصبحت مشكلة عائلاتهم أيضا لأنها تلقى بظلالها عليهم و تصل أحيانا إلى عدم ألقدرة على الحل ، و هذا يزيد من المشاكل الإجتماعية في المجتمع و يدفع بالشباب إلى طرق الإنحراف مثل البحث عن المعاصي مثل المخدرات و غيرها ، إعتقادا منهم بأن هذا ينسيهم بدلا من مواجهة المشكلة و إيجاد حل لها.
إن إرتفاع أسعار المهور أصبح أحد العقبات أمام الشباب الصحراوي لإقبالهم على الزواج ، حتى أصبح عدد الذين تجاوزوا الثلاثين من عمرهم ليس بالبسيط ، و هذا يخالف ما دعت إليه الشريعة الإسلامية و لو دققنا في هذه المشكلة لا نستطيع أن نجد حلا لها ، لأن ما من أسرة على إستعداد لتزويج إبنتهم دون مهر و لو كان قليلاً تحت حجة إرتفاع الأسعار و أزمة غلاء المعيشة و هذا ما يجعلهم بالمطالبة بمهور مرتفعة فى ظل هذه الظروف الإقتصادية الصعبة
.

إن غياب دور الأئمة و مشايخ القبائل دفع بالأباء للمطالبة بمهور مرتفعة و تناسى أمور دينهم الحنيف ، و قول الرسول صلى الله عليه و سلم :" أقلهن مهرا أكثرهن بركه " و جعلهم أيضا أن يتناسوا أن الدين الإسلامى دين يسر و تسامح و تكافل ، و ليس دين تعقيد و تعجيز و الكثير من الطلبات الجديدة التى تبرز عند الزواج و يمكن الإستغناء عنها متناسيين أن الأغلبية العظمى من الناس لا تقدر على المهر إلا بعد جهد و عذاب في مثل هذه الظروف القاسية نتيجة البطالة و الإحتلال الغاشم ، و عدم وجود فرص عمل منتظمة لذلك وجب تحديد المهر و تثبيته عند مبلغ معين يتفق عليه من قبل مشايخ القبائل الصحراوية عملا بنصيحة الرسول عليه الصلاة و السلام بالنظر إلى أخلاق و دين الشاب و البنت قبل التفكير فى الطلبات و المهور.
 إن الشريعة الإسلامية ترفض غلاء المهور لأن الزواج فى الشرع لم ينظر إلى المهر ، و إنما ينظر إلى خلق و دين الشاب و الفتاه المقبلان على الزواج و لقد زوج الرسول أحد أصحابه ببعض الأيات القرأنية و اليوم نتيجة تغير الظروف فلا نطالب بالزواج ببعض الأيات القرأنية و لكن بمهر يتماشى مع حياة الشباب و ظروفهم الإقتصادية الصعبة ، حتى لاتفسد أخلاق شبابنا و لا يكون المهر حجر عثرة فى طريق بناتنا و تبقى عوانس ، إن الظروف التى يمر بها شباب الصحراء الغربية تفرض على أولياء الأمور أن يأخذوا بحديث النبي " من أتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه " نظراً للظروف و المعاناة التى نعيشها ، و رغم كل هذا هناك من يسهل عملية الزواج لإبنته و يقبل بتقسيط المهر على أن يسدد قبل الزواج و يقبل بأن تعيش إبنته فى حجره مع أسرة زوجها ليتغلبوا على هذه المشاكل نتيجة الوضع الإقتصادي و عدم وجود فرص عمل ثابتة و لكن هؤلاء قلة ، و يجب أن لا ننسى أيضا الإلتزامات المالية الباهظة التى تفرض نتيجة العادات و التقاليد و تزيد الأعباء المالية علي الشباب و تثقل كاهلهم و تؤخر عملية الزواج لدى الكثير منهم و كأن الفرح لا يتم إلا بمثل هذه الأشياء التى تؤدى إلي الديون التى تبقي مرافقة للعريسين و تجلب لهم المشاكل و الحياة القاسية بعد الزواج

ليس المقصود من هذا المقال إتهام أحد و إنما هو محاولة لقراءة صفحة من واقعنا نأمل في طيها

السلام عليكم

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review