7‏/7‏/2012

إلي أين تؤدي سياسة تكميم الأفواه ؟


بقلم : أحمد سالم طالب صحراوي من المناطق المحتلة
في السنة الأخيرة كنا دائماً نقول إننا نسير في الطريق الصحيحة نحو إكمال لوحة معقولة لحرية الصحافة إلا أن ما حصل ، جراء طرد وزير الإعلام الصحراوي محمد المامي التامك الصحفيين أسلامة الناجم رئيس تحرير الأخبار بالإذاعة الوطنية و البشير محمد لحسن مدير قسم البرمجة و مقدم نشرة الأخبار الأسبوع الماضي ، كان بمثابة تلطيخ لهذه اللوحة التي لم تعد أمام الناظرين إليها مقبولة بالحد الأدنى بحجة أن كتابتهما لم تعد تتماشى مع خط التحرير .
يبدو المشهد ضبابيا و سوداويا كنا نظن أن ربما لطخت اللوحة بسبب الإحتلال كقامع أساسي ، إلا أن الصورة بدأت تتوضح و أن هناك أشخاص لا تعجبهم الأقلام الحرة، ساذج مستبد من لا يحب سماع منتقديه أو معارضيه و خصومه لأن الإصغاء للبطانة المحيطة به فقط و تجاهل الرأي الأخر أو الإكتفاء لسماع الرأي الأخر عبر التقارير الأمنية فيها إلتفاف على الطريق الصواب ، لأن أقصر الطرق للحقيقة التوجه لها مباشرة و في مجال حرية الرأي تتمثل بالإستماع للرأي الأخر مباشرة من أصحابها، والشجاعة تكمن في الرد المنطقي عليها عبر أي وسيلة و إيصال الرسالة للمواطنين بهدوء وبشجاعة المقتدر و الحكيم و مناقشة الحجة بالحجة، و ليس مطاردته وتكميمه تحت ذرائع و حجج وهمية .
لكن من يرى في حرية الصحافة و الرأي الأخر إستباحة لحرية و رأي الأخرين فهو معاد للديمقراطية و مطلوب مواجهته ، و التصدي له بالحوار و الحجة و لكن إن تجاوز حدود اللياقة و المصلحة الوطنية العليا عندئذ الواجب يملي التصدي له عبر الوسائل القضائية حتى لاتشوه الحقيقة ، و الأدهى و الأشد مرارة أن يقوم بعض المسؤولين الذين (فاحت) رائحة الفساد من مكاتبهم بإستدرار عطف الحقوقيين ممن هم تحت سلطتهم للوقوف إلي جوارهم و حمايتهم من الأخطار المحدقة بكراسيهم بطريقة المصالح المشتركة أو سياسة إتقاء شر عدم التجاوب مع طلباتهم ، و سيستجيبون لهم و سيقدمون خدمات جليلة رغم كل ( المنغصات ) و الإضطهاد و التقصير و التدخل في شؤونهم و جيوبهم !! 
ثقافة تكميم الأفواه هي سلاح الضعفاء و الذين يعيشون على الفساد و يتكسبون من قمعهم للأراء المخالفة و هؤلاء لن يدق المسمار في نعش كراسيهم إلا رجل من بينهم إما تائب و إما صاحب مبدأ .
و وجود هذة الثقافة في بعض الدوائر الصحراوية مخالف للإتجاه الوطني الذي وضعه الشهداء لبناء الدولة على أسس من العدالة و المساواة و إحترام الإنسان .
و كما قال أحد إخواننا في أرض الكنانة هذه الأفعال تصنع الفرعون 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review