ان للمؤشرات الديمغرافية اهمية كبيرة في التأثير على حياة الفرد من جميع النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ،ضف الى ذلك تأثر المتغيرات السكانية وارتباطها الوطيد بخصائص المجتمع وقيمه وعاداته وتقاليده وهذا ماينعكس على السياسات التي تطبقها الانظمة والخطط التي تعتمد عليها الحكومات في حل المشكلات السكانية والازمات البشرية ،ممازاد من اهمية الديمغرافيا في الاوساط الدولية وحكومات البلدان ،فأصبحت الاجراءات والتدابير تتركز على السكان وحركتهم ونموهم ،وبما ان الحرب تلزمها قوة بشرية وطاقة سكانية ،اصبح العدو المغربي يلعب على هذا العامل ليكسبه ويراهن عليه مع مزيد من الوقت ليأتي في صالحه ،فالحرب اليوم ديمغرافية كما هي سياسية واعلامية وعسكرية فالمستعمر يطبق سياسات سكانية في المناطق المحتلة ويشجع الهجرة اليها ويمنح امتيازات للمستوطنيين المغاربة كقطع الاراضي والاعفاء من الضريبة وتوزيع المواد الغذائية وتوفير الخدمات الاجتماعية وتحسينها والحماية الامنية والمعنوية لتكون عوامل جاذبة للمغاربة الى الصحراء الغربية هذا من جهة اما من جهة اخرى فهو يمارس الضغوطات على الصحراويين ليعزلهم ويضيق عليهم من ممارسات تعسفية ونشر للقبلية ونشر المخدرات لتأثر على الشباب الصحراوي الذي هو امل الامة وخزان القضية ويمنح لساكنة الصحراوية دريهمات معدودة لاتكفي الفرد شهرا فما بالك العائلة،ليبقى الانسان الصحراوي في كماشة ،وتنتشر البطالة ويصبح الانسان الصحراوي مستهلك عكس طبيعته ولكنها الظروف التي فرضت عليه من طرف الاحتلال المغربي فيقل الزواج وتنتشر العنوسة وتنخفض الخصوبة ويقل النمو الديمغرافي لساكنة الصحراوية بينما يحدث العكس بنسبة للمستوطنيين المغاربة .
وهذا مايلعب عليه العدو المغربي لكسبه في اي وقت ومع اي استفتاء فيماطل الحلول الدولية ويتمدى مع الشرعية العالمية لربح مزيد من الوقت ليستفيد من تزايد الهجرة نحو الصحراء الغربية وكذلك يستفيد من سرقة الثروات ارضنا الطاهرة الطيبة .
ومع ذلك تشهد مخيمات اللاجئين انخفاضا في المواليد وزيادة في الهجرة وعزوف الشباب عن الزواج لغلاء تكلفته وانتشار العنوسة ،وهاتهي الوضعية خطيرة وعلينا التدارك معها ،لذلك علينا التوعية بأهمية التكاثر وزيادة النسل كونه الدافع الى النصر والاستقلال ،والتوعية بخطر تراجعه،وعلينا النهوض من هذا السبات وان نعرف جيدا مايصاغ لنا من مكائد وخطط ومناورات والتصدي لها وهذا لايتم الا بتظافر الجهود وتعاون جميع افراد المجتمع (شعبا وحكومة )بتشجيع النسل والتكاثر وتسهيل مراسيم الزواج وتحديد تكلفة معينةومحددة له،وكذلك على الدولة مساعدة الشباب في اقامتها اعراس جماعية وتشجيعها ونشرها ثقافتها .
ان الحديث عن الحرب الديمغرافية مع المستعمر المغربي تشمل عدة جوانب وتحتاج الى عدة مقالات وكتابات ولكن اردت من خلال هذه الالتفاتة البسيطة الى الاشارة الى اهمية الموضوع بنسبة للظروف الحالية للقضية الوطنية .
0 التعليقات:
إرسال تعليق