21‏/7‏/2012

مع الاسف انها الحقيقة، الاذاعة الوطنية تحتضر.


اسلامه الناجم
الى الشعب الصحراوي العظيم والصامد ، رغم انف العالم اعداء واصدقاء ومحايدين على السواء ، نخبره و كل مشاعر الحزن و الاسى تغمرنا ان احد اعظم مكاسبه يحتضر بسبب الاهمال واللامبالات التي تمس أي مكسب لا يدر مالا او جاها.
ايها الشعب العظيم ان الاذاعة الوطنية والتي طالما شرفها ان تحمل صفة "الصوت الشعب الصحراوي المكافح" هي الان في وضع حرج للغاية يمكن ان اصفه دون مبالغة بالاحتضار- كما وصفه من قبل الزميل الكوري في مقال سابق - نعم الاذعة الوطنية تحتضر وقد يتطور الامر الى ما هو اخطر لا قدر الله. فاعينوها بدعائكم ان يحفظها الله لتدوم ملعلعة في اثيره الواسع تنشر عدالة كفاح شعبناوثقافته المميزة والمتميزة في اصقاع الارض .
ليس من المقبول على الاطلاق ان تصمت الاذاعة الوطنية ليلتين على التوالي لسبب تافه وبسيط – انقطاع الكهرباء- ولم تكلف ادارة الوزارة نفسها عناء الحل، بل (راحت) بكل طاقمها الى اهلها وتركت الصحفيين لقدرهم مع الناموس والظلام والحر، والادهى ان الادارة الاعلى لم تستفسر عن السبب او لعلها فعلت، واقتنعت بالعذر الذي هو اقبح من الذنب.
ما معنى ان تصمت اذاعة دولة في السلم فكيف في الحرب ؟كلنا نتذكر حرب اسرائيل الشرسة ضد حزب الله صيف 2006 عندما قصفت قناة المنار التابعة للحزب والتي كان لها الدور الحاسم في انتصار الحزب وفي رفع معنويات جنوده وواتباعه وانصاره ، وكيف تمكنت القناة من البث مرة اخرى من مكان اخر الى نهاية الحرب دون ان تمس باذى؟ هذا تحت قوة نار ضارية لاسلحة ذكية وقصف سجادي وحشي! في حين تتعطل وتصمت اذاعتنا نحن لعطل كهربائي او تقني صغير، بامكان أي مبتدئ في الكهرباء او الميكانيك ان يتجاوزه .
لقد وجهت لنا ايها الشعب العظيم نحن الصحفيين البشير محمد لحسن واسلامه الناجم حمدي تهمة تثبيط همتك ومعنوياتك من خلال كتاباتنا! ونحن نتسائل الان من الذي يعبث بالمعنويات وبالمصير ؟ الذي يسكت اذاعة لاتفه سبب ؟ علما انها الاذاعة الوحيدة التي تجمع هذا الشتات الصحراوي ؟ ام الذي يقول ان هذا لايجوز باي حال من الاحوال؟ ويسمي الاشياء بمسمياتها دون رهبة او رغبة . 
الذي يبعث على الدهشة اكثر ان وزارة التلفزيون لا تعاني من مشاكل الكهرباء، الا في الحدود المعقولة ثم ان مولدها الكهربائي في تمام الجهوزية ، بينما تغرق مديرية الاعلام في الظلام لاسباب يستحى المرء من ذكرها لتفاهتها مع العلم ان الوزارة والمديرية متجاورتين "الخرب في الخالفة". 
منذ سنوات لاحصر لها لاتملك الاذاعة الوطنية اية وسيلة نقل من اجل المهام فكل الانشطة الوطنية داخل مخيمات اللاجئين او في الاراضي المحررة لا تتنقل اليها الا بطريقة هي اقرب الى المن او الاحسان ، اما الانشطة الوطنية الاخرى التي تحدث في الخارج فلها مراسلين من اهل الحظوة وليسوا من اهل الاذاعة - هذا ليس موضوعنا على كل حال- على الاقل الان - ومع ذلك حاول طاقم الاذاعة الوطنية الصحفي والتقني ان يتجاوز عقدة السيارة و أدى عمله كل حسب جهده واجتهاده،رغم ان الحكومة والدولة يمكنهما الشكوى من نقص أي شيئ الا السيارات .
ثم جاءت الطامة الكبرى عندما رأت التلفزة الوطنية النور ، فعوضا ان تكون لبنة اخرى في صرح مؤسسات الدولة ومكسبا مضافا يشد ازر الاذاعة ويكمل عملها وشقيقة تتتقاسم معها حمل ثقل الامانة ، اهمل ولاة الامر الاذاعة بسبب من قصر النظر الذي صار يطبع كل تحرك او توجه لهم ونتيجة لفهم قاصر لدور الاذاعة واعتبار ان دورها ربما انتهى عندما بدأ دور التلفزيون و صفت الفهم بالقاصر ليس تجنيا بل لانه يعاكس ماذهب اليه اخر تقرير صادر عن معاهد دولية كبرى تصنف المحطات الاذاعية في المراتب الاولى من بين وسائل الاعلام المتعددة التي لاتزال تؤثر بشكل قوي و فعال في صناعة الراي وتوجيهه و نشر الاخبار والمعلومات.
فللتلفزيون اسطول سيارات من ضمنه سياراتا تويوتا جديدتان، ولموظفيه رواتب او- استفادة- كما يحولوا للجبهة و الحكومة ان تسميها تضاعف ما يتقاضاه موظفي الاذاعة رغم الفارغ في ساعات العمل ، هذا الامر على ما ينطوي عليه من غبن حتى لا نقول اشياء اخرى ابتلعه طاقم الاذاعة الوطنية وظل يواصل عمله في صمت وصبر وحتى لايظن القارئ ان هذا الامر هو ماحرك كاتب السطور فاقول له ان هذ الوضع مضت عليه سنتان اوثلاث ، لكن الطين ازداد بلة وارتفع الاهمال درجة بان تم قطع الانترنت لمدة تجاوزت الشهرين ومازالت الى الان ضعيفة السرعة، وقيل ان السبب - والله اعلم- هو تأخر سداد مستحقاتها فتاملوا يرحمكم حكومة تتاخر عن سداد اشتراك في الانترنت في وقت يسدد فيه ملايين الافراد العاديين فواتيرهم بانتظام ان الخشية ليس من انقطاع الانترنت او ضعفها لمدة شهر او اثنين لكن الخوف كل الخوف ان يصبح واقعا وهذا شيئ نعرفه جميعا عن نظامنا العتيد ، ليزداد الوضع قتامة بالانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي بسبب خسارات طفيفة ،رغم ان للاذاعة مولد كهربائي لكنه صارت لكثرة خساراته وتوقفه كالمستجيرة من الرمضاء بالنار . ثم زاد عليها الطرد او التوقيف العشوائي او التسريح رغم الارادة او غيرها من مصطلحات الغموض والمناورة، للصحافيين دون وجه حق او مبرر يعتد به ، وحجة الوزير هي ان الذين طردهما ، اوقفهما، رخصهما، يكتبان في المواقع الصحراوية المستقلة ما اعتبره هو من وجهة نظره ضد النظام،وهي ذات التهمة السخيفة التي طالما وجهت لكل من تجرأ وجهر بصوته بان سيل الفساد بلغ الزبى . 
ايها الشعب العظيم وفاء لتضحيات ابنائك البررة الذين سقطوا في ميدان الشرف من اجل رفعتك ومجدك وعزك ،نضع بين يديك هذه المشكلة لترى انت الحل فيها فانت صاحب الحل والربط وصاحب الشرعية الاول والاخير فالاذاعة مؤسستك وملكك ومكسبك الذي دفعت ضريبته من دم ابناءك البررة ومعانات الاخرين منهم في سجون الاحتلال وفي المنافى .
نسالك ان تلهمنا الصواب نحن العاملين في المؤسسة (السابقين واللاحقين)، ماذا نفعل حتى يلتفت ولاة الامر الى هذا الموضوع الخطير والذي سيصبح جريمة ان دام الحال على حاله، او ليس خنق صوت الشعب الصحراوي جريمة ؟ 
ما الحل؟ الاضرب عن العمل ! عمل كهذا قد يجعل الكاعم والناحر سواسية في ارتكاب ذات الخطيئة، ام الصمت ومواصلة العمل في حدود "تزواز الملامة "؟ كما يريد النظام وكما هو دأبه في جميع الامور، منذ عقدين على الاقل!!.
ايها الشعب العظيم المجاهد الصبور، بادر بالمشورة لانقاذ الاذاعة الوطنية من موت محقق او مد يديك الى الله ضراعة ان يخفف عنها سكرات الموت في احتضارها هذا وان يتغمدها بواسع رحمته .
بقي ان اقترح عليك ايها العظيم اذا حضرت ساعة الاذاعة ان لا تدعهم ينظمون لها مراسيم دفن رسمية فهي مكلفة ومتكلفة، بل احرص ان تقام لها جنازة شعبية، وان تدفن في مقبرة المبادئ ب"الشهيد الحافظ بوجمعة" الى جانب النخوة والاخلاص ،والوفاء للشهداء والاستقامة ، وحب الوطن ، والايمان بالشعب، وترسانة القوانين والمواد الدستورية المجرمة لمنع حرية التعبير ، او المجرمة للتفريط في مكاسب الشعب ومؤسسات الدولة .
انا لله وانا اليه راجعون .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review