6‏/1‏/2013

انعدام خيوط الثقة

 بقلم لخليفة دويهي
من منا لا يتذكر تلك الخيوط التي كانت تتدلى من ابواب البيوت الصحراوية كنا نعرف أن الخيط وسيلة بسيطة وسهلة لفتح الباب ، وما لا نعرفه هو أن له رمزيته ومكانته في نفوس الصحراويين وهو عنوان للثقة، وكان الخيط يسحب من الباب في حالات قليلة عند الشعور بالخوف او عدم الثقة بالمحيط الخارجي . هكذا كانت البيوت حيث كان الخيط الذي يتدلى من كل باب بمثابة الناطق الرسمي بشعور اصحاب البيوت عندما يوجد الاطمئنان والأمن والأمان و التعايش السلمي فيما بينهم، اما اليوم اختفى الخيط وحلت مكانه أبواب من حديد بمثابة اعلان عن بدء مرحلة جديدة وهي الخوف وعدم الثقة .
الزائر لمدن الصحراء الغربية سيلاحظ انها تختلف عن غيرها ليس في التنمية التي يتغنى بها البعض بل هي مختلفة بالأبواب الحديدة فأصبحت تجد لكل بيت بابان من حديد.هذه أبواب ليست لتزيين المنازل او إضفاء نوع هندسي جميل لمداخل البيوت، هذا تصميم جاء ضد الهجمات المتكرر على المنازل . لو نطقت تلك ابواب ماذا ستقول؟ سترفع صوتها وتقول انعدمت الثقة.
وهذا ان دل على شيء انما يدل على عدم الشعور بالأمن و الأمان الذي يولد الخوف وانعدام الثقة ، يقول الفيلسوف والشاعر ألالماني فريدريك نيتشه " الثقة كالمزهرية ، حالما تنكسر لن تعود أبدا كما كانت حتى وان أصلحتها" .
lakhlifa1984@gmail.com


0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review