13‏/12‏/2012

لقاء خاص مع محمد خداد

لطالما عودتنا آلة الدعاية المغربية المختصة في التحريف و التلفيق على عمليات تجميلية لكل طارئ و مستجد في القضية الصحراوية علها تنوم مغناطيسيا رأيها المحلي ولو الى حين ، فقد صورت تقرير روس الأخير على انه انجاز لم يسبق له مثيل وهللت لدهاء دبلوماسيتها التي أثمرت وفقا لها ما حفل به من استنتاجات !!ومن هذه الزاوية ارتأت جريدة الصحراء الحرة ان تجري حوارا صريحا حول مضمون تقرير روس الاخير مع الأخ أمحمد خداد عضو الامانة الوطنية المنسق الصحراوي مع بعثة المينورسو تتطرق فيه إلى اهم المحاور المفصلية في التقرير وتغوص معه في حيثيات وخلفيات مضمونه ....
ما تعليقكم على خطوة المغرب سحب الثقة من الوسيط الاممي روس ؟
نعتبر محاولة سحب
الثقة من الوسيط الاممي روس تعبيرا واضحا عن الفشل المغربي، فالمغرب كان ينتظر من روس بعد الجولات التسع من المفاوضات غير الرسمية التي تمت تحت إشرافه أن تكون تأكيدا و تأييدا لطرح "الحكم الذاتي" لكن وبعد مرور ثلاث سنوات تبين للمغرب أن الأولوية ليست لمقترحه بل و أكثر من ذلك أصبح النقاش يدور حول ميكانيزمات تقرير المصير و الجسم الناخب و استشارة الشعب الصحراوي حول مستقبله و مجلس الأمن من جهته دأب علىالتاكيد و باستمرار في كل قراراته أن الحل يجب أن يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، رغم ادعاءات المغرب و تلفيقاته حول الإجماع العالمي بشان طرحه ومن ثم فإن ما يلوح في الأفق هو السير نحو كيفية استشارة الشعب الصحراوي .
كل هذا يسير في مناخ دولي سمته الأساسية أجواء الربيع العربي ومطالبة الشعوب بتقرير مصيرها ودفاعها عن مبادئ الحرية و الكرامة وهي المبادئ نفسها التي يدافع ويكافح الشعب الصحراوي من اجلها حتى أن الكاتب العام للأمم المتحدة أكد في تقريره لابريل 2011 أنه و بالنظر لما يجري في الساحة العربية أصبح من الضروري وأكثر من أي وقت مضى استشارة الشعب الصحراوي حول مستقبله و ان أي حل لا يفي بهذا الشرط ولا يحترم هذه القاعدة سوف لن ينتج عنه الا مزيد من التوتر في الصحراء الغربية وفي كل المنطقة، إذن خيبة المغرب في مراهنته على المفاوضات هي التي جعلته يقدم على خطوة غير محسوبة وهي سحب الثقة من الوسيط الاممي السيد روس.

ما هي أهم الخلاصات و الاستنتاجات التي خرجتم بها من إحاطة روس المقدمة إلى مجلس الأمن الدولي يوم الـــ28 نوفمبر المنصرم ؟
هذه الإحاطة جاءت بعد عراك طويل مدته خمسة أشهر بين المغرب الذي سحب الثقة من روس و المجتمع الدولي قاطبة وتحديدا الكاتب العام و الدول الفاعلة في مجلس الأمن و أساسا الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا في الوقت الذي اكتفت فيه فرنسا بدور المتفرج في الصراع القائم ما بين المغرب و روس، فلم تدل بأي تصريح سوى أخذها العلم بالخلاف القائم بين المغرب و الوسيط الاممي.
إذن فهذا العراك أو عملية شد الحبل التي حاول فيها المغرب بكل ما يملك من قوة – استغلال منصبه كعضو غير دائم في مجلس الأمن و دعاياته الخسيسة – لي زناد الأمم المتحدة فشلت فشلا ذريعا وكانت النتيجة رجوع روس إلى مهمته كوسيط رغم انف المغرب وقيامه بزيارة إلى المغرب و المناطق المحتلة من الصحراء الغربية لأول مرة بالإضافة إلى زيارته للدول المجاورة و المؤثرة التي لها صلة بالموضوع وأساسا فرنسا و اسبانيا من مجموعة أصدقاء الكاتب العام كما تمكن من تطبيق خطة عمله كما اقرها شخصيا دون أي تأثير خارجي و استقبل المنظمات الحقوقية الصحراوية الناشطة في الأرض المحتلة وزار المناطق المحررة و المخيمات وكان تاريخ 28 نوفمبر موعدا لتقديمه عرضا حول نقطتين أساسيتين كما نصت على ذلك توصية المجلس 2044 الصادرة بتاريخ 24 ابريل 2012 : أولهما تقييم :مسار التفاوض وثانيهما : تحديد العراقيل التي تواجه بعثة المينورسو في مهمتها
وبالفعل فقد اقر روس في إحاطته لمجلس الامن بعدم جدوائية الاستمرار في اللقاءات غير الرسمية و انه سيغير من خطة عمله بالتركز في مشاوراته على الدول الوازنة مثل الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا مع القيام بجولات مكوكية الى المنطقة قد يدعو بعدها الأطراف المعنية الى لقاء قبل الاجتماع القادم لمجلس الأمن الذي سيتم منتصف ابريل 2013 .
وقد كان روس واضحا في تحديده لطبيعة النزاع في تقريره الذي اشار بوضوح الى أن الصحراء الغربية ما تزال إقليما لم تتم تصفية الاستعمار به و بالتالي و طبقا للمادة 77 من ميثاق الأمم المتحدة فان مسؤوليات المنظمة الدولية تجاه الشعب الصحراوي واضحة بهذا الخصوص، كما أكد أن الحل الذي ينادي به مجلس الأمن يجب ان يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وقد دق ناقوس الخطر أمام المجتمع الدولي
بشان التداعيات الخطيرة لاستمرار النزاع دون حل ووضعية الجمود التي غدت لا تطاق مطالبا بان تظل قضية الصحراء الغربية في رادار المجتمع الدولي وان تتحرك الدول الفاعلة و مجلس الأمن لايجاد حل دائم وعادل للمسالة الصحراوية.
بالرغم من الإرادات المعبر عنها في كل من الرباط و مخيمات اللاجئين الصحراويين و الجزائر وموريتانيا لتحقيق حل سياسي بشأن الوضع النهائي للصحراء الغربية إلا أن طرفي النزاع المباشرين تهربا من تحمل مسؤولية الجمود الحاصل في مسار التسوية و أرجعاه إلى عدم وجود إجراءات حاسمة من قبل المجتمع الدولي ومجلس الأمن و الأمين العام ومبعوثه الشخصي ، فهل هي دعوة مبطنة إلى لرفع القضية إلى البند السابع ؟ وما خطورة الأمر؟
أظن ان البند السابع يتحدث عما يهدد الأمن و الاستقرار في العالم و السيد روس الذي قابل الصحافة لأول مرة منذ تعيينه في 2009 بعد اجتماع مجلس الأمن قال يجب ان تبقى قضية الصحراء الغربية في رادار المجتمع الدولي و اذا كان هناك من إيحاء او إيعاز للانتقال إلى البند السابع فهو في كلامه عن خطورة الوضع وضرورة ان يتدخل مجلس الأمن الدولي، أما في ما يخص مسؤوليات الأطراف فهي تختلف فجبهة البوليساريو ممثل لشعب مستعمر وروس يعترف في تقريره انه ولحد الساعة لم تتم تصفية الاستعمار من اقليمه و بالتالي هناك مسؤولية ضمنية للأمم المتحدة التي طالما كررت في توصيات الجمعية العامة أنها مسؤولة عن مرافقة الشعب الصحراوي حتى يتمكن من تقرير مصيره، ومن هذا المنطلق فان موقفنا ليس كموقف المحتل و بالتالي فان الإيحاء بالنسبة لي كان في الوصف الذي طرحه السيد روس للوضع الحالي وما يمكن ان يترتب عن استمرار الوضع الراهن.
اعلن روس في تقريره عزمه على مباشرة منهجية جديدة قوامها اجراء مشاورات موسعة مع القوى الدولية الرئيسية و الأطراف الدولية الفاعلة قبل التوجه نحو مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع .فما الذي سيضيفه اعتماد مقاربة دبلوماسية مكوكية – على حد تعبيره – على الملف في نظركم ؟
السيد روس يعي جيدا ملابسات القضية كدبلوماسي رافق المشكل منذ منتصف السبعينات وسبق ان زار المخيمات مرتين على الأقل ويعرف مدى تأثير الدول العظمى على النزاع كما يدرك أن فرنسا القوة المستعمرة السابقة لجل بلدان المنطقة كانت ايضا وراء اتفاقية مدريد وهي التي زودت المغرب بالسلاح و المال و الدعم السياسي و الدبلوماسي على مدار 37 سنة التي خلت إلى درجة أن مقاتلات "الجاغوار"الفرنسية تدخلت مباشرة إبان الحرب مع موريتانيا وفرنسا هي التي وقفت أمام معالجة مجلس لقضية حقوق الإنسان و روس يعرف الدور الفرنسي حقيقة ويعرف أن فرنسا جزء من المشكل و عليها أن تكون جزء من الحل، وفي الوقت نفسه فالولايات المتحدة لها دور مهم ولها علاقات وطيدة مع المنطقة ومع المغرب خصوصا ومن ثمة فإن الوسيط الدولي يريد أن يشرك مثل هذه الدول الفاعلة لبلورة الحل لأنه يرى أن الأمور يمكن أن تتأزم ، خاصة لمل لهذه البلدان من مسؤولية باعتبارها أعضاء دائمة في مجلس الأمن ومسؤولة عن السلم و الأمن الدوليين ولما لها ايضا من علاقات وطيدة بالمنطقة و أساسا الدور الذي تلعبه فرنسا منذ بداية المشكل إلى يومنا هذا.
اذن ما يريده مبعوث انان هو ان يضع هذه الدول أمام مسؤولياتها و ان تكون جزء من الحل بدلا من ان تكون جزء من المشكل و في الوقت نفسه سيقوم بجولات مكوكية بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو و المغرب و الدول المجاورة الجزائر و موريتانيا في افق التحضير لإعداد جولة قادمة من المفاوضات قبل الاجتماع القادم لمجلس الأمن في ابريل 2013 اذا كانت الظروف تسمح بذلك .
نفى المبعوث الاممي بشكل قاطع استنادا الى لقاءاته الرسمية مع مسئولين مغاربة سامين وجود أي صلة بين الجبهة و الجماعات الإرهابية المسلحة و اكد في المقابل احتمال إغراء أفراد جميع بلدان المنطقة للالتحاق بالمجموعات المتواجدة بشمال مالي في حال عدم وجود تسوية فما هي الرسالة المبطنة من وراء هذا التحذير وهل هي دعوة لحلفاء المغرب لمراجعة حساباتهم ورؤيتهم بشأن النزاع ؟
أولا في ما يخص شهادات المغرب عن جبهة البوليساريو فهذا تحصيل حاصل لان العالم كله يعرف ما يجري في المنطقة وسبق للولايات المتحدة الأمريكية و الحكومة الفرنسية اقرب حليف للمغرب ان كذبا كل هذه الادعاءات المغربية، فالمملكة الجارة تريد إلصاق تهمة الإرهاب بجبهة البوليساريو و الدول الفاعلة التي لها وزن في المنطقة ولها إمكانيات ووسائل تسمح لها بالتعرف و الوقوف على الحقيقة أكدت ان لا وجود لاي صلة من هذا القبيل، وهذا ما شكل ضربة للدعية المغربية التي كانت تريد ان تسوق لمثل هذا الادعاء.
أما فيما يخص كون الإرهاب مشكلا كونيا وليس هناك مكان بمعزل عنه و انه يغري الأفراد من كل البلدان حيث يوجد أمريكيون و اسبان و فرنسيون ومن كل الجنسيات في العالم فهذه حقيقة وما يريد السيد روس من هذه النقطة هو التعبير عن خطورة الوضع فما يحدث في مالي يمكن أن يكون عامل جذب و استقطاب للإرهاب من بقاع المعمورة كاملة وخصوصا الدول المجاورة وهو يعكس إصرار روس على ضرورة حل المشكل تفاديا لمزيد من التوتر في حال ما إذا بقي الوضع على ما هو عليه و ان ما يحدث في مالي يجب ان يكون حافزا ودافعا للمضي قدما لحل النزاع.
مكنت زيارة المبعوث الاممي للأراضي المحتلة و لقائه بفاعلين فيها من الاستماع جيدا للانشغالات التي طالما عبرت عنها الجبهة في مجال الانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان بالجزء المحتل ، وقد القى المبعوث بثقل المسؤولية على مجلس الأمن و المفوضية السامية وتقديرهما إذا ما كانت المعلومات المتوفرة تستحق الاهتمام بالأمر .فما تقييمكم لهذه النظرة ؟
هذا ما اسميه الفشل الثاني للمغرب فإذا كانت المملكة قد فشلت في إمكانية تمرير مقترحها فان فشلها الثاني كان في محاولتها حجب ما يجري من انتهاكات في المناطق المحتلة ورفض دخول أي زائر إلا ما ترغب هي في زيارته وهو ما أبطله روس بزيارته إلى الصحراء الغربية و العيون المحتلة أين التقى بمن أراد هو أن يلتقي به مما يشكل اعترافا من المجتمع الدولي بالمقاومة السلمية و ممثليها و تعزيزا لنضال نشطائها و بالتالي الاقرار بتلك المقاومة كمعادلة هامة لا يمكن تجاهل تاثيرها كما يحلو للمغرب، وهذا شيء أساسي خاصة وانه يأتي بعد زيارات مهمة مثل : زيارة مؤسسة كندي وشهادتها و التقرير الذي قدمته للكونغرس الأمريكي و كذا تقرير كتابة الدولة الأمريكية للخارجية، التي لم تكتف فقط بموضوع حقوق الإنسان ولكن أكدت و بمعطيات دامغة أن ليس للمغرب أية سيادة قانونية على الصحراء الغربية ولا إدارة شرعية بها، هذا إلى جانب شهادات حول انتهاكات حقوق الإنسان و الإقرار بأن ما يقوم به ما يسمى مجلس حقوق الإنسان المغربي في الصحراء الغربية ليس له دور أساسي او حاسم في الموضوع فضلا عن زيارة المقرر الخاص المكلف بالتعذيب الذي قدم شهادات دامغة يؤكد فيها ممارسة التعذيب ضد معتقلين سياسيين صحراويين.
وحين يلقي المبعوث بالمسؤولية على عاتق مجلس الأمن و المفوضية السامية لحقوق الإنسان فهو بذلك يحثهما على تحمل مسؤولياتهما في الوقت الذي يؤكد وقوع مظاهرات أثناء تواجده بالإقليم وبعد مغادرته، كما يقول بلغة دبلوماسية بأن الاحتلال موجود بكثرة وقوات الشرطة موزعة في كل مكان و انه ليس هناك صحراويون في صفوف هذه القوات ليطالب المغرب بالسعي الى تكوين وتربية قوات أمنه لتلقينها كيفية التعامل مع المتظاهرين المسالمين مما يعني أن تلك القوات تجاوزت القانون و مارست القمع و التعذيب ولم تعامل المتظاهرين بالطريقة التي يجب أن يعاملوا بها فهذه رسالة مفادها أن معطاة حقوق الإنسان معطاة حقيقية وهو يقول بلغة دبلوماسية لبقة أن على مجلس الأمن ومفوضية حقوق الإنسان تحمل كامل المسؤولية رغم انه يقول بان هذا ليس من شأنه و انا مكلف فقط بالجانب السياسي، إلا أن المتفحص يقرا ذلك من ثنايا التقرير عامة .
وما تفسيركم لبعض التحليلات المغربية التي ترى في المسألة نجاحا للدبلوماسية المغربية على هذا الصعيد؟
مبتسما : إذا كان الأمر هذا المنوال فلنبارك لهم، إلا ان الامر ليس على هذا النحو، لان الشيء نفسه حدث في ابريل الماضي حينما قدم السيد بان كي مون تقريره، فقد هلل المغرب لذلك وقال انه تقرير جيد وانه يؤيد هذا التقرير ولكنه وبعد ايام قليلة على انتهاء اجتماع مجلس الأمن قررسحب الثقة من الوسيط الاممي وحمله
مسؤولية ما ورد به من انتقادات ... إذن هذه الادعاءات هي مجرد عمليات غسل للدماغ موجهة للاستهلاك الداخلي فقط لان المغرب في ورطة بعد ان رفض روس و فرض عليه ورفض زيارته للمناطق المحتلة وفرضت عليه أيضا ليقدم بعد كل هذا تقريرا ايجابيا أمام مجلس الأمن ضمنه حقائق دامغة عن طبيعة النزاع من قبيل شهادته عن المظاهرات وعدم تواجد الصحراويين في جهاز الشرطة وقمع الأخيرة للمتظاهرين و أن القضية قضية إقليم لم يقرر مصيره بعد حتى الآن و بالتالي تبقى الأمم المتحدة مسؤولة طبقا للمادة 73 من بند الأمم المتحدة .
هذا الارتباك يعكس التخوف المغربي من التحول الجواستراتيجي في المنطقة وتنامي دور الجزائر الإقليمي كل هذا يجعل المغرب في ورطة تدفعه على الدوام للي عنق الحقائق حتى تتناغم مع مصلحته من اجل إيهام الرأي العام المحلي و تضليله.
اخطر المبعوث الاممي مجلس الأمن برضى المفوضية السامية للاجئين عن تقديرات اللاجئين المقدمة من طرف البلد المضيف ولم يلتمس في اجتماعه مع المانحين في العاصمة الجزائرية أي حرص على متابعة هذا الانشغال السياسي المغربي على المجادلة في أشياء هامشية لا تمس من جوهر النزاع ؟
هذا مشكل هامشي كما قلتم ومصطنع من طرف المغرب للرد على تنديدات المجتمع الدولي بشان انتهاكاته لحقوق الإنسان، ومن ثمة فقد أراد أن يطرح هذا المشكل الذي لا مكان له في الوساطة الأممية، فموضوع اللاجئين واضح و القنوات التي تديره معروفة لان المفوضية السامية لشؤون اللاجئين هي المكلفة بهذا الموضوع فيما الإحصائيات مسؤولية البلد المضيف، وبالتالي فالملف محسوم و ليس فيه أي لبس.
ومن جهته فروس يعترف بأن الجزائر- الدولة المضيفة- عبرت عن رضاها عن الأعداد المقدمة كما ان ليس هناك من مشكل مطروح على هذا المستوى من لدن المنظمات المكلفة بإغاثة اللاجئين كما اكد الممولون من جانبهم ان ليس من مشكل و بالتالي فهذا كله رد على ادعاءات المغرب مع أننا من جهتنا نقول انه ليس هناك أي مشكل في ما يخص الإحصاء و لكن يجب أن يكون في إطار الحل السياسي فلله ما لله و لقيصر ما لقيصر فعندما نتحدث عن اللاجئين و مسالة دعمهم فهذا موضوع يخص المفوضية و البلد المضيف و مصادر الإحصائيات في هذا الشأن معروفة أما إذا كان الموضوع يتعلق بأفق الحل السياسي و تنظيم الاستفتاء فأهلا و سهلا فجبهة البوليساريو لا ترى أي مانع أن يتم الإحصاء هنا وهناك وفي أي مكان و ان يكون هناك تجديد ومراجعة لعملية تحديد الهوية حتى يتم تنظيم الاستفتاء في اقرب الآجال .
يري متتبعون للملف أن مسعى المبعوث الشخصي إلى تطبيع العلاقات بين المغرب و الجزائر هو إقرار بالرؤية و الادعاءات المغربية في كون الصراع جزائري مغربي ما ردكم على هذا التحليل ؟
بالنسبة للمجتمع الدولي الأمور واضحة و بالنسبة للواقع كذلك فالذي حارب المغرب ستة عشر سنة ميدانيا وما زال يقاوم حتى الآن هي جبهة البوليساريو وكل المفاوضات سواء الرسمية وغير الرسمية وحتى التي تمت خارج إطارالأمم المتحدة كانت بين جبهة البوليساريو و المغرب إذن أطراف النزاع واضحة هي جبهة البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي من جهة و المملكة المغربية القوة المحتلة من جهة اخرى. أما أن يكون هناك وئام وعلاقات جيدة وتعاون في منطقة المغرب العربي فلا يوجد من يعارض هذا المسعى النبيل ولكن يجب أن يكون البناء المغاربي على أساس سليم و السلامة في هذا الشأن هي القانون الدولي و احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وموقف الجزائر واضح في هذا الاتجاه إذن طرفي النزاع محددين في توصيات الأمم المتحدة وفي التعامل اليومي للأمم المتحدة وعلى طاولة المفاوضات
الاسئلة الشخصية
ماذا تعني لكم المصطلحات التالية ؟
مسار التسوية الاممي الافريقي ؟
مسار التسوية الاممي الإفريقي نشأ من التوصية 104 للاتحاد الإفريقي التي تمت المصادقة عليها في 1984 وبعد ذلك وتحديدا في 1985 صادقت الجمعية العامة على التوصية 4050 التي أسست للمساعي الأممية الإفريقية ومنذ ابريل 1986 بدأت جولات من المفاوضات غير المباشرة تحت إشراف الأمم المتحدة و الاتحاد الإفريقي حتى وصلنا إلى المقترحات المشتركة الإفريقية الأممية لأغسطس 1988 التي شكلت أساس ما عرف بعد ذلك بمخطط التسوية الذي صادق عليه مجلس الأمن وبدأ تطبيقه في 6 سبتمبر 1991 الذي رافق دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ و الذي كان يجب أن يليه عملية تحديد الهوية وعودة اللاجئين و المرحلة الانتخابية وعلى هذا الأساس منظمة الوحدة الإفريقية لازالت موجودة في المسار وحتى الآن ففي مدينة العيون المحتلة هناك ممثلين عن الاتحاد الإفريقي إلى جانب بعثة المينورسو .
المينورسو ؟
هي بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية و التي تم تأسيسها من خلال التوصية 690 لمجلس الأمن في 1991
وقد بدأت مباشرة بعد انتهاء الحرب الباردة وكانت بمثابة نقلة حقيقية باعتبار أنها أول مرة في التاريخ تكون هناك مشاركة للدول الدائمة في مجلس الأمن في عملية حفظ السلام لان أول عملية حفظ سلام تشارك فيها فرنسا ، بريطانيا ، الصين ، الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا هي المينورسو لأنها تمت بعد نهاية الحرب الباردة و إبان الحرب الباردة كان من المستحيل ان يتشارك هؤلاء في عملية واحدة لحفظ السلام وكان هدفها هو تنظيم استفتاء يمكن الشعب الصحراوي من الاختيار بين الاستقلال أو الانضمام إلى المغرب وقاعدة التصويت كانت قاعدة الإحصاء الاسباني 1974 لكن سرعان ما رفض المغرب أن يكون الإحصاء الاسباني قاعدة لتحديد الناخبين ودخلنا في دوامة من الأخذ و الرد حتى تم الاتفاق على بعض مقاييس تحديد الهوية وبدأت العملية في أغسطس 1994 و استمرت حتى نهاية 1995 و توقفت لأننا طالبنا بنوع من الشفافية و ان نكون على إلمام بالمقاييس المعتمدة لدى المقرر الاممي التي تخول للمواطنين التصويت وفي سنة 1996 تم تعيين السيد جيمس بيكر كمبعوث شخصي للامين العام للأمم المتحدة ودعا الأطراف مجددا للتفاوض على أساس اتفاقيات هوستن التي تمت المصادقة عليها من الطرفين في سبتمبر 1997 ليبدأ مسار تحديد الهوية من جديد ويستكمل في 1999 مع اعلان الأمم المتحدة عن اللائحة المؤقتة للمصوتين، لكن وبعد ان تيقن المغرب ان نتيجة الاستفتاء ستكون في غير صالحه بدا يراوغ وفي 2004 اعلن صراحة انه يرفض الاستفتاء.
وقف اطلاق النار ؟
الخطوة الأولى في مسار التسوية الأممية و الذي ينبغي ان يكون محطته النهائية الاستفتاء. دخل حيز التنفيذ في 06 سبتمبر 1991 وكان قائد القوات آنذاك هو جنرال من كندا ومعه كولونيل من الولايات المتحدة الأمريكية و بموجبه يحتكم الطرفين للاتفاقية العسكرية رقم 1 التي تحدد نطاق المنطقة العازلة. ولحفظ العملية يتواجد مراقبون دوليون من ضباط سامين من عقيد فما فوق لاكثر من ثلاثين جنسية في العالم موجودين في مراكز بالتساوي خمسة في المناطق المحررة وخمسة في المناطق المحتلة ومراكز المناطق المحتلة هي ( البير لحلو ، التفاريتي ،امهيريز ،ميجك و آغوينيت )و بالنسبة للمناطق المحتلة فهي كالتالي ( ام ادريقة ،اوسرد ،السمارة ،المحبس و البقاري)
تحديد الهوية ؟
آلية لتحديد من يمتلك الأحقية للمشاركة في عملية تحديد مستقبل الاقليم. وقد عرف تطبيقها منعرجات خاصة بعد رفض المغرب اعتماد الناخبين على أساس الإحصاء الاسباني كقاعدة اساسية لتنضاف جملة من المعايير الاخرى شملت أساسا المسجلين في إحصاء اسبانيا او من له أبوان في الإحصاء الاسباني أو احد أقاربه او من أقام في الصحراء الغربية ست سنوات متواصلة او اثنا عسرة سنة متقطعة اومن له وثائق الإثبات وهذا بطبيعة الحال مع وجود شيوخ للإدلاء بشهادات شفوية لتعزيز الوثائق .
الحكم الذاتي ؟
الحكم الذاتي هو الاحتلال لان الصراع هو حول السيادة، و الشعب الصحراوي هو صاحب هذه السيادة و الحكم الذاتي عكس ذلك فبدل أن تكون السيادة للشعب الصحراوي فان المغرب يقرر و بصفة جائرة أن موضوع السيادة قد حسم و أن الأرض مغربية ولم يبق إلا دخول الصحراويين في ما يسميه الوحدة الترابية تحت السيادة المغربية .
الحكم الذاتي حل غير ديمقراطي وغير قانوني وغير شرعي، مرفوض من طرف الشعب الصحراوي و المغرب يريد أن يحكم من جانب واحد بعد سبعة وثلاثين سنة من الكفاح ويقول أن الصحراء مغربية وهذا حكم جائر ومرفوض وغير مسيس قانونيا ولا أخلاقيا.
تقرير المصير ؟
هو مبدأ التوصية 1514 التي تقر بحق كل الشعوب الموجودة تحت الاستعمار أن تقرر مصيرها وتختار شكل بنائها الاقتصادي و الاجتماعي لبلدها وهذا هو القانون الدولي المعترف به امميا وعلى مستوى أجندة الأمم المتحدة، والى حد اليوم فقد بقى 15 إقليما لم يتمتع بعد بهذا الحق من بينها الصحراء الغربية وهذا ما يجعل الأمم المتحدة أمام مسؤولية تاريخية أخلاقية وفي كل سنة وفي الجمعية العامة تتم مناقشة الموضوع على اساس انه موضوع تصفية استعمار وتطالب بان يتضمن الحل حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره هذا إلى جانب مسؤولياتنا، فنحن نشارك في كل المنتديات التي تنظمها الأمم المتحدة كلجنة تصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة و التي تقيمها في المناطق التي بحوزتها مستعمرات مثل الكاريبي و البحر الهادي، تشارك جبهة البوليساريو في هذه اللجان وتقدم خطابات ومداخلات منذ 1975 ونحن نتمسك بتقرير المصير كونه الحل الديمقراطي و الشرعي .
كيف تقييم وساطة هؤلاء :
جوهانس مانس ؟
جوهانس مانس لم يكن وسيط بل كان أول كاتب ممثل خاص حين أسست المينورسو وكان هو المسؤول للتطبيق ولكن قدم استقالته عندما رأى أن الأمور ليست واضحة بالنسبة له خاصة بعد تراجع بيريس ديكويار عن محتوى خطة التسوية في ما يخص تحديد الناخبين وهو رجل نزيه ولكن لم يتجرأ على مواجهة العراقيل
فرانك رودي ؟
نائب الممثل الخاص وهو إنسان ديمقراطي عرف الاحتلال و الاستعمار و الميز العنصري اذ كان في جنوب إفريقيا إبان الميز العنصري وفي احدى كتاباته ابرز أوجه التشابه بين الاستعمار المغربي في الصحراء الغربية و نظام الميز العنصري في جنوب إفريقيا و أكد أن هاتفه ومراسلاته خلال مدة عمله بالمينورسو كلها مراقبه آنذاك من طرف المخابرات المغربية
والسوم ؟
إنسان سطحي إلى ابعد الحدود ولم يكن على إلمام بحيثيات النزاع و انزلق وحاول أن يبسط من أمر لم يتمكن بيكر من قبله أن يحله وله قراءات سطحية جعلته يقدم الخلاصات التي استنتجها و التي رفضها الكاتب العام للأمم المتحدة ورفضها مجلس الأمن ولم يبق له من سبيل سوى أن يقدم استقالته و ينسحب .
جيمس بيكر ؟
غني عن التعريف، كاتب الدولة الأمريكي الذي تجرأ ان يواجه إسرائيل و ينتقدها حين رفضت الحضور لأحد مؤتمرات السلام .
وفي موضوع الصحراء الغربية كان وسيطا نزيها وجريئا فرض المفاوضات المباشرة لأول مرة تحت إشراف الأمم المتحدة بدأ من لندن ثم لشبونة ثم لندن مجددا و انتهى مسار المفاوضات الذي كان يقوده آنذاك المرحوم المحفوظ اعلي بيبا الوزير الأول في ذلك الوقت ومن الطرف المغربي وزيره الأول وقتها عبد اللطيف الفيلالي و الذي كان في الوقت نفسه وزيرا للخارجية ، تمكن من جمع الأطراف في آخر جولة في هوستن وتوصلت الأطراف تحت رعايته إلى حل كل المشاكل العالقة من تحديد الهوية مركزة القوات وعودة اللاجئين وصادق مجلس الأمن على ذلك وحدد تاريخ للاستفتاء يوم 08 ديسمبر 1998 لكن المغرب لما تم نشر لائحة المصوتين تخوف ورفض وحاول بيكر مجددا أن يأتي بحل وسط خلال مشروعه الذي سماه خطة تقرير مصير شعب الصحراء الغربية و الذي صادق عليها مجلس الأمن في يوليو 2003 و التي يقترح بموجبها فترة انتقالية لمدة خمس سنوات من الحكم الذاتي ثم يأتي بعد ذلك استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي يختار من خلاله ما بين ثلاث خيارات ( الاستقلال أو الانضمام أو الحكم الذاتي )و المغرب كذلك رفض هذا المقترح و السيد بيكر أدلى بشهادات موثقة لتلفزيون بي أس بي الأمريكية قال أن المغرب يخشى من نتيجة الاستفتاء و انه لا يريد أن يتقدم في هذا الملف فكلما اقتربنا من الاستفتاء كلما انزعج وخاف من النتيجة النهائية له و أنا لا يمكنني أن افهم الموقف المغربي فقد كنت أظن أن المغرب يخشى المصوتين الصحراويين فقط لكن لما أضفت إلى المصوتين الصحراويين بعضا من المغاربة المقيمين في الصحراء الغربية رفض المغرب كذلك إذن المغرب يخشى حتى أصوات مواطنيه و بالتالي ليس هناك سبيل أن أتقدم في الموضوع كما تجدر الإشارة إلى أن السيد بيكر عانى من مضايقات من طرف اللوبي الأمريكي الداعم للمغرب ويقول السيد بيكر انه لم يجد له من سبيل سوى أن يقدم استقالته و بالفعل قدم استقالته بكل نزاهة.
كريستوفر روس ؟
روس مازال في منصبه وسيكون من المبكر جدا الحكم عليه وما دام في منصبه فلن اعلق عليه.
كلمة أخيرة توجهها إلى جمهور القراء
نحن لا ننتظر من احد أن يحل المشكل فنحن أصحاب القضية وبتضحيات شهدائنا وجرحانا ومقاتلينا وبمعاناة شعبنا فرضنا احترامنا دوليا و فرضنا على العالم أن يعترف بحقيقتنا وعلينا أن نستمر ونقدم أكثر و ان نسخى بأكثر من اجل أن نفرض حقوقنا غير منقوصة في الاستقلال
و المعطيات الدولية و الجهوية عموما ايجابية وتشجعنا وتحفزنا ونضالات شعبنا في المناطق المحتلة عناصر تدفعنا إلى المضي قدما ولا مفر من أن يقبل المغرب ويرضخ للحقيقة وهي استقلال الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وسيادتها على كامل ترابها الوطني .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review