12‏/11‏/2012

فوز أوباما..... ينفخ الهواء في رئة مهمة روس

السيد حمدي يحظيه
حسب كل المؤشرات، التوقعات والتخمينات، حتى البسيطة منها، فإن بقاء في روس في منصبه كمبعوث شخصي للأمين العام، وتغلبه على الفيتو المغربي بطرده راجع بالدرجة الأولى إلى غمزة خفية غير معلنة قد تكون حدثت في الكواليس من أوباما للنظام المخزني في الرباط. غمزة أوباما للمغرب لا تخرج عن الجملة التالية البسيطة: " يجب التعاون مع الأمم المتحدة وأمينها العام في ملف الصحراء الغربية." هذا كل ما هناك، لا أكثر ولا أقل. فالظاهر إن هذه الجملة، الغمزة لا تعني كثيرا على الأرض ولن تؤثر على وجود المحتل المغربي العنيف والوحشي، لكنها على الأقل قد أزعجت القصر المغربي هذه الأيام. وإذا كانت إدارة أوباما لم تشجع المغرب المتعود على انتهاك قرارات الأمم المتحدة على احتقار بان كي مون وكرستوفر روس، فإنه، في غمرة فرحنا بوقوف أوباما وكلينتون مع روس، يجب أن لا نغفل نقطة أخرى مهمة تسير في ذات الاتجاه: برودة الرئيس الفرنسي في تعاطفه مع المغرب على عكس ساركوزي وشيراك. فالرئيس الفرنسي هو الآخر، كشخص فقط، يبدو أنه غير متعاطف بحماس مع عنجيهة المغرب، ومنزعج من سلوك المخزن ويحتقره. هذان السببان، بالإضافة إلى أسباب أخرى صغيرة في أمريكا، هما، على الأرجح، الذين نفخا الحياة مجددا في مهمة روس الهادئة البطيئة وغير الحاسمة وجعلاه يتحدى المغرب في زيارته الأخيرة للمنطقة.
وإذا كان أوباما قد شجع سريا روس وأوقف قليلا عجلة التهور المغربي فإنه يجب إن لا يغيب عن أذهاننا ما قامت به مؤسسة كينيدي،  وزيارة رئيستها السيدة كيري كيندي للصحراء الغربية المحلتة رغم أنف المغرب. كل هذا تناغم مع تقارير رفعت للكونغرس الأمريكي من طرف كتابة الدولة المكلفة بالعمليات الخارجية وما تعلق بترقية العالم الذي يشكو الممارسات المغربية العنيفة في الصحراء الغربية. أيضا في ذات الوقت كان الكونغرس نفسه يصدر شبه قانون يؤيد حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ويوبخ المغرب.
إن تصرف الديمقراطيين، حزب أوباما، غير المعلن ووقوفهم مع روس أخلط الألوان في المغرب، وجعله يرضخ لبرنامج كيري كيندي ، وبرنامج مانديز، مقرر الأمم المتحدة حول التعذيب، ويرضخ لزيارة روس التي جال وصال فيها كيفما ما أراد هو.
إن كل هذه التصرفات الأمريكية جعلت المغرب يتمنى باكيا، شاكيا أن يفوز رومني، الجمهوري في الانتخابات عله يحذو حذو بوش الذي فرض إقالة بيكر. الآن فاز أوباما، وهذا يعني أن الاحتمالات ترجح أن هواء جديدا سيتم نفخه في رئة مهمة روس. لكن من جهة أخرى، رغم كل هذا، فإن ما قام به أوباما وروس غير كافي لفرض أي شيء على الأرض؛ صحيح، من الممكن أن نستغله إعلاميا لو سعينا إلى ذلك،، لكن، في الحقيقة،  لن يغير من الواقع.  فالمحتل المغربي متغطرس على الأرض، يمارس وظائف الاحتلال كلها دون خوف وب"متن عين"، لكن متى عرفنا كيف نتصرف نحن أيضا على الأرض فإن النتيجة ستكون في المستوى. إن الانتفاضة في المناطق المحتلة هي حقيقة قائمة على الأرض، وعامل مهم في حسم الصراع، وهي التي أتت – نقولها صراحة وتقولها البداهة- بكل هذه النتائج وهي التي فرضت أن ياتي منديز وكيري كيندي وروس، لكن يجب إن لا نترك، نحن سكا ن المناطق المحررة، العدو ينفرد بها ليجهز عليها.

sidhamdi@yahoo.es                                         

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review