26‏/10‏/2012

لقاء خاص مع السيد محمد بنو المنسق العام لتيار البوليساريو خط الشهيد

المستقبل الصحراوي : السيد محمد بنو المنسق العام لتيار البوليساريو خط الشهيد مرحبا بكم بمجلة المستقبل الصحراوي، في البداية لا يخفى عليك ان هناك ارتباك في الرأي العام الوطني حول حقيقة خط الشهيد، هذا الارتباك سببه هو تعدد الاصوات التي تتبنى هذا التيار والسؤال الذي يفرض نفسه هو كم من خط للشهيد موجود الآن في الساحة السياسية؟ 
- إسمحوا لي قبل الإجابة عن سؤالكم أن أغتنم هذه الفرصة لأنوه بالخط التحريري الجاد و المستقل لمجلة المستقبل الصحراوي، و لأحيي الطاقم الصحفي و التقني الساهر على صمودها و استمراريتها. كما أغتنم الفرصة ذاتها لأعلن عن تضامن خط الشهيد المطلق و للامحدود مع أبطال ملحمة أكديم إيزيك التاريخية الصامدين في السجون المغربية و من خلالهم نزف تحية نضالية صادقة إلى كل أعضاء تنسيقية أكديم إيزيك وإلى كل جماهير شعبنا أينما تواجدوا، و بهذه المناسبة نجدد دعوتنا الملحة للقيادة الحالية لجبهة البوليساريو لتعليق مشاركتها في مهزلة المفاوضات حتى إطلاق سراح كل المعتقلين السياسين الصحراويين و الإستجابة للمطالب المشروعة لتنسيقية أكديم إيزيك. أما في ما يتعلق بسؤالكم، فحسب علمي لا وجود لأصوات تتبنى تيار خط الشهيد عدى المناضلين الذين أسسوه. كل ما في الأمر أننا و منذ الإعلان عن ندائنا الموجه لكل الوطنيين الصحراويين، و نظرا للزخم الإعلامي و السياسي الذين صاحبا تأسيس خط الشهيد، كنا عرضة لحملات دعائية و عدائية مسعورة قامت بها كل من المخابرات المغربية و قيادة البوليساريو لإقبار هذا التنظيم في مرحلته الجنينية. و قد وظف كل طرف على حدى إمكانيات مادية و بشرية هائلة من أجل إختراقنا، و هو ما تم بالفعل. فالصوت الوحيد الذي يغرد خارج السرب و الذي يدعي تبني أفكارنا و برنامج عملنا هو شخص ثبتت إدانته بالعمل لصالح المخابرات المغربية و قد أصدرنا بيانا بتاريخ  22 نوفمبر 2006 يقضي بتجميد عضويته و قطع كل صلة له بخط الشهيد.
المستقبل الصحراوي : يتهمكم الجناح الآخر لخط الشهيد انكم موالون للقيادة وهدفكم هو التشويش على مشروعه السياسي، كيف تردون؟
- كما أسلفت ليس هناك لا جناح آخر و لا رأس آخر لخط الشهيد، كل ما في الأمر أن الشخص الذي تحدثت عنه آنفا وفرت له المخابرات المغربية إمكانيات مادية هائلة مكنته من إحداث موقع إلكتروني باسم خط الشهيد ضمنه برنامج عملنا و البيانات التي أصدرناها ما عدى البيان الذي جمدت عضويته بموجبه، ثم ادعى أنه الموقع الرسمي لخط الشهيد. و أمام هذا الوضع، و نظرا لمحدودية إمكانياتنا قررنا توقيف موقعنا الإلكتروني مؤقتا. إلا أننا نحتفظ بكل أرشيفنا إلكترونيا و ورقيا بما في ذلك محاضر إجتماعاتنا. أما عن موالاتنا للقيادة فأعتقد أن هذا الإتهام لا يستحق أي تعليق! بل لو كان الأمر كذلك لقبلنا العروض المغرية التي قدمت إلينا من طرف مستشارين للرئيس و شخصيات أخرى نافذة في النظام الصحراوي مقابل تراجعنا عن مشروعنا الإصلاحي و الدخول في الصف كما يقال.
المستقبل الصحراوي : يعاب على خط الشهيد منذ تأسيسه عدم اعلانه عن قائمة المؤسسين بخلاف بعض الحركات المعارضة الاخرى التي لاتجد حرجا من إعلان نفسها امام الرأي العام الصحراوي، لما كل هذا التحفظ ؟
- أجل لقد تحفظنا على ذكر بعض الأسماء المؤسسة لتيار خط الشهيد و أقصد هنا مجموعتين من المناضلين، المجموعة الأولى مكونة من مناضلي المناطق المحتلة و جنوب المغرب و الجامعات المغربية، أما المجموعة الثانية فتتكون من دبلوماسيين صحراويين و إطارت في مختلف الإدارات الصحراوية بما في ذلك المؤسسة العسكرية. بل و تحفظنا و لا زلنا نتحفظ على ذكر اسماء قياديين بارزين في الجبهة أعلنوا لنا عن اقتناعهم بجدية و مشروعية مطالبنا، بل و أكدوا تعاطفهم و تضامنهم معنا. لكن و بالمقابل فقد أعلنا عن الاسم الكامل للناطق الرسمي باسم خط الشهيد في بيان عمومي بتاريخ 10 ماي 2006 ، كما أعلنا عن الاسم الكامل لمنسقنا بالمخيمات عبر بيان للرأي العام بتاريخ 26 يوليوز 2006، إضافة إلى عدة مقابلات صحفية أجريتها شخصيا مع العديد من وسائل الإعلام. فنحن لا نجد أي حرج في الإعلان عن أنفسنا و عن رفضنا القوي للواقع السياسي الصحراوي الحالي، و كذا معارضتنا الشديدة للأسلوب الذي تنهجه القيادة الحالية في التعاطي مع القضية الوطنية.
المستقبل الصحراوي : اعلن عن خط الشهيد من خارج مخيمات اللاجئين الصحراويين وبقي تأثيره محدودا في الساحة السياسية بسبب غياب قاعدة شعبية لهذه الحركة بالمخيمات؟ هل هناك قاعدة لكم بالمخيمات وكيف يمكن التواصل معها؟
- بالطبع لدينا قاعدة شعبية في المخيمات، فتيار خط الشهيد هو وليد معاناة الشعب الصحراوي في المخيمات و المناطق المحتلة و جنوب المغرب و الجامعات المغربية و الجاليات الصحراوية، أكيد أن نشاطنا داخل المخيمات لم يحقق كل الأهداف التي تم تسطيرها و ذلك نظرا لجملة من العوائق أهمها ضعف الإمكانيات المادية، و التواجد على أرض خاضعة للسيادة الجزائرية، و رفض قيادة البوليساريو الترخيص لأي نشاط سياسي لا يخدم مصالحها الضيقة. إضافة بطبيعة الحال إلى العزلة التي تعاني منها المخيمات، و انعدام ضمانات قانونية و سياسية من شأنها حماية مناضلينا من بطش قيادة البوليساريو، ولعل في التاريخ الأسود للقيادة الحالية فيما يتعلق بالخروقات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة ضد الصحراويين عبرة جلية. إن تلك القيادة لا تؤمن إلا بالرأي الواحد، فهي مستعدة للتضحية بكل أبناء الشعب الصحراوي مقابل بقائها في السلطة، و لكن النتائج التي تمخضت و لا زالت تتمخض عن الربيع العربي كفيلة ان تكون عبرة لمن يعتبر، فإرادات الشعوب لا تقهر. أما عن كيفية التواصل مع قاعدتنا في المخيمات فتتم عبر وسائل مختلفة تراعي خصوصيات الواقع السياسي بالمخيمات من جهة، و طبيعة الإمكانيات المتاحة من جهة أخرى.
المستقبل الصحراوي : منذ مدة لم نسمع باي بيان عن خط الشهيد، اين كنتم خاصة وان القضية شهدت الكثير من الاحداث والتطورات منها المؤتمر الثالث عشر لجبهة البوليساريو وكان يجب على الاقل إصدار موقف من هذه القضايا؟
- نحن ملتزمون بهدنة أعلناها من جانب واحد حتى لا تدعي القيادة الحالية للجبهة أننا كنا سببا مباشرا في فشل مسلسل المفاوضات غير الرسمية الذي دشنه السفير روس، و حتى نعطي الفرصة كذلك للمواطن الصحراوي للحكم بنفسه على المؤامرات و الدسائس التي كنا عرضة لها. إلا أن ذلك لم يمنعنا من تسجيل مواقفنا من كل القضايا التي لها صلة مباشرة بحل نزاع الصحراء الغربية. أما في ما يتعلق بما يسمى بالمؤتمر الشعبي العام، فنحن في خط الشهيد نرى أن هذا النهج السياسي لم يعد يستجيب لمتطلبات المرحلة الحالية، و هو ما أكدته تداعيات الربيع العربي خصوصا في منطقتنا المغاربية. ناهيك عن كون قرارات المؤتمر تبقى في النهاية مجرد حبر على ورق.
المستقبل الصحراوي : الا ترون ان الاكتفاء بالبيانات والتصريحات يظهركم بانكم متاخرين باشواط كثيرة عن بعض الاصوات المعارضة التي اصبحت تتظاهر وبشكل علني في تحدي واضح للنظام الحاكم؟
- إن مجال النضال الوطني الذي تؤطره القيم النبيلة للشعب الصحراوي و المبادئ الخالدة لثورة 20 ماي، مجال واسع و رحب لا مجال فيه للتبخيس، فلكل مناضل ظروفه و إمكانياته و لكل مرحلة خصوصياتها و وسائلها.
المستقبل الصحراوي : يرى البعض ان تأسيس معارضة خارج إطار البوليساريو يشكل خطرا على الوحدة الوطنية ويخدم مصلحة العدو المغربي اكثر مما يخدم القضية الوطنية؟
- أولا يجب التأكيد على أن جبهة البوليساريو هي إرث سياسي لكل الصحراويين المؤمنين بمبادئ ثورة 20 ماي، فهي ليست ملك لفرد أو لا لجماعة بقدرما هي ملك للشعب الصحراوي بأسره، فلا يمكن الحديث عن الوحدة الوطنية في ظل منطق المزايدات و الإحتكار. 
المستقبل الصحراوي : وهل تعتبرون انفسكم معارضة من داخل البوليساريو ام ان لكم اطاركم السياسي الخاص خارج البوليساريو؟
- نحن و كما يعلم الجميع أعلنا عن تأسيسنا لحركة إصلاحية داخل البوليساريو أطلقنا عليها اسم البوليساريو خط الشهيد، و بهذا نكون و حسب تعبيركم معارضة من داخل البوليساريو.
المستقبل الصحراوي : هناك نظرة لدى المواطن البسيط وهي ان اي معارض هو انسان ينتظر مكافأة من النظام الحاكم ، او انه عميل لجهة خارجية وهي نظرة رسخها النظام الصحراوي، كيف ترد خاصة وان البعض من مؤسسي خط الشهيد كان من اطارات النظام الصحراوي؟
- إن هذه النظرة المغلوطة التي رسخها النظام الصحراوي في أذهان بعض المواطنين الصحراويين كانت سببا في تأخر بل غياب الإصلاح و التغيير داخل البوليساريو منذ تأسيسها، أما نحن فلا نريد منهم جزاء و لا شكورا. أما عن العمالة لجهة خارجية  فهي الأسطوانة التي عودتنا القيادة الحالية على ترديدها كلما تفطنت أن رأيا آخر مخالفا لها أصبح يعبر عنه في الساحة السياسية، و كأنهم أوصياء حتى على نمط تفكيرنا و مصادرة أحلامنا!
المستقبل الصحراوي : قبل المؤتمر الثاني عشر لجبهة البوليساريو ظهر هناك ما اصبح يعرف لدى الرأي العام بقضية "اكجيجمات" هل لكم علاقة بهذه القضية؟
- بكل أمانة و صدق لا علاقة لنا لا من قريب و لا من بعيد بتلك المهزلة. كل ما في الأمر أن الشخص الذي تم طرده من تنظيمنا متورط في القضية و لدينا الأدلة التي تثبت ذلك. فقد عقد لقاء مع رئيس ما يسمى بالكوركاس ببلدة بلباو الإسبانية أسابيع قبل الإعلان عن مهزلة اكجيجيمات، كما تم توقيفه من طرف الأمن الموريتاني بمدينة ازويرات و بحوزته أجهزة تصوير و أفلام مصورة تظهر بعض أعضاء مجموعة اكجيجمات، و بعد تدخل السلطات المغربية تم إطلاق سراحه، ليزود تلفزة الرحيبة بالمادة الإعلامية التضليلية التي جمعها.
المستقبل الصحراوي : هناك الكثير من الاراء التي يتداولها الشارع الصحراوي ومصدرها بطبيعة الحال النظام الصحراوي تقول ان هناك علاقة مشبوهة بينكم وبين سلطات الاحتلال المغربية هل جرى اي نوع من الاتصال بينكم وبين سلطات العدو؟
- لا إطلاقا، لم يسبق أن جرى أي نوع من الإتصال بيننا و بين سلطات العدو المغربي. لكن و للأمانة التارخية و لأول مرة سأبوح لكم بسر من أسرار خط الشهيد، ففي احد اجتماعاتنا و صلتنا رسالة شفهية عبر الشخص الذي اتخذ في حقه قرار الطرد مفادها أنه توصل باتصال هاتفي على رقم هاتفه المحمول من شخص عائد من المخيمات يخبره من خلاله أن ياسين المنصوري رئيس جهاز الإستخبارات المغربية يطلب لقاءنا. و بعد مناقشة مستفيضة للطلب وافقنا من حيث المبدأ شريطة إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين الصحراويين، إلا أن الشخص الذي حمل الرسالة و الذي تم طرده بعد ذلك تشنج و صب علينا جام غضبه متسائلا من أنتم حتى تضعون شروطكم؟ إنها فرصة لا تعوض ... إلى غير ذلك من العبارات التي جعلتنا نضع أكثر من علامة استفهام حول ذلك الشخص و الهدف من اللقاء مع رئيس جهاز المخابرات المغربية فقررنا رفض أي لقاء  مع أي جهة لها صلة بالمحتل المغربي معللين رفضنا بأننا لسنا مخولين للتفاوض مع المغرب و أن قيادة البوليساريو رغم ضعفها فهي التي تدير المفاوضات أما نحن فلسنا سوى حركة إصلاحية داخل الجبهة. هذا الخطاب تبنيناه في السنوات الأولى لتأسيسنا أما اليوم فلكل حادث حديث.
المستقبل الصحراوي : هل جرى اي تصال بينكم وبين الهيئات الدولية الوازنة خاصة الاطراف ذات العلاقة مع القضية الصحراوية كالامم المتحدة مثلا؟
- أجل لقد أجرينا اتصالات و مباحثات مع كل من السلطات الجزائرية و وزارة الخارجية الإسبانية إضافة إلى مجموعة من البعثات الدبلوماسية لدول لها علاقة بقضية الصحراء الغربية. كما كانت لنا كذلك لقاءات منتظمة مع عدد كبير من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان. و أخيرا و بعد إعلان الممثل الشخصي للأمين العام السفير كريستوفر روس عزمه توسيع المفاوضات و في غياب موقف سياسي واضح للقيادة الحالية للبوليساريو من هذه المسألة أجرينا اتصالات مباشرة مع السفير روس هدفها تقديم مشروعنا للحل النهائي لمشكلة الصحراء الغربية.
المستقبل الصحراوي : هل لكم برنامج سياسي يمكن ان يخرج القضية الصحراوية من شبح الامر الواقع الذي دخلته منذ العام 1991، ام ان برنامجمكم لايختلف عن الشعارات التي ترفعها القيادة في كل مناسبة وهي شعارات لافائدة منها على القضية؟
- بكل تأكيد أن برنامجنا السياسي إذا تم تطبيقه في إطار جبهة البوليساريو فإنه سيعيد للمواطن الصحراوي ثقته في التنظيم السياسي و في مؤسسات الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية، كما أنه سيقوي موقفنا التفاوضي و سيربك كل حسابات العدو المغربي و رهانات حلفائه. لكن و للأسف الشديد فإن ذلك يبدو بعيد المنال ما لم تتظافر جهود كل الغيورين على مكاسب الشعب الصحراوي لتعزيزها عبر تنظيم صفوفهم للإطاحة بقيادتنا العاجزة عن مسايرة المرحلة التاريخية الآنية.
المستقبل الصحراوي : كيف تنظرون الى زيارة روس للمنطقة؟. وهل ستكون مثل سابقاتها ام انها بداية لمرحلة جديدة في التعاطي الاممي مع القضية الصحراوية؟
- زيارة السفير روس لن تكون كسابقاتها، فالمغرب الذي أعلن سحب ثقته من المبعوث الشخصي وجد نفسه ضحية تبعات قرار مرتجل و غير مدروس، كان من أبرزها تشبث الأمين العام للأمم المتحدة بمبعوثه الشخصي، و انزعاج الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تجد أي مبرر موضوعي لدعم القرار، بل إنها ترى في ذلك مساسا بمصداقية دبلوماسيتها ما دام الشخص المستهدف سفير أمريكي سابق. دون أن ننسى الحرج الذي ولده القرار بالنسبة لفرنسا الحليف التاريخي للمغرب. لقد نصب المغرب نفسه خصما لحلفائه من جهة و للشرعية الدولية من جهة أخرى، فهو اليوم  أضعف من أي وقت مضى، لقد فقد الأريحية التي طالما روج لها منذ تقديمه لمقترح الحكم الذاتي. و عودة إلى موضوع الزيارة أعتقد أنها ستكون حاسمة في ما يتعلق بالتمديد لوساطة السفير روس من عدمه، و من هذه الزاوية و في كلتا الحالتين فإنها ستؤسس لمرحلة جديدة في التعاطي الأممي مع ملف الصحراء الغربية.
المستقبل الصحراوي : في بيان سابق لكم اكدتم انكم ضد المقترح الذي تقدم به المحتل المغربي وضد كذلك المقترح الذي تقدمت به قيادة البوليساريو، هل لكم مقترح خاص لحل النزاع الصحراوي المغربي بعيدا عن المقترحات المقدمة من طرفي النزاع؟
- عندما تقدم المغرب بما يسمى مقترح الحكم الذاتي، قمنا بدراسة معمقة للمقترح بناء على نقاشات لمضامينه تمت على مستويات مختلفة أطرها مجموعة من مناضلي خط الشهيد، و قد خلصنا إلى أن المشروع لا يرقى إلى مستوى قاعدة للتفاوض و ذلك لكونه حسم مسبقا في مسألة السيادة التي هي جوهر الصراع على الصحراء الغربية. أما بالنسبة للمقترح الذي تقدمت به  جبهة البوليساريو فقد أوليناه العناية التي يستحقها، و سجلنا بخصوصه جملة من الملاحظات أهمها أن محتواه يعكس و بجلاء عجز القيادة الحالية للبوليساريو عن مسايرة المرحلة التاريخية التي يمر منها نزاع الصحراء الغربية، فالمقترح لم يقدم أية معطيات جديدة يمكن على أسسها بناء قاعدة للتفاوض لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير، بل إنه  مجرد عروض لضمانات سياسية و اقتصادية و اجتماعية لما بعد الحل، في حين أن المطلوب هو تقديم مقترحات عملية قابلة للتنفيذ من شأنها إعادة العملية التفاوضية لمسارها الصحيح. إلا أننا في خط الشهيد لم نكتف فقط بتسجيل ملاحظاتنا على المقترحين، بل اشتغلنا طوال السنوات الماضية على مشروع لحل النزاع مبني على تقييم موضوعي لكل المقترحات السابقة،  يأخذ بعين الإعتبار إنشغالات الطرفين و يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير، و هو المشروع الذي نعتزم تقديمه للوسيط الأممي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review