المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي اول مجلة صحراوية حرة ومستقلة تصدر بمخيمات اللاجئين الصحراويين

19‏/2‏/2013

خواطر عن أبطال اكديم ايزيك


محمود خطري
نمت تلك الليلة وبنات أفكاري  تتراقص أمام عيني , راسمة صورة لكم  تحملون إشارة النصر ماذا سيصدر غدا ياالهي  وما مدة الحكم الذي ستقضونه خلف القضبان ، كنت أظن أن الاحتلال وبسبب مرافعتكم عن القضية أمامه وفي عقر داره ، سيخجل من نفسه أمام عظمتكم ويصدر أحكاما " عادية " لكن ... نمت وفي مخيلتي ألف تفسير وسيناريو
رن هاتفي صباحا في وقت مبكر يخبرني احد الأصدقاء أن سلطات الاحتلال أصدرت في حقكم ما لا يتوقع أحكاما تتراوح مابين العشرين والمؤبد ، نهضت من فراشي فزعا لأخبر الأهل بالخبر الكل تمرد .. غضب .. واضرب عن فطور الصباح ...
تصورتكم واقفون بشموخ تحاكمون قاضي الاحتلال كان دمية قزما امام طول هاماتكم المشرئبة نحو السماء ، كان خائفا وهو يصدر الأحكام ضدكم ترتجف يداه ورجلاه ، كنتم ترددون شعارات تؤمنون بها وهو ينعق ككلب عقور بأحكام مطبوخة وجاهزة سلفا  ، مرافعتكم كانت واحة في صحراء ، وأحكامه نبتة طفيلية لابد ان تقتلع من جذورها ، تذكرتكم وانتم تجاهرون بصوتكم غير مبالين بالأحكام مهما كانت ظالمة وقاسية ، غير آبهين بمن يصوركم بالمجرمين مادام الإجرام في نظره هو الدفاع عن الوطن وقداسة القضية ،
في تلك اللحظات تخيلت أحدكم يردد ما قاله أبو فراس الحمداني
وقال اصيحابي الفرار او الردى     فقلت هما أمران أحلاهما مر
ولكنني امضي لما لا يعيبني         وحسبك من أمرين خيرهما الأسر
فنحن أناس لا توسط بيننا           لنا الصدر دون العالمين أو القبر
كنتم ترددون خلفه ما أمكن من شعار او بيت او دليل ليغضب الاحتلال ، وكان قاضيه يلمم أوراقه بخجل وريب ، يشك فيما نسبه إليكم من أحكام ، فهو يتهمكم بتهم واهية وانتم ترافعون عن القضية بكل استماتة وصلابة ، فأصيب القاضي بالإحباط حين رآكم تزفون التهاني  لشعبكم ، ففهم أنكم مشاريع ورموز تنقش اسمها في ذاكرة شعب ، سيحمل أسماءكم لا اشك كل مولود وشارع ومناسبة ومدرسة وغيرها حتى تبقى أسماءكم  ناطقة في كل وقت وحين .
اختطفوكم من بلادكم فحاكمتموهم في بلادهم ، اقتحموا المخيم بوحشية وبربرية ، وأفحمتم قاضيهم بهجوم ، اخترق صدره هدير رصاص حججكم وقناعاتكم الراسخة ، فأصيب بضعف على ضعف ، في حين كنتم تزدادون عزة وشموخا .
كنت محبطا قليلا من قسوة الأحكام ، ولكنني لما رأيت النساء يزغردن والأطفال يرفعون إشارة النصر،  تأكدت أن ما صنعتموه من ملاحم طول فصول محاكمتكم ، كان وردة غرست بذورها في شعبكم ، وعلى الاحتلال أن يقضي على الشعب بكامله حتى تمحى من ذاكرته كل معاني التضحية  وحب الوطن السليب ، وهذا ما يعجز عنه الاحتلال المغربي ، لان القضاء على الشعب ليس بالأمر السهل ولا المهمة المتاحة فكما قال الشاعر
كل ليمونة ستنجب طفلا        ومحال أن ينتهي الليمون
أحكام سلطات الاحتلال ، الغرض منها التخويف والترهيب ، لثني الصحراويين عن عزمهم ورغبتهم الجارفة في التحرر و الانعتاق ، فيما كانت هذه الأحكام فرجا بالنسبة لنا ، تزيدنا وعيا وإدراكا  وعمقا ، وفهم حقيقة لا محيد عنها أن الصحراويين في خانة الاحتلال شيئا واحدا ، ونفسا واحدا وتفكيرا واحدا ولونا واحدا ولغة واحدة ....تزيد المصممين قدرة على الإبداع  وابتكار أساليب مواصلة النضال ، وتعطي درسا للمشككين والمترددين والخائنين، أننا  في لغة الاحتلال " دبوسنا وحدة ".
تصورتكم وانتم ذاهبون الى الزنزانة ، انكم متأكدون ان وراءكم شعب ، سيقض مضاجع الاحتلال حتى يذعن لإرادتكم ف " اللي اخوتو فالغزي مايبتط افلخيام " ، وبهذا تأكدت أن القاضي الذي اصدر الأحكام قد دفن رأسه في التراب ، فيما بقت رؤوسكم مرفوعة تعانق الجوزاء .
وللحرية الحمراء باب         بكل يد مضرجة يدق

قيادة تصريف الأعمال

محمد لحسن 
 تقوم نظرية تصريف المسائل الجارية او ما يعرف إعلاميا بحكومات تصريف الأعمال على انها حكومات ناقصة الصلاحية يقتصر دورها على تصريف الأمور الجارية ولا يحق لها البت في الأمور المهمة والمصيرية. ويحدد فقهاء القانون مفهوم الأمور الجارية أنها: تلك التصرفات اليومية  والمألوفة للجهاز الإداري، أوهي تلك الإعمال الروتينية التي تنجز في درجات السلم الإداري الدنيا ولا تتضمن أي بعد سياسي قد يخلق آثاراً مستقبلية، فهي تحضر بشكل تلقائي من الأجهزة  الإدارية  المختلفة  و يقتصر، عمل الوزراء فيها، على مجرد وضع توقيعاتهم لا غير.
وتستخدم هذه النظرية في الأوقات التي تمر فيها البلاد بظرف استثنائي كالمرور بمرحلة انتقالية او انتخابات او ظرف طارئ  ما مما يعني ان لها فترة زمنية محددة .
بدأت بالمرور على هذه النظرية، لان المتتبع لعمل قيادتنا الوطنية ككل ليست الحكومة فحسب، ومنذ مدة ليست بالقصيرة يرى أنها اقرب إلى قيادة تصريف أعمال منها إلى قيادة وطنية حقيقية، فهي تخشى اتخاذ القرارات المصيرية وتتشبث بقشة لتعدي الأزمة، حتى وان كانت المرحلة التاريخية لا تسمح بذلك.
 كلنا نتذكر أن الهجوم على مخيم اكديم ازيك، كان ليلة المفاوضات بمنهاست، ورغم بربرية الهجوم وحجم التضحية فان قيادتنا الوطنية لم تلغي المفاوضات، ولم تعلقها ولم تؤجلها حتى، وتمسكت بها تمسك غريق بقشة ، مسوقة لنا أنها ضيعت على العدو المغربي فرصة الهروب من المفاوضات، وكأن بقائه في تلك الجولة سينتهي بالتوقيع على الاستقلال، فانتهت الجولة كسابقاتها، وانتهى معها حدث تاريخي مثل كديم ازيك، كان يمكن يكون مفصليا في مسيرة كفاحنا لو استغل كما ينبغي .
فما الأحكام الجائرة، الصادرة اليوم في حق أبطال ملحمة اكديم ازيك، الا نتيجة لتلك السياسة الرعناء المنتهجة منذ وقف إطلاق النار من طرف هذه القيادة ، التي  تتهرب من مواجهة الواقع و من اتخاذ القرارات المصيرية،وهو ما ندفع ثمنه على جميع المستويات  داخليا وخارجيا سياسيا واجتماعيا.
 اذ تكتفي داخليا، بالحلول الترقيعية، و تبذل كل ما بوسعها لإبقاء الوضع على ما هو عليه، بعيدا عن أي تغيير، وخارجيا لا تتقن سوى لغة التنازلات ، هذا الخوف الهستيري من التغيير وما يرافقه من حالات الإنكار للواقع المعاش تحت شعار نحن بصحة جيدة هو الذي أوصلنا إلى هذا القدر من التردي الذي نعيشه في جميع المجالات. وهو الذي جعلها اقرب حكومات تصريف الأعمال، مع اختلاف بسيط ان العمر الافتراضي لحكومات تصريف الاعمال من سنتين الى ثلاث سنوات بينما عمر قيادة تصريف الأعمال مرتبط بأعمار أصحابها.
 ان الذي نحتاجه اليوم، لمواجهة هذه "الاحكام الجريمة" المقترفة في حق أبطال ملحمة اكديم ازيك، ليس التنديد طبعا ولا الاستنكار، لكن هل تملك هذه القيادة غير ذلك؟ لأن الذي نحتاجه فعلا هو تغيير هذه السياسة التي نساس بها كل هذا الزمن.

17‏/2‏/2013

البوليساريو تنسحب من المفاوضات

محمد بنو 
قررت جبهة البوليساريو تعليق مشاركتها في المفاوضات مع المملكة المغربية التي تجري تحت إشراف السيد كريستوفر روس الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ففي بيان للأمانة الوطنية بثته وكالة الأنباء الصحراوية، أكدت جبهة البوليساريو أن قرارها يأتي "على خلفية الأحكام الجائرة و الظالمة التي أصدرتها المحكمة العسكرية بالرباط في حق المعتقلين السياسيين الصحراويين أبطال ملحمة اكديم إيزيك التاريخية"، و أضاف البيان أن القرار جاء "استجابة للمطالب الشعبية التي عبر عنها المواطنون الصحراويون في مختلف مواقع تواجدهم". و قد اشترطت جبهة البوليساريو رجوعها إلى طاولة المفاوضات بـ "الإفراج بدون قيد أو شرط عن كل المعتقلين السياسيين الذي تم اعتقالهم على خلفية ملحمة اكديم إيزيك"، كما عبرت الأمانة الوطنية للجبهة عن تضامنها المبدئي و اللامشروط مع عائلات المعتقلين، و دعت كل المناضلين و المناضلات الصحراويين "لتنظيم وقفات سلمية للتنديد بالأحكام الجائرة و المطالبة بالإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين الصحراويين"، كما دعى البيان كل المنظمات الحقوقية الدولية و كل القوى المحبة للسلام عبر العالم "للضغط على المغرب للإسراع بإطلاق سراح معتقلي اكديم إيزيك، و الدخول في مفاوضات مباشرة، جادة و مسئولة مع جبهة البوليساريو للتوصل إلى حل سياسي يضمن تقرير مصير الشعب الصحراوي".
و في تصريح أدلى به رئيس الوفد الصحراوي المفاوض لوكالة الأنباء الجزائرية، قال السيد خطري أدوه "إن جبهة البوليساريو قدمت كل التنازلات الممكنة من أجل التوصل لحل سياسي يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير إلا أن ذلك لم يزد المحتل المغربي إلا تعنتا و غطرسة"، و يضيف " لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام ما يتعرض له مناضلونا و مناضلاتنا داخل الأرض المحتلة من تعذيب و تنكيل و محاكمات صورية و جائرة، لذا قرارنا تعليق مشاركتنا في مسلسل المفاوضات، و هو أقل ما يمكن أن نقدمه لأبطال انتفاضة الاستقلال". و عن عودة الوفد المفاوض قال السيد خطري أدوه " إننا بهذا القرار نرمي أولا إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ثم إلى إعادة مسار المفاوضات لسكته الصحيحة، و عودتنا ستكون وفق تعاقدنا المبدئي مع جماهير شعبنا، و انسجما مع مقررات المؤتمر الثالث عشر للجبهة الذي أكد أن الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل"
هكذا يخيل إلي قرار جبهة البوليساريو عقب الأحكام الجائرة التي أصدرتها المحكمة العسكرية بالرباط في حق أبطال ملحمة اكديم إزيك التاريخية. لقد برهن هؤلاء الأبطال، و معهم جماهير المناطق المحتلة، عن وعي عميق بمتطلبات المرحلة الراهنة التي تمر منها قضية الشعب الصحراوي العادلة، فأبدعوا بفعلهم النضالي السلمي جاعلين منه الشرارة الأولى للربيع العربي الذي عصف بأنظمة مستبدة في محيطنا القريب، و الذي لازالت تداعياته تلاحق كل جبار عنيد. لقد صنعوا الحدث، لكن استجابة قيادتنا الحكيمة كانت دون مستوى ذلك الحدث.
يا من أربكتم كل حسابات العدو، أنتم الشعلة ... أنتم قيادة هذا الشعب المكافح، أنتم رجالاته و أبطاله و قدوته. من منا لا يذكر تنظيمكم المحكم لمخيم لكديم؟، من منا لا يذكر تفانيكم في خدمة شيوخ و نساء و أطفال المخيم؟ و من منا سينسى أو يتناسى شموخكم و أنتم تفاوضون باسم الصحراويين أعلى سلطات المحتل الغاشم؟ لقد لقنتمونا و لقيادتنا أن الحقوق تنتزع و لا تهدى على طبق من ذهب. أبطالنا الأشاوس اعلموا أن مناضلي و مناضلات الشعب الصحراوي لن يتخلوا عنكم أبدا، و سيواصلون مسيرتهم النضالية وفاء للعهد حتى تحقيق النصر و رفع علم الجمهورية العربية الصحراوية خفاقا فوق كل التراب الوطني.

احكام للمقايضة لا اكثر ولا اقل

الأحكام المرقعة التي أصدرتها محاكم الاحتلال المغربي في حق ابطال كديم إزيك لم تصدر أية محكمة إسرائيلية مثيلا لها في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. فرغم أن بعض الفدائيين الفلسطينيين سبق ووقعوا في يد الاحتلال الإسرائيلي وبنادقهم وقنابلهم في ايديهم إلا إن إسرائيل لم تحكم قد على أي منهم أحكاما مثل التي أصدر الأستعمار المغربي الغاشم على ابطال كديم إزيك. فالذين تمت محاكمتهم من أبطال ملحمة كديم إزيك السلمية لم يتم القبض على أي منهم وهو يحمل سلاحا- رغم مشروعية ذلك- ولم يرتكب أي منهم اية جريمة قتل أو حتى محاولة ذلك حتى يتم الحكم عليه بالمؤبد والعشرين والثلاثين سنة. إذن القضية، بسبب عدم معقولية الأحكام، تجعلنا نفكر أن الاحتلال المغربي يريد منها ارباحا أخرى ومقايضة في مجال آخر ليست له علاقة بقضية الصحراء. فكل العالم الآن يعرف أن المؤبد والحكم بالإعدام في القرن الواحد والعشرين هو نوع من العته السياسي. فاي نظام يحكم بالمؤبد والإعدام هو نظام غير جدي ولا يساير العصر. فنظام هش مثل نظام المملكة المغربية، نظام يترنح غير قادر على الوقوف على رجليه، خائف من الربيع والخريف العربي، هل يتصور احد أنه يستطيع أن ينفذ الأحكام التي أصدرها ضد مناضلين لم يرتكبوا أي جنحة مثل مناضلي كديم إزيك. في تحليلي الشخصي إن المغرب سوف لن ينفذ أي حكم من الأحكام التي أصدر ضد مناضلينا المذكورين. فالمغرب الذي يتخفي ويناور مع الوقت والذي تزداد عليه حزمة الضغوطات من كل الجوانب هل تعتقدون انه سينفذ الأحكام التي أصدر.؟ الكثيرون يشكون في ذلك ويرون أن القضية هي من اجل الحصول على مكاسب سياسية واقتصادية فقط، وسيتم، باذن اللهن إطلاق سراح أبطالنا قريبا ليس لإن المغرب يريد لكن رغم أنفه الملطخ بالوحل. فالمغرب، خاصة في مجال حقوق الإنسان، محاط بالانتقادات ومر بوقت عسير من لي الذراع مع الأمريكيين ومع الأتحاد الأوروبي ومع المنظمات الإنساينة والحقوقية في العالم، فكيف إذن، يستطيع أن يرتكب حماقة مثل هذه في وقت مثل هذا؟ إذن، المغرب، لو تمعنا في الواقع، سوف لن ينفذ الأحكام التي أصدر وكل ما في الامر أنه سيستعملها أحكاما كي يضغط على الاتحاد الأوروبي وعلى الأمريكيين وعلى العالم كي يحصل على بعض الأمتيازات والمقايضة.
فهذه المحاكمة التي شهد الجميع أنها مسرحية والتي ما كان أحد يتصور نتيجتها، الهدف منها، بالإضافة إلى عصر البصل وذر الرماد في عيون المغاربة، هو من أجل المقايضة السياسية. إن الأحكام التي تتنافى مع القانون ومع العصر والتي لا يمكن تطبيقها لعدم معقوليتها هي من قبيل البيع والشراء مع العالم المتضامن مع القضية الصحراوية. إن أية احكاما قاسية مثل هكذا احكام يعرف المغرب مسبقا أنها ستفتح عليه أبواب جهنم والنار والبركان والجحيم، وبالتالي لو لم يكن يريد التفاوض مع العالم بشانها ما كان أصدرها. فامريكا، وحيد القرن في العالم، لا تريد المغرب أن يبقى يعبث بحقوق الإنسان هكذا، وجون كيري، وزير خارجية امريكا الجديد سبق له في مرات ماضية، قبل تعيينه، أن تحدث عن المغرب بلهجة غير المطمئن إلى تصرفات المملكة؛ الرئيس الفرنسي أيضا، كشخص وليس كفرنسا- نسطر تحتها-، لا يريد بسبب مصالحه مع الجزائر، أن يحذو حذو سركوزي. الأتحاد الأوروبي يطلق النار كل مرة على العنجهية المغربية، وبالتالي فالأحكام الهدف منها هو المقايضة الرخيصة وشراء ما يستطيع شراؤه في الخفاء؛ بمعنى إنه سيتم إطلاق سراح ابطال كديم إزيك لكن بمقابل؛ هذا ما عودنا عليه المغرب في تصرفاته الرخيصة فيما يخص قضية الصحراء الغربية.
السيد حمدي يحظيه
ولاية  أوسرد               

11‏/2‏/2013

أيها المجتمع....!!

 بقلم : العالم محمد سالم
كثرت في مجتمعنا الظواهر و الآفات الإجتماعية و عم الفساد أرجاء البلاد فلا آمر بمعروف و لا ناه عن منكر، إذن فلسنا مجتمع خير لا تنطبق علينا صفة الخيرية ، لا تظنوني مبالغاً و متشائماً و لكن ها هو ذا المجتمع أنظروا إليه و ها هي الآية الكريمة إقراؤها. يقول الله سبحانه و تعالى :(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ). آل عمران: 110
لا بأس نخفف الحكم بعض الشيء و لنخصصه على فئة معينة رغم أن هذا لا يغني عن إلتزام كل مسلم على حدى بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر..، فالله سبحانه و تعالى يقول : ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) . آل عمران:104
فما بال مجتمعنا الصحراوي الإسلامي لا يسعى إلى جعل أفراده يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر..؟؟ ، و أين هم الدعاة الذين تحدّثت عنهم الآية ليكونوا هم الفئة المفلحة الداعية للخير و الآمرة بالمعروف و الناهية عن المنكر.؟؟!!.
حال مجتمعنا لا يبشر بخير ، فالمعروف و المنكر نقيدين و كل منهما يحارب الآخر و يعمل على إزالته و ما نراه من منكر سائد لا ينهى عنه يجعل مجتمعنا محل لعنة الله و غضبه و العياذ بالله ، فالله سبحانه و تعالى يقول: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ، كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾ [ المائدة ].
و الطامة الكبرى أنه إذا ما تمادينا في عدم الأمر بالمعروف وفي تركنا النهي عن المنكر فإن إرادة السماء ستتدخل حينها و سنصبح على صمتنا نادمين. ثم يستخلف الله أناساً آخرين أفضل منّا ثم لا يكونوا مثلنا.
فأقرأوا هذه الآيات ففيها ما يغني عن التعبير:
* قال تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [المائدة: 54]
* قال تعالى:
{ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } [محمد: 38]
* وقال تعالى:
{ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ } [إبراهيم: 19]
* فقال سبحانه:
{ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24].
أيها المجتمع على الأمر بالمعروف يجب أن تجتمع و عن المكر يجب أن تمتنع.

واقعة أكديم ازيك أذلت سلطات الاحتلال وأربكت نخبه

محمد لبات مصطفى
كم هو عال، ومحتفىً به ، ذاك الصوت الحافل بالفداء، وبالارادة الواعية ، وبالمبدئية و الوطنية. كم هو مسموع ذلك الصوت القادم من سجن سلا 2، والصادح بتطلعات أبطال أكديم ازيك، عنوان إحترام الصحراويين وتقديرهم.
 ان السند الشعبي الذي يتلقاه اليوم أسود أكديم ازيك ، والادانة الواسعة من طرف الرأي العام الدولي ــ الذي لم يستطع التزوير المغربي أن يطمس بصيرته ــ هما انعكاسًا ليقين الجماهير الصحراوية، بعدالة موقفها في الدفاع عن وطنها، وأيضا رسالة تعرية لفرية "المغرب الجديد" الذي أذلت سلطاته واقعة اعتقال أبطال أكديم ازيك، كما أذلتهم من قبل صلابة أمينتو حيدار و مرغت بصمودها أنفهم بالتراب ، حيث عادت الى وطنها المحتل، مكرمة، معززة، وسط حالة من الاستعصاء والإرباك التي انتابت سلطات الاحتلال ونخبه؟.                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                         ان التاريخ قد سجل لأهلنا في المدن المحتلة، وقفات مشهودة مع شعبهم الصابر، قهروا فيها الخوف والمستحيل، بشكلٍ يفخر به كل صحراوي ،كحالة أبطال اكديم ازيك اليوم، ومن قبلهم علي سالم التامك ورفاقه، الذين حفظت الذاكرة الجمعية صمودهم، على نحو خاص. فخرجوا من السجن، والمحاكمات العسكرية، رافعين رؤوسنا قبل رؤوسهم. وهم يدركون ان حقهم وواجبهم المقاومة بكل الوسائل المتاحة، وبقدر ما يستطيعون، فالاحتلال وجد من اجل ان يقاوم دائما ، تحت راية المصير المشترك، وعبر المواجهة الشعبية المستمرة.
 ان الذاكرة الجمعية تحفظ على نحو خاص كل ممارسات هدر الكرامة، وأطلاق النار والحقد على " أخوت أجمالهم" وتعمل في اللاوعي على رد الاعتبار بابتكار الأساليب الملائمة، لرفض سلطة "هاجوجا وماجوجا" التي استباحت كرامة شعبنا، وشجعت عساكره وبوليسه، وكل تلاوين أجهزته القمعية، وزينت لهم أفعالهم؟. حيث حرقوا بالنابالم، البشر والشجر والحجر، وما رافق ذلك من انتهاكات جسيمة لحياة وحقوق المدنيين العزل، بدءا من أزبارة حوزة، وليس انتهاء بآكدز، في سنوات سموها سنوات الجمر والرصاص، مثلما سمى الحسن الثاني قلعة مكونة السيئة الذكر ب"حديقة الورود!! " والنتيجة مع الأسف انه لا توجد خيمة، على امتداد جغرافية الوطن الا وما زال الحزن يسيطر عليها لمقتل اب او اعتقال ابن او اختفاء شقيق؟.     يخطئ من يظن أن جيشا من الجلادين الجلادين، وبضعا من السجون، والأجهزة الاستخباراتية الفتاكة، المشتغلة ببث التفرقة بين المواطنين الصحراويين ، قادرة على إخراس صوت شعبنا في المدن المحتلة، وجنوب المغرب.
لأن شعباً سجَّل سفراً من البطولات والتضحيات الأسطورية، وصمد في وجه أعتى هجمة استعمارية، مدججة بأفتك آلات الموت المتطورة وأضخمها، سيظل قادرا على ابتكار جديده النضالي، واستنساب أشكاله المناسبة.  نحن ندرك ان الصعوبات، والتعقيدات، والتحديات..التي تنتظر أبطال المقاومة، كبيرة وثقيلة، ولسنا في وارد أن نعددها لأن الكثير سيفوتنا، ولكن الضمانة الوحيدة هي في استمرار الثورة. ونشطاء الأرض المحتلة يعرفون ذلك.
  وستكون غدا بعون الله، حرارة الاستقبال الحاشد وحفاوته في مدننا المحتلة، لأبطال أكديم ازيك، رسالة تجديد لعهد المقاومة، التي أضحت خططها وبرامجها، واقعا سياسيا، تحصد نتائجه، وتتحقق أهدافه على الأرض.

عندما تحاكم الحرية


لبات الصالح
 ملاحظة : تمت كتابة النص الاصلي للمقال باللغة الاسبانية.
لقد مر العالم عبر حقب من التاريخ بكل انواع القهر و الاضطهاد و يمارس من قبل قوة غاشمة على مظلوم مستهدف في حد ذاته او مستهدفة خيراته و مقدراته، و شهد العالم كذلك انواعاً شتى من النضالات و المقاومة السلمية منها و المسلحة, ولكن ظل الرد هو نفسه من ذرف قوى الظلم بغض  النظر عن نوع عمل المقاومة لأن الهدف الاصلي للمقاوم نفسه في حد ذاته بدون إعارة اي إهتمام لنوعية العمل او نتائجه, و في هذا الاطار تدخل محاكمة  اسود أكديم إزيك, بتهمة أنهم احرار النفوس و يريدون استرجاع حرية ارضهم و كرامة و عزة شعبهم, و كل ذنبهم الذي لا يغفره المخزن هو انهم صحراويون شجعان و هذا بحد ذاته  جرم كبير لا مكان له في مملكة  صاحب الجلابة الذي هو ظل الله في الارض (حاشى).
و لكن رغم ما قيل و يقال عن هذه المحاكم المسرحية فإن شيئاً اصبح واضحاً لا غبار عليه هو العنصرية المقيتة التي تطبع عقلية الحاكم و القضاة و كلابهم من وسائل إعلام مأجورة و إلا لماذا لم يحاكم المغاربة الذين إعتدو ـ بدؤ بالعدوان على اهالي المخيم و قتلو من قتلوا و عذبوا من عذبوا  بدون جريرة و جرم إغترفوه ـ سوى انهم من اهل الصحراء الغربية و كما هي عادتهم عشاقاً  للحرية و لا يرضون غيرها بديلاً, فضحاياهم لا قيمة لهم في حساب المخزن فحياتهم رخيصة إلى حد انها في متناول يد  كل عابث او كل مأجور يريد ان يصبح ملكياً اكثر من الملك نفسه, قد يكون هذا احد الاسباب و لكنه ليس اهمها, و اعتقد جازماً ان السبب الرئيسي هو الحقد الاعمى و العنصرية البغيضة  التي ما إنفك نظام الرباط يمارسها ضد كل من يحمل حرف (اس اش)  فهذه علامة, مميزة لا يمكن ان تخفى على المخزن و من دار في مداره, فبالنسبة لهم علامة الشك و الريبة في نوايا حالها حتى و لوحاول إثبات عكس ذالك و هي تهمة جاهزة و عقابها معد سلفاً و لا يحتاج إلى دليل مادي للأثبات او النفي ـ لا تقول النفي لأنه في قاموس المحكمة بل الاثبات وحده ألست (اس اش), فهذا كافي لأتهامك و عقابك بجرمك المشهود, و تزيد عليه أن تطالب بشئ إسمه الحرية ألا تدري انها من ضمن الممنوعات في  مملكة صاحب الجلابة مع غيرها من مفسدات المجتمع مثل الكرامة أو الديموقراطية أو حرية التعبير فهذا كله غير مسموح به داخل المملكة السعيدة.
بحشيشها و سياحة بيع الاعراض في بلاد راعي البلاد و العباد, هذه لا تدخل في المهدمات لأنها تأتي بالدراهم و تسعد اصحاب السمو و الجلالات.
بالحرية إذن محكوم عليها بالسجن مدى الحيات لأنها دخلت بدون تأشيرة دخول و بدون نقود لرشوة حماة الوطن و هي على رأس قائمة الممنوعات بحسب القانون و العرف الجاري بهى العمل هنا.
و قد اعذر من انذر.

عندما يغيب الأخر ....نحن على المحك


نفعي احمد محمد
 ماراثون الصحراء 2013 امتحان على الأرض
في السنوات القليلة الماضية ولكثرة ما زارنا متضامنون وشاركونا أفراحنا وتقاسموا معنا أتراحنا ، لدرجة صرنا فيها نتساءل ما مدى نجاح تظاهراتنا من دونهم ، وهم الذين أخذوا المشعل أكثر منا  وبادروا دفاعا عن قضيتنا وحملوا على عاتقهم زمام آمالنا حتى أصبحت الخشية أن يغدو أكثر نضالا منا في قصة صمود أعجبتهم ولكثرة تقاعسنا أو سذاجتنا امتلكوها بجدارة ، بتعاطف وألفة غريبة ومحبة على "الأقل في ظاهرها تبدوا كذلك " ، ولو أتونا بسهامهم وسيوفهم وجيوشهم الجرارة لفضلنا الانتحار الجماعي على أن نتعايش معهم ، ربما لأننا آثرنا المظاهر حتى في حتفنا أو طيبتنا المتناهية تجعلنا نحتفي بأعدائنا إن ابتسموا ونلتهمهم لمجرد المجاهرة بنواياهم وليس هذا مجال الطرق والتحليل آنيا .
الصحراء ماراثون فكرة تضامنية بامتياز ولجت المخيمات قبل ثلاثة عشرة سنة ، وعكف منظموها على تقديمها في نسخ متتالية مثالية كنا أبعد من أن نتصورها بذلك الإخراج والتنظيم والدقة وحجم المؤيدين لولا أن جنينا نتائجها وبالملموس .
وقد يرى الكثيرون أن الماراثون ليس غاية في حد ذاته بقدرما هو وسيلة للتعريف والتحسيس بقضيتنا وإيصال رسالة شعبنا من بوابة أهل الرياضة ومتتبعيها ، إنما ما ضير أن نستفيد من كل ذلك مع إضافة تكوين فرق رياضية وتأطير القدرات الشابة المؤهلة وصقل مواهبها وتقوية هياكلنا الرياضية  وإثراء تجربتنا في المجال وعنده سنفتح آفاقا مع الأخر لا تتوقف عند تنظيم ماراثون من عدمه . 
رياضيا هل استوعبنا دروس تجربة السباق التضامني بعد كل هذا   وهل تمكنا من محاكاة الآخرين بما يكفي ؟ وهل وسعنا أن نفهم سهولة الماراثون على صعوبته في المخيمات ؟ والى أي مدى ما برحنا أماكن المتفرجين أو تأمين الأدوار التقنية واللوجستيكية على حساب الجوانب الفنية والتخصصية في المجال ؟  وكم رياضيا أعددنا طيلة السنوات الماضية وعلى أي أسس تعاملنا مع الماراثونات ألاثني عشر السابقة ؟
الإجابة عن هذه الأسئلة مجتمعة سنعرفها في السادس والعشرين من الشهر الجاري عندما نكون ملزمين بتنظيم الماراتون الثالث عشر بقدرات ذاتية وبرياضيين صحراويين "هذا ما جنته علينا الحرب على مالي والأزمة المالية العالمية واختطاف الرهائن وطبعا بعض ما سقنا أنفسنا إليه تهاونا وسهوا وعن طيب خاطر"  وقد يستدعي القائمون على التظاهرة بعض العدائين الجزائريين  على الرغم من البون الشاسع في الإمكانات البدنية والتقنية والفنية مع رياضيينا أو بالأحرى متطوعينا من المدارس العسكرية ومعاهد التكوين البيداغوجية والمهنية وجانب فرق من الولايات للوصول إلى الرقم خمسمائة عداء في مجمل السباقات مع أن لا احد من هؤلاء يحظى بتحضير بدني وتكتيكي وسيكولوجي يجعله في أفضل رواق لتحقيق النتائج المرجوة ، ونخشى أن تكون الأرقام من اجل إظهار القيم العددية المشاركة لا غير .
وبالعودة سريعا إلى نتائج الصحراويين في السباقات ألاثني عشرة الماضية فنجدها تكاد تكون معدومة إن لم تدخل في خانة الضعيف جدا في مسافات الماراثون 42 كلم ونصف الماراثون 21 كلم  ونكتفي في المطلق ببعض البريق للعداء صلاح الدين أحمتو أميدان أو قلة من الفتيات في مسافتي الخمس والعشر كليمترات ، مع التوقيتات الصحراوية في هذه المشاركات أبعد ما تكون عن التصنيف العالمي المحقق في المراتب الأولى على اختلاف المسافات .
ببساطة لو أراد القائمون على التظاهرة خيرا بالمشاركين وبالحدث لهم أن يعدوا خطة مدروسة الأبعاد والمرامي والأهداف منذ انتهاء كل طبعة ويسعون حثيثا لتحقيقها بتعاون كافة الشركاء ، وتوفير جوائز قيمة للفائزين وتخصيص حصص لإعداد الرياضيين وتمكينهم من التكوين المتواصل والمستمر وحتى إن لزم الأمر تأمين سفرهم إلى الخارج ومتابعتهم وحثهم على التجنيس والاحتراف أوروبيا ، و بنتائجه مستقبلا يغدوا أفضل سفير لوطنه ولقضيته بكل تفرد .  
أملنا كبير في أن تأتي طبعة هذا العام باللمسة الوطنية ليس من أجل تنظيم سباق وفقط لإيهام الكل بأنه باستطاعتنا تنظيم أحداث من هذا المستوى بمفردنا ، وإنما لتنفيذ مشروع أسمى وأكبر من أن يحصر في مجرد يوم للذكرى ، إن لم نستثمر ما سبق من طبعات فلتكن هذه البداية ، عوض انتظار المجهول .

لا داعي للخوف من حرب مالي..


السيد حمدي يحظيه  
حرب مالي أو حرب فرنسا في مالي او الحرب تحت شعار " خرافة الجماعات الإرهابية" في مالي، أو الحرب التي ستجعل فرنسا تعود إلى القارة الإفريقية.
الكل متفق أن هذه الحرب هي حرب ابتدعتها فرنسا والمغرب من أجل هدفين: الأول مضايقة الجزائر ومحاولة زعزعة استقرارها بفتح ملف " ارض أزواد " " دولة الطوارق" وملف فصل الجنوب الجزائري الغني الذي كانت فرنسا تريده مستقلا ومنفصلا عن الجزائر في سنة 1963؛ والثاني هو العودة إلى إفريقيا.
في تحليلي الخاص ( رأي شخصي جدا) هذه الحرب ما هي إلا مغامرة ستخرج منها فرنسا خاسرة، ضعيفة. أي إن الذين يرون أن هذه الحرب ستقلب المنطقة راسا على عقب هم – في تحليلي- متخوفون من شيء قد لا يحدث إطلاقا.
ورغم أن كل التحاليل صحيحة فيما يخص مجرى الأحداث ( إنشاء الجماعات الإرهابية من طرف فرنسا والمغرب، تسوفيل الجزائر التي كانت تفاوض مع جماعة تحرير أزواد)  إلا إن الجميع قد يخيب تحليله في النهاية عندما يتعلق الأمر بالنتيجة. النتيجة حسب تحليلي هي هزيمة لفرنسا لا أكثر ولا اقل. الذين يقولون إن فرنسا ستعود إلى إفريقيا عن طريق هذه الحرب فهذا خطأ لإن فرنسا لم تخرج يوما لا من مالي ولا من تشاد ولا من بوركينا فاسو حتى تعود إليها. ورغم أن الذين يقولون أن فرنسا تريد عن طريق هذه الحرب إن تحي وتدعم بقوة " دولة" منفصلة في ازواد للطوارق في الجنوب الجزائري الغني لتقتطعه في المستقبل؛ رغم صواب هذا التحليل ومعقوليته إلا أن المشكلة في التطبيق. الطوارق الذين تريد فرنسا إن تدعمهم هم اشد كرها لها – تاريخيا- من جميع سكان المنطقة. الشيء الآخر أن الجزائر ليست دولة موز ولا دولة بطاطا حتى "تفندقها" فرنسا عن طريق هذه الحرب وتنشيء دولة على حدودها لتطيح بها في المستقبل.
الذين يعتقدون إن شرر هده الحرب قد يصل إلى الصحراء الغربية، وإلى المخيمات وإلى كذا وكذا فهؤلاء ايضا- رغم أحترامنا لرأيهم- قد لا يحدث شيء من هذا. فالحرب المذكورة انتهت قبل أن تبدأ، لإن ما يسمى الجماعات الإسلامية هي مجرد حديث خرافة؛ أي أن هذه الجماعات لم تطلق طلقة واحدة في وجه فرنسا التي جاءت بجيشها وطائراتها.
لكن لو سلمنا جدلا إن فرنسا تريد أن تبقى في المنطقة المذكورة لتضايق الجزائر هل هناك من يعتقد أن فرنسا تستطيع أن تبقى على الارض في المنقطة المذكورة، وان الجماعات المسلحة التي هربت إلى الجبال ستتركها تقيم متاريسها في المنطقة. إذن التواجد على الارض الذي هو أساس  بقاء أي استعمار هو مستحيل في المنطقة المذكورة للاسباب التي ذكرنا.
البعض يقول إن فرنسا أكتشفت بواسطة اقمارها الصناعية بحرا من البترول على الحدود الجزائرية المالية، وتريد عن طريق هذه الحرب إن تستغل هذا البترول. هذا ايضا، رغم معقوليته- ربما- قد يكون حقيقيا، لكن المشكلة في تصدير هذا البترول وعن طريق اية منطقة وصعوبة الخفر عنه واستخراجه ووو. وحتى لو كان البترول المذكور خارج حدود الجزائر هل كانت هناك ضرورة تجعل فرنسا تقوم بهذه الحرب؟ لو كان هناك بترول في المنطقة التي تحدث فيها الحرب لما كان هناك داعي للحرب لإن فرنسا تستطيع أن تستغله دون حرب بسبب سيطرتها الفعلية على مالي، ولإن الجزائر لن تتدخل في ما هو خارج حدودها.            
إذن لا داعي للقلق من حرب مالي وكل ما ننتظر هو أن تعلن فرنسا خسارتها.

7‏/2‏/2013

المدينة الفاضلة

امباركة المهدي سعيد
حين يغيب وجه العدل.. يسطـو المفـسدون
وفلول أشباح على درب النهاية ينـهبون
والناس من هول الفضائح.. يعجبون
    بينما كنت اطالع بعض القصائد العربية استوقفتني هذه السطور، دعوت خاشعة خالق السموات والارض، ان لا يكون المقصود هو شعبنا الصغير، هذا الشعب الأبي الذي نفتخر كل الفخر بانتمائنا إليه دون كل شعوب المعمورة.
 غير أن الحقيقة المرة التي تصم الآذان عن سماعها، وتعجز العقول عن تقبلها، هي أن المفسدين  شربوا من دماء ابنائه حتى الثمالة، ونخروا عظامه إلى النخاع.
حين نمعن النظر في كثير من مؤسساتنا التي شيدت بفضل تضحيات نسائنا ورجالنا على حد السواء، بنيت بسواعد لم تعرف يوما التهاون او الاستسلام، مؤسسات، اصبحت اليوم كخبر كان. فمن المتسبب في هذا؟
  إنه سكوتنا عن ظاهرة الفساد بكل انواعه، وتركه يتغلل ويستشري في مجتمعنا،  حتى اصبح داءا مستعصيا، فكيف لنا بالدواء؟
 كما أن القاعدة الهشة لزرع القيم والاخلاق الفاضلة،  تكون في احيان كثيرة سببا في ابتعاد الناس عن الاستقامة، غير أنه في مقابل ذلك، تقف النزاهة التي لا تحتاج إلى قوانين او دساتير، بل تنبع من النفوس التي تعمل بصدق واخلاص، وتنأي بنفسها عن كل ماهو غير مشروع، مخافة من عذاب يوم عظيم لا ينفع فيه مال أو بنون.
 ما فائدة الاحاديث من هناك وهناك،  التي تشابهت وكأنها حديث  شخص واحد لكنه  في كل مكان،  جلسات الشاي الحميمية، سيارات الاجرة،  الاسوق، التجمعات الصغيرة والكبيرة، اصبحت كلها منابر للتعبير عن الحنين لايام زمان، يوم كانت  المصلحة الوطنية هي الآب  الآمر والناهي، وهي فوق كل اعتبار، والآن اصبح المفسد والمتملق والسارق، هو سيد الزمان والمكان والفارس الذي لا يشق له غبار.
وما فائدة البكاء على ما فات، ما يجب فعله هو محاربة الظاهرة بالطرق الصحيحة وفي مقدمتها أن يبدأ كل فرد بتقييم عمله ويحاسب نفسه، قبل الآخرين، من أين لي هذا؟
ثم نعيد النظر في كل ما حولنا، بإصلاح أعمالنا، ومسيرتنا، اخلاقيا، سياسيا، اقتصاديا وإداريا، إصلاحا من القمة للقاعدة.
  ومن أهم  الامور لمكافحة الفساد، هي وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لضمان  ادارة سليمة لتسيير حياتنا، حينها نستطيع فرض على كل مؤسسة من مؤسساتنا،  أن تبرهن على أنها انجزت برامجها التي تعهدت بها على أكمل وجه، وليس عن طريق اعادة  قراءة تقارير جوفاء حفظت في الارشيف في غابر الآزمنة، وينفض عنها الغبار لدى كل مساءلة.
 يجب أن تكون قيادتنا أكثر فاعلية،  وعلى القاعدة رفض من سيتغلون  المناصب  لتحقيق مكاسبهم الشخصية، وعلى من يسيرون الدولة ومؤسساتها، العمل بالنزاهة والشفافية، واحترام سيادة القانون، وتقوية العلاقة مع القاعدة التي هي الأصل، من خلال اشراك هذه الأخيرة في كل شئ، فنوصل مجتمعنا إلى أعلى مراتب التقدم والرقي.
  اعذروني كنت أهذي بالمدينة الفاضلة.

 
electronic cigarette review