المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي اول مجلة صحراوية حرة ومستقلة تصدر بمخيمات اللاجئين الصحراويين

29‏/11‏/2012

ترجمة حرفية للتقرير الذي قدمه المبعوث كريستوفر روس، أمام مجلس الآمن الدولي


ملاحظة : هذه ترجمة حرفية للتقرير الذي قدمه السيد كريستوفير روس امام مجلس الامن الدولي وتعرضه مجلة المستقبل بصيغتها الاصلية دون ادخال اي تغييرات.
بغرض اطلاع المواطن الصحراوي البسيط على مضمون التقرير بعيدا عن اي وصاية رسمية.
---------------------------
نييورك - الولايات المتحدة الامريكية - مقر الامم المتحدة

28 نوفمبر 2012
إنه لمن دواعي سروري أن أقف أمامكم، لاطلاعكم على التطورات فيما يتعلق بالبحث عن حل سياسي مقبول من الطرفين من شأنه أن يضمن تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية، وذلك لاول مرة منذ صدور قرار مجلس الأمن الأخير في 24 أبريل، 2012.
بعد فترة من التفكير، شرعت في رحلة طال انتظارها لشمال أفريقيا امتدت ما بين يومي 25 أكتوبر - و11 نوفمبر وفي طريق العودة عقدت مشاورات في مدريد وباريس ما بين يومي 12-15 نوفمبر. وقد كانت لي ثلاثة أهداف من زيارة المنطقة: أولا، تقييم السنوات الخمس الماضية من المفاوضات وتحديد الأسباب التي أدت إلى الجمود، وثانيا، البحث عن سبل تعديل العملية من أجل تعزيز آفاق التقدم، وثالثا، قياس تأثير الأحداث الجارية في منطقة الساحل على ملف الصحراء الغربية. وإلى جانب هذه الأهداف، أدرجت نقطتين جديدتين: أولا، وبالموازاة مع لقائي بالمسؤولين، التقيت مع قادة سياسيين وممثلي المجتمع المدني، وثانيا، أجريت أول زيارة لي إلى الصحراء الغربية نفسها. ولقد حضيت بالتعاون الكامل من حكومات المغرب والجزائر وموريتانيا، وفرنسا، وكذلك جبهة البوليساريو وبعثة المينورسو، وأنا أشكرهم لذلك. وشكري الخاص اوجهه كذلك إلى حكومة اسبانيا التي وفرت لي بسخاء طائرة لتسهيل سفري.
ودون الدخول في تقرير مفصل عن كل محطة، دعوني أعرض عليكم استنتاجاتي وانطباعاتي العامة.
أولا، في كل مكان زرته، أكدت لي السلطات العليا لكل طرف التزامها بالعمل مع الأمم المتحدة لتحقيق حل سياسي للوضع النهائي للصحراء الغربية، بينما في الوقت نفسه تجدد تمسكها بالمقترح الخاص بها. ففي المغرب، أكد لي الملك محمد السادس استعداد بلاده لمواصلة العمل معي في إطار مقترحه للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وفي تندوف، أكد لي الأمين العام للبوليساريو، عبد العزيز، عن استعداد جبهة البوليساريو لتعزيز التزامها على أساس أن يتضمن الحل استفتاءا حقيقيا لتقرير المصير. وفي الجزائر، ذكر الرئيس بوتفليقة مرة أخرى بأن الجزائر ليست ولن تكون أبدا طرفا في الصراع، ومع ذلك فإنها لا تزال على استعداد لمرافقة الطرفين في بحثهم عن حل. ومع ذلك، أضاف، أن الجزائر ترى أن أي تسوية لا تتضمن استفتاءا حقيقيا ليست تسوية على الإطلاق. أما في موريتانيا، فقد أكد رئيس الوزراء لغظف رغبة بلاده في أن تكون مفيدة على أساس تبنيها "الحياد الإيجابي".
ثانيا، وبالنظر للوراء في الأسباب التي أدت إلى استمرار الجمود، كان من الواضح أنه، في الوقت الذي تنامى إحباط الطرفين، فإن كلا منهم يعزي الفشل في إحراز تقدم ليس فقط لرفض الطرف الآخر للتفاوض على أساس اقتراحه، ولكن أكثر من ذلك كل طرف يعزي استمرار الوضع إلى عدم وجود إجراءات حاسمة من قبل المجتمع الدولي والمجلس، والأمين العام، ومبعوثه الشخصي. وعليه فإن الأطراف لا تريد تقبل أن المسؤولية الرئيسية عن تحقيق تقدم تقع على عاتقها هي نفسها، وإن كان المنتظم الدولي يستطيع تقديم التشجيع والأفكار.
وقد أكدت على هذه النقطة مرارا وتكرارا في اتصالاتي مع الأحزاب السياسية وممثلي المجتمع المدني، وكذلك مع المسؤولين، مشيرا إلى أنه بالنظر إلى تعاطي الأمم المتحدة مع هذا الصراع بموجب الفصل السادس من الميثاق، وفي غياب توافق واجماع دولي، لا أحد يمكنه أن يفرض أي شيء على الطرفين، وأنه متروك لهم أولا وقبل كل شيء إيجاد طريقة للمضي قدما في إطار الوساطة التي تقدمها الأمم المتحدة. ومع ذلك، مرارا وتكرارا، وفي كل محطة، قيل لي أن الأمم المتحدة ينبغي أن تأخذ هذه المبادرة أو تلك في اتجاه الدفع بهذا الطرف أو ذاك لقبول الاقتراح الآخر. وبصفتي وسيطا، لا يمكنني أن أدافع عن اقتراح محدد. أنا أدافع عن العملية التفاوضية.
ثالثا، فيما يخص التطلع إلى أفضل السبل للمضي قدما، وافقني كبار المسؤولين الرأي في أنه من غير المجدي عقد المزيد من الاجتماعات بين الأطراف في الوقت الحالي في ظل عدم وجود أي تغيير في المعادلة. فبعد أربع جولات من المفاوضات الرسمية وتسع جولات من المحادثات غير الرسمية، فإن عقد اجتماع آخر سيزيد فقط من تسليط الضوء على الجمود، وبالتالي إضعاف مصداقية العملية. ولهذا، وفي إطار التحضير لعقد جلسات أخرى، رسمية أو غير رسمية، اقترحت على الاطراف أن أقوم بالمزيد من المشاورات مع القوى الدولية الرئيسية تليها فترة من الدبلوماسية المكوكية الهادئة مع الطرفين والدول المجاورة. وقد قبل محاوري هذا النهج، ولكن نبهني بعضهم أن بعض الاجتماعات الدورية تبقى مهمة للحفاظ على الاتصال، والتقليل من سوء التقدير، وإعطاء دليل واضح على أن العملية مستمرة.
رابعا، بدراستي لتأثيرات تصاعد التوتر في منطقة الساحل والمخاطر التي تمثلها على جميع الأطراف، وجدت أنه وفي حين أن الجميع يتفق على أن هذا العامل يدفع لإيجاد حل مبكر لنزاع الصحراء الغربية، فلا أحد يبدو على استعداد لاتخاذ الخطوة الأولى. بدلا من ذلك، وجدت أن الجميع يشترك في تبني موقف تعزيز الدفاعات ضد أي امتداد لهذه الاحداث داخل ترابه. من جهة أخرى، قيل لي أنه في حالة عدم وجود تسوية، فإن الأفراد من جميع أنحاء المنطقة قد يتم اغراءهم للانضمام إلى إحدى المجموعات في شمال مالي. وفي المغرب، تواصل وسائل الإعلام الحديث عن وجود صلة بين جبهة البوليساريو وهذه الجماعات، ولكن كبار المسؤولين في الرباط ونواكشوط كانوا واضحين في القول أنه لا وجود لأي صلة من هذا القبيل.
خامسا، إن زيارتي للصحراء الغربية تستحق تفصيلا أكبر. كما وعدني المغرب بذلك، فقد قام باعتباره القوة المديرة بقوة الأمر الواقع، بتقديم تسهيلات كاملة لي، وأنوي القيام بزيارات إضافية في الوقت المناسب. لقد كانت لي لقاءات مع مجموعة واسعة من الصحراويين المؤيدين للاستقلال والمؤيدين للحكم الذاتي، وكذلك مع السلطات المحلية. ومن الواضح أن هناك رغبة كبيرة في الكلام معي، حيث أن قائمة أولئك الذين لم يكن لدي الوقت لتلبية رغباتهم في اللقاء قد تجاوزت إلى حد كبير قائمة الذين اجتمعت بهم. ومن المؤكد أن الجميع تكلم معي بصدق واضح، ولكن ليس من المستغرب أنني كنت غير قادر على تحديد إلى أي كفة يميل الرأي العام. كل ما يمكنني قوله عن يقين هو أن هناك مدافعين مفوهين على جانبي الانقسام السياسي. الصحراويون المؤيدون للحكم الذاتي أكدوا على تطوير مدينة العيون وغيرها من المدن تحت الإدارة المغربية، فضلا عن العديد من الفوائد الأخرى التي يرون في هذه الإدارة. أما الصحراويون المؤيدون للاستقلال فقد أبرزوا ما وصفوه بالعلاقات المتوترة بين الصحراويين الأصليين والسكان من المغرب وما يرونه من انتهاكات لحقوق الإنسان ومن قمع الشرطة ومن ظروف الاعتقال، والاحتجاز، والمحاكمة، والسجن، والاستغلال اللاشرعي للموارد الطبيعية، وعدم وجود فرص عمل. ولقد وقعت فعلا مظاهرات مؤيدة للاستقلال وردود الشرطة المصاحبة على مسافة من مكان تواجدي أثناء وبعد زيارتي. وفي هذا الصدد، أدهشني حقيقة أن لا أحد تقريبا من قوات الأمن في العيون وغيرها من أصول صحراوية بل هم من المغرب. وكنت خلال لقاءاتي مع المسؤولين المغاربة خلال الزيارة الثانية إلى الرباط أدافع عن القيام بتغييرات وتكثيف التدريب لتحسين التعامل مع المظاهرات.
سادسا، خلال زيارتي لمخيمات اللاجئين، كانت لي الفرصة للاجتماع مع أعضاء منظمة النساء التابعة للبوليساريو، الطلبة، ومنظمات شبابية. وقد أكد الحاضرون على نفس الإحباط الذي آكدت عليه قيادة البوليساريو نفسها في الماضي. بل جادل بعض الحضور أنه وبعد 25 عاما من الجهود غير الناجحة للأمم المتحدة، فقد حان الوقت للعودة إلى الكفاح المسلح. واقترح آخرون أنه بعد أن فشلت في التوصل الى تسوية، ينبغي على الأمم المتحدة ببساطة التخلي والانسحاب. وفي الوقت نفسه، التقيت في نواكشوط مع بعض منتقدي جبهة البوليساريو الذين كانوا قد تركوا المنظمة، وكانوا حريصين على عرض شكاواهم علي.
سابعا، أفزعتني الدرجة التي تستخدم بها الأطراف زيارتي لتسجيل نقاط. وكثيرا ما تم تقصير تصريحاتي العامة أو تمطيطها لخدمة أغراض هذا الطرف أو ذاك. ففي الرباط، قام التلفزيون المغربي بقص ملاحظاتي لإزالة اقتباسي من نص قرار المجلس الداعي الى "حل سياسي، يضمن تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية." أما في تيفاريتي، حيث قمت بزيارة موقع فريق بعثة المينورسو في الجانب الشرقي من الجدار الرملي، ظهر قائد عسكري لجبهة البوليساريو بشكل غير متوقع وحرص على أن احضى باستقبال من طرف الحرس الشرفي. وفي مخيمات اللاجئين، تعرض تصريحي إلى مجموعة من النساء لإضافة الثناء على دور المرأة في، واقتبس: "النضال من أجل تحرير الصحراء الغربية" نهاية الاقتباس. وعلي أن أقول أنني لم أدلي بهذا التصريح.
ثامنا، في حين أن الممثل الخاص، فايسبرود ويبر، سيقدم لكم تقريره حول عمليات البعثة في وقت لاحق، لا بد لي من آن أشيد بالدرجة العالية من الكفاءة المهنية والالتزام الذي لاحظت خلال زيارتي لمقر البعثة وإلى مواقع الفريق في تيفاريتي والمحبس وخلال لقائي مع دائرة الإجراءات المتعلقة بالألغام التابعة للامم المتحدة. وعلي أن أقول أن كلا من البعثة ودائرة الأعمال المتعلقة بالألغام في حاجة إلى المزيد من الموارد إذا أريد لها أداء واجباتها على نحو أكمل. يجب أن نتذكر أن دوريات بعثة المينورسو تجري على مساحة أكبر من المملكة المتحدة البريطانية، في حين تعمل دائرة الأعمال المتعلقة بالألغام في منطقة تم وصفها مؤخرا بأنها واحدة من المناطق الاكثر تعرضا لانتشار الألغام في العالم.
إضافة إلى ذلك، أريد أن أشير إلى الاحترام الذي يتمتع به الممثل الخاص للأمين العام داخل البعثة ومن طرف السلطات المغربية والصحراوية التي تنسق معه. وإن هذه ليست مهمة سهلة. فبالإضافة إلى الإشراف على البعثة، فهو الممثل الخاص للأمين العام الخاص بالصحراء الغربية. وعلى هذا الأساس، ينتظر منه أن يقدم إلى الأمين العام وهذا المجلس معلومات مستقلة حول البيئة التي تعمل فيها البعثة في الصحراء الغربية. وهنا يجب التذكير أن هذا البلد لا زال إقليما غير متمتع بالاستقلال الذاتي، وبالتالي فإن من مسؤولية الأمم المتحدة الحرص على رفاه سكانه وفقا للمادة 73 من الميثاق، مع الاعتراف بأن المغرب هو القوة المديرة بحكم الأمر الواقع غرب الجدار الرملي وأن البوليساريو تلعب دورا مماثلا شرق الجدار الرملي. وقد قمت بدعوة الممثل الخاص بحضور كل لقاءاتي تقديرا لهذا الدور الذي يلعبه بالذات.
تاسعا، بخصوص برنامج المفوضية السامية للاجئين للمساعدات الإنسانية، فقد استمعت لانشغالات حول انخفاض مساهمات الحكومات والاطراف المانحة الاخرى لمساعدة اللاجئين بشكل ملحوظ بسبب الأزمة الاقتصادية، وتم تذكيري أن هناك حاجة ماسة لمساهمات إضافية. أما بخصوص تسجيل اللاجئين بشكل فردي، وهو الموضوع الذي أثير معي مرة أخرى في الرباط، فقد أخبرني مسؤولو البوليساريو والجزائر أن المفوضية السامية للاجئين راضية عن تقديرات اللاجئين التي أمدوها بها وأن أولئك الذين يتحدثون عن ضرورة التسجيل الفردي للاجئين ينطلقون من دوافع سياسية. وفي اجتماع مع المانحين في العاصمة الجزائرية لم ألمس أي حرص على متابعة هذه المسألة.
عاشرا، فيما يتعلق بتدابير بناء الثقة، كانت هناك إشادة عالمية بعمل المفوضية الرائع في توسيع الزيارات العائلية وتنظيم الندوات بين الصحراويين، وهي الندوات التي كان موضوع الثانية منها دور المرأة في المجتمع الصحراوي، والتي نظمت في جزر الأزور بمساعدة سخية من حكومة البرتغال في يوليو الماضي. وبعد ذلك بوقت قصير، تم عقد لقاء حول إجراءات بناء الثقة في جنيف بين الطرفين، والدول المجاورة، حيث استعرضت المفوضية تنفيذ مختلف البرامج في جو ودي للغاية. والنصيحة الوحيدة التي يمكنني إعطاءها عندما أسأل، هو التفكير بشكل خلاق في توسيع تدابير بناء الثقة وخصوصا الحلقات الدراسية، والزيارات العائلية في المناسبات الخاصة، والتبادلات الشبابية. الصحراويون من جميع الاتجاهات السياسية، سواء في الصحراء الغربية أو في المخيمات، قالوا لي مرارا وتكرارا أنهم حريصون للحصول على مزيد من الاتصالات عبر الجدار الرملي، ويجب إيجاد طرق لتشجيع هذا، لأنه مع مرور الوقت هناك امكانية لتغيير المفاهيم حتى مع عدم وجود حراك في عملية التفاوض. إن أحد العوائق أمام هذا هو عدم وجود التمويل الكافي، ومرة أخرى أحث الجهات المانحة السابقة والمحتملة للمساهمة في المفوضية لجعل المزيد من مثل هذه الأنشطة ممكنة.
أحد عشرة، فيما يخص مجال حقوق الإنسان، قام كل طرف في استخدام زيارتي لتسجيل شكاوى عن ممارسات الطرف الآخر. وكانت هناك زيارات عديدة تتعلق بحقوق الإنسان في العام الماضي، من بينها زيارتين لاثنين من المقررين الخاصين، الذين زارا الصحراء الغربية لكنهما لم يزورا مخيمات اللاجئين، زيادة على زيارة لمنظمة غير حكومية واحدة على الأقل. وبالإضافة إلى ذلك، أخبرني فرع العيون من المجلس الوطني المغربي لحقوق الإنسان أنه تلقى أعدادا كبيرة من الشكاوى وأنه أجرى تحقيقات عديدة، ولكن لا يزال ينتظر ردا من السلطات المديرة. إن حقوق الإنسان ليست جزءا من مهمتي، ولكن نصيحتي، عندما أسأل عنها، هو القول بأن الأمر متروك لهذا المجلس والمفوضية السامية لحقوق الإنسان أن يقررا ما إذا كانت المعلومات المتوفرة تستحق الاهتمام، وإذا كان الأمر كذلك، فما هي أفضل طريقة للقيام بذلك، واضعة في اعتبارها أن أي مقاربة لهذه المسألة يجب أن تنظر إلى حالة حقوق الإنسان ليس فقط في الصحراء الغربية، ولكن أيضا في مخيمات اللاجئين.
وأخيرا، اسمحوا لي أن أقول كلمة واحدة عن مهمتي غير الرسمية لتشجيع علاقات أفضل بين الجزائر والمغرب. ففي الرباط، أذن لي الملك محمد السادس بحمل رسالة إلى الرئيس بوتفليقة، الذي أذن لي هو نفسه بالعودة برسالة رد. وأكدت كل من الرسالتين رغبة رئيسي الدولتين في مواصلة عملية تحسين العلاقات من خلال توسيع نطاق الزيارات الوزارية الثنائية التي سبق الاتفاق عليها. كما أن كلا من الدولتين حددت القضايا ذات الأولوية التي ينبغي معالجتها في مرحلة مبكرة، وسوف أتابع تشجيع مواصلة هذه القضايا
وفيما يتعلق باتحاد المغرب العربي ودعوة تونس لعقد قمة مبكرة، فقد بحثت التطور فيما يخص تحقيق التكامل الإقليمي مع بن يحيى، الأمين العام للاتحاد ومع الدول الأعضاء الثلاث التي زرتها. الجميع متفق من حيث المبدأ على ضرورة عقد قمة، ولكن الجزائر حذرت من أنه ينبغي الإعدادا جيدا لهذه القمة لضمان نجاحها، وذلك من خلال سلسلة من الاجتماعات القطاعية التي تجري حاليا والتي لم تكتمل بعد. ففي نظر الجزائر، فإن عقد قمة دون الإعداد الكافي يؤدي إلى الفشل.
هذه، إذن، هي استنتاجاتي وانطباعاتي الرئيسية وأنا عائد من رحلتي الأخيرة للمنطقة وأول زيارة لي إلى الصحراء الغربية، وكذلك وأنا أتطلع إلى فترة قادمة من المشاورات مع اللاعبين الدوليين الرئيسيين، وللقيام بدبلوماسية هادئة مع الطرفين والدول المجاورة، وللقيام بزيارات أخرى إلى المنطقة، بما في ذلك الصحراء الغربية، وذلك استعدادا لاستئناف اجتماعات مباشرة بين الطرفين.
وكما ذكرت في مدريد، فإن الصراع حول الوضع النهائي للصحراء الغربية قد دام لفترة طويلة جدا. وفي حين أن البعض قد يعتقد أن استمرار الوضع الراهن قد يكون داعي استقرار، وأن خلق فرص للسلام أمر محفوف بالمخاطر، أعتقد أن هذا الاعتقاد خطأ خطير في الحسابات خصوصا الآن والمنطقة مهددة من طرف المتطرفين، والارهابيين، والعناصر الإجرامية التي تعمل في منطقة الساحل. في هذه الظروف الجديدة، يمكن لهذا الصراع إن ترك من دون علاج، أن يطلق شرارة تجدد العنف أو الأعمال العدائية التي من شأنها أن تكون مأساوية لشعوب المنطقة. يجب حل هذا النزاع، وأطلب من أعضاء المجلس والمجتمع الدولي الأوسع تشجيع الطرفين على الدخول في مفاوضات جادة للوصول بها إلى نهاية.
شكرا لكم

28‏/11‏/2012

حدود الصبر ومراسي اليأس


حمادي البشير  
تسير بنا الايام أو نسير نحن فيها كل على مطيته، نواجه المطبات والحفر ونناور كل وفق مهارته، لكن الايام ذاتها تمنح وتصادر، البعض تمنحه المطية القوية وتطبع في دواخله متانة الشكيمة والبعض تسخر له ماشاءت من هزيل البهائم أو خردة الالات، وتبقى محطات الوصول والسرعة في الوصول اليها رهن بكل تلك المعطيات، هل سيصل صاحب المركوب القوي أولا أم ذاك الذي عثرته مراكيبه؟ كيف سيصل كل منهما الى الهدف؟ ماتأثير دواخلنا ونزواتنا في كيفية الوصول؟ هل حالنا واحد في الارتباط بسبب إنطلاقنا اصلا؟ هل أثرت الليالي والايام كعادتها في نظرتنا للأمور؟
الى حد ما ووفقا للإيمان في عالمنا الداخلي لا يجب رد اللوم على الايام والانشغال بمحاكمتها على ما وضعتنا فيه ولايجب الغوص عميقا في الانفعال ضد القدر، والى حد بعيد لن يغضب المؤمن على الدهر ولكنه وعند حدود معينة سيغضب على اخيه المؤمن عندما يسوقه قدره ليجعل منه حارسا على الحيلة والتدبير، ومخول له منحه ومصادرته، وعندما يعتقد ان الحارس لا يتأثر بفعل الزمن. وسيسيطر عليه الحنق عندما يتضح له مع الايام أن الحارس لم يعد يهتم ـ او هكذا تقرأ المعطيات ـ بما يجب الوصول اليه واصبح أكثر اهتمامه بالنبش في نزوات القوم ومراعاتها وتعقيدها لتصبح مشجبا تعلق عليه الامال والالام وترسم وفقا له الخطط وتوضع التدابير حتى إن كان الهدف يزداد بعدا ويتزايد الضباب حول السبل المؤدية اليه.
لكل منحة محاسن ومساؤي، ومن فضائل منحة القدر انها لك ولن تجد عنها محيدا ولن تنفعك الشكوى والتبرم وتتيقن انه عليك فقط مواصلة المسيرة، وتتعدد كثيرا المفارقات بين ما يمنحه القدر وما يمنحه الانسان ولاتتسع اروقة هذه السطور للتعرض لها. اما ما يمنحه أخيك المؤمن فهو ليس لك يمكنه مصادرته تماما كما منحه اول مرة يمكنه ـ وتلك الادهى ـ أن يمنه عليك ويرش رذاذ المرارة على ما منحك اياه، يبذل الكثيرمن الجهد وليس كله في البحث عن ما يمكنه عرقلة مسيرتك وتعثر مسعاك، تفكر مليا في الاسباب التي تدفعه الى كل ذلك وتخرج من الموضوع تملآك الحيرة وتتمايل على حافة الندم على ما جمعك مع هاته التعقيدات. وعندما يسود الافق امامك وتنهشك الوساوس تتذكر انه لديك مرساة تتحكم فيها تضعها متى تشاء وترفعها متى تشاء وتعتبر فرجا لا يتحكم فيه أخيك المؤمن ولا يمكنه مصادرته او تعطيله.
تسير وانت لا تدري هل انت في درب مؤد الى بر الامان ام انت في طريق وهمي لا يؤدي إلا الى الوهم تتذكر من عبروا السراديب قبلك، بعضهم عبر وانت لم تولد بعد، تستحضر ان بعضهم رحل من اجل الدرب ووضوحه والبعض اطال الله عمره ولم يستكمل المسار، وآخرون مثلك لازالوا في وسط الطريق راضين او مرغمين على الرضى بإملاءات المسيرة. تلتفت الى اليمين واليسار تتساءل عن تقييم ما (انت/ هم ) فيه وتنتبه الى ان القوم يطاطئون روؤسهم خوفا من الاجابة او جهلا بها، تلتف حول ذاتك المتعبة وتتساءل هل (أنا/ نحن) لانزال على الطريق السوي؟ وطبعا ستجد جوابا لكنه ليس شافيا، وتغوص في ظلام دواخلك بحثا عن قرار وتتأثر بفعل القوم وحالهم وتستمر في المسير ولكن ينتابك القلق من الضباب الذي يلف كل شئ.
مثير للشفقة ان تسير وانت لا تدري في اي المراحل انت، هل انت في منتصف الطريق او ابعد من ذلك هل تتقدم ام تراوح مكانك، ومثير للمرارة ان يمنعك التشويش من معرفة متى تستخدم المرساة والاكثر الما ان تعلم ان من يعيقك عن التقدم هو من امنته على حيلتك وتدبيرك.

رجال الخلايا الاولى للجبهة ...بين الأمس واليوم!

حسب العبر ونتائج التاريخ يقوم أي شخص بتحليل بسيط بناء على مجموعة من المعطيات ويصل في نهاية استنتاجه إلى خلاصة معينة قد تزعج البعض وقد تلزم الأخر الصمت... ؟وخلاصتي في هذا المقال هي  ان اضعك أيها القارئ الكريم في حقيقة تجاهلها الجميع الكل حسب تمصلحه و مأربه الدنيوية مع العلم ان متحف التهميش والنسيان والتجاهل والثأر في مقدمتها أصبح ينطق بعبارة "كفاكم ظلما يا ساسة اليوم "
عزيزي القاري هذه السطور تلخص في مجملها عدة نقاط هي كتالي:
_المؤسسين بين لامس واليوم
_مابعد 1-  مايو ومؤسسين الوثنية السياسية والثار السياسي
_هل وفيناهم حقهم 
المؤسسين بين الامس واليوم.
أعلن محمد سيدي إبراهيم بصيري عن قيام خلية جنينية وما يعرف بعد ذلك بالحركة الطليعية التي كانت ألبنة الأساسية لتشكيل الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب بعد ذلك, فكان القائد  المؤسس الشهيد الولي  بمعية أناس قلايل يعدون على رؤوس الأصابع يرسمون معالم خريطة لم تكتمل بعض معالمها إلى حد الساعة برغم من حتميتها رغم عن  هذا وذاك ...رجال كتب القدر  على بعضهم ان يرحل بدون ان يودعنا او حتى يعطينا لو قليلا من كثير أعمالهم الجليلة لنتعلمها ونكون شاهدين عليها أمام التاريخ للأجيال الصاعدة رجال لا تعد مناقبهم ومآثرهم الحميدة  ومنهم من أحيل ومنح تأشيرة التقاعد برغم من إرادته لان البعض طبعا يبحث عن كتابة تاريخ أخر لا مرجعية له ألا قناعات أصحاب المعالي وأمراض السلطة وقد يكون ذلك من منطلق (الثورة تأكل أبنائها)وجهلهم لمعنى الأخيرة ...أما الصنف الأخير من المؤسسين فقد أحيل إلى عطلة عمل من النوع الأكاديمي فأصبح بعضهم بعيدا عن القرار او المشاركة في البرامج السياسية للحركة او الدولة السبب في ذلك حقائبهم الوزارية الخيالية التي نحن بتأكيد في غنى أصلا عن استحداثها أصلا ؟ولكن هي حاجة في نفس يعقوب للذين يبحثون عن كتابة تاريخ ما بعد 10 مايو ليرسخوا في أذهاننا أنهم أصحاب المعركة وما رجال الأمس ألا سحابة عابرة فبعد  المؤسسين الأوائل فعلا لفكرة رحيل اسبانيا والمطالبة بالاستقلال إلى أسلافهم الذين عرفوا بعد ذلك بالخلية الأولى للجبهة وهم من اشرف على أتطير النازحين في مخيمات اللجوء كان الأمر هناك يسير بشكل طبيعي الكل يحترم خصوصيات الأخر  وفق للمبدأ الوحدة الوطنية  إلى ان جاءت الصدفة بأناس استعراضيين يسعون لترسيخ ثقافة الوثنية السياسية تحت عنوان لكم الأمس ولنا اليوم ...
القارئ العزيز لا تسبح بعيدا بالله عليك هل الامس واليوم وجهان لعملة واحدة فعلا ؟قد يكون الجواب نعم وهو فعلا كذلك ولكن الجميع بمافيهم انا وانت لا نراهم كذلك اتدري لماذا؟
اين حقيقة الوحدة الوطنية التي نحتفل بها جميعا وهي اسمى وارقى المبادئ النبيلة التي اسس لها رفاق اعلي بيبا وسلامة الداي وسيدي لبصير ..و و ؟
اين الحكمة في القرار و جماعيته التي طلقناها بثلاث ؟
اين منطق انت انا وانا انت وكلنا لشعب الصحراوي ؟
نعم هناك اشخاص تزعجهم حقائق هكذا ولكن لتاريخ من يحكيه
_مابعد10 مايو ومؤسسين الوثنية السياسية
تارة بعد الأخرى يظهر بطل جديد يوصف لنا بانه رجل المرحلة والمعركة وما هو بذلك؟ نعم هناك صراع اصبح يطفو على السطح بين المؤسسين لما قبل 10 مايو والمهدمين ل 12 اكتوبر عيد الصحراويين...ولكن من البديهي ان تتم تصفية رجالات الامس واحد تلوا الاخر ليس عن طريق النفي او الاقتيال ولكن سياسة طويل المدى وقوي الفعالية انجع واكفل من الاساليب باحالتهم للحياة الجبرية الغير مباشرة فلا يخفى على احد ان في المراحلة الاخيرة من ثورتنا المباركة  شهدنا ما يعرف بترسيخ ثقافة الوثنية السياسية ولكن ليس ذلك بقريب بعد كذا وكذا...و..؟
نعم هناك من سيعى الى دفن تاريخ ماقبل 10 من مايو ولكن  ذلك درب من الخيال
_الثأر السياسي والتاريخي
لن أطيل الحديث في هذه النقطة بذات لان أي فرد منا بتحليله يمكن ان يخلص الى استنتاج الا وهو ان البعض يسعى بعد كل مؤتمر شعبي عام الى استحداث أسماء  وزارات او قطاعات او سميها ماشئت وقد تناولت مجلة المستقبل الصحراوي ذلك في مقال حمل عنوان(المؤتمر ماذا تغير)ولكن لم يبرز الاسباب من ذلك  فكان بالاسس  تكريس ثقافة ثنائة التحرير والبناء ؟ بالله عليك عن أي بناء تتحدث أي بناء في المنفى هذا الذي نتكلم عنه ونحن لا زلنا في مشوار ثورة التحرير ام اننا استثناء عن باقي ثورات العالم ولكن ليس هذا ببديهي مادام البعض من اصحاب السلطة يبحث عن تبني انجاز ما لم نصل اليه بعد وهنا اسحضر حوار دار بيني واحد قيادات الجبهة انتهزة فرصة تواجده في احدى الايام التكوينية للفروع الطلابية والتلاميذية التي نظمت مؤخرا في (الكورسو) فكان سؤالي هو ماهي الدوافع الحقيقية لاعلان تأسيس الدولة الصحراوية؟ فقال لي ببساطة انه قراء في ابجديات الجبهة ان الهدف من ذلك هو بدرجة الاولى سد الفراغ الاداري الذي سيخلقه خروج المستعمر الاسباني وكذلك من اجل الدعاية الخارجية لا اكثر ولا اقل فسألته مقاطعا اذا كيف تفسر طغيان انشطة الدولة في المنفى على الجبهة كحركة تحرير؟ فأجابني قائلا  اليوم الجميع في المنفى يكرر ثنائية التحرير والبناء...ليبتسم قائلا غدا ستزول كلمة التحرير لتبقى كلمة البناء وترسيخ دولة المنفى التي كان بالامس الولي يرفضها والتي نحن كمؤسسين نرفضها ....
نعم هناك من يسعى لازالة كلمة التحرير تحت فلسفة حقيقة الدولة ولو على المنفى وبذلك يكون في كل مرة قد خطى خطوة الى الامام في القضاء على المؤسسين وافكارهم ...بوزارة كذا وكذا او تمثيلة كذا...
_هل وفيناهم حقهم :  
كل حركات العالم التحررية  تقيم الدنياء في حدث اعلان تاسيسها ليس بالاغاني او المفرقعات او الوان الطيف ولكن بإبراز معالم الحدث ومناقب مؤسسيه و ورثتهم الشرعيين ولكن عندنا العكس يمر الحدث بمأدبة غدا على شرف من لا صلة لهم بالحدث أصلا وهنا  وخير دليل على ذلك ذكرى انتفاضة الزملى واعلان تأسيس الجبهة ويوم الشهيد ...تستحضرني حادثة سخيفة وهي ان احدى المحاضرات التي كانت ستلقى لنا في الدورة التكوينية الاخيرة لطلبة والتلاميذ تحت عنوان مسيرة الولي كان سيشرف على تأطيرها  شخص لا يملك اصلا من المعلومات الكافي لتقديمها لنا بحكم التاريخ وفي الاخير تم تأجيل المحاضرة لان البعض لا يردينا ان نعرف الرجل ومناقبه
عندنا تقام الدنيا وتسخر كل الامكانيات لاقامة حفل استقبال ما يطلق عليهم بالمتضامنين او لمهرجان الرقص والغناء () المنعقد اخيرا ....
عندنا تمر الاحداث التاريخية وكأن لا حدث ولا هم يحزنزن
عندنا تترعرع الاجيال بدون دراسة تاريخ وافكار مؤسسين تنظيمنا السياسي ونواته الاساسية
ما هذه السطور الا قليل من كثير اصبح يطاردني اين ما ارتحلت وجلت واتقدم باخلص الشكر والعرفان الى كل المواقع الصحراوية المستقلة انابعة من رحم هذا الشعب الكريم 
وكل الوطن او الشهادة والهزيمة ولعار للعدو والخونة الذين يسبحون في فلكه اولائك الذين باعو الضمير 

 بقلم :ابن المقاتل

26‏/11‏/2012

الوحدة الوطنية قوة في وجه الانظمة الرجعية

سالم اطويف
 تعتبر الوحدة الوطنية ركيزة من بين ركائز هذا الوطن و اساس من اسس تطوره و تقدمه و دليلا قاطعا على تلاحم هذا الشعب الابي مع قيادته .
اذ يظ
هر لنا  مفهوم الوحدة الوطنية قصة التلاحم و التضامن و المؤازرة بين ابناء الشعب الصحراوي  بعيدا عن لغة الاقليمية و الشوفينية و القبلية و الاصولية كنموذج  لمجتمع نوعي و مثالي يتميز عن باقي المجتمعات بالكرم و العطاء من تاريخ ابائنا و اجدادنا الى يومنا هدا .
حيث انها تلعب دورا مهما  في نشر الوعي السياسي بمفهومه الصحيح و الواضح و الذي لايخدم اي مصلحة على حساب القاعدة الجماهيرية بل يعمل على تكريس مبادئ التواصل و الانفتاح على الاخر و تداول كل المواضيع التي تهم القضية انطلاقا من معالجة كل القضايا و المشاكل المتمثلة في تلك الاشياء السلبية مثل ما سبق دكره و اعني بدلك الانشقاقات و الخلافات بين خطوط المقاومة الصحراوية من جمعيات حقوقية و اخرى سياسية و التي في حقيقة الامر تؤثر بشكل كبير على القاعدة الجماهيرية باعتبار هده الاخيرة  المرجعية الاساسية لقضيتنا العادلة.
ويعرف مفهوم الوحدة الوطنية بالنسبة لنا كشعب في امس الحاجة لهذا المفهوم النوعي و المثالي هو ذلك الاتحاد و التضامن و المؤازرة في كل الميادين السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية على حد السواء في مكان واحد و تحت سقف و احد عنوانه العريض و الطويل العمل من اجل تحقيق الهدف المنشود المتمثل في الحرية و الاستقلال .
ومن مقومات مفهوم الوحدة الوطنية  وكمبدأ بالنسبة لنا كشعب يعاني من مرارة الاحتلال المغربي فذلك يتجلى في نشر الالفة ونبد العنف و الشقاق و الخلاف و الحث على التكاتف و نشر لغة المحبة و التسامح و الترابط لانها جزء مهم من قيمنا الوطنية و هي من القيم التي يحتاجها ابناء و طننا الجريح من الصغير الى الكبير .
لذى يجب العمل على القيام بجهود  تعمل على تنمية او تكريس مفهوم الوحدة الوطنية في قلوب طلابنا و شبابنا و هي جهود طيبة ولكننا في هذه الايام بحاجة امس الى زيادة الجهود في العمل على تنمية حب العطاء من اجل الوطن الصحراوي الجريح.
بشكل  اكبر في قلوب كل مكونات الشعب الصحراوي مع ابراز المجهودات التي حققتها المقاومة الصحراوية على مدى التاريخ.
هنا يكمل دور وسائل الاعلام الصحراوي المرئية و المقروءة و المسموعة حيث تعتبر من بين اهم الادوات المؤثرة في تنمية الوحدة الوطنية .
وذلك من خلال تقديم برامج تلفزيونية جديدة تعتمد على اختيار الرسالة المناسبة للمشاهد و اختيار المادة الاعلامية المناسبة و العمل على زيادة البرامج الحوارية التي تقوم على حوار الشباب وتوضيح دورهم في الحياة النضالية والعملية اتجاه تحرير وطنهم الجريح الوطن الصحراوي .

24‏/11‏/2012

الصحراء الغربية بين " فــــنــيـــدة المغرب " و تقرير روس المنتظر

د.عبد الرحيم بوعيدة*...تتحول الكتابة أحيانا كثيرة إلى عملية شاقة خصوصا حين يدرك الكاتب أنه يصارع طواحين الهواء في ملف شائك تتقاذفه الأرجل تماما ككرة ثلج ويعيش مواطنوه حالة شتات دائمة وكأنها قدر منزل، وحدها الأرض محل النزاع تتحدث كل لغات العالم لأنها ببساطة قطعة شوكولاتة تسيل لعاب كل المتدخلين في الملف والمتنازعين حوله.
لذا حين كتبنا في الشهور الماضية " رسالة إلى الضفة الأخرى" كنا ندرك حجم المأساة التي يعانيها هذا الشعب الذي تفرق دمه بين القبائل والدول، فالمغرب يريده أرضا بلا شعب، والجزائر تريده حجرة في حذاء المغرب، والولايات المتحدة الأمريكية تراه ورقة رابحة في حرب باردة بين الجارين تقايض به المغرب تارة والجزائر تارة أخرى، أما إسبانيا المستعمرة السابقة التي سلمت إدارة الإقليم للمغرب فعقلها مع المغرب وقلبها مع الصحراويين لأنها تشعر بعقدة ذنب تاريخية إزاء شعب سلمته بناء على اتفاق ثلاثي دون أن تستشيره، أما فرنسا مع حلول المغرب المقدمة لأن مصالحها امتداد لمصالحه، هكذا إذا هي اللعبة والضحية في النهاية شعب صحراوي لا أحد يريد أن يستشيره في مآل هذه اللعبة ليضع حدا لمعاناته الإنسانية التي طالت أكثر من اللازم لأن 37 سنة من الشتات لا يضاهيها في أي نزاع دولي سوى قضية فلسطين... كتبنا الرسالة بكل عفوية البدو فألبسنا البعض عباءة ضيقة في حين ألبسنا البعض الآخر عباءة أخرى أكثر اتساعا وأدركنا حينها أن للكلمة الصادقة لهبا يحرق الأعداء ويحرك تلال الشك القائمة حول الإنتماء... أما العباءات فإني لن ألبسها يوما حتى ولو كانت على المقاس، وحده الوطن الذي أبحث عنه بين ثنايا الرمال من يلبسني كمس من الجن لأني أعيش حالته الإنسانية قبل السياسية إدراكا مني أن للسياسة ألف وجه وألف وسيلة وأن الزمن الذي يراهن عليه البعض لإنهاء النزاع هو نفسه الزمن الذي يعمق حالة الشتات، ويدفع بأطفال أبرياء أن يعيشوا بدون وطن حتى ولو كان رسما على الرمال...
للصحراء التي نكتب عنها ونحلم بها تفاصيل مغرقة في الوجع ألزمتنا الصمت لشهور ليس عزوفا عن الكتابة لأنها بالنسبة لنا حياة ومتنفس لا غنى عنه... وحده العبث من جعلنا نصمت لأنه يدمر حتى الرغبة في الكتابة ذاتها والعبث في تدبير ملف الصحراء لم يعد خطئا عابرا إنه منهج للتفكير وفن قائم بذاته أتقنه المغرب منذ بداية النزاع حتى صرنا نحن أيضا جزءا من هذا العبث... لذا حين سحب المغرب ثقته من الوسيط روس كتبنا مقالا لقراءة خلفيات القرار، وحين فرض الأمين العام الأممي ومعه أمريكا عودة روس لم نجد ما نكتب ليس لأن الأمر غير ذي أهمية، فقط لأننا كنا على يقين تام بعودته المشروطة تماما كما حدث مع المناضلة امينتو حيدر، ليس في الأمر رجم بالغيب لأن سياسة الدولة المغربية في تدبير الملف وفي ردود الأفعال لا تحتاج حتى لقارئة كارطة مبتدئة في ساحة جامع الفنا المشهورة... روس كما أمنيتو حيدر سابقا كان سيعود لأن للنزاع بعده في القانون الدولي هذا البعد هو  الذي لا يريد المغرب بكل أحزابه وإعلامه الرسمي والمستقل الإعتراف به، لأنه لا يمكن بتاتا حل نزاع يعتبره المغرب مفتعلا ويفاوض في الآن ذاته طرفا آخر حول حلول متعددة...
عندما سحب المغرب ثقته من روس قامت أحزابه وإعلامه بالتهليل للقرار والترحيب به ووصفه بالسيادي، وتصريح وزير الخارجية والناطق الرسمي للحكومة المغربية أفضل شاهد على الموقف المغربي، وحين عاد روس التزم الجميع الصمت وابتلع الكل لسانه ولم نعد نسمع من يتحدث عن القرارات السيادية، مصطلح واحد جديد انضاف للقاموس المغربي في ملف النزاع هو "عدم الحياد" روس غير محايد وكيندي غير محايدة وكل المنظمات الحقوقية الدولية التي زارت الإقليم غير محايدة مع أن المسألة لا تحتاج لروس ولا لغيره لأن واقع الإقليم ذاته يتحدث عن نفسه، هناك انتهاك واضح لحقوق الإنسان ومعتقلين سياسيين على إثر أحداث كديم إزيك يقبعون في سجن سلا، هناك واقع أمني حاضر بقوة في كل أزقة وشوارع الصحراء... إذا من يريد تغطية الشمس بالغربال، على المغرب بدل أن ينازع في تقارير المنظمات الحقوقية وفي عدم حياد روس أو غيره أن يساءل نفسه أولا وبكل تجرد لماذا لم يستطع طيلة كل هذه المدة التي أدار فيها الإقليم إحتواء الصحراويين واحتضانهم وإقناعهم بمقترحاته التي يصفها بالديمقراطية والحداثية ؟ هذا هو السؤال الأزمة ؟
 روس الوسيط الأممي يدرك تفاصيل النزاع جيدا ويشعر أكثر من غيره بالبعد الإنساني للحالة الصحراوية وأكاد أجزم أنه يتحدث العربية ويستوعب الثقافة الحسانية أكثر من بعض المسؤولين المغاربة أو زعماء الأحزاب الذين استمع إليهم وعزفوا له لحنا واحدا دون أن يشعروه بأن هناك حزبا واحد يحمل مشروعا مخالفا للمخزن ،مشروع فيه إبداع  وقراءة للتطورات ...روس أدرك ذلك سواء في الرباط أو في العيون عاصمة النزاع حين قدم له المغرب نفس الوجوه التي قدمها لكينيدي ولغيرها الطبق نفسه الذي تأكل منه كل الوفود الأجنبية،شيوخ لم ينتخبها أحد وأعيان ونواب خرجوا من عباءة المغرب ومن صناديق أمواله وعطاياه وكأن السنوات لا تتحرك ودوران النخب جامد والتاريخ يعيد نفسه بشكل مشوه تماما كما حدث عند تحديد الهوية إبان الحديث عن الإستفتاء حين أغرق المغرب الإقليم بمواطنيه الذين استقدمهم من كل أرجاء المغرب يحملون أسماء غريبة عن الثقافة والموروث الصحراوي الذي لا يعرف أسماءا من قبيل إيطو أو إيجو أو حادة ...نحترم الأسماء والثقافات لكن في الأمر نوع من العبث المستمر لذا حين تواجه شيوخ المغرب من الصحراء مع شيوخ الجبهة وكلهم صحراويون  تبادلوا اللمز والغمز وتغاضو عن أسماء كثيرة إلى أن سمع أحد شيوخ الجبهة إسم " فـــنــيــدة " فالتفت مبتسما  إلى الجانب الآخر قائلا " يا كانا نبلعوها ولا نسرطوها " في الكلمة أكثر من مغزى ولازالت إلى الآن صالحة لأن هناك أمورا تحدث لا يدرك المرء كيف يتصرف إزاءها ... روس عاد ببرنامجه وشروطه وفي العودة أكثر من إشارة لمن يريد فهم أبعاد النزاع بصورة واضحة لا غبار عليها ...أرسل عدة إشارات واستمع لأطراف قوية تحمل مشروعا متكاملا موثقا بالصور والأرقام،و استمع لشيوخ ولمجتمع مدني صنعه المغرب حتى صار أكثر من سكان الصحراء ...وتحول إلى جزء من المشكل لأن في الصحراء أشخاصا يشكلون دولة داخل الدولة بدءا من كلميم وحتى الداخلة ...المغرب أراد ذلك وعليه أن يتحمل ليس فقط مسؤولية التفاوض مع جبهة خارج عباءته يحميها القانون الدولي وتمثل شعبا كاملا ولكن مسؤولية التفاوض مع جيل جديد داخل مناطق النزاع لا يحمل أي ود للدولة المغربية ويشكل حجر الزاوية في الملف الحقوقي الذي ستكون له قوة الحسم مستقبلا في نزاع الصحراء لأن كل التقارير التي تحاشاها المغرب حين سحب ثقته من روس تكالبت عليه دون أن تنصفه وفي النهاية عاد روس بشروطه وتجول في أحياء العيون ورأى ما لا يمكن حجبه وغدا يخرج التقرير والتهمة هذه المرة ستكون جاهزة لدى المغرب "عدم الحياد مع حالة العود" وعلى الدولة المغربية أن تغلق أبواب الصحراء وأن تبني سورا كأسوار مراكش القديمة يغلق ويفتح تماما كما فعلت مع الجدار العازل هذا الأخير كان لحمايتها من تسلل المقاتلين الصحراويين والسور يحميها من تسلل المراقبين الدوليين،ومع خروج التقرير المنتظر ستذوب" فــنــيــدة المغرب" آنذاك عليه البحث عن أعذار جديدة يقدمها للصحراويين أولا وثانيا للمنتظم الدولي.... 
*كاتب من المناطق المحتلة واستاذ بكلية الحقوق بمراكش المغربية

21‏/11‏/2012

ما لا يقوله نظام المخزن..

مصطفى صالحي قرر نظام المحزن في المغرب، توسيع حربه على الجارة الجزائر، من خلال تحريك كل أذرعه الإعلامية والدبلوماسية، وارتأى أن يستنجد هذه المرة بفضائية "ميدي1" الدولية، في محاولة لرفع الشبهة عن نواياه السيئة، فاتحا النار على كل ما هو جزائري، محملا إياه كل مآسي ومشاكل المغرب شعبا وسلطة، إلى حد بلوغ ممارسة الوصاية على الجزائريين في كل مجالات النشاط، وسرد مغالطات في مناورة لإقناع الرأي العام، والرد على مواقف الجزائر الواضحة من حفر ونتوءات العلاقات الثنائية، وآخرها مسألة ما يسمى بالمهجرين المغربيين من الجزائر، حيث وضعت الخارجية النقاط على الحروف وكشفت المزايدة واللعب على ذقون المواطنين المغاربة برمي المسؤولية على الجارة الجزائر.
ضيوف "ملف للنقاش" أطلقوا النار على الجارة الجزائر وفي كل الاتجاهات، الاقتصاد، السياسة، الحدود، الصحراء الغربية، كريستوفر روس، الاتحاد المغاربي، الساحل، ونظام الحكم في الجزائر، الديمقراطية، الربيع العربي، لم يترك لا شاردة ولا واردة، حتى أنه حاول التمييز بين إرادة الشعب وقرارات السلطة في الجزائر في أمهات القضايا المطروحة، وكأن الجزائر تعيش في غابة متوحشة أو في كوكب آخر لا تطل عليه الشمس، ورعاية أمير المؤمنين وبركته، متناسين أن جغرافيا الجزائر هي في الجوار وتبقى كذلك، وفي قلب المغرب العربي وفي شمال أفريقيا والاتحاد الأفريقي والاتحاد المتوسطي وباقي المحافل الدولية، ورأيها رأي مسموع وقوي حيثما كانت.
ويبدو أن زبانية نظام المخزن وتجاره تجاهلوا أن الجزائر وسياستها ودبلوماسيتها ومواقفها، مؤسسة على قيم ومبادئ ثورة عظيمة رواها دم الشعب، حررت القارة الأفريقية، بما فيها الجارة المغرب، وتونس، لأن وهج الثورة ورغبة فرنسا في الإبقاء على الجزائر لأهميتها الجيوسياسية، دفع بجهابذة الإمبراطورية الفرنسية إلى تفضيلها والتضحية بباقي الدول، في حين تبقى مرجعية نظام الحكم في المغرب، القصر الملكي بجده وهواه، بنضجه ومزاجه، وانقياده وراء كذبة كبيرة اسمها "المغرب الكبير"، كان أول ضحاياها الشعب الصحراوي، وزرع قنابل وقلاقل لدول الجوار، وخاصة الجزائر وموريتانيا.
ونفضل أن نعود في هذه العجالة إلى المحاور الكبرى للحصة، أو ما اعتقد منظروها أن تكون قنبلة إعلامية ودبلوماسية، غير أنها لم تكن سوى "محيرقة" نظرا لغرقها في مغالطات كبيرة لا يستوعبها عاقل.
ففي مسألة الحدود، حاك الحضور الذين تم انتقاؤهم بدقة، كما جرى انتقاء الفضائية، مغالطات مفضوحة لتبرئة ذمة المغرب، فإن غلق الحدود في 1994 جاء ردا على قرار الرباط الانفرادي والمزاجي بفرض التأشيرة على الرعايا الجزائريين دون التنسيق مع الجهات الوصية في الجارة والأخت، والعضو في الاتحاد المغاربي الجزائر، لا لشيء سوى لأن فندقا في مراكش تعرض لعمل إرهابي، اتهم فيه جزائريون بالضلوع فيه قبل انهاء التحريات، في حين ظلت الجزائر فاتحة معابرها رغم الأسلحة التي كانت تمر في اتجاه الجماعات الإرهابية، وما قضية بلعيرج إلا عينة وحسب، وتحويل الأراضي الجزائرية إلى سوق لمنتوجات مزارع الحشيش بالمغرب، يقابلها استنزاف الاقتصاد الوطني من خلال تنقل ألاف السياح الجزائريين وتهريب المواد الغذائية المدعمة وعلى رأسها الوقود، حيث تكون المداخيل متباينة تصب في خدمة المغرب.
أما قضية الصحراء الغربية، فإنها قضية مبرمجة في لجنة تصفية الاستعمار الأممية منذ 1964، حيث كانت الجزائر دولة وليدة لا حول لها ولا قوة، وكانت الصحراء الغربية تحت وصاية الاستعمار الأسباني، وثبت الموقف بعد احتلال المغرب لها في 1975 بإرسال بعثة أممية لتقرير مصير الشعب الصحراوي، ولكن الأطماع التوسعية المفضوحة التي عبّر عنها نظام المخزن في 1963 حين حاول اقتطاع جزء من الجغرافيا الجزائرية، مستغلا قدراتها العسكرية المنهكة، و مؤسساتها السياسية المهلهلة، ورفض الرباط استقلال موريتانيا بدعوى أنها جزء من خارطة "المغرب الكبير"، وذهبت إلى حد قطع علاقاتها مع تونس ردا على اعتراف بورڤيبة، بالدولة الموريتانية، فضلا عن موافقته على اقتسام الأراضي الصحراوية مع نواقشط تحت نفس الاعتبارات، وكأن المغرب لا يضحي بأي جهد ويترقب تتويج نضالات الشعوب ليقفز هو على الثمرة. وهي وقائع فرضت على الجزائر اتخاذ موقف واضح وحذر لصد أطماع المغرب، والتي مازالت تتظاهر من حين لآخر، في أشكال متعددة ولكن هيهات.. هيهات.
وما لا يختلف فيه اثنان، هو أن مطالبة المغرب بالحكم الذاتي في الصحراء الغربية، مخالف لمنطق التفاوض وإقصاء لباقي الخيارات، ومنها الاستفتاء لتقرير المصير، ومخالف أيضا للرأي القانوني الصادر عن منظمة الأمم المتحدة في 2002، الذي ينفي خضوع الصحراء الغربية لأية وصاية أو سيادة مغربية، ويؤكد أن اسبانيا تبقى المسؤولة إداريا على الصحراء الغربية، حيث أن اتفاقية جنيف تمنع تبادل إدارة الأقاليم المحتلة في حالة الحروب، وهو ما يعني أن تواجد المغرب في الصحراء احتلال وفق القانون الدولي.
كما أن الرباط تركت مسألة الحدود مبهمة، بعدما رفضت الاقتناع بالحدود الدولية المعترف بها، وهي الحدود التي اعتمدتها منظمة الوحدة الأفريقية، ثم الاتحاد الأفريقي، بل وكرست الأمر في دستورها الجديد، حين تحدث عن الحدود التاريخية، فكيف لبلد أن يرتاح لجار يعلن ليلا ونهارا أطماعه في الحدود، وبلد يدّعي ويروج للاتحاد المغاربي، وهو أقل الدول الموقعة على الاتفاقيات بينما الجزائر وقعت على أكبر عدد منها، و.. و..
وفي مسألة أزمة مالي ومنطقة الساحل، فلا أحد يزايد على مواقف الجزائر، البلد المجاور الذي تربطه بمالي حدود من 1400 كلم، ومن ثمة حقها في حمايتها من أي تهديد، حيث سعت منذ بداية الأزمة في الثمانينيات إلى معالجتها في هدوء وبالتزام سياسي ودبلوماسي، حيث توجت جهودها باتفاق سنة 1991، ثم 2006، وذهبت إلى حد المبادرة بتمويل التنمية المحلية شمال مالي، في سياق نظرتها إلى طبيعة الأزمة، والتي ترى أن الحل العسكري يأتي في آخر المطاف، وباستهداف الجماعات الإرهابية دون غيرها، بينما سارع المغرب إلى حشر أنفه في الأزمة بدعم فرنسي، رغم بعده عن منطقة الساحل، إذ تفصله عنها موريتانيا والصحراء الغربية، وتجنيد عناصر إرهابية واستخباراتية في تنظيم التوحيد والجهاد، لضرب استقرار المنطقة والتشويش على الحدود الجزائرية، بما في ذلك خلق أزمة كيانات شمال مالي لتبرير حلوله الأحادية في الصحراء الغربية، والالتفاف على مساعي التسوية السلمية والسياسية، فاتحا الباب أمام تدويل الأزمة والتدخل العسكري الأجنبي، حنقا وغيضا على الجزائر المستقرة.
أما الوضع الاقتصادي، فإذا أراد المغربيون أن يقفوا على حقيقة الأمر ما عليهم إلا زيارة الجزائر، مدنها وريفها وصحرائها، ومؤسساتها، والعيش مع العائلات ويومياتها، ليتحسس طبيعة الخيارات الاقتصادية والاجتماعية، وكذا السياسية، وليدرك أن الجزائر مستقرة، بقناعة واقتناع خالص مبني على تجاربها الديمقراطية، وموجات من الربيع العربي الحقيقي النابع من مطالب داخلية، أهمها أحداث الثمانينيات و82 ، و5 أكتوبر، وهي مرتاحة في حدودها وراضية بها، وهي جنّة وواحة في صحراء، مقارنة مع ما يعيشه المواطن المغربي المغلوب على أمره.

19‏/11‏/2012

رئيس مقاطعة مورثيا الاسبانية يؤكد دعمه لقضية الشعب الصحراوي العادلة

أكد رئيس حكومة مقاطعة مورثيا السيد الرامون لويس بالكارثيل التزام حكومته بالدفاع عن قضية الشعب الصحراوي العادلة  سواء على صعيد الاتحاد الأوروبي، اوعلى مستوى الحزب الشعبي الحاكم باسبانيا، أثناء استقباله اليوم الاثنين بمقر الحكومة، لممثل جبهة البوليساريو،السيد محمد لبات مصطفى، حسب ما أفاد  مصدر صحراوي.كما أكد رئيس الحكومة مواصلة الدعم الإنساني لمخيمات اللاجئين الصحراويين،مجددا التاكيد  الحكومة في مورثيا ترحب بكل المسؤولين الصحراويين متى شاءوا القدوم إليها.
 خلال اللقاء،
اطلع المندوب الصحراوي، رئيس الحكومة السيد الرامون لويس بالكارثيل، على أخر التطورات على صعيد القضية الوطنية، معربا عن استيائه من تجاهل المنتظم الدولي للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها قوات الاحتلال المغربي في المناطق المحتلة من الصحراء الغريبة.
وأكد ممثل الجبهة على ضرورة وضع آليات أممية لحماية ومراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.
وللإشارة فقد حدد رئيس حكومة مورثيا السيد الرامون لويس بالكارثيل وممثل الجبهة السيد محمد لبات موعدا أخر للقاء والتشاور.

18‏/11‏/2012

الربيع العربي يزحف الى الممالك.

اسلامه الناجم

لا جدال في انه من السابق لأوانه التنبوء بما ستؤول إليه الأوضاع في المملكة الأردنية، بعد تصاعد مد الاحتجاجات الشعبية العارمة المطالبة هذه المرة برحيل الملك نفسه، ذلك ان المعركة هنا مختلفة بعض الشيء لخصوصيات عديدة، ألخصها في النقاط التالية .
أولا : البعد الفلسطيني والعلاقة المعقدة بين الأردن والفلسطينيين وإسرائيل، ففي الأردن غالبية فلسطينية واضحة وهي مزيج من الأصول واللاجئين تثير حساسية الشارع الاردني وتطفو الخلافات بينهم على السطح من حين لآخر ،بينما ترى إسرائيل في الاردن وطنا بديلا للفلسطينيين، وكانت منظمة التحرير ولازالت ترى فيه القاعدة الخلفية وخط الدفاع الاول لتحرير فلسطين. لهذه الاسباب يرى الجميع في الهاشميين الحل الوسط الذي يحفظ التوازن من الاختلال لصالح طرف على حساب الاخرين.
ثانيا : البعد الخليجي وخوف ممالكه من انتقال عدوى الاحتجاجات المطالبة برحيل الملك اليها، وهي التي انفقت ولازالت ملايير الدولارات من اجل شراء السلم الاجتماعي داخلها او في محيطها ، وعلينا ان لا ننسى الدور الخليجي في اليمن وكيف سرق بنقوده ونفطه ثورة اليمنيين السلمية، واجهض تطلعاتهم لغد افضل، من خلال صفقة دولية دنيئة جعلت علي صالح ينفذ بجلده من المحاسبة والمتابعة فيما لازالت يده تحكم اليمن من خلال أسرته المنتشرة في مفاصل الدولة وهياكلها، كما يجب ان لا يغيب عن الاذهان مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز القاضية بانضمام الاردن والمغرب الى مجلس التعاون الخليجي، والتي اصطدمت بمعارضة شديدة من داخل الاسرة السعودية، ما حولها الى مساعدات مالية ضخمة الى عمان والرباط لإسكات الشارع المتململ ومحاولة لامتصاص غضبه .
ثالثا : البعد الدولي وخاصة الولايات المتحدة الامريكية لادراكها التأثير الاستراتيجي لتغيير نمط الحكم في الأردن على مصالحها في المنطقة .
وعلى العموم هي أبعاد متداخلة ومترابطة توحد المصلحة المشتركة أصحابها وان فرقتهم السياسات المعلنة وعلى وجه الخصوص آل الخليج واسرائيل والفلسطينيين .
لكن الذي الذي لاجدال فيه ايضا، وهو ما قصدته من هذا المقال، ان النظرية القائلة باستقرار المملك العربية وحصانتها ضد الربيع العربي قد سقطت، ما سيشكل دافعا قويا وحافزا متجددا لحركة عشرين فبراير المغربية، يرتفع معه سقف مطالبها الاصلاحية الى رحيل النظام المخزني الذي هيمن على المغرب لاكثر من خمسة قرون . اذ ان الحركة جوبهت داخل المغرب بمعارضة قوية تدعمها ارمادة اعلامية ضخمة من الداخل والخارج العربي والغربي على السواء، تهدف الى التشويش عليها من خلال دعاية مركزة موجهة الى الشعب المغربي الذي ترتفع في نسبة الامية الى درجات مخيفة، مفادها ان النظام الملكي هو الاصلح والاكثر استقرارا داخل منظومة الحكم العربية، وحاولت هذه الدعاية ان تظهر ما سمي بالدستور الجديد في المغرب وكأنه قفزة نوعية وشجاعة غير مسبوقة من الملك المغربي، وان ما تم فاق خيال اكثر الحالمين بالتغيير في المغرب وتجاوز توقعات المطالبين ببعض الاصلاحات المحدودة. بيد ان الزمن اثبت ان لاشيء تغير في المغرب وان اكذوبة الدستور الجديد مجرد خديعة هذا الامر شدد عليه ابن عم الملك المغربي الأمير هشام في مقابلة مع قناة فرانس 24 في 12 من الشهر الجاري  بقوله ان "روح الدستور" الذي تبناه المغرب العام الماضي في سياق الربيع العربي "بقيت مجمدة" وان الحكومة ما تزال رهينة مهام ادارية بسيطة، مضيفا "لا يجب أن نكون سذجا، فقد بدأت الإصلاحات بضغط قوي من الشارع الذي تحرك في إطار حركة 20 فبراير". 
الان سيعيد الحراك الاردني للحركة الاحتجاجية في المغرب القها وزخمها، وخاصة 20 فبراير وسيحرج خصومها الذين شيدوا منطقهم على دعايات رخيصة ممالئة للقصر ونفاقا له .
اسباب الربيع العربي ودوافعه لازالت قائمة في اكثر من مكان بالعالم العربي  وخاصة في الممالك العربية التي لا ترى حقا للمواطن في صناعة القرار ولا تعترف بمواطنته أصلا ، فالحكم حكرا على العائلة و سلالتها الفاسدة والمفسدة، فلازال العالم العربي بما فيه دول الربيع يرزح تحت الفساد، ويعاني مواطنيه التهميش والإقصاء, وقراره مختطف من قبل عائلة او مجموعة مصالح عسكرية كانت او مدنية، ما جعل الديمقراطية غائبة او شكلية والتخلف يضرب اطنابه ، والمال العام نهبا للصوص الذي يسرحون ويمرحون دون خوف من عقاب او متابعة فهم في حماية الحاكم او هم بعض عائلته وعماله.
على الممالك العربية الآن اعادة النظر في سياستها  قبل فوات الاوان، فالزمن تغير والتحالفات التقليدية، والارتهان المطلق للغرب مقابل الحماية لم تعد مجدية، فلا عاصم اليوم من حراك الشعب المطالب بتغيير النظام سوى التغيير الجاد .
اجزم بان العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، لن ينتهي حتى تكون المنطقة العربية قد تغيرت نظمها وقد قطعت شعوبها اول خطوة على درب الدولة الحقة التي تكفل حقوق مواطنيها جميعا دون استثناء والقانون فيها سيد وفق الجميع .

14‏/11‏/2012

تقرير ميداني : «زيارة روس انتصرت كلمة الجماهير فغاب الخلاف وحلت محله الوحدة الوطنية».

تقرير ميداني من إنجاز شبكة ميزرات الإعلامية الإلكترونية
تحت عنوان :
«زيارة روس انتصرت كلمة الجماهير فغاب الخلاف وحلت محله الوحدة الوطنية».
في إطار التقارير الميدانية التي تنجزها شبكة ميزرات الإعلامية الإلكترونية من المناطق المحتلة كان لزيارة الممثل الخاص للامين العام الاممي السيد"كريستوفروس" والوفد المرافق له للعيون المحتلة تأثيرا و دوراً كبيرين في إنجاز تقريرا ميدانياً  نستطلع فيه آراء المواطنين عن الإنجاز الكبير الذي حققته الجماهير الصحراوية بالمناطق المحتلة خلال خروجها في مظاهرات تاريخية رغم القمع والحصار والتدمير ومن هذا المنطلق كان لازما ان نبحث عن سر النجاح حتى وان كنا نعرف جيدا ان الإرادة  الوطنية وحب الارض وكراهية الاستعمار كانت عوامل اساسية في نجاح هذه المظاهرات التاريخية .
وفي نفس الوقت نبحث من خلال التقرير عن الأخطاء التي وقعت فيها الجماهير قصد تجاوزها في المستقبل بحول لله وقوته.
ففي ظرف جد حساس بالنسبة للقضية الصحراوية التي هي عبارة عن أرض محتلة وشعب مشرد ، وحقوق ضائعة ، …..كنا نلاحظ منذ زمن طغيان الخلاف بين المناضلين حتى أنه لا حديث إلا عن هذا الخلاف الذي عرفنا بدايته ونتمنى ان تكون نهاية قد حلت .
فخروج الجماهير الصحراوية مرة واحدة وفي كل المدن والمداشر مساء الفاتح من نوفمبر جعل العدو يرتبك وتفشل مخططاته وجعلنا نحن الصحراويين نستبشر خيرا وندعو الى المزيد.
مـــــــــــــــــــــــــلا حظات هـــــــــــــــــــامة :
_ التقرير شمل 366 مواطن مواطنة اما عبر الجلسات الحوارية المباشرة او عبر الهاتف.
_ طاقم شبكة ميزرات الاعلامية خلال إنجازه التقرير الميداني تجرد من العاطفة والعلاقات الشخصية وكان يلتزم بكل ما تحمل الكلمة من معنى ودلالة بالمصداقية والشفافية والدقة والموضوعية والحرية ونقل صوت الشارع كما هو.
_ خلال إنجازه التقرير الميداني  إحترمنا كل الآراء كيف ماكانت.
_  خلال إنجازه التقرير الميداني نقلنا "اراء الناس" كما هي دون زيادة أو نقصان.
_ سيتحمل طاقم شبكة ميزرات الاعلامية كامل المسؤولية المهنية والاخلاقية في هذا التقرير.
_ التقرير الميداني المنجز تم إرسال نسخ منه الى القيادة الوطنية ووسائل الاعلام المستقلة الصحراوية والنشطاء الحقوقيين الصحراويين والمواطنين الذين شاركوا في الجلسات الحوارية وفعاليات المجتمع المدني وفعاليات انتفاضة الاستقلال وسفراء الجمهورية الصحراوية الديمقراطية بدول العالم وتمثليات الجاليات المقيمة بالخارج والطلبة الصحراويين بالجامعات المغربية والمصرية والكوبية والجزائرية وشبكة مراسلي ميزرات الاعلامية في أماكن تواجدهم عبر العالم.
_ العدد الإجمالي للمواطنين الذين تمت مناقشتهم: وصل 366 مواطن على فترة مدتها 12 يوما امتدت من مساء الخميس 01 نوفمبر 2012 حتى صباح الاثنين 12 نوفمبر
 2012
اهم الأسئلة الافتراضية المطروحة على المواطنيين اثناء الجلسات الحوارية :
_ كيف تقيم زيارة كرستوفرروس الى العيون المحتلة ؟.
_ هل نجحت الجماهير في الخروج للشارع ؟.
_ هل هزمنا الاحتلال بخروجنا ؟.
_ اين هي الأخطاء التي لاحظت ان الجماهير ارتكبتها اثناء المظاهرات ؟.
_ هل اتحد  المناضلون الميدانيون اثناء التظاهرات ؟.
_ ماهي مقترحاتكم العملية ؟
_  هل أوصلنا الرسالة الى روس ؟.
آراء الشارع الصحراوي الإيجا بيـــــــــــــة :
_ لقد استطاعت الجماهير الصحراوية خلال زيارة كريستوفرروس للعيون المحتلة ان تظهر في صورة راقية من النضال السلمي رغم محاولة الاحتلال جرها إلى مربع العنف.
_ تعبير الجماهير الصادق أظهر  حقيقة الواقع الذي يعيشونه.
_ خرجت الجماهير  متحده ليست تحت غطاء  إقليمي او جمعوي وهنا نقصد الجمعيات الحقوقية لان النداء كان من القاعدة الشعبية.
_ العــــــــــــــفوية كان لها دور كبير  ووأظهرت قوتها  عن ماهو تنظيمي.
_ إنتفظت كل المدن وكل الاحياء رغم كل شئ فانتصرت كلمة الجماهير وعلم كريستوفرروس بما حدث لنا.
_ رغم الظروف الاستثنائية كالحصار العسكري والامني وانتشار مئات القوات إلا ان الجماهير الصحراوية عبّرت عن تحديها بكل صمود وأنفة وشموخ.
_ المظاهرات أعطت  صدى "مزلزلا"  في كل انحاء العالم.
_ المظاهرات شاركت فيها كل مكونات الانسان الصحراوي من شيوخ ونساء واطفال وشباب.
_ غاب الخلاف بين المناضلين واتحدت كلمتهم فأصبح العمل الجماعي هو الفاعل في كل مكان.
_ اتحدت الجمعيات الحقوقية وتركت وراءها كل الخلافات ليكون النصرللجميع.
_ كان الجميع يتظاهرون بطرق حضارية منقطعة النظير وفشلت مخططات التفرقه.
_ الجالية الصحراوية لعبت دورا هاما في التظاهرات حيث خرج كل من كان متواجد في المنطقة وعبر عن رأيه مشاركاً أبطال انتفاضة الاستقلال البواسل همومهم ومسيرتهم.
_ رغم محاولة الاحتلال اقحام المستوطنين في الحدث لكن هؤلاء فاجئوه بالرفض ففتح بعض المغاربة ابواب منازلهم للجرحى الصحراويين كما حدث في " زاوية الشيخ " و" قيادة بوكراع"   و "اسكيكيمة".
_ الحس الوطني كان عاليا في يوم المظاهرات التاريخية.
_ غياب المصالح الشخصية والفئوية الضيقة وحظور مصلحة الوطن بقوة  .
_ كان الطفل الصحراوي الذي لم يتجاوز عمره  ثمانية سنوات حاضراً بقوة حيث سقط الكثير منهم فقال احدهم ودمه ينزف من انفه بشارع السمارة "نحن الشعب الصحراوي نقول للجميع تعالوا تعلموا الوطنية من أطفال الصحراء الغربية".
_ المــــــــــرأة الصــــــــحراويـــــــــــــــة لعبت دورا حاسما في المظاهرات حيث كانت الأولــــــــــى في صنع ملحمة الفاتح نوفمبر وكانت الأولــــــــــى في لائحة الضحايا وكانت الأولــــــــــى في الصبر وتشجيع الجماهير بل وحتى في تأطيرها.
_ حضور الموظفين واصحاب المشاريع الخاصة في هذه المظاهرات كان مهم ومعبرا على ان الوطن يبقى فوق كل اعتبار  فالذين لم  يحضرو عبرو عن دعمهم ومساندتهم وهذا يذكرنا بأيام مخيم "أكديم إزيك" العظيمة.
_ الإعلام الوطني خاصة المستقل استجاب للتحدّي حيث كان له الفضل الكبير في توعية وتحريض الجماهير وكان الإعلام الرسمي مساندا قويا له بشكل أظهر ضعف اعلام العدو رغم الدعم المالي الكبير المخصص له.
_ لا شيء يكسب مظاهرات الفاتح نوفمبر التاريخية جماليتها ومحبة الناس و تعاطفهم لها في أقاصي الدنيا وأدانيها كما تفعل المظاهرات، تلك التي نلفّ فيها أيادينا على أيدي بعض ونصطفّ كما لو كنا في صلاة و نشرعُ نغني لا بديل لا بديل عن تقرير المصير ..ياشهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح...معتقل أكديم إزيك فرض أتجيني ولا انجيك.
_ الطابع السلمي للمظاهرات افشل مخطط العدو وبعثر حساباته وجعل عدد من التجار المغاربة في "اسكيكيمة"و"بوكراع" يقتنعون بأن الصحراويين ليسو ضد المغاربة كشعب وانما كنظام احتلال جيش كل ما لديه لقمعهم وتوقيفهم.
_ إن مظاهرات الفاتح من نوفمبر أكدت عزم الجماهير الصحراوية من آسا وكليميم وطنطان وطرفاية والعيون والسمارة وبوجدور والداخلة على الوحدة وتجميع صفوفها في جبهة قوية للتتصدى بكل قوة إلى كافة أشكال الهيمنة والاحتلال المغربي.
_ مظاهرات الفاتح نوفمبر التاريخية  نجحت فى توصيل الرسالة أولاً الى السيد كريستوفرروس وهو الذي كان قريب منها بل عاينها عن قرب وﺜﺎﻨﻴﺎﹰ للعالم وثالثا للاحتلال واخير الى كل من يراهن على مشاريع لا تخدم الصحراويين في بناء دولتهم حرة مستقلة.
_ المظاهرات لم تكن في مكان واحد وانما  إنتشرت وتوسعت على كافة انحاء المدينة وهذا جعل قوات الاحتلال تتبعثر.
آراء الشارع الصحراوي السلبيـــــــــــــة :
_ هناك من يتبنى عمل الجماهير وهذا ليس مقبولاً بل جرم يجب المحاسبة عليه، فمثلا هناك من يدعى ان الجماهير خرجت تلبية لدعوة جمعية او جمعيات او ما شابه ذلك، وهم لا يعرفون ان من اخرج الجماهير هو حب الوطن والارادة  ودماء الشهداء و وآهآت المعتقلين...
_ النظام السياسي الصحراوي لم يعطي برنامجاً واضحاً لزيارة كرستوفروس، وهذا ما جعل الجماهير تتخبط في تاريخ وصول الاخير الى العيون.بل جعلها تشك في مدى حقيقة زيارته الى المنطقة.
_  هناك من روج لدعايات كاذبة من صنع العدو بقصد أو بدون قصد، والهدف طبعا هو التشويش على الجماهير.
_ هناك من وضع علامات او شعارات خاصة به على كل الفيديوهات التي تفضح الانتهاكات الجسيمة للحقوق الانسان وهذا يخالف تمام قناعات الوطنين الاحرار الذين يهمهم الوطن قبل كل شئ .
_ الجمعيات الحقوقية التي التقت بالسيد كريستوفروس لم تصدر للجماهير بيانات توضيحية  حول هذا للقاء ، وفي هذا الصدد قال محمد سالم ولد الركيبي وهو شيخ طاعن في السن لشبكة ميزرات  " ...هما اثرهم يتكلموعن مصير جمعياتهم ولا عن مصير الشعب الصحراوي ...الى عادو يتكلمو عن مصير جمعياتهم مانا مسولين عنو والى عادو يتكلمو عن مصير الشعب ايردو اعلينا لاخبار... "
_ هناك من سرب بعد الفيديوهات بقصد أو بدون قصد للوسائل الاعلام الوطنية والدولية وهي تضرب نضالنا السلمي  بعرض الحائط بل استغلته المخابرات والإعلام  المغربي لتبرير قمعه.
_ هناك بعض الناشطين الذين استغلو علاقاتهم بالتنظيم السياسي لإضافة بعض الضحايا الوهميين قصد إظهار ان جمعيتهم او فئتهم هي التي قدمت الضحايا اكثر وهذا يستهدف المصداقية.
_ لا يزال قصــــور لدى الفئات الشعبية في الخروج الى الشارع .
_ طبيعة التظاهرات لا تزال كلاسيكية .
_ بعض الناس لم يقتنعون بعد بمفهوم الثورة والسبب هو الخوف من تضرر مصالحهم.
_ لا توجد خلايا تنظيمية داعمة وإن وجدت  فهي مقصرة.
_ الانسان البيسط العادي لم نصل بعد الى  مستوى إقناعه للخروج في مظاهرات.
_ من الخطأ اننا أصبحنا نربط مظاهرتنا بزيارات  شخصيات دولية .
_ تمركز في مكان واحد خطأ استراتيجي.
_ هروب بعض المتظاهرين بسبب القمع  في بداية التظاهرة اربك الكثير وجعل التظاهرات في بعض الاحيان تفقد قوتها.
اقتراحات الشارع الصحراوي لكي يتضاعف نجاح المظاهرات في المستقبل :
_ اعادة النظر في السياسة المنتهجة في المناطق المحتلة من طرف وزارة المناطق المحتلة .
_ يجب على وزراة المناطق المحتلة ان تتعامل مع المناضلين بسواسية بعيدا عن الانتقائية والمحسوبية والزبونية .
_ ينبغي أن نتوقع حضور العناصر المندسة من الجواسيس والمنافقين ضمن المتظاهرين فهذا أمر عادي وطبيعي، يحدث في كل زمان ومكان، ولكنه لن يمنع من نجاح المظاهرات، إذا تنبه الناس لمكر الفئات المندسة، ومحاولاتها زرع الخلاف بينهم، وحذروا من أن تتولى دفة توجيه حركة المظاهرات بشعارات تصعيد أو كلمات شتم، أو بتحويلها إلى مسيرات تذهب ريحها و تحرفها عن مسارها.
_ يجب منع او توقيف كل متظاهر يدعو الى التخريب والعنف لان ذلك يستفيذ منه العدو خاصة وهو يقوم بتصوير كل شئ.
_ ينبغي أن لا تنحصر المظاهرات بمكان واحد دون غيرهما.حتى تشتت قوات الاحتلال.
_ من الضروري أن يحضر المظاهرات الناشطون ،ولا ينبغي لأحد أن يعذر نفسه، إلا إذا كان من أهل الأعذار.
_ يجب على الجميع ان يخرج الى التظاهرة وهو على وضوء لانه يمكن ان يعود الى بيته شهيدا.
إحصائيات عا مـــــــــــــة :
_عدد المواطنين والمواطنات الذين شملهم التقرير: 366 .
_ عدد المواطنين والمواطنات الذين شملتهم الجلسات الحوارية المباشرة في هذا التقرير الميداني هو 205 من اصل 366 اي بنسبة 56.01%.
_ عدد المواطنين والمواطنات الذين شملتهم لقاءات الحوارية عبر الهاتف في هذا التقرير هو161 من اصل366 أي بنسبة %43.99
_ عدد المواطنين والمواطنات الذين اعتبرو ان مظاهرات الفاتح نوفمبر كانت ناجحة بكل المقايس بلغ 357 من اصل 366 أي بنسبة %97.54
_ عدد المواطنين والمواطنات الذين اعتبرو ان مظاهرات الفاتح نوفمبر كانت غير ناحجة ولم تحقيق شئ بلغ 9 اشخاص من اصل366 أي بنسبة %2.46
_ عدد النساء للواتي شملتهم الجلسات الحوارية في هذا التقرير الميداني هو: 105 من اصل 366 شخص %28.68
_ عدد الرجال الذين شملتهم الجلسات الحوارية في هذا التقرير الميداني هو: 121 من اصل 366 شخص اي بنسبة %33.06
_ عدد الشباب من الفئتين الذين شملتهم الجلسات الحوارية في هذا التقرير الميداني هو: 140 من اصل 366 شخص اي بنسبة %38.26
ان شبكة ميزرات الاعلامية الالكترونية وهي تقدم لكم هذا التقرير الميداني المتواضع معتمدة فيه على كثير من الموضوعية والمصداقية  كان الهدف منه ولا يزال هو البحث عن الخلل ومعالجته ليس باللغة الأكاديمية وانما باللغة البسيطة الصادرة من الشارع الصحراوي وبصوت المجتمع لكي نعالج ما يمكن معالجته لكي نرى أخطائنا ونصححها. قصد المساهمة بكل فعالية في تطوير شكل حراكنا الذي يبقى هدفه الاسمى هو خروج الاحتلال .

12‏/11‏/2012

ملف حقوق الانسان والضربات المتتابعة‎

يحظيه اعبيليل 
 بابتسامات مكرهة صافح كبار وحاشية نظام الرباط، السيد روس وهم صاغرون ترهقهم مذلة بعد ما عاز لهم اميرهم ومولاهم باحداث ضجة وبلبلة اعلامية اشبه بنباح من يدافع عن نفسه اوعن حمى سيده وهي الوسيلة المعتمدة من ندالة ادبيات ساقها من ارثه المكلف كلما احس بمؤثر على جسم نظامه الهش اومن شانه ان يكشف المستور بفضح المغالطات واظهار انواع الخبث والفساد الذي اعاث به في المنطقة منذ احتلاله لارض الصحراء الغربية اواخر سبعينيات القرن الماضي .
صافح القوم مبعوث الامم المتحدة لمسار قضية الصحراء الغربية وفي الحلق مرارة بحجم تلك التي تركتها فيه المناضلة امينتو حيدار حين رفضت بنحافتها التي قهرت جبروت الطاغية الذي حاول نفي جنسيتها الاصلية .
صافحوه وتتابع لهم مرارة الضربات من جراء سياسات سيدهم العرجاء كان اخرها رد الامين العام للامم المتحدة بخصوص اعادة الثقة والتشبث بمبعوثه الخاص للصحراء الغربية وعدم تعاطي الولايات المتحدة مع شطحات قصر الرباط التي عملها في وجه رجل من دبلوماسييها له مشوار حافل مع السياسة والقضايا، زد على ذلك ماترتب عن زيارة منظمة كيندي من كشف وفضح تصرفاته الحقوقية المشينة ويضاف لجملة الضربات الاخرى الانكفاف الملحوظ ولو بمحدودية لحكومة هولاند الاشتراكية وغير بعيد عن هذا بداء ان لجبهة البوليساريو رغبة جدية في التعامل مع المبعوث الاممي .
ومثلما كان متوقعا في اطار زيارة اعلن عنها مند مدة تكتسي طابع ملف حقوق الانسان وتجري ايضا محاولات للتقارب وجهات النظر نحو مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمملكة المغربية حط الرجل رحاله وجال بنفسه في مدينة العيون المحتلة مما لايدع مجال للشك بان الموفد عندما يولي عقبيه للمدينة سيحمل في حقيبته اوراق مثقلة بقضية وملف حقوق الانسان بالصحراء الغربية من تراكمات مارسها النظام المغربي منذ احتلاله للاقليم ضد السكان هناك وعلى اثر مطالبهم الدائمة والمتكررة لرفض الاحتلال ودعواهم القاضية للاستقلال .
وتعتبر هذه الحقيبة المثقلة من صفحات سوداء لامير المجرمين لملمة بسيطة تناثرت اوراقها سنوات الجفاف التي شهد فيها الجزء المحتل تطويقا اعلامي ومحاصرة محكمة بقبضة حديدة ومنع كامل للمنظمات والهيئات المهتمة بمجال ومتابعة ملف حقوق الانسان .
وسيضع السيد روس وفق السلم الاداري حقيبته بين يدي الامين العام للامم المتحدة وعلى طاولة المنتظم الدولي لتقديمها على نفس السلم لمجلس الامن حيث التصويت لصالح القرار الوارد , ومن هنا بداية للعب الارانب بمكر الثعالب بين كراسي المجلس من وراء ستار يلعب دور غير مشرف وبازدواجية معايير راها الجميع بشكل متسارع فيما يخص حقوق الانسان مع الدفاع عنها للشعب الليبي من تصرفات نظامه السابق على حد زعمها .
انه الدور المخزي لفرنسا الوصي على نظام الرباط الدي يتجاهل حقيقة هذا الملف بالصحراء الغربية .
ولربما تضاف الى سابقاتها من الضربات الموجعة ضرية اخرى من نوع جديد اذا تحققت زيارة مبعوث الامم المتحدة لحرية التعبير والراي السيد افرانك افلاور وهو عازم على هذه الجولة بالمنطقة من اجل سماع الشهادات الحية والاقوال المباشرة من الناس وغير بعيد عن ذلك ايضا الاستجابة المرتقبة لجبهة البوليساريو مثلما كان الحال مع السيد روس .
والظاهر في هذه الاثناء بان نظام الرباط يتخبط في وحلة من امره جراء هذه الضربات المتتالية تجعله ينسج خيوط المؤامرة داخل الغرف المظلمة للقصر وعلى حساب الاوضاع الداخلية والتنمية الاجتماعية التي وعدت بها حكومة بن كيران الشعب المغربي قبل مجيئها للسلطة والتي يبدو انها بدات تتبخر هي الاخرى ادراج الرياح امام عتبة القصر المنشغل بشراء المواقف الندلة بصفقاته مع فرنسا واستنجاده بعطيات ملوك الخليج لسد عجز اقتصاده المتهالك .
والثمن سيكون باهض ومكلف من ملكية مكلفة .

فوز أوباما..... ينفخ الهواء في رئة مهمة روس

السيد حمدي يحظيه
حسب كل المؤشرات، التوقعات والتخمينات، حتى البسيطة منها، فإن بقاء في روس في منصبه كمبعوث شخصي للأمين العام، وتغلبه على الفيتو المغربي بطرده راجع بالدرجة الأولى إلى غمزة خفية غير معلنة قد تكون حدثت في الكواليس من أوباما للنظام المخزني في الرباط. غمزة أوباما للمغرب لا تخرج عن الجملة التالية البسيطة: " يجب التعاون مع الأمم المتحدة وأمينها العام في ملف الصحراء الغربية." هذا كل ما هناك، لا أكثر ولا أقل. فالظاهر إن هذه الجملة، الغمزة لا تعني كثيرا على الأرض ولن تؤثر على وجود المحتل المغربي العنيف والوحشي، لكنها على الأقل قد أزعجت القصر المغربي هذه الأيام. وإذا كانت إدارة أوباما لم تشجع المغرب المتعود على انتهاك قرارات الأمم المتحدة على احتقار بان كي مون وكرستوفر روس، فإنه، في غمرة فرحنا بوقوف أوباما وكلينتون مع روس، يجب أن لا نغفل نقطة أخرى مهمة تسير في ذات الاتجاه: برودة الرئيس الفرنسي في تعاطفه مع المغرب على عكس ساركوزي وشيراك. فالرئيس الفرنسي هو الآخر، كشخص فقط، يبدو أنه غير متعاطف بحماس مع عنجيهة المغرب، ومنزعج من سلوك المخزن ويحتقره. هذان السببان، بالإضافة إلى أسباب أخرى صغيرة في أمريكا، هما، على الأرجح، الذين نفخا الحياة مجددا في مهمة روس الهادئة البطيئة وغير الحاسمة وجعلاه يتحدى المغرب في زيارته الأخيرة للمنطقة.
وإذا كان أوباما قد شجع سريا روس وأوقف قليلا عجلة التهور المغربي فإنه يجب إن لا يغيب عن أذهاننا ما قامت به مؤسسة كينيدي،  وزيارة رئيستها السيدة كيري كيندي للصحراء الغربية المحلتة رغم أنف المغرب. كل هذا تناغم مع تقارير رفعت للكونغرس الأمريكي من طرف كتابة الدولة المكلفة بالعمليات الخارجية وما تعلق بترقية العالم الذي يشكو الممارسات المغربية العنيفة في الصحراء الغربية. أيضا في ذات الوقت كان الكونغرس نفسه يصدر شبه قانون يؤيد حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ويوبخ المغرب.
إن تصرف الديمقراطيين، حزب أوباما، غير المعلن ووقوفهم مع روس أخلط الألوان في المغرب، وجعله يرضخ لبرنامج كيري كيندي ، وبرنامج مانديز، مقرر الأمم المتحدة حول التعذيب، ويرضخ لزيارة روس التي جال وصال فيها كيفما ما أراد هو.
إن كل هذه التصرفات الأمريكية جعلت المغرب يتمنى باكيا، شاكيا أن يفوز رومني، الجمهوري في الانتخابات عله يحذو حذو بوش الذي فرض إقالة بيكر. الآن فاز أوباما، وهذا يعني أن الاحتمالات ترجح أن هواء جديدا سيتم نفخه في رئة مهمة روس. لكن من جهة أخرى، رغم كل هذا، فإن ما قام به أوباما وروس غير كافي لفرض أي شيء على الأرض؛ صحيح، من الممكن أن نستغله إعلاميا لو سعينا إلى ذلك،، لكن، في الحقيقة،  لن يغير من الواقع.  فالمحتل المغربي متغطرس على الأرض، يمارس وظائف الاحتلال كلها دون خوف وب"متن عين"، لكن متى عرفنا كيف نتصرف نحن أيضا على الأرض فإن النتيجة ستكون في المستوى. إن الانتفاضة في المناطق المحتلة هي حقيقة قائمة على الأرض، وعامل مهم في حسم الصراع، وهي التي أتت – نقولها صراحة وتقولها البداهة- بكل هذه النتائج وهي التي فرضت أن ياتي منديز وكيري كيندي وروس، لكن يجب إن لا نترك، نحن سكا ن المناطق المحررة، العدو ينفرد بها ليجهز عليها.

sidhamdi@yahoo.es                                         

اوباما رئسا ...و ماذا بعد ؟

 ميشان ابراهيم اعلاتي
كثير هو ذلك الصخب والعويل والحبر والأقاويل التي أثيرت منذ ترشح شاب اسود من أصول أفريقية وبالضبط من قرية كاكا ميجا الكينية اسمه باراك حسين أوباما للترشح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية, وبدأت أماني المقهورين والمستضعفين من دول العالم تبرز وتزداد مع فوزه بمنصب الرئيس ألـ 44 لأمريكا, كل ذلك أملا في التغير المنشود الذي عرف أوباما كيف يعزف على وتيرته طيلة حملته الإنتخابية, مما حرك فئات اجتماعية مهمشة سياسيا وأخرى غير مهتمة سياسيا, فخطاباته النارية ووعوده الثورية _بالنسبة للخطاب السياسي الأمريكي الداخلي_ دغدغت الرغبة بالتغيير لدى قطاعات شعبية, تعاني من التجاهل من قبل النظام السياسو- اقتصادي الأمريكي. يضاف إلى ذلك ثقل الإرث المخزي الذي تركه سلفه بوش على كل المستويات, لكن السؤال الذي طرحه الكثير من المختصين هو هل سيكون هناك حقا تغيير في عهد أوباما؟ ونكرر نحن كصحراويين نفس السؤال لكن بصيغة أخرى: هل ستشهد القضية الوطنية أي تغيير في عهد حسين أوباما ؟
السياسة الخارجية الأمريكية .. وأثر المدرسة الواقعية ..
يجمع جل المفكرين و
الباحثين على أن السياسة الخارجية الأمريكية ترتكز أساسا على مبادئ المدرسة الواقعية وهناك بعض الباحثين من أمثال مايكل ماستاندونو الذي أشار إلى ذلك بقوله: "إن سياسة الو.م.أ. تتوافق كثيرا مع المبادئ الواقعية، خاصة أن مختلف تحركاتها مصممة أساسا للإبقاء على واقع الهيمنة، ولإقرار نظام دولي جديد يعزز المصالح الأمريكية", وقد أخذ هذا الطرح يتبلور بشكل جذري مع بروز المحافظين الجدد الذين أتوا مع إدارة بوش للحكم مما سمح لهم بالسيطرة المحكمة على مقاليد الساحة السياسية الأمريكية وصنع القرار وقد ركز هؤلاء على السياسة الخارجية وما يدور في فلك العلاقات الدولية وكان من إنعكاسات تلك التصورات على أرض الواقع دخول الجيوش الأمريكية في حروب عسكرية _ أفغانستان والعراق _ غير متكافئة البتة من أجل فرض الهيمنة والقضاء على خطر الجماعات الإسلامية _ القاعدة _ مما خلف صورة مشوهة عن الحزب الجمهوري بقيادة جورج بوش الإبن, وقد شملت تلك السياسات معظم شعوب العالم بما فيها الشعب الأمريكي الذي وجد نفسه محاط بمجموعة من المخاطر أهمها الخطر الأمني وأزمة الاقتصاد العالمية .
ومن هنا جاء الأمل في أن يكون التغيير على أيدي الحزب الديمقراطي لاسيما أن الكثيرين لازالوا معجبين بالفترة الرئاسية لكلينتون كونه ركز في فترة حكمه على السياسة الداخلية, غير أن تصورات الديمقراطيين بدأت تتغير خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر إذ يقول جون كيري مرشح الرئاسة الأمريكية أنذاك: "على الديمقراطيين أن يقاوموا التقليد الآخذ بالتجذر في توجهات الحزب منذ ما يزيد عن75 عاما، وهو توجه يتسم بالتحول نحو تصور سياسي جامد، تقوم على تحريكه فئة جديدة من المستشارين، وراسمي الاستراتيجيات، والقائمين على استطلاعات الرأي، والذين يرون أن الحزب الديمقراطي يجب أن يحصر اهتماماته في القضايا الداخلية" لذا فإن الرئيس الأمريكي الجديد مطالب بالتوفيق بين السياستين الداخلية والخارجية مما يعني أن المهمة لن تكون سهلة, وهذا ما أقر به في خطابه بمناسبة التنصيب, ومهما يكن فإن محور السياسة الخارجية الأمريكية إن أخذت نصيبها فإنها لن تحيد عن منهج المدرسة الواقعية والتي تعتمد على عنصر القوة بإعتباره المحرك الأساسي, ويعتبر مورغانتو من أهم منظري الفكر الواقعي وله كتاب "السياسة بين الأمم" يقول فيه أن القوة غاية ووسيلة (سواء بالإقناع أو بالإكراه) أي بمعنى أدق الحرب الإستباقية, لكن يبقى هناك بصيص أمل يلوح في الأفق لأن حقيبة الخارجية في الحكومة الجديدة أوكلت للسيدة هيلاري كلينتون حرم الرئيس السابق كلينتون وهي شخصية متزنة ومعتدلة ومعروفة على مستوى الساحة الدولية بمواقفها الإنسانية والتي ستكون كأقل تقدير أحسن من كونديليزا رايس على الأقل في سعيها للحد من الحروب والنزاعات الدولية .
باراك أوباما .. ومستقبل القضية الصحراوية ..
يأمل الكثير من الصحراويين وكغيرهم من الشعوب المظلومة والمقهورة بأن تحتل قضيتهم العادلة مكانة في إهتمامات الرئيس الأمريكي أوباما الذي يحمل هموم القارة السمراء وهو الذي يتبنى أفكار أبراهام لينكولن وبإعتباره رئيس أكبر الدول المؤثرة في سير العلاقات الدولية والتي كان لها دور كبير ومحوري في تعميق القضية الصحراوية منذ بداية الغزو المغربي وصولا إلى مفاوضات منهاست المتعطلة والتي تجري على أراضيها, ويعزز هذا الأمل مجمل التطورات الأخيرة ولعلى أبرزها تعيين الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان غي مون لممثله الشخصي بالصحراء الغربية السفير الأمريكي السابق كريستوفر روس, غير أن المتأمل للساحة الدولية وما يميزها من تطورات وقضايا شائكة يجعل هذا الإحتمال يتضاءل كثيرا والدُونيْ من لرْضْ إنَعَتْ لٓقْصِيْهَا, لأن هناك قضايا وأولويات تضعها مجموعات الضغط _ اللوبي الصهيوني _، والمؤسسة العسكرية والصناعات الحربية _ المجمع العسكري الصناعي الاميركي _ وجهاز المخابرات السي أي إي بإعتبارهم مخبر صنع القرار, ومن تلك القضايا التي تضاف للأزمة المالية والاقتصادية قضية فلسطين بإعتبارها القضية المحورية في الشرق الأوسط وإرتباطها الوثيق بأمن إسرائيل هاته الأخيرة التي يعول عليها المغرب كثيرا لترسيخ وديمومة إستعماره للصحراء الغربية وقد أشار إلى هذه النقطة بالذات الكاتب والصحفي يحي ابو زكريا في كتابه "الطريق إلى الصحراء الغربية عبر تل أبيب ".
ويكفي الإشارة في هذا المجال إلى التطورات الأخيرة التي حدثت تزامننا مع العدوان الإسرائيلي على غزة إذ عمدت المملكة المغربية لسحب سفيرها بفنزويلا وأبقت على سفيرها في تل أبيب يحدث هذا في الوقت الذي أشادت فيه معظم الشعوب العربية بخطوة فنزويلا عندما طردت السفير الإسرائيلي, وبالعودة للقضايا التي ستكون محور إهتمام الإدارة الأمريكية الجديدة نجد أيضا تطورات الساحة الأفغانية والعراقية بشكل أكبر وقضية دارفور ضف إلى ذلك عدة قضايا أخرى كقضية معتقلي غوانتنامو التي بدأ بها أوباما مشواره الرئاسي وقضية القراصنة الصوماليين وما يشكلونه من خطر على الخط البحري لنقل البترول وكذا الجماعات الإسلامية المتطرفة وما تشكله من خطر على الإستقرار العالمي وما هذا إلا قليل من كثير وما خفي أعظم .
طبعا كل هذه النقاط إذا ما جمعت تضعنا أمام تصور مستقبلي واحد وهو أن القضية الوطنية ستبقى بين أدراج هيئة الأمم المتحدة التي تدخلت منذ وقف إطلاق النار سنة 1991 ومنذ ذلك الحين ظلت عاجزة عن حل القضية إذ كل ما تقدمت خطوة إلى الأمام تراجعت خطوتين إلى الوراء وطبعا كان هذا نتيجة لتواطئها بصورة أو بأخرى مع المملكة المغربية فتارة يكون هذا التواطؤ عن طريق المؤسسات الرسمية وتارة أخرى عن طريق المسئولين ذاتهم .
ما المطلوب؟
أمام هذه الصورة التي إعتمدت فيها على مقاربة لعدة معطيات واقعية أعتقد أن المطلوب هو أن تعتمد جبهة البوليساريو على قدراتها الذاتية وتستثمر التجربة الفريدة التي مزجت فيها بين العمل العسكري والدبلوماسي والسلمي عبر أكثر من ثلاثة عقود وأن تسعى بإعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي لإستمالت الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة باراك أوباما ولفت إنتباهها للخروقات التي يرتكبها الإستعمار المغربي بحق المدنين العزل بالمناطق المحتلة والعمل جديا ضمن المفاوضات القادمة على حمل المملكة المغربية للقبول بالشرعية الدولية أو على الأقل القبول بمقترح الجبهة, ولن يتأتى ذلك بدون وجود قوى دولية ضاغطة وراعية للمفاوضات تعمل على فك الربط ضمن "المعضلة الاستعمارية", ولما لا تكون إدارة أوباما الديمقراطية لاسيما أن المتتبع لتاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يجد أن إدارة كلينتون الديمقراطية هي التي لعبت دور كبير ومحوري في جمع كل من رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات ورئيس وزراء إسرائيل أنذاك إسحاق رابين تحت سقف واحد ليتم التوقيع في13 سبتمبر1993 بواشنطن على اتفاق أوسلو الذي وصفه كلينتون بأنه "انجاز شجاع." وقال "هذا اليوم يسجل لحظة أمل مشرقة لشعوب الشرق الأوسط، بل لشعوب العالم اجمع،" وتعهد مواصلة اشتراك الولايات المتحدة المباشر في عملية السلام.
وفي الختام أضم أملي إلى أمل الرئيس محمد عبد العزيز الذي قال في لقاء سابق مع جريدة الخبر اليومية الجزائرية أنه يأمل أن يكون إستقلال الصحراء الغربية في عهد الرئيس الأمريكي الجديد باراك حسين أوباما "اللهم أمين".ـ ملاحظة : هذا الموضوع سبق نشره إبان فوز الرئيس باراك اوباما بعهدته الرئاسية الأولى، ولأن لا شيء تغير على مدار الأربع السنوات الماضية نعيد نشرهمن باب تعميم الفائدة ..تقبلو خالص تقديري و إحترامي

في ذكرى أكديم إيزيك


بقلم : لخليفة دويهي
حلت أمس الذكرى الثانية، للهجوم على مخيم اكديم ازيك،  دون أن يتغير شيئ الوضع بقي على حاله والمعتقلون مازالوا في سجن سلا،  لم  يطلق سراحهم بعد ، وتنسيقية اكديم ازيك مازالت تدافع عن مطالب اكديم ازيك، المتمثلة في الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، و إطلاق سراح معتقلين اكديم ازيك ، أتذكر الهجوم القوات المغربية بألم و حسرة كبيرين، على الصحراويين العزل بمخيم اكديم ازيك الذي كان نموذجا يحتذى به، في مختلف بقاع المعمور، و إنطلاق شرار الثورات العربية حسب تصريح المفكر الامريكي نعوم تشومسكي ، مخيم اكديم ازيك أكد من خلاله صحراويين أنهم ليسوا البضاعة التي تباع ، كما كان في مخيلة البعض أن الصحراويين إرتزاقيين.
أستمر مخيم اكديم ازيك لمدة 28 يوم،  في إعطاء دروس في التضامن و الأمل و الحرية والكرامة و المصالحة و التسامح ونبذ العصبيه القبيلة والشائعات والعمل على وحدة النسيج الإجتماعي، و كل هذه دروس تجسدت من خلال إنشاء اللجان والدوائر، لتسهر على الأمن والسلامة وتقدم الخدمات الاجتماعية والصحية والترفيهية التي تخدم سكان المخيم اكديم ازيك.
لجنة الحوار لمخيم " اكديم إزيك "، دخلت في مفاوضات مع وزير الداخلية المغربي السابق الطيب الشرقاوي، تغيرت أماكن اللقاءات من دار الضيافة ( منزل والي بالعيون ) الى شاطئ فم الواد، ولم تتغير معه مواقف ومطالب لجنة الحاور، التي أشاد بعملها وزير الإعلام المغربي الأسبق والناطق الرسمي للحكومة آن ذاك، خالد الناصري قبل ان تتغير مواقف حكومته ، وكانت مفاوضات من نوع اخر تحت الطاولة، من أجل شراء دمم اعضاء للجنة،  لم تجد الدولة طريق لذالك رغم إغراءات المقدمة، أعضاء الجنة كانوا مؤمنيين بالعهد الذي قطعوه أمام سكان مخيم اكديم ازيك،  و هم لآن في السجن سلا المغربية، يؤدون ضريبة العمل النضالي الشريف و الأخلاقي، الذي قاموا به من خلال دور كبير في إنجاحه،  بالتسيير مخيم كبير، تختلف فيه الأفكار والأعراق واللوان والأجناس، تحية كبير لهم وأتمنى أن يطلق سراحهم وتعم الفرحة في الديار بعدما تكسر الأغلال انشاء الله.
أما عن الهجوم، الذي كان فجرا في اليلة يلفها ظلام دامس، وهي أولى ليالي شهر محرم، الذي حرم فيه الله عز وجل، فيه صفك دماء المسلمين، تناولت وجبة العشاء التي اعدتها سيدة في عقدها الرابع. واحتسيت شاي مع مجموعة من الشباب وذهبت للنوم وبعد ساعات قليل استيقظت علي صوت ضجة و نداء استغاثة من نسوى كانو قد وصلوا للدائرة الخامسة التي كنت متواجد في خيمة من خيمها والدائرة الخامسة هي بعيد عن مكان الهجوم الأولي ، وبدأت مروحية تابعة للدرك الملكي المغربي، تطلق صوت مسجل يطلق كل دقيقتيين يحمل في طياته قرار قضائي من أجل إخلاء سكان المخيم اكديم ازيك المكان ،اتذكر جيدا الآن، بدايته يقول فيها : "يا سكان اكديم ازيك أنكم في وضعية غير قانونية المرجو إخلاء المكان و الالتحاق بالحافلات"، نداء المروحية سبقه نداء القمع على أرض اكديم ازيك، بالعصاء والقنابل المسيلة للدموع والقنابل المطاطية والماء الساخن الذي يصب على رؤوس سكان مخيم اكديم ازيك بدون سابق انذار وهم نيام .
كان مشهد ذلك صباح هي الفوضى والخوف من المجهول، كأنك تشاهد وثائقي عن النكبة 1948م،  التي حصلت في حق الشعب الفلسطيني، مناظر مأساوية لشيوخ ونساء وأطفال ، و بدأت رحلة إجبارية على الأقدام صوب المدينة، والكل يترقب ماذا ينتظره والخوف من المجهول هو المسيطر،  لتبدأ حكاية الإختطافات والإعتقالات بمدينة العيون، .
"رأس المال جبان " هذه مقولة تنطبق على المستثمر الذي يفكر في استثمار بالمدينة العيون، بعد احداث اكديم ازيك، لأن كل شئ هنا يدار بالمقاربة الأمنية ، المستثمرون يخافون على مشاريعهم، في مكان يغيب فيه الأمن الحقيقي، و ليس القمع يعرف الأمن، بأنه هو الحالة التي يكون فيها الإنسان محميا ضد خطر يهدده،  أو إحساس يتملكه بالتحرر من الخوف، انعدام الأمن الاقتصادي واجتماعي بالمنطقة سيكون سبب إفراز عصيان مدني على شاكلة مخيم اكديم ازيك.
اتمنى ان يطلق سراح معتقلي اكديم ازيك وان تعيش مدينة العيون في سلام بعيدا عن العنف وان يتعايش الجميع في أمن وسلام من خلال ترسيخ ثقافة تفاهم وتسامح داخل المجتمع وان يطلق اسم اكديم ازيك على شارع او الساحة عمومية من اجل حفظ ذاكرة ملحمة تاريخية للصحراويين.

فشل الحكم الذاتي في العالم


السيد حمدي يحظيه
الذين يبشرون ويغنون ويرقصون لما يسمى نظام الحكم الذاتي في العالم أصبحوا كمن يملأ قربه بالهواء وجرابه بالرمل. بمعنى آخر، لو انتبهنا لما يجري الآن في العالم- العالم كله- لاكتشفنا أن الحكم الذاتي كان دواءا مهدئا  لتنويم وعي بعض الشعوب، ومع الوقت انتهت صلاحيته ومدة استعماله فاستفاقت تلك الشعوب وثارت عليه. الآن لا احد يؤمن بكذبة ما كان يسمى الحكم الذاتي. هذا النوع من الحكم كان نظام حكم مفروض بالقوة من طرف قوى كبيرة ضد شعوب صغيرة، ثم، حين انتهت سلطة العصا والمسدس والقمع، تلاشى ما كان يسمى الحكم الذاتي. فالحكم الذاتي في كل البقاع التي كان يُمارس فيها كان فقط مفروضا بالقوة ضد إرادة شعوب صغيرة مغلوبة على أمرها؛ أي أنه كان استعمار في شكل حديث بمسمى آخر لطيف، خفيف يحاول أن لا يجرح ولو بشعرة مشاعر تلك الشعوب علنا؛ وفي اللغة المحلية لتلك الشعوب المغلوبة على أمرها كان الحكم الذاتي عبارة عن ذئب يلبس جلد خروف. فجوهر الحرية يكمن في السيادة على الأرض والثروات، وفي غياب السيادة ينتفي أي نوع من الحرية، وكتحصيل حاصل فإن الشعوب التي كان يُمارس عليها الحكم الذاتي لم تكن تتمتع بأي نوع من السيادة، وكانت، في داخلها، تحس أن قوة ما تحتقرها: قوة تنهب ثرواتها، ترسل أبناءها للحرب، تخطط لها سياستها الخارجية، وبالتالي فإن أي نوع- ابسط نوع- من الحرية كان معدوما. إذن، حين يتم منع شعب ما من هذه الامتيازات( السياسة الخارجية، التصرف في الثروات، عدم معارضة الحرب إلخ) وتنزع منه بالقوة لا يبقى له من السيادة إلى الفتات والعظام وأنتخابات شكلية لا تنفع وثقافة ولغة تندثر مع الوقت.           
فأول دولة كبيرة حديدية كانت تفرض نوعا من الحكم الذاتي بمسمى آخر في العالم هي الاتحاد السوفياتي السابق غير المأسوف على تفككه. كان هذا الاتحاد بعبعا كبيرا وغولا يضم تحت جناحيه، باسم الحكم الذاتي، أو نظام يشبهه، الكثير من الشعوب الضعيفة التي قهرها بالقوة وفرض عليها نظرية الحكم الذاتي. ثم فجأة استفاقت تلك الشعوب لتكتشف أنها لم تكن تعيش بحرية إنما تحت استعمار مغلف بالصوف. تحطم كل شيء وتحول إلى لا شيء كأنما لم يكن في يوم من الأيام.
حين ننظر اليوم إلى خارطة الشعوب الصغيرة التي لازال يُطبق عليها الحكم الذاتي وهي قليلة  نجد أنها غير راضية البتة؛ أكثر من ذلك تشعر أنها محتقرة ومستعمرة وتضغط عليها قوة كبيرة. لنذهب إلى أية زاوية من الكرة الأرضية يطبق فيها الحكم الذاتي سنجد أنها فيها اضطرابات وثورات وتقف، كلها، على فوهة بركان.
النموذج الأسباني مآله الفشل
قبل إن نخوض في النموذج الأسباني للحكم الذاتي يجب أن ننبه إلى نقطة مهمة وهي إن هناك فرق جوهري بين الفيدرالية والحكم الذاتي: الفيدرالية هي فقط لتسهيل تسيير دولة كبيرة ذات مساحة شاسعة، لكن تشترك كلها في لغة واحدة، ماضي واحد، مستقبل واحد، وسياسة مركزية واحدة، لكن يتم ترك لها التسيير المحلي لشئونها( المانيا والصين نموذجا). أما الحكم الذاتي فهو نظام يتم فرضه على إقليم مدمج بغير إرادته في بلد كبير بالقوة أو بالجغرافيا أو بالتاريخ( أسبانيا نموذجا).                            
في السنوات الأخيرة، منذ التسعينات، ثارت الشعوب التي كانت " تتمتع"ب\ يُفرض عليها الحكم الذاتي على ذلك النوع من النظام لعدم فعاليته. أكبر مثل على فشل الحكم الذاتي هو اندثار الاتحاد السوفياتي السابق وتشرذمه. ابتداء من تفكك هذا الأخير بدأت الشعوب الأخرى الواقعة تحت كذبة الحكم الذاتي تثور: ارتيريا التي ثارت على حكم ذاتي منحته لها الأمم المتحدة رغم أنف اثيوبيا، وحصلت على استقلالها سنة 1993م. تيمور الشرقية رفضت الحكم الذاتي الذي منحته لها الأمم المتحدة سنة 1999م وثارت عليه حتى استقلت سنة 2002م.  جنوب السودان الذي كان منطقة " تتمتع" بالحكم الذاتي ثارت عليه وناضلت حتى حصلت على استقلالها سنة 2011م. في العراق أيضا يناضل الأكراد- رغم "تمتعهم" بالحكم الذاتي- من اجل الحصول على استقلالهم عن العراق.
وإذا كانت المناطق التي كانت مفروض عليها الحكم الذاتي، مثل التي ذكرنا، قد رفضته وانتزعت استقلالها فإن ما تبقى في العقد سينصرم لاحقا. ففي أسبانيا، مثلا، التي كانت نموذجا "لنجاح" الحكم الذاتي لم يكن الأمر كذالك. فالشعب الباسكي والكتلاني لم يسكتا أبدا عن حقهما في الحرية، وظلا\ لازالا يطالبان بتقرير المصير التام في كل المناسبات. بالنسبة للشعب الباسكي امتشق السلاح وحاول الوصول إلى الاستقلال بالبندقية، ثم، أخيرا، حوَّل الكفاح المسلح إلى كفاح سلمي وهو اليوم مصر أكثر من الماضي على نيل الاستقلال؛ أكثر من ذلك هناك تنامي لظاهرة كره الأسبان في الإقليم المذكور.
بالنسبة لكتالونيا، هي الأخرى إقليم فُرض عليه الحكم الذاتي بالقوة والجغرافيا في إطار أسبانيا قوية في الماضي. ورغم أن كتالونيا لم تلجأ إلى القوة إلا أنها، في داخلها، لا تفتأ تطالب بالاستقلال وتلح عليه. ورغم إن أسبانيا مدريد، المركزية كانت تمتدح كتالونيا كنموذج لنجاح الحكم الذاتي إلا أن السحر في الأيام الأخيرة انقلب على الساحر: أعلنت كاتلونيا أنها ستنظم استفتاء في غضون أربع سنوات يقرر فيه الشعب الكتلاني، بصفة نهائية، مصيره وينفصل عن أسبانيا.
والنتيجة أن نظام الحكم الذاتي حُكم عليه بالفشل في العالم كله ولم يعد أحد يؤمن به او يعتبره.
وإذا كان الحكم الذاتي قد أثبت فشله وعدم فعاليته وعدم مسايرته للواقع وللديمقراطية، وثارت عليه الشعوب التي كانت "تتمتع" به فإن أغرب ما يحدث إن تاتي دولة الآن، مثل المغرب، ونحن في القرن الواحد والعشرين، لتقترح على الصحراويين والأمم المتحدة حكما ذاتيا. فإقليم الصحراء الغربية الثائر، غير المندمج لا تاريخيا ولا جغرافيا ولا سياسيا هو الإقليم الوحيد في العالم الذي لا يمكن إن يطبق عليه الحكم الذاتي. إن الذي يجب أن تؤمن به المملكة المغربية هو أنها جاءت متأخرة كثيرا لمسرح الوقائع لبعض الأسباب الوجيهة:
الصحراء الغربية لا يمكن إن يطبق فيها الحكم الذاتي لإنها، عكس الباسك وكتالونيا، لا يوجد منطق لا جغرافي ولا تاريخي ولا سياسي ولا ثقافي يفرض أن يُطبق فيها الحكم الذاتي.
اقتراح الحكم الذاتي على الأمم المتحدة من طرف المغرب ليتم تطبيقه في سنة 2007م هو أشبه بنكتة؛ فالأمم المتحدة كانت قد حاولت إقناع عدة شعوب من قبل بقبول الحكم الذاتي( ارتيريا، تيمور الشرقية، جنوب السودان) لكن شعوب هذه البلدان رفضته.
نظام الحكم الذاتي في أسبانيا الذي يفتخر به المغرب ويقول انه ناجح، ويريد تطبيق مثله في الصحراء الغربية، بدأ يفشل، وأخر دليل على ذلك الفشل هو قرار كتالونيا بالانفصال عن أسبانيا.                  

sidhamdi@yahoo.es                           

5‏/11‏/2012

خدعنا مظهره: روس، رجل فحل

السيد حمدي يحظيه
إلى حد الآن - نقولها بتحفظ- أخطأ الكثير منا في روس؛ بعبارة أخرى خدعنا، حقيقة، مظهر روس وهدوئه( المظاهر تخدع في الكثير من الأحيان). ف"روس" الهادئ جدا، جدا الذي يتكلم مبتسما دائما كأنما لا يقوم بمهمة كبيرة اسمها التوسط في قضية الصحراء الغربية والتي أعيت الكثيرين قبله ومن بينهم بيكر، القوي، " المبلوغ" والمتكبر، ليس مثلما توحي بذلك سحنته وصورته وهدوئه. عندما شاهدنا - أو شاهد الكثير منا حتى لا نبالغ- روس وسمعناه يتكلم ويصرح بهدوئه الطبيعي العفوي أول مرة، ظننا أنه يمزح في قضية لا تقبل المزاح، وأنه لن يغير حجرا من مكانه، وأنه سيظل يجري ويكسب حتى يتعب ويخرج من الساحة. وزاد شكنا حين بدأ روس ما سماه هو مسلسل المفاوضات غير المباشرة والتي سميناها نحن، من جهتنا، العبثية ومفاوضات تضييع الوقت وتضييع ضربات الجزاء.
وحين كنا نتابع بسخرية مبالغ فيها ما يقوم به روس من مفاوضات لا فائدة منها لفت انتباهنا أن المغرب بدأ يمتعض من روس وينتقده، ثم فجأة، وبدون أن نعرف السبب تحديدا، سمعنا أن المغرب قرر سحب الثقة من روس. كلنا ظننا أن روس سيجمع أشياءه وأوراقه ويرحل؛ فالمغرب المدجج بالتعنت لا يُقدم على خطوة، ولو صغيرة، في سياسته الخارجية إلا  بعد " أكشن" من فرنسا، وفي أحيان كثيرة من أمريكا، وبعد " أكشن" من كل الشياطين في العالم.
إن سحب المغرب للثقة من روس جعلنا ننتبه للرجل الذي ظننا، في الوهلة الأولى، أنه متسامح، وأنه ولن يدخل في صراع لا مع الشياطين ولا مع الملائكة. الموقف المغربي جعلنا أيضا نتوقف عن السخرية من روس ونراجع أحكامنا المتسرعة. ذات الموقف جعلنا نصل إلى استنتاج وهو أن روس، ليس كما ظننا( متسامح، هادئ)، وأنه دخل في تطاحن خفي حقيقي مع المغرب، تطاحن كواليس، تطاحن كسر عظم حول شيء جوهري لن يخرج، في أقصى الاحتمالات، عن خارطة ما يلي: ربما يكون روس رَفَضَ أي نقاش حول الحكم الذاتي وتمَسكَ بتقرير المصير أو، وهذا احتمال وارد، أراد حشد الدعم الدولي لإحياء خطة بيكر الثانية التي تجمع بين الحكم الذاتي وتقرير المصير، وفي الأخير لا يجب إن نستبعد من أذهاننا أن روس مهتم كثيرا بفكرة الصحراويين وهي توسيع صلاحيات المينورصو لتشمل مراقبة الإقليم ووضع حقوق الإنسان المداسة هناك من طرف الآلة المغربية.
وليس فقط عرفنا أن روس دخل معركة لي ذراع ولي مَرفَقْ " بولسو" مع العدو المغربي ولكن استنتجنا أن روس رفض الرشوة ومحاباة المغرب له. فالعادة في المغرب أنه لا يتم التعارك مع أي أحد إلا بعد أن يرفض الرشوة.  
وإذا كنا نحن قد ظننا، عند أول وهلة، إن روس متساهل، فالمغرب ربما ظن أكثر منا أنه رجل هش، وأنه جمل من قش ومن السهل وضع " لخزامة" في أنفه وتوجيهه. إن عدم قدرة المغرب على ابتلاع روس بالماء وبدونه، وعدم قدرته على عجنه، جعله( المغرب) يلجأ إلى الفكرة الأخيرة : النرفزة والدخول في صراع مفتوح على كل الجبهات معه. الصراع بين المغرب وروس انتهى بسحب الثقة من هذا الأخيرة وسحبْ البساط والحصيرة من تحته أيضا ومحاولة جره خارج الحلبة وإشعال النار فوق رأسه. لكن سحب الثقة ذلك، وبدل أن يجعل روس يخرج مطاطئ الرأس، خافض النظر، حافي القدمين جعله يبقى في منصبه مثل مسمار حجا. أبعد من ذلك كله جعله يبادر إلى الهجوم ويتخطى الخطوط الحمراء والصفراء التي يرسم المغرب : ينظم زيارة إلى المنطقة بنفسه؛ يجبر الملك الذي سحب منه الثقة على استقباله شخصيا؛ يذهب إلى العيون المحتلة ويلتقي- وهذا يحدث لاول مرة- بالنشطاء الصحراويين؛ يستمع إلى فعاليات المجتمع المدني الصحراوي ثم يزور المناطق المحتلة والمناطق المحررة.
من خلال الزيارة يبدو أن روس صفى كل أنواع الحساب مع المغرب بما في ذلك الضرب، الطرح، القسمة، الزائد، وأنه أذكى كثيرا من المحتل المغربي. لقد ندم المغرب كثيرا وبدأ يجرح وجهه ويقطع عروقه وينتف شعره غضبا على القرار غير المحسوب بسحب الثقة من روس. إن فشل محاولة تحييد روس جعلت السقف يهوى على من تحته: زاد التذمر داخل المغرب من الخطوة، وبدأت حكومة بن كيران تتهم القصر دون ذكر اسم الملك، وبدأت الصحافة المغربية المعروفة بقلة أخلاقها وقلة حيائها تعض ذنبها مثل أفعى مجروحة، وتحولت المملكة كلها إلى بيت تعمه الفوضى.
لم يجنِ المغرب من صراعه مع روس أي نتيجة ولو علفة صغيرة. زادت سمعة روس في العالم؛ جعلت زيارته العالم يلتفت إلى الصحراويين الذي خرجوا يتظاهرون في المدن المحتلة؛ أكثر من ذلك هناك أصوات في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها بدأت تفكر عاليا تطالب بالتحقيق فيما يحدث في الإقليم الصحراوي المحتل وتتحدث عن عدم شرعية احتلاله.
النتيجة أن روس – إلى حد الآن- رجل، فحل، عنيد وانه ذكي. رجل لإنه لم يستسلم ولم يقبل الرشوة المادية والسياسية، وعنيد لإنه لم يترك الساحة ويرفع العلم الأبيض، وذكي لإنه حوَّل هزيمته وسحب الثقة منه إلى انتصار له بالدرجة الأولى، وأعطى للشعب الصحراوي اليائس من المفاوضات الممضوغة والممصوصة بعض الأمل بأنه وقف إلى جانبه. وحتى إذا لم يغير ما قام به روس شيئا مما يحدث على الأرض، وهذا مستبعد جدا في ظل الحماقة المغربية، فإنه، على الأقل، وهذا أضعف الأيمان، قد دعم بقوة حجة الصحراويين في اللجوء إلى كل الوسائل المتاحة للوصول إلى استقلالهم.
sidhamdi@yahoo.es

بدون مؤاخذة .... كلنا روس كلنا العيون المحتلة

احمد سالم طالب صحراوي
في الوقت الذي يزور المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد كريستوفر روس المدينة ضمن جولة إستطلاعية يقوم بها إلى المنطقة يخوض الصحراويون اليوم معركة ضارية من حي معط الله الصامد و شارع السمارة و شارع القدس و شارع مزوار و نادي الأحمر ، و زنقة الشاوية و القيادة بوكراع و شارع الطنطان و الإنعاش بالعيون المحتلة الصحراويون لا يعرفون الإستسلام ، نعم هي معركة من معارك البقاء و الإنتصار و معركة الحق الصحراوي و الشرعية الصحراوية أمام المحتل المغربي المتغطرس و الذي يريد من الصحراويين البقاء تحت الإحتلال و البقاء كشعب بلا تاريخ و بلا حقوق سياسية و بلا هوية وطنية و بلا حماية تكفل له حق تقرير المصير .
لا يحتاج الأمر إلى كثير من التدقيق محتل غاشم لا يستطيع الإستمرار بعيش إلا و هو يغوص بدماء زكية تنزف دومًا لتعطر الأرض الصحراوية بعبقها الطاهر فهم الصحراويين الذين حملوا على أعناقهم مسئولية الدفاع عن كرامة شعبهم التي تهان و تداس ليل نهار لولا صمود هذا الشعب الأسطوري أمام عنفوان محتل بربري لا يعير لكافة المواثيق الدولية بالا و هي التي خلقت و صيغت لحماية الأرض و الإنسان !! جيش يتجبر على شعب أعزل مجلجل بسلاح النفوس من كرامة و عزة و صمود لا يقوى معها المحتل أن ينزع من هذا الشعب ترسانته التي يذود بها عن كرامة الشعب الصحراوي الأبي .
العيون في رحلة البحث عن نصر جديد !!!!
حصار مرير تعيشه العيون المحتلة و لا حياة لمن تنادي من عرب و عجم ، من منظمات و مؤسسات حقوقية من كافة المسميات التي مللنا تكرار الإستماع لقراراتها التي لا يعير الإحتلال المغربي لها بالا فهي للأدراج و لأرشيف تلك المؤسسات و المنظمات و ليست للتنفيذ طالما أنها تتعلق بالإحتلال الغاشم !! قطعان من المستوطنين لا تتوقف عن العبث بكل ما هو صحراوي فكل شيئ جاهز و مدبر بليل حالك .
إعلام الإحتلال ..... أكذب ثم أكذب ثم أكذب حتى يصدق الأخرون
من جهته لن يتوانى إعلام الإحتلال من ممارسة هوايته المفضلة عبر التضليل و تشكيل الرأي العام بحسب مصالح دولته و لديه وفرة في الأكاذيب و المسرحيات الجاهزة لكل حدث من باب الحرب النفسية ، مستخفا بالصحراويين و بإعلامهم المقاوم .
و في معمعة الأحداث و في عالم يتسم بالصراعات كأنه بات على فوهة بركان لا أجد غضاضة فالبوح عن مدى الإرتباك الفكري الذي يخالج مداءات عقلى و أنا أحدق بعين حائرة مواطن بسيط تكبله هواجس الماضى و مخاوف المستقبل لاكن فسحة الأمل ستتسع في رقعة الخوف و الإستبداد و نار الإنتفاضة ستظل متقدة في ليل العيون الحالك حتى تسقط فيها كل حشرات الإستبداد التي أستوطنت تاريخنا قرونا و تلك المهاجرة المستوطنة فرغم كأس المقاومة المر الذي نتجرعه اليوم و رغم الثمن الباهظ الذي ندفعه إلا أن الفجر قادم و منحنى قضيتنا ينحرف إلى الأعلى فقظ قليل من الصبر و طول النفس .
ليلة الجمعة هناك في العيون المحتلة التاريخ في مخاض عسير لحظات من الترقب و التوجس ، خيفة من طلائع النتائج قد جافاني النوم فيها و أنا القابع على ضفاف الجيطير .... فرغم أنفي في وعي و لا وعي أنا أتنفس هموم شعبي .... سجل أنا صحراوي ؟

 
electronic cigarette review